فيما تبدأ اليوم ولاية المجلس النيابي اللبناني الجديد الذي انتخب في 6 أيار (مايو)، تتحول اليوم أيضاً الحكومة الحالية حكومة تصريف أعمال، بعد جلسة وداعية يعقدها مجلس الوزراء ستتناول موضوع الكهرباء.
وتستبق قوى سياسية جلسة البرلمان بتشكيل جبهة وكتلة نيابيتين تبرر لكل منهما المطالبة بحصص وزارية، إما بائتلاف مجموعة نواب أو «باستعارة» نواب من كتل أخرى. وقال مصدر قيادي في كتلة «تيار المردة» إن الاتصالات نجحت في إقامة جبهة نيابية متنوعة تضم نوابه الثلاثة إلى النائبين فيصل كرامي وجهاد الصمد من طرابلس والضنية، والنائبين فريد هيكل الخازن ومصطفى الحسيني من كسروان-جبيل، وبات عددها 7 نواب، على أمل أن يصبحوا 8 إذا نجحت الاتصالات في إقناع النائب فؤاد مخزومي بالانضمام إليها. وذكر المصدر أن اجتماع النائب (المنتهية ولايته) سليمان فرنجية مع رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي انتهى إلى تريث الأخير في إعطاء جوابه النهائي لدرس ضم كتلته (4) إلى هذه الجبهة برئاسته.
ومن جهة ثانية، تتسارع المساعي لإعلان ولادة «كتلة الجبل» برئاسة الوزير طلال أرسلان الذي نجح وحده من مرشحي حزبه، على أن تضم نواب «التيار الوطني الحر» في الشوف – عاليه، سيزار أبي خليل، ماريو عون وفريد البستاني (4)، ليتاح ترشيح الأول لمنصب وزاري. ولذلك قال ارسلان للجبل كتلتان شاء من شاء وأبى من أبى.
زار مساء أمس رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط رئيس المجلس النيابي نبيه بري يرافقه النائب غازي العريض، للبحث في استحقاقي انتخاب رئيس البرلمان ونائبه وتشكيل الحكومة وتنسيق المواقف حول المرحلة المقبلة.
وشدد وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة على ضرورة تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن كون المخاطر تتراكم، محذراً في حديث إلى «صوت لبنان» من أنه «ما لم تشكل الحكومة بسرعة، فإن كل واحد سيرفع شروطه وهذا يعني أن لا حكومة قبل أشهر، حتى لا نقول، ما في حكومة». وأشار إلى «أن العقوبات الأميركية على حزب الله ستعيق تشكيل الحكومة»، مشدداً على «ضرورة إبعاد لبنان من التجاذبات السياسية حفاظاً على امنه واستقراره».
وإذ أكد حمادة أن «أصواتنا للرئيس نبيه بري من دون تردد»، لفت إلى أن «الدول تطالب لبنان بحكومة لبنانية بعيدة من التجاذبات الخارجية».
وأكد النائب السابق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي أن موضوع نيابة رئاسة المجلس ليس مطروحاً بالنسبة إليه قبل تبنّي ترشيحه رسمياً من «تكتل لبنان القوي» الذي سيعقد اجتماعه غداً الثلثاء لاتخاذ القرار في هذا الشأن، مشيراً إلى أنه «ملتزم التفاهم العريض الذي يقوده رئيس الجمهورية ميشال عون منذ انتخابه».
وعن عدم دعم الرئيس سعد الحريري لترشيحه لنيابة رئاسة المجلس، قال الفرزلي: «هذا حقّه الديموقراطي ولا يمكنني أن أضع نفسي مكانه لفهم تحالفاته وخريطة علاقاته ولكني على الصعيد الشخصي أعرف أهمية الدور الذي يمكن أن ألعبه على المستوى الوطني الكبير».
وإذ شدد على أنه «لا يوجد دور لأي نائب رئيس في ظل وجود رئيسه»، رأى أنه حتى ولو غاب رئيس مجلس النواب فلا يستطيع نائبه أن يستفيد من دوره وموقعه بسبب الدور الميثاقي للرئيس المنصوص عليه في الدستور».
وأشـــار عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب وائل أبو فاعور إلى أن «جملة من الملفات التي تتعلق بقضايا وشؤون إدارات الدولة باتت تتطلب علاجات سريعة، لا سيما أن أسباب تأخيرها غير مقنعة وغير مبررة. فمن تعـــطيل مبـــاريات مـــجلس الخـــدمة المدنية إلى وقف تعيينات حراس الأحراج ومراقبي الملاحة الجوية والمساعدين القضائيين إلى عدد من الأمـــثلة الأخــرى تحـــت حجج واهية كالتوازن الطائفي، ما يشكل ضرباً جديداً لاتفاق الطائف الذي تحدث عن هذا التوازن حصراً في موظفي الفئة الأولى».
وإذ دعا الحكومة إلى «تسيير شؤون المواطنين وتوديعهم في آخر جلساتها الإثنين (اليوم) بقرارات تقفل هذه الملفات وتعطيهم حقوقهم». قال: «كفى التفافاً على هذا الاتفاق، وكفى ضرباً لمفاهيمه الأساسية، وكفى تفريغاً لضغائن قديمة ضده».
وأمل عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب أيوب حميد بأن تتم العملية السياسية واعادة تشكيل المؤسسات «بطريقة هادئة تعكس إمكانات التعاون بين الأفرقاء لبدء ورشة العمل التي يحتاجها لبنان وهي في حاجة إلى مناخ وفاقي ستدفع به حركة أمل للوصول إلى مشتركات يحتاجها الوطن». وقال: «نحن مستعدون في المرحلة المقبلة للتعاون التام مع كل المكونات السياسية المخلصة التي تريد النهوض بالبلاد من الواقع السيء الذي تعيشه حاليا إلى واقع أفضل وأحسن ينتظره الجميع».
ورأى عضو الكتلة نفسها النائب قاسم هاشم أن «الظروف السياسية الراهنة والتي لا تخلو من بعض التعقيدات في ظل أوضاع المنطقة والضغط الأميركي المتنوع الاتجاهات، تتطلب مساراً مرناً لانطلاقة عمل المؤسسات، ولاننا على أبواب فتح النقاش حول الحكومة الجديدة، فإن ذلك يستدعي توسيع مساحة التوافق والتفاهم الوطني للوصول إلى حكومة جامعة تشترك فيها كل القوى والكتل النيابية لتعبر عن وحدة الموقف الوطني».
وقال هاشم : «الكل مطالب بتحمل المسؤولية الوطنية والمشاركة في اتخاذ القرارات السياسية لإنقاذ لبنان».
وتحدث رئيس «تيار الكرامة» النائب فيصل عمر كرامي، في بيان عن حجم المسؤولية الكبيرة المترتبة عليه بعدما استطاع إعادة ملء مقعد الرئيس الراحل عمر كرامي، بعد مرور 13 عاماً على غياب عائلته عنه. ولفت إلى أن «الانتخابات أكدت أنه لم يعد هناك حصرية سنية سياسية، نيابياً ووزارياً، فبعد الانتخابات باتت الحسابات جديدة، وهذا الكلام لحلفائنا قبل خصومنا».
وعن التكتل مع رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، قال: «التقارب مع فرنجية موجود طوال العمر، ونحن متفقون معه كليا في الخطوط العريضة، لكن فكرة التكتل لم تتبلور بعد نهائياً، بانتظار وضع اللمسات الأخيرة عليها. نحن نؤيد تشكيل جبهة وطنية على غرار تلك التي جمعت الرئيسين سليمان فرنجية ورشيد كرامي، وفي المقابل نؤكد ضرورة أخذ موقف الرئيس نجيب ميقاتي في الاعتبار لأن التعاون والتقارب معه ضروري».