Site icon IMLebanon

جنبلاط يلتقي عون ويصف «بعض العهد» بالفاشل ويرفض وصف مطالبه الحكومية بالعقدة الدرزية

 

 

لم يتراجع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عن مطلبه حصر التمثيل الدرزي بمن يسميهم هو في الحكومة العتيدة بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون بمبادرة من الأخير أمس. حتى أن جنبلاط لم يعد النظر بتغريدته التي أطلقها قبل نحو أسبوعين ووصف فيها العهد بأنه فاشل، واكتفى بالقول من القصر الرئاسي إن «بعض العهد فشل»، لكنه ثمن حرص الرئيس عون على وحدة الجبل داعياً أنصاره إلى تهدئة السجالات على مواقع التواصل الاجتماعي (مع أنصار التيار الوطني الحر). وأوضح أن الرئيس لم يتناول الشأن الحكومي معه.

وأطلع جنبلاط النواب الأعضاء في كتلة «اللقاء النيابي الديموقراطي» الذي يضم نواب حزبه وحلفاءه (9 نواب) على نتائج الاجتماع مع الرئيس عون عصر أمس.

ورجح مصدر في الكتلة لـ «الحياة» أن تكون مبادرة عون إلى الاتصال بجنبلاط ودعوته إلى زيارته تمت بتشجيع من الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري، قبل مغادرة الأخير في زيارة خاصة إلى أوروبا، خصوصاً أن الحريري يدعو إلى تهدئة السجالات وإلى الحوار المباشر مع سائر الفرقاء، لإزالة العقد من أمام ولادة الحكومة.

وأوضح المصدر لـ «الحياة» أن هناك انطباعاً لدى جنبلاط ونواب الكتلة بـ «أن البعض يسعى للترويج أنه وراء العقدة الدرزية أمام تأليف الحكومة، في وقت المشكلة عند غيره ممن يريد أن يفرغ نتائج الانتخابات النيابية من مضمونها حيث برهن أهالي الجبل وفاءهم للحزب وخياراته ورموزه في دوائر الشوف- عاليه وبعبدا والبقاع الغربي ومرجعيون- حاصبيا». وأشار المصدر إلى أن جنبلاط يرى أن هناك من يتربص بحزبه بهدف تحجيمه قبل الانتخابات وبعدها، على رغم نجاحه في حصد أكثرية الأصوات الدرزية وحافظ على نسبة عالية من المؤيدين في الطوائف الأخرى مع حلفائه، وهو لن يقبل بالتنازل أمام محاولة إضعافه هذه». واعتبر المصدر في «اللقاء الديموقراطي» أن جنبلاط يتشدد في حصة حزبه بحقيبة خدماتية أساسية مثل وزارة الصحة أو وزارة الأشغال.

وصرح جنبلاط بعد لقائه عون بأن « في كل جلسة ألتقي فيها الرئيس عون، المس حرصه الشديد على وحدة الجبل خصوصاً ووحدة لبنان. إن القرار المركزي يسري في أحيان، إنما لا سيطرة في المطلق على بعض الذين يتهامسون من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك أقدّر كثيراً حرص الرئيس عون على وحدة الجبل وتنوع الاحزاب. وقد مرّت الانتخابات بهدوء إلا الحادث المؤسف الذي حصل في الشويفات (مقتل مناصر للاشتراكي على يد مسؤول المرافقة التابع للنائب طلال أرسلان)- على رغم بعض «الهيجان» على مواقع التواصل الاجتماعي. لذلك، أطلب شخصياً من الرفاق والمناصرين تخفيف حدة اللهجة، والتفكير كما الرئيس عون، بحل المشكلات الكبرى الأساسية، ومنها سبل تخفيف العجز ووضع خطة إنمائية من أجل خلق فرص عمل، ويبدو أنه تم البدء بوضع مثل هذه الخطط».

 

«يكفي التحدث للرئيس»

وأضاف: «مدارس لبنان تخرّج بنسب عالية طلاباً يتجهون إلى اختصاصات علمية، ولكننا ننسى قطاعاً مهماً هو القطاع المهني الذي نفتقده في لبنان، علماً أنه منتج وتعتمد عليه دول كثيرة مثل ألمانيا التي تؤكد على أهمية المهنيين، وهذا سر نجاحها من ناحية الإنتاجية.»

 

وسئل: ألم تتطرقوا الى مسألة الحكومة؟ أجاب: كلا لم نتطرق الى هذا الموضوع، فالرئيس لم يفاتحني بالمسألة وأنا من جهتي لم أعمد الى إثارتها».

وعن إطار زيارته للرئيس عون أجاب: «صدف أن اتصل بي الرئيس عون ودعاني إلى زيارته، ولبّيت الدعوة كوني لم أره منذ فترة غير قصيرة».

وعندما سئل عن تغريدته التي وصف فيها العهد بالفاشل، أجاب: «لن أتراجع عن الكلمة. فلو نجح العهد، أو قسم من العهد، كي لا نشمل العهد بكامله، في معالجة قضية الكهرباء منذ سنة ونصف السنة لما زاد العجز بليوني دولار».

وعن تليين بعض المواقف حول تشكيل الحكومة قال: «لم نتطرق إلى تأليف الحكومة».

سئل: «هل كنت تنتظر أن يبادر الرئيس عون إلى طرح موضوع الحكومة؟» أجاب: «كلا. رغب الرئيس عون بالتركيز على الأهم، وقد يملك معطيات في هذا الشأن. وهو كان دائماً عندما نلتقي، وحتى قبل انتخابنا له رئيساً للجمهورية، مهتماً بالجبل والهدوء والعيش المشترك والتفاعل فيه».

وأوضح أن لا فكرة لديه حول توقيت تأليف الحكومة، «فهناك أناس مكلفون بهذا الأمر ولست أنا المعني بذلك».

وأكد أنه ما زال مصراً على تسمية الوزراء الدروز الثلاثة في الحكومة، «لأنه نتيجة الانتخابات، أعطانا التصويت الشعبي والسياسي هذا الحق. قد نسقط كلنا في الانتخابات المقبلة».

وعما إذا كان الرئيس عون أحاله إلى رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل في الشأن الحكومي، أجاب: «لم نتطرق إلى هذا الموضوع، وأنا اتحدث مع فخامة الرئيس ويكفيني هذا الأمر».