في عملية نوعية هي الأكبر منذ انطلاق الخطة الأمنية لبعلبك- الهرمل، تمكن الجيش من إحكام سيطرته على بلدة الحمودية غرب بريتال، بعد اشتباكات دارت منذ صباح أمس إثر دهمه منزل المطلوب علي زيد اسماعيل، انتهت بالقضاء عليه إلى جانب 7 من مجموعته وتوقيف 41 مطلوباً، بينهم 6 جرحى من دون تسجيل إصابات في صفوف العسكريين، وضبطت كمية من الأسلحة والمخدرات.
وكان فوج المغاوير في الجيش فرض طوقاً أمنياً وعزز وجوده في البلدة بوحدات متعددة ومتنوعة، إضافة إلى الطوافات العسكرية التي واكبت العملية من الجو، وأقفلت مداخل البلدة التي تحولت الى ثكنة عسكرية، تمهيداً لاستكمال المداهمات للمطلوبين الذين عمل على مخاطبتهم عبر مكبرات الصوت لتسليم انفسهم، وسط تهديدات من أحدهم بتفجير نفسه. وسبقت الحصار اشتباكات بين الجيش وعدد من المطلوبين، استخدمت فيها القذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة. وانتهت العملية الثالثة بعد الظهر، بمقتل المطلوب الرئيس علي اسماعيل و7 من مجموعته، وإصابة آخرين.
وأصدر الجيش بياناً أشار فيه إلى «قيام قوة من الجيش بدهم منزل علي اسماعيل المطلوب بمذكرات توقيف عدة بجرم ترويج المخدرات في بلدة الحمودية – بريتال، مع مجموعات مسلحة مرتبطة به».
ولاحقاً، أعلنت قيادة الجيش- مديرية التوجيه في بيان «إلحاقاً ببيانها السابق المتعلق بتنفيذ قوة من الجيش عمليات دهم في بلدة الحمودية– بريتال، تعرضت القوة المذكورة لإطلاق نار من قبل مجموعات مسلحة تابعة للمدعو علي زيد اسماعيل، واضطر عناصر القوة إلى الرد بالمثل، ما أدى إلى مقتل 8 مسلحين وتوقيف 41 شخصاً بينهم 6 جرحى من المجموعات المذكورة، كما ضبطت كمية من الأسلحة والمخدّرات. وتمّ تسليم الموقوفين مع المضبوطات إلى المرجع المختص، فيما تستمر قوى الجيش المنتشرة في المنطقة بتنفيذ التدابير اللازمة لتوقيف بقية المطلوبين».
وعصراً أفيد بأن الجيش فك الطوق الأمني عن بلدة الحمودية، وعادت حركة السير باتجاهها بعد انتهاء العملية العسكرية.
ويحذر من استفزازات مطلوبين لحواجزه
رد عناصر من الجيش اللبناني عند الحاجز الواقع على المدخل الجنوبي لمخيم عين الحلوة، بإطلاق النار في الهواء ليل أول من أمس، إثر إقدام اثنين من المطلوبين البارزين في المخيم، أحدهما ش. غ. والثاني من آل ج.، على استفزاز الجيش ومحاولة التهجم على الحاجز المذكور، وتحطيم اللافتات التي تحمل شعارات المؤسسة العسكرية، وذلك على خلفية إشكال بين عناصر الحاجز وتاجر سجائر كان متجهاً الى المخيم وبرفقته سيدة سورية أثناء محاولة حاجز الجيش التحقق من أوراقها. وعلى الأثر سجل استنفار لوحدات الجيش المنتشرة في المنطقة ولعناصر حركة «فتح» عند نقطتها المقابلة لحاجز درب السيم منعاً لتطور الأمور.
ووجه مرجع أمني لبناني تحذيرات «للقيادات الفلسطينية كافة من مغبة إقدام المطلوبين في المخيم على استفزاز الجيش اللبناني المنتشر على مداخل المخيم»، مشيراً إلى أن «مواصلة الاعتداءات ستواجه برد عنيف».
وقال لـ «المركزية» إن «المطلوبين الإرهابيين في المخيم يحاولون التحرك والتكتل لتجنب التوقيف أو تسليم أنفسهم»، مـــشيراً إلى أن «الحــادث الأخير يوتر العلاقة بين المخيم وجواره وقد يتحول شرارة لفتنة يتحين الإرهابيون الفرصة المناسبة لإشعالها»، مؤكداً أن «الجيش حريص على المخيم وسكانه لكنه لن يتهاون مع أي عمل إرهابي يستهدف حواجزه وعناصره».
وعلى صعيد ملف المطلوبين، قال مصدر فلسطيني إن المطلوبين باتوا يبادرون إلى تسليم أنفسهم طوعاً، بعد أن فقدوا الثقة بالتنظيمات في المخيم، وضاقوا ذرعا بوضعهم غير القانوني ويسعون إلى إنهاء ملفهم الأمني.
ولفت إلى أن «الجيش أبلغ فاعليات المخيم أنه لن يقبل التراجع عن تفكيك عقدة المطلوبين بعدما سقط أسيادهم في الجرود وفي سورية، فلماذا بقاؤهم عنصر توتير للمخيم وجواره؟».