IMLebanon

عون في عيد الجيش اللبناني: لحكومة لا تهمّش أحداً ولا تكون الغلبة فيها لفريق يستأثر أو يعطل القرار  

 

حدد الرئيس اللبناني ميشال عون موقفه من مسألة تشكيل الحكومة العتيدة في ضوء تجدد السجال حول شكل هذه الحكومة والحصص السياسية فيها. وقال في احتفال عيد الجيش إنه مع «حكومة جامعة للمكونات اللبنانية من دون تهميش أي مكون، أو إلغاء دوره، ومن دون احتكار تمثيل أي طائفة من الطوائف»، مشدداً على «ألا تكون الغلبة فيها لفريق على آخر، وألا تحقق مصلحة طرف واحد يستأثر بالقرار أو يعطل مسيرة الدولة».

وأعلن عون عزمه، بالتعاون مع الرئيس المكلف سعد الحريري، على إخراج البلاد من أزمة تأخير ولادة الحكومة، مراهناً على تعاون جميع الأطراف وحسهم الوطني، «لأن أي انكفاء في هذه المرحلة من تاريخنا المحاطة بالأعاصير وصفقات القرن خيانة للوطن وآمال الناس الذين عبروا في صناديق الاقتراع عن خياراتهم وتطلعاتهم. وأنا ملزم بحكم مسؤولياتي كرئيس للجمهورية، على احترامها وعدم السماح بالتنكر لها».

 

وأقيم الاحتفال بالعيد الـ73 للجيش في الكلية الحربية في ثكنة شكري غانم في الفياضية، وحضره الرئيسان نبيه بري والحريري إلى جانب عون، لتقليد السيوف للضباط الخريجين في دورة حملت اسم «دورة فجر الجرود». وأكد عون «أن «الجيش يظل المرجعية الأكثر ثباتاً عند الأزمات»، متعهداً أن «يكون دوماً إلى جانبه وجانب قيادته في سعيها إلى تحصينه، وتطوير قدراته القتالية، وتسليحه بأحدث العتاد والمعدات والتجهيزات».

 

وأمام حشد سياسي وديبلوماسي عربي وأجنبي ووفد من قيادة «يونيفيل» وممثلي المرجعيات الدينية والروحية، وضع الرئيس عون إكليلاً من الزهر على النصب التذكاري لشهداء ضباط الجيش داخل حرم الكلية الحربية فيما ردد تلامذة الضباط عبارة «لن ننساهم أبداً».

وانطلق عون في كلمته من اسم الدورة قائلاً: «إن تلك الجرود التي خيم عليها ليل الإرهاب طويلاً وسالت على أرضها دماء وسقط شهداء وعانى مخطوفون حتى الشهادة، وبكى أهل وأحبة، بزغ فجرها في النهاية بسواعد أبطال، وقرار قيادة، وبسالة تضحيات حررت الأرض وطهرتها من الإرهاب فصانت كل الوطن. وأكدت العملية العسكرية النوعية التي قام بها الجيش للقضاء على الإرهابيين، والتي أجمع العالم بأسره على حرفيتها ودقتها، أهلية مؤسستنا العسكرية واكتسابها ثقة دولية، وإيمان أبنائها بدورهم الجوهري في الدفاع عن وطنهم، وبأنهم في النهاية خشبة الخلاص له وسط العواصف والاضطرابات».

وحيا «شهداء «فجر الجرود» وهم ساكنون دوماً في بالنا ووجدان الوطن، لا سيما العسكريين الذين تمت استعادة جثامينهم بعد خطفهم على أيدي أبناء الظلام، ليحتضنها تراب الوطن أيقونة للبطولة والحرية».

وشدد على «أن الجيش في أوقات الحرب، يحفظ الحدود، ويصون الأرض والكرامة والسيادة، ويرمم التصدع في جدار الوحدة والعيش المشترك. وفي السلم، له الفضل في حفظ الأمن ومكتسبات الاستقرار، وتطلعات اللبنانيين. وعهدي للجيش أن أكون دوماً إلى جانبه وجانب قيادته في سعيها إلى تحصينه، وتطوير قدراته القتالية، وتسليحه بأحدث العتاد والمعدات والتجهيزات، ليكون على الدوام على قدر المهمات التي يقوم بها والتي تنتظره في المستقبل، بالتوازي مع ورشة العمل والمهمات التي تنتظر الحكومة العتيدة، في معركة بناء الوطن. فلا يمكن الانتصار في هذه المعركة إن لم تلتق كل الإرادات على هدف واحد، تبذل لأجله التضحيات. فلا انتصار في معركة ضاع فيها الهدف وبدأ ضرب النار داخل الخندق. وهدفنا اليوم وفي المرحلة المقبلة، هو النهوض بالوطن والاقتصاد، وقطع دابر الفساد، وقيام الدولة القوية والقادرة، وإغلاق ملف النازحين بعودتهم الآمنة إلى بلادهم، لا سيما أن مطالبنا المتكررة لاقت صداها الإيجابي أخيراً في دول القرار، التي نشهد تحولاً أساسياً في مواقفها لتصبح متناغمة مع التوجه اللبناني ودعوتنا إلى إعادة النازحين إلى أرضهم».

وشكر عون «المبادرات التي تهدف إلى اعتماد إجراءات عملية تؤمن عودة آمنة للنازحين السوريين. وعلينا ملاقاتها بجاهزية تامة بما يحقق الهدف المنشود منها»، مؤكداً أن «كل هذه الأهداف يمكن تحقيقها إذا صدقت النوايا وتضافرت الإرادات وانخرط كل مواطن في ورشة الإصلاح والتنمية، وبات خفيراً وحسيباً لأداء من أوكلهم شؤون حياته، وحلم العبور بلبنان إلى ضفة الحداثة والتطور».

ورأى عون أن «صوت اللبنانيين الذي تمثل في المجلس النيابي، يجب أن ينعكس على تشكيل الحكومة». وقال: «إذا كان بعض المطالب أخر حتى الآن تشكيل الحكومة، في مرحلة دقيقة ومليئة بالتحديات بالنسبة إلى لبنان، فأجدد تأكيد عزمي، بالتعاون مع الرئيس المكلف، على إخراج البلاد من أزمة تأخير ولادة الحكومة».

وخاطب الضباط قائلاً: «لباسكم العسكري قوة اطمئنان لشعبكم وأهلكم، ومصدر الثقة والأمان لكل اللبنانيين، إن ضاع دوره ضاع الوطن. فحافظوا على قدسية بزتكم ولا تسمحوا بأن يشوهها أي إغراء». وشدد على دور العسكريين «الكامل في حماية جنوبنا من أطماع إسرائيل، بالتعاون الكامل والمنسق مع القوات الدولية. وساهمتم في الحفاظ على التزامات لبنان، لا سيما في تطبيق القرار1701، فيما إسرائيل لا تزال تنتهكه، وتحتل قسماً من أراضينا. لكن، كل محاولاتها لن تحول دون عزمنا على المضي في الاستفادة من ثروتنا النفطية، وبتنا على مشارف مرحلة التنقيب، التي ستدخل لبنان في المستقبل القريب إلى مصاف الدول النفطية».

وتخلل الاحتفال عرض لتشكيلات تابعة للقوات الجوية، تضمنت: سرب مقاتلات من نوع Super Tucano التي تستعمل لمهمات الدعم الجوي القريب ومجهزة بقنابل وصواريخ موجهة عالية الدقة وتشارك للمرة الأولى في العرض، سرب طوافات Bell تستعمل للعمليات المجوقلة، الإخلاء الطبي وقصف القنابل، سرب طوافات نوع Puma تستعمل لتنفيذ مهمات النقل والدعم الجوي القريب وقصف القنابل، سرب طائرات من نوع Cessna تستعمل لمهمات الاستطلاع وقصف الأهداف بواسطة صواريخ موجهة عالية الدقة، سرب طوافات نوع Gazelle تستعمل لتنفيذ مهمات الدعم الجوي القريب ومجهزة بصواريخ موجهة عالية الدقة، وحملت بعض الطوافات الأعلام اللبنانية ورايات الجيش.

وتليت مراسيم ترقية 24 ضابطاً في القوات البرية والجوية والبحرية وترقية 10 ضباط في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وضابط واحد في المديرية العامة لأمن الدولة.

وبعد التقاط الصور التذكارية، دوّن عون في السجل الذهبي للكلية الحربية: «لا تبدأ مسيرة الضابط بتخرجه، بل تفتح قصة حياته العسكرية. آمالنا معلقة عليكم لتكتبوا تاريخ لبنان المعاصر، بقلم الشرف وحبر التضحية، انتماؤكم إلى دورة «فجر الجرود» يضعكم أمام مسؤولية مضاعفة، بأن تكونوا، مع رفاقكم الذين سبقوكم «فجر لبنان» الموعود، أن تحملوا إرث أبطال أرسوا أسس الذود عن كرامة هذا الوطن وأرضه وشعبه».

ودوّن بري: «لبنان ليس جيشاً ولا لبنان من دون جيش».

وكتب الحريري: «تحية إلى الجيش في عيده. نتذكر في هذا اليوم، وكل يوم، شهداءنا الضباط والعسكريين، وتضحيات كل فرد من قواتنا المسلحة ليبقى لبنان سيداً حراً مستقلاً، ولتبقى الدولة فوق الجميع وراعية وضامنة للجميع، وليبقى الأمان والاستقرار لكل اللبنانيين».

تغريدات

وسجلت مواقف سياسية للمناسبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقال الرئيس ميشال سليمان: «باختصار، شرف تضحية وفاء، الوطن في عيد».

وغرد رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط: «‏نتقدم بالتهنئة للجيش في عيده في أول آب. أما وقد ذكر أحدهم معركة سوق الغرب في 13 آب 1989 التي خاضها الحزب الاشتراكي بمفرده في مواجهة الجيش اللبناني فإن هذه المعركة فتحت آنذاك آفاق الحل السياسي الذي سمي بالطائف لاحقاً. التحية لشهداء الجيش اللبناني والتحية لشهداء جيش التحرير الشعبي».

وغرد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع: «لا جمهورية قوية من دون جيش قوي… مبروك لنا جميعاً عيد الجيش الـ73، هذا الجيش الذي أثبت في مناسبات عدة روحه المؤسساتية، انضباطه، كفاءاته القتالية العالية وبذل الدم في سبيل أمن المواطن».

وغرد رئيس «تكل لبنان القوي» الوزير جبران باسيل: «معك أمس بالتحرير ودحر الإرهاب، واليوم ببسط الأمن وفرض الاستقرار، وكل يوم بحماية الحرية والحفاظ على السيادة وتكريس الاستقلال… فتحية إليك وإلى شهدائك يا جيش لبنان».