على رغم الاتصالات واللقاءات لاستعجال تأليف الحكومة اللبنانية، فإن الأمل بولادتها لم يتقدم، مع تمسك غالبية الفرقاء السياسيين بمواقفهم، وسط استمرار التجاذبات حول الأحجام والحقائب الوزارية، ورمي المسؤولية، كل على الآخر. وفي هذا الإطار، أعلن وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم رياشي، بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون في بعبدا، موفداً من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أنه نقل الى رئيس الجمهورية رسالة من الأخير حول موقف «القوات» من الحكومة «واستعدادها لتسهيل مهمة الرئيس المكلف سعد الحريري، لكن ضمن الحد الأدنى المقبول للحجم الانتخابي والوزن السياسي».
وقال رياشي: «أبلغني الرئيس عون أن موضوع منح حقيبة سيادية للقوات اللبنانية يتم بحثه مع الرئيس المكلف».
وجاءت زيارة رياشي بعبداً، غداة لقاء جمع مساء أول من أمس في بيت الوسط الرئيس الحريري وجعجع في حضور رياشي ووزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال غطاس خوري، حيث جرى استعراض آخر المستجدات السياسية، لا سيما ملف تشكيل الحكومة. وأقام الحريري مأدبة عشاء على شرف جعجع، تم خلالها استكمال مواضيع البحث. لكن الأخير غادر من دون الإدلاء بأي تصريح.
الى ذلك، دعا عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب جورج عدوان، بعد اجتماعه ووفد من التكتل بالمجلس الاقتصادي الاجتماعي، من يعرقلون تشكيل الحكومة أن يعلموا «أن البلد لا يحتمل ويحتاج الى حكومة اليوم قبل الغد، والرئيس المكلف بحاجة لمساعدة الجميع ليتمكن من تشكيل حكومة»، معتبراً أن «البعض يتّخذ أربعة ملايين ونصف مليون لبناني رهينة في معيشتهم، في وقت علينا أن نضع خدمة المواطن كأولوية على بقية الأمور». ولفت الى أنه «تم البحث بمواضيع مهمة مع المجلس وأبدينا حرصنا واستعدادنا للتعاون الكامل مع المجلس تشريعياً وحكومياً لتأمين حاجات الناس الاقتصادية والاجتماعية»، مطالباً «الحكومة والمجلس النيابي بأن يكونا على أتم الاستعداد للعمل لمصلحة الشعب».
«لبنان بارع في إضاعة الفرص»
وأكد عضو «كتلة التنمية والتحرير» النائب علي بزي، «أن المواطن لم يعد باستطاعته تحمّل الأعباء الاجتماعية والاقتصادية، وبات لزاماً على المعنيين في تأليف الحكومة الإسراع في إنجاز هــــذه المهمة»، واعتبر أن «لبنان بات بارعاً في إضاعة الفرص حتى أصبح يستحق الدخول في موسوعة غينيس في هذا المجال»، لافتاً الى أن «الحل الوحيد يكون من خلال تغليب المصلحة الوطنية على ما عداها من مصالح».
ولفت عضو الكتلة ذاتها النائب قاسم هاشم، الى أن «رئيس المجلس النيابي نبيه بري لديه توجه انطلاقاً من المصلحة الوطنية وضرورة تفعيل المؤسسات أن لا نعود الى نهج التعطيل»، موضحاً أنه «انطلاقاً من هذه المصلحة لدى بري الأولوية للعودة الى التشريع ليأخذ المجلس دوره»، مشدداً على أن «هناك حاجة للكثير من الإنجازات التشريعية، وهناك مشاريع بحاجة للإقرار، بخاصة ما يخص مؤتمر سيدر»، منوهاً بأنه «عندما تتوافر كل الإمكانات التشريعية لدى بري لن يتردد بالدعوة الى جلسة تشريعية».
وشدد عضو تكتل «لبنان القوي» النائب إدغار طرابلسي، على «متانة العلاقة بين الرئيس المكلف ورئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل»، مشيراً الى أن «ما ننتظره اليوم تقديم التشكيلة الحكومية الى الرئيس ميشال عون بما أنه تم الاتفاق من الجميع على المعايير اللازمة».
وأكد طرابلسي أن «عقدة التشكيل ليست مسيحية بل درزية، وعلى الآخرين الأخذ بحيثية النائب طلال إرسلان التي عكستها الانتخابات النيابية الأخيرة»، لافتاً الى أن «هناك ثنائية درزية في الجبل ويجب احترامها».