فيما يستعد لبنان لدخول عطلة عيد الأضحى الأسبوع المقبل، لا تزال أزمة تأليف الحكومة اللبنانية العتيدة تراوح مكانها مقيدة بالحصص والحقائب، ودخل على خط التأزيم عامل جديد تمثل بالخلاف على الدعوة إلى تطبيع العلاقات مع سورية. ولتظهير المشهد الحكومي يواصل الرئيس المكلف سعد الحريري مشاوراته في محاولة لفكفكة العقد، والتقى مساء أول من أمس في بيت الوسط، رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط، يرافقه النائب وائل أبو فاعور.
وبعد اللقاء اكتفى جنبلاط بالقول رداً على سؤال: «الحزب التقدمي الاشتراكي ما زال على موقفه ثلاثة وزراء يعني ثلاثة وزراء دروز للقاء الديموقراطي». ثم كتب على حسابه في «تويتر»: «لقاء إيجابي مع دولة الرئيس الحريري تداولنا خلاله في أبرز الملفات المهمة وعلى رأسها تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، وضمان صحة التمثيل عبر اعتماد معيار ثابت هو نتائج الانتخابات».
وأكّد عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب أكرم شهيّب أن «ليس هناك من عقدة درزية إنما لدى البعض عقدة وليد جنبلاط ويجب احترام نتائج الانتخابات النيابية في تشكيل الحكومة». وقال: «إما أن تكون الشراكة كاملة أو لا تكون والحكومة يجب أن تكون حكومة شراكة وطنية ولا أحد يتّجه نحو التعطيل».
وأوضح أنّ «هناك إيجابيات وسلبيات في موضوع تشكيل الحكومة وتم رمي «بحصة» في المياه الراكدة حين زار رئيس الحكومة المكلف، رئيس المجلس النيابي نبيه بري»، لافتاً إلى أنّ «من الإيجابيات أن الجميع متمسّك بالتسوية، والبحث اليوم جارٍ عن حل للعقدة المسيحية وعمّا إذا كان اتفاق معراب سينفذ».
وقال عضو اللقاء النائب بلال عبدالله إن «هناك خطة لتحجيم الحزب التقدمي ولكن عبثاً يحاولون ونحن نستند إلى ثقة الناس»، معتبراً أن «الفريق السياسي الذي يدعمه رئيس الجمهورية ميشال عون يحاول التدخل مع الجميع بالمحاصصة».
وشدد نائب رئيس المجلس النيابي النائب إيلي الفرزلي، على أنّ «رئيس الحكومة المكلّف هو «الدينمو» الأساس في تأليف الحكومة، وليضع معياراً واحداً للتأليف وليسر به»، لافتاً إلى أنّه «عندما يكون هناك خلل كبير في النظام وممارسته، فهذا لا يعني أنّ الأمور تعالج بلعبة «الفأر والقط»، بل نذهب إلى استراتيجية وإعادة إنتاج بالنظام الديموقراطي«، مبيّناً أنّه «يجب البدء في هذا الإطار بتشكيل حكومة أكثرية وأقلية». ولفت إلى أنّه «إذا لم تُزل من العقول فكرة إجهاض نتائج الانتخابات النيابية، لن تكون هناك حكومة».
وأكد عضو تكـــتل «لـــبنان القوي» النائب ماريو عون أن «هناك أموراً خفية تحصل وتؤثر على تشكيل الحكومة«، وأشـــار الى أن «التطرق الى موضوع التطبيع مع سورية وكأننا بهذه الطريقة نقحم مواضيع لتفشيل العهد وتاخير تأليف الحكومة»، معتبرا أن «رئيس الحكومة المكلف يتحمل مسؤولية التأليف»، وأن «هناك تراخيا في الموضوع ولا حكومة في الوقت الحاضر».
وشدد عضو»التكتل» ذاته النائب أسعد درغام على أن «التيار الوطني الحر يرفض معادلة حصر التمثيل الدرزي بالحزب التقدمي الاشتراكي، خصوصا في ضوء نتائج الانتخابات النيابية»، مؤكدا أنه «يحق لكتلة لبنان القوي في الجبل أن تتمثل بوزير درزي، فضلاً عن أهمية العنصر الميثاقي الذي يمكن أن يؤدي إلى تعطيل الحكومة في حال استقالة الوزراء الدروز الثلاثة إذا كانوا جنبلاطيين حصراً». واعتبر أن «على الوزير وليد جنبلاط أن يدرك أن زمن تفصيل معايير على قياسه لم يعد موجوداً».
وأكد عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد القرعاوي أن «الرئيس الحريري طرح شعاره في الحكومة الحالية ألا وهو النأي بالنفس«، موضحاً أن «الحريري انطلق من هذا المبدأ وهو لا يريد الدخول في الصراعات العربية لكي لا ينقسم لبنان مرة أخرى»
غرد رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب السابق وليد جنبلاط، عبر حسابه على «تويتر»، بالقول:» ما أجمل البناء الأبيض غير الشاهق قرب البحر. كم فوتنا من فرص في لبنان لأن الفلسفة القائمة في العمار هي استثمار المال على حساب كل شيء».