– سادت حال من الترقب مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان غداة الاستنفار المسلح الذي شهده الشارع الفوقاني في المخيم ليل أول من امس، على خلفية المطالبة بتسليم قاتل هيثم السعدي (قتل قبل يومين)، ما أدى إلى حركة نزوح من احياء الطيرة والرأس الأحمر والصحون والصفصاف.
وكان حصل استنفار مسلح بعدما قطع أهالي حي طيطبا طرقاً في المخيم احتجاجاً على اغتيال ابنهم السعدي برصاص المشتبه به محمد بلال العرقوب والمطالبة بتسليمه لمخابرات الجيش قبل دفن جثة ابنهم.
ونجحت الاتصالات والجهود الفلسطينية في سحب المسلحين فجراً، إلا أن الحركة بدت خجولة مع إقفال عدد من المحال التجارية في الشارع الفوقاني وإغلاق مدارس «اونروا» في المنطقة خشية أي تطور أمني. وتوالت الاجتماعات الفلسطينية في السفارة الفلسطينية في بيروت لمعالجة الأمر.
وقال مصدر مطلع على اجتماعات السفارة لـ «الحياة» إن القيادات الفلسطينية توافقت على ضرورة أن يسلم المشتبه به نفسه إلى السلطات اللبنانية.
وعن السبيل إلى ذلك، قال المصدر: «سنلجأ إلى الضغط عليه من خلال أعمامه وأقاربه، وعلمنا أن عائلة القتيل لا تريد أن ترفع دعوى ضد المشتبه به، وبالتالي فإن تسليم المشتبه به نفسه هو أفضل الحلول تجنباً لأي محاولة الأخذ بالثأر».
يذكر أن القتيل السعدي هو ابن عم «ابو طارق السعدي» (عصبة الانصار الاسلامية). والمشتبه بأنه القاتل هو محمد العرقوب، وهو مطلوب ووالده بلال العرقوب من الدولة اللبنانية ويرفض تسليم ابنه إلى مخابرات الجيش، ما يزيد من حدة التوتر. وقالت مصادر متابعة للوضع في عين الحلوة إن الحادث يحرج «عصبة الانصار».
ونقلت «المركزية» عن مصدر في المخيم أن «سحب فتيل الفتنة يكون من خلال تحرك القوى الإسلامية وفي مقدمها «عصبة الانصار» للقيام بعملية موضعية لاعتقال المشتبه به»، معتبراً أن «منطق التسويات المعتمد من الفصائل الفلسطينية في التعامل مع المطلوبين بذريعة تجنب إراقة الدماء، لم يعد نافعاً، فالإرهابيون باتوا يتحركون في بؤرهم الأمنية من دون رادع».