اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتقويض الجهود الرامية إلى حل الدولتين، ودعاها إلى التراجع عن قراراتها المتعلقة بالقدس واللاجئين والمستوطنات. وأكد أنه لن يلتزم الاتفاقات مع أميركا أو إسرائيل ما لم يلتزمها الجانبان، كما حذر حركة «حماس» من أنه لن يواصل تحمل مسؤولية قطاع غزة ما دامت لا تلتزم الاتفاقات، مضيفاً أن الأيام القليلة المقبلة ستكون آخر جولات المصالحة.
وغداة إعلان ترامب أنه سيكشف عن خطة سلام جديدة في الشرق الأوسط، قال عباس في خطاب أمام الجمعية العامة مساء أمس: «بمجمل هذه المواقف، تكون الإدارة تنكرت لالتزامات أميركية سابقة، وقوّضت حل الدولتين، وكشفت زيف ادعاءاتها بالحرص على الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين». وأضاف: «أجدد دعوة الرئيس ترامب إلى إلغاء قراراته وإملاءاته في شأن القدس واللاجئين والاستيطان».
وبعد أن أكد أن «أيدينا ممدودة للسلام، ونحن لا نؤمن بالعنف والإرهاب وقلنا ذلك مراراً ونجدد القول»، شدد على أن الفلسطينيين يريدون «دولة عاصمتها القدس الشرقية، وليس دولة في القدس»، مؤكداً أن «لا سلام من غير ذلك» و «لا سلام مع حدود موقتة».
واعتبر الرئيس الفلسطيني أن الدعم الاقتصادي والإنساني في الضفة الغربية وغزة ل ا يمكن أن يكون بديلاً من حل سياسي للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي. وطالب بـ «حق تقرير المصير، لا أكثر ولا أقل». وندد بقرار أخير للسلطات الإسرائيلية بتقسيم الأقصى مكانياً وزمانياً، وقال: «لن نقبل بذلك، وغيرنا لن يقبل به»، محذراً من أن إسرائيل لن تستطيع أن تتحمل ما سيترتب على هذا القرار. وذكّر بقرار الحماية الدولية للفلسطينيين، مشيراً إلى الاعتداءات اليومية التي يتعرض لها الفلسطيني. ودعا الجمعية العامة إلى احترام قراراتها لتُحترم، وبينها الحماية الدولية، معتبراً أن هذا «من مسؤوليتها».
وختم بأن السلطة لن تلتزم الاتفاقات مع الأميركان، وقال: «هناك اتفاقات مع الإدارة الأميركية، وقد نقضتها كلها، وما لم تتراجع وتلتزمها لن نلتزمها، الاتفاق بين طرفين إذا لم يُحترم، فأنا لن أحترم، وليكن ما يكون». وأضاف أن «الولايات المتحدة كانت تعتبر وسيطاً، ولكنها لم تعد تصلح وسيطاً وحيداً، لم نعد نتحمل وساطتها لأنها منحازة لإسرائيل». وتابع: «كذلك بيننا وبين إسرائيل اتفاقات، وكلها نقضتها، وإن لم تتراجع عن ذلك، لن نلتزمها أيضاً».
وقال إن السلطة تعمل على إنهاء الانقسام الفلسطيني، وتتحمل حتى الآن مسؤوليتها تجاه غزة، مضيفاً: «اتفاقنا مع حماس التزمنا به، ويعرف المصريون أننا التزمنا ذلك، لكنهم (في حماس) لم يلتزموا به، ونحن لن نتحمل أي مسؤولية من الآن فصاعداً إذا أصروا على رفض الاتفاق». وأضاف: «الأيام القليلة المقبلة ستكون آخر جولات المصالحة وبعد ذلك سيكون لنا شأن آخر».
وفي غزة (أ ف ب)، أعلن قيادي بارز في حركة «الجهاد الإسلامي» أمس أن الحركة انتخبت زياد النخالة أميناً عاماً خلفاً لرمضان شلح، في أول انتخابات داخلية تجريها منذ تأسيسها قبل ثلاثة عقود، موضحاً أن «شلّح يعاني من حال غيبوبة مرضية منذ أشهر».