أعلن «حزب الله» أمس، إسقاط مسيّرة إسرائيلية كبيرة من نوع «هرمز 450» بصاروخ أرض- جو فوق منطقة إقليم-التفاح، وتمّت مشاهدتها وهي تسقط بالعين المجرّدة، بحسب ما وثقت مقاطع الفيديو المتداولة. وبعد إسقاط الحزب المسيّرة كبيرة الحجم، للمّرة الأولى بتاريخه، طاول القصف الإسرائيلي قرية في محيط بعلبك للمرّة الأولى أيضاً، تلاها استهداف سيارة في الجنوب، أسفرت عن اغتيال عنصر في الحزب، وردّ الحزب بقصف مقر قيادة «فرقة الجولان».
وطائرة «هرمز» هي طائرة من دون طيار مصمّمة للعمليات التكتيكية طويلة المدى ضمن وحدات الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخبارية في الجيش الإسرائيلي، وهي من الحجم المتوسط، حيث يمكنها العمل بشكل متواصل لمدة 20 ساعة. وتُصنّع هذه الطائرة في شركة «السهم الفضي»، وهي شركة تابعة لأنظمة «إلبيت إسرائيل» وهي ثالث أكبر الطائرات بدون طيار (UAV) من عائلة «هرمز»، التي تضمّ أيضاً «هرمز 90، هرمز 180 وهرمز 1500».
ويصل طول «هرمز 450» إلى 6.1 أمتار، وتزن 450 كيلوغراماً، وتستوعب حمولة قدرها 150 كيلوغراماً. تبلغ قوتها 52 حصاناً (39 كيلووات) محرك وانكل أحادي المروحة بنظام فقدان زيت تام، يدير a pusher propeller، معطياً سرعة قصوى قدرها 95 عقدة وأقصى ارتفاع يتعدّى 5,500 م.
وتتميز هذه الطائرة بأنّها تعتمد على جناح واحد طويل وذيل للأعلى مصنوعين من مواد خفيفة تسهّل مهمّتها، وتمكّنها من الاستمرار في الطيران بحرّية، وتعمل ضمن آلية الكترونية عالية التشفير تصعب اختراق أنظمتها أثناء التحليق.
وكان «حزب الله» قد أعلن أمس، أنّ مقاتليه أسقطوا «مسيّرة إسرائيلية كبيرة من نوع (هرمز 450) بصاروخ أرض – جو فوق منطقة إقليم التفاح» الواقعة على مسافة قرابة 20 كيلومتراً من الحدود.
وبعد الغارة، بث ناشطون ميدانيون في الجنوب صوراً لمسيّرات إسرائيلية من طرازات أحدث وأضخم تحلق على مرتفعات شاهقة، تلاها الإعلان عن غارة استهدفت سيارة في بلدة المجادل في جنوب لبنان (تبعد مسافة 15 كيلومتراً عن أقرب نقطة حدودية)، تبين أنّها استهداف لقيادي من الحزب.
بعلبك
ونفّذ الطيران الإسرائيلي غارات جوية استهدفت بلدة عدوس، الواقعة في بعلبك، للمرّة الأولى منذ حرب تموز 2006، وتبعد أكثر من 100 كيلومتر عن أقرب نقطة حدودية، ما يعدّ توسيعاً لافتاً لنطاق القصف.
وتعدّ الضربات الإسرائيلية أوّل استهداف إسرائيلي لـ «حزب الله» خارج نطاق الجنوب منذ بدء تبادل إطلاق النار عقب هجمات تشرين.
واستهدفت الغارات منزلاً قُتل فيه المقاتلان اللذان نعاهما الحزب بعد الظهر، كما استهدفت مستودعاً قيد الإنشاء كان معداً لتخزين المواد الغذائية التي يوفرها الحزب في المناطق ضمن مشروع «السجاد». وأدّت الضربات إلى إصابة عدد من الجرحى نقلوا إلى المستشفى للعلاج.
وأقرّ الجيش الإسرائيلي بقصف محيط بعلبك، إذ أعلن في بيان أنّ مقاتلاته استهدفت «مواقع تستخدمها منظومة الدفاع الجوي التابعة لـ»حزب الله»، وذلك رداً على إطلاق صاروخ أرض – جو نحو طائرة من دون طيار من نوع (هرمز 450) سقطت في وقت سابق»، الاثنين.
60 صاروخ «كاتيوشا»
وبعد الظهر، أعلن «حزب الله»، أنّه ردّ على استهداف محيط بعلبك وقصف المدنيين بإطلاق 60 صاروخ «كاتيوشا» استهدفت مقر قيادة «فرقة الجولان» في نفح.
وأكّد الجيش الإسرائيلي من جهته لوكالة الصحافة الفرنسية أنّ «عشرات الصواريخ» أُطلقت من لبنان.
وتدحرج التصعيد بمستوى قياسي بعد الظهر، إذ نفّذت الطائرات الإسرائيلية غارات جوية استهدفت منطقة السريرة القريبة من البقاع الغربي، وطالها القصف الإسرائيلي للمرّة الأولى أيضاً.
تصعيد ورسائل
وتلفّ الضبابية سياق التصعيد الذي بدأ باكراً، صباح الاثنين، مع إعلان وسائل إعلام إسرائيلية عن سقوط شظايا صاروخية في منطقة مرج ابن عامر (وادي جزريل) الواقعة إلى الشرق من حيفا، وتبعد مسافة 35 كيلومتراً عن الحدود اللبنانية من جهة القطاع الغربي، وذلك بعد الإعلان عن اعتراض صاروخ أرض – جو أُطْلِقَ من لبنان.
لكن هذا الصاروخ، لا يبدو أنّه الوحيد الذي أُطْلِق، بالنظر إلى المنطقة التي أعلن «حزب الله» عن إطلاق صاروخ اعتراضي منها ضدّ المسيّرة الإسرائيلية وأسقطها، تقع في منطقة إقليم التفاح، القريبة من القطاع الشرقي، ما يعني أنّ هناك صاروخين، أحدهما تبنّاه الحزب، والثاني لم يُعْلَن عنه.
وأفاد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي في بيان، باعتراض الدفاع الجوي بواسطة منظومة «قيلاع داود»، صاروخاً أرض – جو أُطْلِق باتجاه طائرة مسيّرة تابعة لسلاح الجو كانت تحلّق فوق الأراضي اللبنانية. وأضاف: «جرى تفعيل إنذار بشأن إطلاق قذائف صاروخية وصواريخ في منطقة ألون تافور عقب إطلاق الصاروخ الاعتراضي»، وتابع: «بعد ذلك بقليل، جرى إطلاق صاروخ آخر باتجاه القطعة الجوية، أسفر عن إصابتها وسقوطها داخل الأراضي اللبنانية». وقال أفيخاي أدرعي إنّ الجيش الإسرائيلي «سيواصل الدفاع عن دولة إسرائيل، والعمل في سماء لبنان ضدّ حزب الله».