كلّ الأنظار متّجهة الى الميدان الفلسطيني، ربطاً بتزايد الحديث عن اقتراب الاعلان عن هدنة في قطاع غزة قبل بدء شهر رمضان لستة اسابيع، فيما كانت لافتة أمس، المخاوف التي عبّر عنها الإعلام الإسرائيلي، من أن تعوق مجزرة حي الرشيد التي ارتكبتها اسرائيل امس الاول الخميس، الوصول الى هذه الهدنة. وفي موازاة ذلك، يتحرّك المشهد اللبناني على خطين، الأول، خطّ الترقّب الحذر للتطورات المتسارعة المرتبطة بهذه الهدنة، وسط تساؤلات عن مصير الجبهة الجنوبية، وما اذا كانت هذه الهدنة، إن تمّ التوصل الى اتفاق عليها، ستنسحب على هذه الجبهة، أم انّها ستبقى في مدار التوتر والعمليات العسكرية ربطاً بالتهديدات التي يطلقها المستويان الأمني والعسكري في اسرائيل، بأنّ الهدنة في غزة لا تعني توقف المواجهة مع «حزب الله» في لبنان؟ واما الثاني، فهو الخط الرئاسي، حيث حضر سفراء دول «اللجنة الخماسية» الى السرايا الحكومية في زيارة تأكيديّة على استمرار اللجنة في سعيها لمساعدة اللبنانيين على إتمام الاستحقاق الرئاسي في القريب العاجل.
«الخماسية» عند ميقاتي
سفراء «الخماسية»؛ الفرنسي هيرفيه ماغرو، الاميركي ليزا جونسون، السعودي وليد البخاري، القطري سعود بن عبد الرحمن فيصل آل ثاني، المصري علاء موسى، زاروا أمس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السرايا، وكان الملف الرئاسي محور البحث، حيث اشاد ميقاتي «بجهود اعضاء اللجنة وشجّعهم على المضي في العمل لتوحيد الرؤية والدفع في اتجاه انتخاب رئيس جديد للبلاد، وأن يكون الرئيس راعياً للحوار وداعماً للاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والركيزة الأساسية في تطبيق الدستور واتفاق الطائف». وقال: «إنّ لبنان يقدّر جهود دول «الخماسية» وحرصها على استقراره وأمنه، وتمنى ان يتحمّل النواب مسؤولياتهم في انتخاب الرئيس».
ووصف السفير المصري اللقاء بالمهمّ جداً، وقال: «استكملنا محادثاتنا وجولاتنا التي بدأت قبل فترة على المسؤولين اللبنانيين وعدد من قادة الكتل السياسية، وكما قلت اننا نتحرك بعض الأحيان كلجنة خماسية وفي بعض الأحيان الاخرى نتحدث بشكل ثنائي، ولكن في الوقت ذاته نعبّر عن وجهة نظر الخماسية».
واشار الى «أننا اكّدنا على انّ انتخاب الرئيس بات ملحّاً، فالظروف التي يمرّ فيها لبنان والمنطقة تدفعنا جميعاً، سواءً الإخوة في لبنان او بمساعدة «الخماسية» لإنجاز هذا الاستحقاق، واكّدنا مرة اخرى وحدة موقف «الخماسية» والتزامنا بتقديم كل المساعدة والتسهيلات، طالما شعرنا انّ الالتزام والإرادة موجودة بالفعل من جانب القوى السياسية، وهو ما لمسناه في الفترة الماضية. فهناك نَفَس جديد ورغبة قد تكون بدرجات متفاوتة، وهذا ما سنعمل عليه في الفترة المقبلة للوصول الى موقف واحد وخارطة طريق، لاستكمال الاستحقاق الخاص بانتخاب رئيس للجمهورية. ومن الممكن ان نستكمل في الفترة المقبلة محادثاتنا ولقاءاتنا مع مختلف القوى السياسية، للوصول الى موقف والتزام واحد تجاه الانتهاء من هذا الاستحقاق في اقرب وقت ممكن».
واكّد «انّ «الخماسية» لا تتناول اسماء، وهو حق اصلي وحصري للبنان وللقوى السياسية اللبنانية». وقال: «انّ ما يحصل في غزة يجب ان يكون دافعاً اكبر للبنان من اجل الانتهاء من عملية انتخاب رئيس»، لافتاً الى «انّ ما ستشهده المنطقة من تحدّيات والتزامات توجب ان يكون في لبنان رئيس يتحدث باسمه».
نصيحة منصوري للحكومة
على الصعيد النقدي، وبعد تفاقم اضراب موظفي وزارة المالية وظهور ازمة صرف رواتب للقطاع العام، ما لم يعد الموظفون الى عملهم الاسبوع المقبل كما تردّد، اوضح حاكم مصرف لبنان بالإنابة الدكتوروسيم منصوري لـ«الجمهورية»، انّ «تمويل زيادة الرواتب للقطاع العام سيكون من موازنة الدولة البالغة نحو 3 مليارات و200 مليون دولار، ونصفها يذهب للرواتب والاجور. اما المصرف المركزي فقد توقف من زمن عن تمويل الدولة وعن تمويل الدعم وانتهى الامر. ولذلك ارتفع احتياطي المصرف المركزي الى مليار دولار».
وحول سياسة زيادة الرسوم والضرائب على المواطنين التي اقرّتها الحكومة في الموازنة قال منصوري: «إنّ انعدام الرؤية الاقتصادية الاصلاحية أوصل البلاد الى هذه الأزمة».
وكشف منصوري رداً على سؤال، انّ مشروع اعادة تنظيم وضع المصارف غير نافع «ومش ماشي»، وقال: «لقد أبلغت هذا الموقف للرئيس ميقاتي ونصحته بعدم السير به، لكن تمّ تبنّيه وطرحه للنقاش في مجلس الوزراء، وعندما تمّ رفضه حاولوا التنصّل منه ورمي مسؤولية وضعه الواحد على الآخر».
ليُطبّق القرار 1701
واما على المقلب الجنوبي، فإنّ اللافت للانتباه هو تجدّد المطالبات الدولية للبنان بالسعي الى تبريد الجبهة الجنوبية وتجنّب الوقوع في حرب. وكشفت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، انّ مسؤولاً اوروبياً رفيعاً نقل الى مسؤولين كبار تحذيراً من أنّ اسرائيل باتت تتحدث عن نفاد صبرها على استمرار «حزب الله» باستهداف الجيش الاسرائيلي والمستوطنات الاسرائيلية.
وبحسب المصادر، فإنّ هذا المسؤول بدا متماهياً مع الموقف الاسرائيلي، لناحية التجاهل الكامل للاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، وإلقاء المسؤولية على الحكومة اللبنانية ومطالبتها بممارسة ضغوط على «حزب الله» لحمله على تطبيق القرار 1701، وإيقاف عملياته ضدّ الجيش الاسرائيلي التي هي سبب للتوتير على حدّ تعبيره، مشدّداً على الضرورة الكبرى للقيام بإجراءات وترتيبات مشدّدة على الحدود لإشاعة الامن والاستقرار على الجانبين اللبناني والاسرائيلي. اما في سياق حديثه حول الوضع في قطاع غزة، فشدّد على انّ الضرورة باتت تقتضي الوصول الى هدنة قبل شهر رمضان.
وبحسب معلومات المصادر، فإنّ هذا الطرح قوبل من قِبل المستويات اللبنانية المسؤولة بعرض مفصّل للسلسلة الطويلة من الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان والخروقات المتكّررة والتي فاقت الـ30 الف خرق للقرار 1701، اضافة الى استهدافها البلدات الجنوبية والعمق اللبناني والمدنيين. وبتأكيد على انّ لبنان لا يسعى الى الحرب، بل لا يريدها على الاطلاق، فيما اسرائيل هي التي تحاول ان توسّع دائرة المواجهات، وبالتالي بدل ان تتوجّهوا الى المعتدى عليه الذي يدافع عن بلده، عليكم أن تتوجّهوا الى المعتدي لوقف اعتداءاته».
وخلص الموقف اللبناني، الذي جاء على لسان احد كبار المسؤولين: «يبدو انكم بانحيازكم لاسرائيل تحاولون ان تقدّموا لها تعويضاً عمّا انتم تعتبرون انفسكم مدينين به لها منذ الحرب العالمية الثانية. ولكن اليس ما قامت به اسرائيل في غزة أسوأ واكثر فظاعة مما تسمونها «الهولوكوست»؟ في اي حال، سبق وقلنا لكل الموفدين الذين اتوا الينا، ونعود ونؤكّد الآن التزام لبنان بالقرار 1701 وتطبيقه بكل مندرجاته، مشدّداً على انّ مصدر الخطر على لبنان والمنطقة ليس من لبنان بل هو من اسرائيل، ودولكم مع الأسف تريد الأمن لإسرائيل، ولكن ماذا عن امن لبنان. ومن هنا ينبغي ان يتركّز الجهد الدولي، إن كان يريد الاستقرار في المنطقة فعلاً، على ممارسة ضغوط جدّية على اسرائيل، وردعها عن القيام بأي عدوان على لبنان».
استطلاع بريطاني
على انّ اللافت للانتباه في هذا السياق، ما عبّر عنه موفد بريطاني، التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لجهة تأكيده على ما مفاده بأنّ الأوان آن لوقف ما يجري في غزة.
وتشديده ايضاً على ضرورة ان يتمّ الوصول الى هدنة قبل شهر رمضان. وكذلك لناحية تشديده على الضرورة الملحّة لإعادة اجواء الهدوء والاستقرار الى الجبهة الجنوبية.
واللافت انّ الموفد البريطاني سأل عن النظرة التقييمية لدور وموقف بريطانيا من التطورات الحاصلة في غزة، فكان جواب رئيس المجلس محدّداً، ومفاده «اننا لاحظنا ايجابية في مطرحين، الأول انكم في بريطانيا سمحتم بالتظاهرات الشعبية المؤيّدة لفلسطين وضدّ حرب الإبادة التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة، والمطرح الثاني، حينما نأت بريطانيا بنفسها في مجلس الامن الدولي، عن المشاركة في «الفيتو» الاميركي على وقف اطلاق النار في قطاع غزة».
الهدنة ستتمدّد
الى ذلك، وفي موازاة التلويح الاسرائيلي باستمرار المواجهة مع «حزب الله»، حتى ولو تمّ التوصل الى هدنة في قطاع غزة، جزم مرجع كبير لـ«الجمهورية» انّ هدنة الستة اسابيع إن تمّ الاتفاق عليها فعلًا، فستتمدّد حتماً الى جبهة لبنان. ويستند المرجع في تقديره هذا الى امرين، الأول انّ اسرائيل لا تستطيع ان تخوض حرباً بجيش متعب على جبهة تعترف اسرائيل نفسها بأنّها قد تكون اصعب عليها عشرات وربما مئات المرات من جبهة غزة. وينبغي هنا التمعن في ما يصرّح به الإعلام الاسرائيلي الذي يستغرب كيف تقنع إسرائيل نفسها بضرورة فتح جبهة أخرى مع «حزب الله» الذي يمتلك أسلحة أكثر تدميراً وأكثر بأضعاف مضاعفة مما تمتلكه «حماس».. ويضع سؤالاً في يد المستويين العسكري والامني الذي يهدّد بالحرب مفاده: هل فكر أحد في التكاليف. واما الامر الثاني فهو الموقف الاميركي، حيث انّ اسرائيل لا تستطيع ان تشن حرباً لا تدعمها واشنطن التي تخشى، لا بل تحذّر من حرب قد تتطور الى حرب اقليمية، ومن هنا يأتي تركيزها عبر هوكشتاين على اشاعة الهدوء في المنطقة الجنوبية وضرورة استكمال الدور الديبلوماسي بفعالية لإنتاج تفاهم يتصل بترتيب الأوضاع في المنطقة الجنوبية».
ورداً على سؤال قال: «التلويح الإسرائيلي باستمرار المواجهة مع الحزب، هو كلام موجّه الى الداخل الاسرائيلي بصورة خاصة، وفيه تهويل في اتجاه لبنان. والمعلوم انّ الاميركيين يضغطون لعدم التصعيد، ويؤكّدون في كل المراسلات المباشرة وغير المباشرة على سعيهم لمنع انزلاق الأمور الى حرب واسعة».
اضاف: «وفي مطلق الاحوال، نحن أكّدنا للجميع التزام لبنان الكلّي بالقرار 1701، وانّ لبنان لا يريد الحرب ونقطة على السّطر. ولكن مع ذلك، لا نُخرج من حساباتنا أيّ احتمال أو أيّ خطوة عدوانيّة قد تقدم عليها اسرائيل ضدّ لبنان، ولذلك كل قوى المقاومة على جهوزيتها للدفاع عن لبنان».
وقال المرجع عينه: «الذي يحصل في الجنوب، من اعتداءات اسرائيلية يومية واستهداف للبلدات الآمنة وللمدنيين ولمناطق اخرى في العمق اللبناني، أصعب من الحرب، «ما عم يخلينا ننتقم من الاسرائيلي كما يجب، فالمقاومة، رغم كل ذلك ما زالت تتصرف بعقلانية، ولا تنساق الى حيث تريد اسرائيل، وتركّز فقط على المراكز العسكرية ولم تخرج حتى الآن عن قواعد الاشتباك».
ورداً على سؤال عن زيارة محتملة للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت، قال: «لا توجد حتى الآن، اي معطيات تؤكّد ذلك، ولكن نلمس بعض الإشارات بأنّ الولايات المتحدة الاميركية قد تستغل فترة الهدنة لإعادة تزخيم حضورها لاحتواء التصعيد على الجبهة الجنوبية».
بري: ندفع ثمناً باهظاً
الى ذلك، اكّد الرئيس بري خلال استقباله الأمين العام للإتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب ورئيس النقابة العامة لاتحاد كتّاب مصر الدكتور علاء عبد الهادي «أنّ ما يبعث على الأمل أنّ فلسطين ليست وحدها، بخاصة أنّ البعض حيّدوا أنفسهم عنها وعن الدم الفلسطيني الذي يراق فوق ربى فلسطين العربية». واعرب عن تقديره «التقاء الأدباء والمثقفين وأصحاب الكلمة من كل العالم العربي في لبنان دعماً لفلسطين ورفضاً لحرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل بحق الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة، وآخرها المجزرة الإرهابية التي أرتُكبت أمس بحق النازحين في شمال غزة، حيث أبت آلة القتل الإسرائيلية إلّا ان تغمس لقمة خبزهم بالدم».
وقال: «نعم لبنان يدفع ثمناً باهظاً لقاء وقوفه مع فلسطين وهذا قدرنا، لكن لا بدّ من التأكيد من أنّ من يجري في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشريف، وانّ سقوط هذه الجغرافيا العربية لا سمح الله، لن يكون سقوطاً لفلسطين فحسب، إنما هو سقوط للأمن القومي العربي، وهو سقوط للإنسانية جمعاء التي تُمتحن كل يوم إزاء إخفاقها في لجم عدوانية إسرائيل ووقف حرب الإبادة المستمره على الشعب الفلسطيني منذ ما يقارب 5 اشهر متواصلة».
مستعدون للحرب
الى ذلك، قال وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب: «أي هجوم إسرائيلي على أراضينا لن يكون نزهة وسيؤدي لحرب إقليمية». لافتاً الى «اننا نريد سلاماً على الحدود ونحن مستعدون للحرب إذا فُرضت علينا».
واشار الى انّ «الحكومة تتشاور مع «حزب الله»، والتشاور ملزم ولا يعني وجود قرار نهائي». لافتاً الى «أنّ مندوبين دوليين نقلوا لنا تهديد إسرائيل، وردّنا كان هو الانسحاب من أراضينا». وقال: «ما يهمّ إسرائيل عودة السكان إلى المناطق التي نزحوا منها في الشمال»، مؤكّدا أننا «نريد حلاً كاملاً مع إسرائيل على موضوع الحدود بيننا». واشار بو حبيب اخيراً الى «أنّ الفرنسيين طرحوا أفكاراً جيدة ندرسها وسنردّ عليها الأسبوع المقبل».
«حزب الله»
وموقف «حزب الله» مما يجري من تطورات وما يُحكى عن اجراءات وترتيبات في المنطقة الجنوبية عبّر عنه عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله، حيث قال أثناء تأبين الشهيد علي كريم ناصر في حداثا: «الثمن الذي ندفعه اليوم، سيؤدي في المستقبل إلى تكريس معادلات تحمي الجنوب ولبنان».
وأضاف: «العدو اليوم يهدّد ويتوعّد، ولكنه في مأزق. فالعدو في الوقت الذي يرتكب فيه الاعتداءات يرسل الموفدين الدوليين ويمارس الضغوط السياسية من أجل أن يفرض تراجعاً من المقاومة أو يؤسس لمعادلات جديدة، ونؤكّد انّه لن يكون هناك أي نقاش حول الوضع في الجنوب ولبنان قبل وقف العدوان على غزة، وأي نقاش مستقبلي له علاقة في الجنوب سواءً شمال الليطاني أو جنوب الليطاني ينطلق من المصلحة والأولوية والإرادة اللبنانية، وهو ما يحدّده اللبنانيون من خلال التفاهم والتوافق على المصلحة اللبنانية، ولن نقبل أي إملاءات وأي شروط أياً تكن، وقد جرّبوا عام 2006، ولم يتمكّنوا، واليوم أيضاً لن نمكّن العدو أن يحصل بالسياسة على أي مكافأة أو مكسب، فهو مهزوم، رغم كثرة كلام قادته في الإعلام، وعندما تقف هذه الحرب، سيرى الناس بأمّ العين حجم ما ألحقته المقاومة من خسائر كبيرة في صفوف هذا العدو، وحجم تأثيرات هذه الجبهة على مجريات الحرب، وكيف أنّ هذه الجبهة في لبنان كان لها إسهامها في دفع العدو ومن ورائه الولايات المتحدة الأميركية إلى إيقاف العدوان، وإلى منع انتصاره في غزة، وبالتالي منعه من الانتصار على بلدنا ومنطقتنا».
الوضع الميداني
ميدانياً، التوتر الشديد سيّد الموقف على الجبهة الجنوبية، وسط استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على المناطق اللبنانية، حيث أُفيد عن غارات شنّها الطيران الاسرائيلي على محيط بلدات عيتا الشعب وجبل بلاط واطراف رامية وبيت ليف ومروحين، بالتزامن مع قصف مدفعي طال تلة الحمامص واطراف الوزاني وبلدة حولا.
وفي المقابل أعلن «حزب الله» انّ المقاومة الاسلامية تمكنت من اسقاط محلّقة اسرائيلية منتصف ليل الخميس – الجمعة في وادي العزية، واستهدفت امس، مجموعة من جنود اسرائيليين كانوا يستعدون للتموضع في مستوطنة معيان باروخ، بمسيّرة انقضاضية، وتجمعاً لجنود العدو في محيط ثكنة راميم، وقوة اسرائيلية في موقع المنارة، وموقع البغدادي.
في الجانب الاسرائيلي، ذكر موقع «The National Interest» انّه «في حين أنّ الغرب قلق بشأن غزة، فإنّ «حزب الله» يهاجم إسرائيل بشكل شبه يومي منذ 7 تشرين الأول، وتقول اسرائيل إنّ ايران «تسرّع شحنات الأسلحة» إلى الحزب».
واشار الى أنّ زعماء إسرائيل يقولون إنّهم لن يتسامحوا بعد الآن مع تواجد «حزب الله» على هذا القرب من الحدود، والذي يستطيع من خلاله شنّ هجوم أكثر تدميراً على اسرائيل باستعمال أسلحة أقوى كثيراً من «حماس». وهم يحذّرون من أنّه إذا لم يجد المجتمع الدولي طريقة لطرد الحزب من الحدود، فسوف يوجّهون بنادق إسرائيل نحو «حزب الله» بمجرد القضاء على «حماس». ومن بين أولئك الذين يراقبون علامات التصميم الغربي الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، ومؤيديه في طهران. ويقال إنّ «حزب الله» لديه 20 ألف مقاتل نشط و20 ألف مقاتل احتياطي وترسانة من الأسلحة تشمل أسلحة صغيرة ودبابات وطائرات مسيّرة وما يقدّر بنحو 130 ألف صاروخ. وفي الوقت الحالي، كان نصرالله راضياً عن صرف انتباه تل أبيب عن طريق الهجمات الخادعة بدلاً من إشراكها في حرب واسعة النطاق».
وختم الموقع، «هل سيستمر الوضع على ما هو عليه؟ أم أنّ نصرالله ورعاته سيقرّرون نشر مقاتلي «حزب الله» ومحاولة التغلّب على إسرائيل من خلال إطلاق آلاف الصواريخ، بينما تظل تل أبيب غارقة في غزة؟ سواءً وقفت واشنطن والغرب إلى جانب إسرائيل أو زادوا الضغوط عليها للتراجع في غزة، فإنّ ذلك قد يكون له تأثيراً كبيراً في تشكيل الخطوة التالية لحزب الله».
واعلن موقع «والاه» العبري: انّه بحسب التقارير، نحو 570 منزلاً في الشمال أُصيبت بنيران «حزب الله» في شهر شباط فقط، بالإضافة إلى إطلاق 668 قذيفة صاروخية و91 صاروخًا مضاداً للدروع و21 صاروخًا ثقيلاً.