Site icon IMLebanon

الجمهورية : إسرائيل ترفع وتيرة التصعيد والاغتيالات .. وتحذير من الرهانات .. ومخاوف على الاستقرار

 

المشهد الداخلي الحالي، معلوم بكلّ مشكلاته وأعبائه الضاغطة على كل اللبنانيين، وتفاصيله المقلقة سياسياً واقتصادياً ومالياً وامنياً وحربياً. ولكن في موازاة وضوح صورة البلد بكل تعقيداتها واوجاعها، يصعب العثور على تحليل او تقدير يتسمّ بالمعرفة والدقّة، يستشرف مستقبل هذا البلد ومصيره ويحدّد الى اين تقوده كل هذه الضغوط؟ ويجيب بصراحة: هل سيبقى بلد؟ وكيف سيصمد إن كلّ أسسه ومفاصله واسباب نهوضه واستمراره إن لم تكن معدومة، فمخلّعة.

على الخط الرئاسي، لعبة عبث متواصلة، تتبارى فيها مكونات أثبتت للقاصي والداني، وبما لا يقبل ادنى شك، انّها غير قابلة للشفاء من أمراضها السياسية والشعبوية، وفي أفق هذه اللعبة لا يلوح اي مؤشر حول إمكان تحرّر ملف رئاسة الجمهورية، من الأسر السياسي، حيث أنّ كلّ المحاولات والجهود التي بُذلت لتحريره، وآخرها من قِبل «اللجنة الخماسية»، مُنيت بالخيبة والفشل ولم تتقدّم بهذا الملف ولو خطوة واحدة إلى الأمام.

 

عصفورية!

هذا التعقيد الرئاسي، إضافة الى الكمّ الهائل من الأزمات المتراكمة في الداخل، يقاربها مصدر وسطي بارز بنظرة سوداويّة. حيث أبلغ الى «الجمهوريّة» قوله: «بكل صراحة، اقول في هذه العصفوريّة، صار خوفي كبيراً على الدولة وعلى الطائف وعلى النظام وعلى الاستقرار العام، إنّ استمرار الوضع على ما هو عليه سيؤدي الى نسف كل شيء».

 

حلبة استثمار جديدة

ما بات مسلّماً به في غياب التفاعل الايجابي مع المبادرات والجهود على الخط الرئاسي، هو لا مكان لتوافقات وانفراجات، ولا أمل يُرجى من مبادرات، ولا رهان على مفاجآت. واللافت في هذا السياق، ما كشفته معلومات موثوقة لـ«الجمهورية» عن نصائح أسدتها دولة عربية في الايام الاخيرة، اكّدت فيها «انّ على اللبنانيين ان يدركوا جيداً انّ ثمّة مخاطر كبيرة جداً قد تترتب على ربط الملفين الأمني والرئاسي ببعضهما البعض، والعامل الزمني قد يلعب دوراً يفاقم السلبيات والأعباء القائمة، ما يوجب المسارعة الى محاولة فك هذا الارتباط بالسرعة الكلية».

 

واقترنت هذه النصائح بتحذير «من اي محاولة للانتقال بالملف الرئاسي الى حلبات استثمار جديدة»، معتبرةً « انّ هذا الامر قد تترتب عليه عواقب غير محدودة». وبحسب المعلومات، فإنّ ما أوجب هذا التحذير هو مضمون تقارير تفيد عن انّ بعض المكونات المعنية بالملف الرئاسي، (تمنى مصدر المعلومات عدم ذكر هويتها)، بدأت تراهن على متغيّرات في مرحلة ما بعد الحرب، ووقائع جديدة في المنطقة وفي لبنان، قد تتيح لها ما تعتبره حسم الانتخابات الرئاسية لمصلحتها».

 

نتائج الحرب كارثية

وفي هذا المجال، نُقل عن مسؤول عربي كبير قوله خلال جلسة نقاش حول الوضع الرئاسي في لبنان: «الحرب صعبة، وظالمة للشعب الفلسطيني، واكبر محرقة في التاريخ للشعب الفلسطيني في غزة. يجب ان تتوقف هذه الحرب، وخصوصاً انّ نتائجها اياً كانت فهي كارثية. نحن الى جانب الشعب الفلسطيني، ونقف مع الاخوة في لبنان ونسعى مع الدول الصديقة الى احتواء التصعيد في جنوب لبنان وإعادة احلال الامن والاستقرار في هذه المنطقة. ونؤكّد في هذه المناسبة على اخوتنا في لبنان أن يراهنوا فقط على مصلحة لبنان، فالحرب اياً كانت نتائجها، فهي كارثية».

وحول الملف الرئاسي نُقل عن المسؤول العربي قوله ايضاً: «لقد تواصلنا مع كل الاطراف، واكّدنا للأخوة اللبنانيين أنّ الحل الرئاسي بأيديهم، ولا احد في الخارج يستطيع ان يفرض عليهم رئيسهم، ولا احد يمكن ان ينوب عنهم في اختياره، وذلك يتحقق بتوسيع ساحات التشاور والنقاش، ونحن من جهتنا سنبذل كل جهد ممكن لتقريب وجهات النظر بين السياسيين، توصلاً لإتمام استحقاق رئاسي بقدرٍ عالٍ من التوافق في بينهم. ولكن حتى الآن ما زالت هناك عقبات لا يُستهان بها. واؤكّد انّها عقبات من الداخل اللبناني، وليست من اي مصدر في الخارج».

 

اضاف: «نحن نعي حجم ما يتهدّد المنطقة من مخاطر، وبالأخص لبنان. ولذلك سنستمر بهذا التواصل مع كل الاطراف في لبنان، من موقعنا سواءً في اللجنة الخماسية، او في مجالات اخرى، وما نأمله هو ان تثمر مساعدتنا تجاوزاً لكل العقبات وبتّاً بصورة عاجلة لملف رئاسة الجمهورية برضا كل الاطراف».

 

مبادرة «الاعتدال»

الى ذلك، وعلى ما يؤكّد العاملون على أن لا حراك فعلياً لأيّ مبادرات في الوقت الحالي، فأنّ حركة اتصالات مكثفة مرتبطة بالحراك الاخير للجنة الخماسية تجري على خطوط عدة محورها عين التينة، سواءً في الداخل او على مستوى «الخماسية»، او على مستوى مواكبة مبادرة كتلة «الاعتدال الوطني» التي يحرص رئيس مجلس النواب نبيه بري على التأكيد المتواصل على انّ هذه المبادرة «ما زالت في عز شبابها». مبقياً بذلك الباب الرئاسي مفتوحاً على احتمال حصول خرق وانفراجات او مفاجآت ايجابية في اي لحظة، تقنع اطراف الداخل بسلوك باب التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية.

 

ما معنى الخيار الثالث؟

وبحسب المعلومات الموثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّه في موازاة تأكيد اصحاب المبادرات، ولاسيما اللجنة الخماسية على عدم تبنّي اي مرشح لرئاسة الجمهورية، او وضع «فيتو» على أي مرشح، فإنّ النقاشات الداخلية المرتبطة بهذه المبادرات تتداول في مجموعة قليلة من الأسماء (رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ، قائد الجيش العماد جوزف عون، والمدير العام بالإنابة اللواء الياس البيسري والعميد جورج خوري) دون التطرّق الى اسماء اخرى مثل الوزير جهاد ازعور.

 

وتشير مصادر المعلومات، الى انّ هذه النقاشات أبرزت استمرار تمسّك ثنائي حركة «أمل» و«حزب الله» بالوزير فرنجية، في موازاة نقاشات تركّز على تحديد ما هو «الخيار الثالث» الذي يدعو اليه بعض الاطراف، ويلقى حماسة من داخل اللجنة الخماسية، اي هل هو الخيار الثالث شخصية غير جهاد ازعور على اعتبار انّه كان مرشح تقاطعات وليس مرشحاً ثابتاً، ووضعه قد حُسم وخرج من نادي المرشحين بعد جلسة الانتخاب الاخيرة؟ ، هل هو خيار ثالث غير فرنجية وعون، او هل هو خيار ثالث خارج كل الاسماء المطروحة؟.. حتى الآن ما يُسمّى بالخيار الثالث، ليس محل توافق، بل لا يوجد تعريف او توصيف له، وليس موجوداً في قاموس الثنائي».

 

التدحرج الأمني

وعلى الخط الأمني، فخلافاً لكل التقديرات التي رجحت انخفاض وتيرة التصعيد خلال شهر رمضان، فإنّ هذا التصعيد ارتفع الى مستويات أعلى، سواءً في قطاع غزة حيث فشلت كل المحاولات والوساطات لبلوغ هدنة، بالتزامن مع تلويح اسرائيلي بتوسيع دائرة حرب الإبادة واجتياح رفح، أو على جبهة لبنان التي استعصت بدورها على محاولات تبريدها، فإنّها بدأت في الفترة الأخيرة تشهد تدرجاً متسارعاً في العمليات الحربية، نحو فتحها على مواجهات أقسى وأوسع.

وفيما أكّد مصدر رفيع لـ»الجمهورية» انّ الوضع خطير للغاية، وهذا التدرّج في العمليات الحربية وتوسيع دائرة استهدافاتها العدوانية يؤشّر الى أنّ اسرائيل تمهّد الأجواء لحرب واسعة، والموفدون الاجانب ينقلون كلاماً واضحاً بأنّ التهديدات التي يطلقها قادة العدو جدّية».

 

وفي السياق نفسه، يؤكّد خبراء عسكريون انّ التهديدات الاسرائيلية بحرب واسعة على لبنان تندرج في اطار التهويل، الاّ انّ هؤلاء يقرأون في تعمّد توسيع اسرائيل لدائرة اعتداءاتها على كل منطقة الجنوب وصولاً الى صيدا وكذلك على منطقة الشوف وصولاً الى منطقة البقاع وبعلبك، بأنّها تحاول ان تفرض من خلاله وقائع جديدة، تمكّنها من شنّ اعتداءات يومية استناداً على الطيران الحربي، دون ان تنزلق الى حرب برية تعترف انّها ستكلّفها. الّا انّ هذا الامر قد يتطور وينحدر في اي لحظة».

 

واشنطن لا تريد الحرب

الى ذلك، وفيما اكّدت مختلف المراجع الدولية على انّ على لبنان الانخراط في حل سياسي لإعادة الامن والاستقرار الى المنطقة الجنوبية، قالت مصادر ديبلوماسية رداً على سؤال لـ«الجمهورية»: «انّ جبهة جنوب لبنان مرتبطة بما سيؤول اليه الوضع في غزة. ومن هنا تنتظر المبادرات المرتبطة بالجنوب ريثما تنجلي صورة الهدنة في غزة. ويبدو انّها مستعصية، واسرائيل تهدّد بتصعيد حرب الإبادة وتهدّد بشمول الإبادة مدينة رفح».

واشارت المصادر الى انّها لا ترى حلاً في المدى المنظور، حيث انّ الحل السياسي الذي يُطرح على لبنان، لا يمكن للبنان ان يقبل به، كونه لا ينطبق على تطبيق كامل وشامل للقرار 1701، ولقد قدّم لبنان اجوبة عن هذه الطروحات، سواءً ما يتعلق بالورقة الفرنسية التي قدّمها وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه، او مشروع الحل الذي قدّمه الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين.

 

ورداً على سؤال حول التهديدات الاسرائيلية بالحرب على لبنان قالت المصادر: «أي عملية عسكرية اسرائيلية على لبنان تتطلّب تغطية من الاميركيين، والاميركيون لا يريدون الحرب، وهذا ما اكّدوه لنا».

 

نصر الله: جبهة الجنوب «تردع» إسرائيل

قال الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله في كلمة له خلال افتتاح الأمسيات القرآنية الرمضانية «غزة ما زالت تقاوم بشجاعة وبصلابة وتصمد عبر مقاومتها وشعبها وهو صمود أقرب الى المعجزة»، لافتاً الى أنّ «هناك خسارات استراتيجية في ما يجري بغزة منذ 7 تشرين الاول».

وقال: «العدو خسر الحرب حتى ولو ذهب الى رفح لأنّه لم يقدّم مشهد نصر ولم يحقّق أي هدف من الأهداف التي اعلن عنها»، مضيفاً: «واحدة من علامات النصر للمقاومة والهزيمة للعدو الاسرائيلي، انّ اول هدف اعلنه العدو هو القضاء على حركة «حماس»، ونحن اليوم في الشهر السادس من تفاوضون؟ «حماس»، القطري والمصري مع من يجلس بالنيابة عن الاميركي والاسرائيلي: «حماس» التي تفاوض عن كل المقاومة الفلسطينية وعن كل جبهات المقاومة»، واشار الى انّ «هذا يؤكّد انّ «حماس» ما زالت قوية وقادرة وهي ترفض وتقول لا وتضع الشروط».

وعن جبهة الجنوب، قال نصرالله: «جبهتنا اللبنانية تؤدي واجبها وتقوم بدورها بشكلٍ كامل بهذه المعركة. وصراخ المستوطنين يعلو من عمليات المقاومة، واضح أنّ هناك تكتماً على الخسائر في الجبهة الشمالية، وكم من الدبابات والآليات شاهدنا تمّ تدميرها، لكن العدو لم يعترف بشيء من خسائره، الجيش الإسرائيلي اليوم مُتعب ومُستنزف في كل الجبهات وعدد قتلاه كبير جداً وأكبر بكثير من المُعلن».

 

وشدّد نصرالله: «إسرائيل لا تجرؤ على التقدّم خطوة داخل الجنوب اللبناني، والخسائر الاقتصادية في جنوب لبنان لا تُقارن بخسائر الاحتلال الكبيرة في الجبهة الشمالية، والجبهة الجنوبية «تردع» إسرائيل على الحرب مع لبنان».

 

اسرائيل والحرب

إلى ذلك، حذّر الإعلام الاسرائيلي من انّ توسيع اسرائيل لهجماتها في لبنان قد يقود لحرب شاملة. ووفق تقرير نشرته صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية، فإنّ «إسرائيل وسّعت هجماتها إلى عمق الأراضي اللبنانية لتصل إلى منطقة بعلبك في البقاع، في «رهان» على أن يبعد «حزب الله» قواته عن الحدود، بعد أن فرغت البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود من سكانها. وتأمل إسرائيل بتصحيح هذا الانطباع، ربما بواسطة تصعيد لعدة «أيام قتالية» متسارعة، تشتد خلالها الهجمات ويتسع حجم الأهداف التي ستُقصف».

وأضافت الصحيفة، انّه «ليس مؤكّداً أن يحقق تصعيد كهذا هدفه وأن يؤدي إلى تراجع «حزب الله». وفي الوقت نفسه، تتزايد إمكانية أن تخرج الأمور عن السيطرة لتصل إلى درجة مواجهة شاملة». واشارت الى أنّ اتساع الهجمات الإسرائيلية إلى عمق الأراضي اللبنانية، قوبل بزيادة «حزب الله» لكمية القذائف الصاروخية التي يطلقها، لكن ليس باتجاه عمق الأراضي الإسرائيلية. وهذا التصعيد الأخير، وهو مبادرة إسرائيلية بالأساس، يعود ليقرّب الجانبين إلى سقف حرب شاملة، وهذه نتيجة سعى الجانبان إلى الامتناع عنها، منذ بداية الحرب على غزة في 7 تشرين الأول الماضي».

 

ورأت الصحيفة «أنّ هذا التصعيد يعبّر عن زيادة كبيرة في الرهان الإسرائيلي، على أمل أن تتراجع قيادة «حزب الله» تحت تشديد الضغط العسكري. وهذا كله يحدث في إثر الجمود في الجبهة الجنوبية، وفي ظل عدم التقدّم نحو صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار بين إسرائيل وحركة «حماس». وفي هذه الأثناء، تتزايد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية من جانب اليمين المتطرّف فيها ورؤساء سلطات محلية في شمالي إسرائيل، من أجل تشديد الهجمات ضدّ لبنان وحتى شنّ اجتياح بري في الأراضي اللبنانية، في الوقت الذي بدأ فيه سكان «غلاف غزة» بالعودة إليه، بينما «في شمالي البلاد بقي عشرات آلاف اللاجئين بعيداً عن بيوتهم، والحكومة تتعرّض لضغط عام للعمل كي تزيل الخطر».

وقالت: إنّ «حزب الله» لم يوسّع نطاق صواريخه وقذائفه التي يطلقها باتجاه إسرائيل، وإنما زاد كمياتها فقط، ولكن من الجائز أنّ «حزب الله» يمهّد لأساليب عمل أخرى، كي يُدفّع إسرائيل ثمناً باهظاً أكثر».

واشارت الصحيفة الى أنّ إدارة الرئيس الاميركي جو بايدن تتحفّظ على سيناريو كهذا، مثلما تتحفظ على عملية عسكرية في رفح. والرئيس بايدن ومستشاروه يهتمون بإصدار بيانات لوسائل الإعلام، بشكل يومي تقريباً، تتضمن تحذيرات من خطوات إسرائيلية وأوصافاً سلبية حيال أداء نتنياهو. كما أنّ تقدير أجهزة الاستخبارات الأميركية السنوي، الذي صدر أول من أمس، متشائم للغاية بشأن وضع إسرائيل الإستراتيجي»، واعتبرت أنّ «تصاعد انتقادات البيت الأبيض على الخطوات الإسرائيلية والتهديدات بدخول رفح، وتوسيع نطاق الهجمات في لبنان قد يؤدي أن تدفع إسرائيل ثمناً، بالتوقف عن استخدام الفيتو الأميركي لإحباط قرارات ضدّ إسرائيل في مجلس الأمن الدولي، وربما بفرض قيود على نقل أسلحة وذخيرة أميركية أيضاً».

 

الميدان العسكري

وكان الوضع الأمني في المنطقة الجنوبية قد حافظ على نسبة عالية من التوتر، حيث واصل الجيش الاسرائيلي اعتداءاته على المناطق اللبنانية، وتابع بالأمس مسلسل الاغتيالات حيث استهدف احد كوادر حركة «حماس» في مخيم الرشيدية هادي على محمد مصطفى، بصاروخ اطلقته مسيّرة اسرائيلية على سيارته على مفرق قانا – الحوش في منطقة صور، ما ادّى الى استشهاده مع شخص آخر لم تُعرف هويته، وتردّد انّه سوري الجنسية. وقد أُصيب الزميل المصور محمود الزيات بجروح اثناء تغطية الغارة.

كما شنّ الطيران الاسرائيلي سلسلة غارات جوية شملت منطقة مروج الحميض في علما الشعب، وبلدة ياطر، حيث سُجّل سقوط اصابات مدنية، وسهل الخيام، القنطرة وعدشيت القصير، اللبونة. وتواكب ذلك مع قصف مدفعي طال مزرعة الخريبة في خراج راشيا الفخار، اطراف حولا، ومركبا، والوزاني، اطراف منطقة حامول، والضهيرة.

وأعلن «حزب الله» في المقابل انّ المقاومة الاسلامية نفّذت سلسلة عمليات ضدّ جيش العدو، حيث استهدفت ثكنة راميم، ثكنة زبدين وموقع رويسات العلم في تلال كفر شوبا، وتجمعاً لجنود العدو شرق موقع حانيتا، وتصدّت لمسيّرة اسرائيلية في اجواء المنطقة الحدودية.

 

شكوى لبنانية

وفي موازاة الاعتداءات الاسرائيلية، أوعز وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب بتقديم شكوى الى مجلس الأمن الدولي ضدّ اسرائيل. وتدعو الشكوى المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المستمرة بوتيرة تصاعدية»، كما تطالب «بضرورة إدانة أعضاء مجلس الأمن مجتمعين الاعتداءات الإسرائيلية ضدّ لبنان، والعمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (1701) عام 2006 بالكامل، من أجل الوصول إلى استقرار دائم وطمأنينة على حدود لبنان الجنوبية».

 

إحياء مرفأ بيروت

أقيم في مرفأ بيروت امس احتفال لمناسبة اطلاق مخطط إعمار وتطوير المرفأ، الذي أعدّته فرنسا، وفي كلمة له توجّه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بالشكر الى فرنسا، متعهداً بأنّ المشروع المرتبط بإعمار وتطوير المرفأ سيأخذ طريقه الى التنفيذ في أسرع وقت، سواءً من خلال مساهمات خارجية نتطلع الى توافرها، أو من إيرادات المرفأ. وقال: «إنّ ورشة النهوض بمرفأ بيروت من جديد وإعادة إعماره ونفض غبار الحرب عنه، تبقى أولوية وطنية واقتصادية، لكون هذا المرفأ هو الشريان الحيوي الأبرز على البحر الأبيض المتوسط وإلى العمق العربي». مؤكّداً في الوقت نفسه على أهمية «استئناف التحقيق في ملف تفجير المرفأ لإحقاق الحق والعدالة».

 

بدوره قال وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور علي حميه «إعادة إعمار وتطوير المرفأ سيكون مرتكزه الأساس من الإيرادات التي أصبح يحصّلها»، فيما اعتبر السفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو، أنّ «مرفأ بيروت مصدر دخل للدولة اللبنانية، ولهذا السبب أراد رئيس فرنسا ايمانويل ماكرون أن تدعم فرنسا تعافيه. وهو اليوم إحدى أولوياتنا في دعمنا للبنان ومحور رئيسي لتعاوننا».