IMLebanon

الجمهورية: «الخماسية» تجول و«الاعتدال» يؤجّل .. وباسيل يناشد لحماية الشراكة «المتناصفة»

لا ينقطع حبل المخاوف والتوقعات بتوسّع رقعة الحرب انطلاقاً من الحدود اللبنانية الجنوبية التي عاشت امس يوماً آخر من المواجهات بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي، فيما الاتصالات والمساعي الإقليمية والدولية ناشطة للتوصل الى هدنة في غزة من شأنها أن تنعكس تلقائياً هدنة في لبنان، في ظلّ توقعات ان يشهد الاسبوع الطالع ولادة هذه الهدنة، رغم استمرار اسرائيل في تهديدها باجتياح منطقة رفح، وكذلك على الرغم من قول وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس امس: «نقترب باستمرار من الحرب مع «حزب الله» وسيتحمّل لبنان عواقبها».

ينطلق سفراء المجموعة الخماسية العربية والدولية في جولة على بعض المرجعيات الدينية والقيادات السياسية والكتل النيابية، في محاولة جديدة لتقريب وجهات النظر بين الأفرقاء لإنجاز الاستحقاق الرئاسي بالاتفاق على رئيس جمهورية جديد.

 

وسيزور السفراء قبل ظهر اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري على أن يزوروا عند الثانية بعد الظهر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي في بداية جولتهم التي تشمل قيادات حزبية ورؤساء الكتل النيابية في اليومين المقبلين، وستشمل في المرحلة الاولى المقرّرة غداً كلًا من الرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع والرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط في حضور رئيس الحزب تيمور جنبلاط. على ان تبدأ المرحلة الثانية من الجولة بعد عيد الفصح المجيد اي في مطلع نيسان المقبل.

«الاعتدال»

وإلى ذلك وخلافاً لما تردّد عن جولة جديدة لتكتل «الاعتدال الوطني» على القوى السياسية هذا الاسبوع، قالت مصادر التكتل لـ«الجمهورية» أن «لا مواعيد بعد لزيارة اي فريق. والجولة مؤجّلة الى حين تسلّمنا الأجوبة عن مبادرة التكتل من كتلة «الوفاء للمقاومة»، ومن «التكتل الوطني» (فرنجية وحلفاؤه) وكتلة «التوافق الوطني» (فيصل كرامي وحلفاؤه). حتى انّه لا يوجد موعد للقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم كما تردّد، خصوصاً انّ التكتل كان التقاه قبل نحو أسبوع.

وعن رأيها في سبب عدم تسليم الكتل النيابية الثلاث اجوبتها بعد، قالت المصادر «انّ الكتل ربما تنتظر الوقت المناسب في نظرها».

لكن مصادر نيابية اخرى عاملة على خط الاستحقاق الرئاسي، قالت لـ«الجمهورية»: «إنّ الكتل الثلاث بعدم ردّها على مبادرة «تكتل الاعتدال الوطني» انما تمارس لعبة تعبئة الوقت بالصمت والانتظار، لأنّ انتخابات الرئاسة مرتبطة بالوضع الإقليمي المتفجّر، وبالتالي لا رئيس قبل وقف الحرب في غزة واتضاح صورة المرحلة المقبلة، فكل طرف محلي او اقليمي أو دولي يريد رئيساً للبنان يناسب رؤيته وخططه للمرحلة الآتية على المنطقة بعد انتهاء الحرب على غزة التي ستنتهي عاجلاً ام آجلاً».

وعمّا يقوله الموفدون حول فصل الاستحقاق الرئاسي عن الحرب في غزة وجبهة الجنوب؟ قالت المصادر: «فصل المسارات لا يمكن ان يحصل قبل وقف الحرب في غزة، وبالتالي في جبهة الجنوب». ويبدو انّ اللجنة الخماسية تعمل ايضاً على إيقاع حرب غزة والمفاوضات المفترض استئنافها اليوم بين وفود «حماس» وقطر ومصر واسرائيل واميركا. إذ ستشهد الدوحة جولة محادثات جديدة في الساعات المقبلة، مع وصول وفد اسرائيلي اليها، علماً انّ «حماس» قدّمت امس الاول ورقة تحمل رداً على ما طُرح عليها إثر اجتماعات باريس قبل اسبوع تقريباً.

 

لا «فيتو» على فرنجية

في المواقف، شدّد رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية على أنّ «احترام الدستور واجب ولا يمكن أن نتعاطى معه باستنسابية أو وفق المصلحة الشخصية كما يفعل البعض». وتمنّى «حصول الانتخابات الرئاسية اليوم قبل الغد، وأن يكون للمرشح تاريخ في العمل السياسي والوطني ومواقفه معروفة وأن لا تهبط الأسماء فقط بهدف العرقلة».

وقال فرنجية لنقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي الذي زاره على رأس وفد من النقابة في بنشعي امس: «منذ 2005 واسمي مطروح للرئاسة، وبالتالي الثنائي الشيعي لم يرشحني بل هو داعم لترشيحي، وليس من الجائز عدم الأخذ في الاعتبار الـ51 صوتاً، مما يعني أنّ هناك 15 نائباً مسيحياً اقترعوا لي وهم داعمون. أما موقفي مع المقاومة فليس مستجداً ولا يتبدّل وفق الظروف أو الاستحقاقات. الكل يعلم أنّه في 2016 كان بإمكاني أن أصل الى سدّة الرئاسة لكنني لم أقبل ولست نادماً على ذلك، وكنت قد أبلغت الى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند حينها بأنني لن أنزل الى المجلس إلاّ يداً بيد مع الرئيس ميشال عون».

ورداً على رفض تيارين مسيحيين انتخابه أجاب: «المشكلة في أنني موجود. يختلفون على كل الامور ويتفقون ضدّي والسؤال الأساس: هل يخافون من رئيس ينجح؟ الرئيس عون وصل بأكثرية نيابية إلّا أنّه مارس الحكم 6 سنوات من دون توافق».

وأوضح رداً على سؤال أن «لا ڤيتو أميركياً أو سعودياً على اسمي. والسفيرة الأميركية قالت علناً أنّه في حال وصولي سيتعاونون معي. الجميع يدرك أن لا رئيس من دون رضا المقاومة والبعض يقدّم أوراق اعتماده من تحت الطاولة».

«معركة وجود»

ومن جهته رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، وخلال المؤتمر الوطني السنوي للتيار امس، توجّه الى حزبي «القوات اللبنانية» و«الكتائب» بإسم آلاف الشهداء وعلى رأسهم بشير الـ 10452 كلم²، والى تيار «المردة» وآل فرنجية الكرام وإرث التضحيات من اجل لبنان». وقال: «تعالوا لنضع معاً «خط أحمر عريضاً» تحت الوجود والشراكة المتناصفة، ولبنان الكبير». وتابع، «ونبدأ من هنا». ولفت الى أنّ «هذه معركة وجود الناس الذين نمثلّهم كلّنا وكل واحد منّا بحجمه». وقال: «خسارة او احباط او استضعاف اي مجموعة منّا هي خسارة لوجودنا». وأضاف: «كلّنا في حاجة لبعضنا لنبقى، وليبقى لبنان الرسالة الذي نريده مع شركائنا». وختم: «انا لا ادعو الى حلف طائفي ضدّ احد، وانا حريص على تنوّع التيار وفخور كثيراً بوجود آلاف المسلمين فيه، انا ادعو الى الشراكة بين الجميع انطلاقاً من حماية الوجود للجميع».

مخالفة كبرى

وفي المواقف التي شهدتها عطلة نهاية الاسبوع، سأل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد امس، «كيف يمكن القبول بالمخالفة الكبرى للدستور بعدم انتخاب رئيس للجمهوريّة منذ سنة ونصف سنة، على رغم من وضوح موادّ الدستور ذات الصلة وضوح الشمس في الظهيرة؟ والتسبب بنتائج هذا التعطيل، بحيث يطاول المجلس النيابيّ الذي يفقد صلاحيّة التشريع، ومجلس الوزراء بفقدان صلاحيّة التعيين وسواها من الصلاحيّات المختصّة برئيس الجمهوريّة دون سواه. بانتخابه تعود الثقة بالبلاد ومؤسّساتها من المواطنين أوّلًا ثمّ من الدول المتعاونة. أجل لقد فقدت الدول ثقتها بلبنان الرسمي لا بلبنان الشعبي. هل المعطّلون، وقد باتوا معروفين، لا يريدون انتخاب رئيس لأهداف خاصّة؟ أو يطيلون زمن الفراغ الرئاسيّ لغايات أخرى متروك التكهّن بشأنها؟ لا يوجد أي مبرّر لعدم التئام مجلس النواب وانتخاب رئيس للبلاد».

مشقة الحروب

وقال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، في خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس «ليت إنسان هذا البلد، والمسؤولين والزعماء والقادة خصوصاً، يعون أهمية الإنعتاق من الماديات والإنصراف إلى تنقية النفس واليد من كل تعلق بالأشياء الزائلة لأنّها فانية، وليس أبدياً إلاّ وجه الله. لو تصرفوا على هذا النحو لكانوا وفّروا على أنفسهم وعلى لبنان واللبنانيين مشقة الحروب والإنهيارات الإقتصادية والإجتماعية والأخلاقية، ولكانوا وفّروا على بيروت وأهلها ما عانوه من نتائج تفجير المرفأ من مآسٍ لن تُمحّى من ذاكرة بيروت والبيروتيين، ليس لأنّها مسّت قلب العاصمة وقلوبهم وحسب، بل لأنّها بقيت من دون محاسبة. فبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على اليوم المشؤوم، ما زال المدبّر والفاعل مجهولين، وما زال التحقيق معلّقاً والقلوب دامية».

شراكة وطنية

واعتبر المفتي الشيخ أحمد قبلان انّ هناك من يصّر على لُغم لعبة العدد، رغم أنّ لعبة العدد تضع لبنان على كف عفريت، ولأنّ الشراكة الوطنية أكبر مقدّسات لبنان خضنا أكبر الحروب الوطنية ورفضنا لُغة العدد كقيمة تكوينية للبنان، ورغم ذلك هناك من يصرّ على لعبة النار هذه، وهذا أمر لن يمر». وقال: «من خاض انتفاضة 6 شباط الوطنية وقاتل العالم طوال عقود لإخراج إسرائيل من لبنان لن يقبل بجرّ البلد نحو فتنة تتطابق مع مصالح واشنطن الإنتهازية، ولسنا في موقف ضعيف، وقيمة الدستور من القيمة الميثاقية ولا دستور بلا ميثاقية». وقال: «لبنان شراكة وطنية والتسوية الرئاسية ضرورة سيادية، وحماية عقيدة البلد الوطنية مرتبطة بالمجلس النيابي ورئيسه، وما يقوم به رئيس مجلس النواب نبيه بري يخالف هوى البعض، إلّا أنّه أكبر ممارسة دستورية لحماية العقيدة الوطنية».

وزير خارجية البرازيل

ديبلوماسياً يصل الى بيروت اليوم وزير خارجية البرازيل «Mauro Luiz Lecker» ليبدأ زيارة رسمية غداً للقاء المسؤولين الكبار وفق جدول زيارات يشمل كلاً من رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب، للبحث في مختلف التطورات خصوصاً وانّ للبرازيل مقعدها في مجلس الامن الدولي وقد بادرت اكثر من مرة الى مساعدة لبنان وسعت الى وقف نار دائم في غزة عطّله «الفيتو» الاميركي. وسيعقد بوحبيب وليكير مؤتمراً صحافياً مشتركاً بعد اللقاء المقرّر عند العاشرة والنصف قبل ظهر غد.

ومن المقرّر ان يستقبل بوحبيب اليوم سفير دولة قطر لدى لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل آل ثاني. كذلك سيلتقي سفيرة إيطاليا نيكوليتا بومباردييري للبحث في قضايا مشتركة تتصل بأزمة النازحين السوريين في حوض المتوسط والتحضيرات الجارية لمؤتمر روما الهادف الى دعم الجيش اللبناني وقضايا مختلفة.

جبهة الجنوب

على الجبهة الجنوبية، واصل الجيش الإسرائيلي اعتداءاته منذ ليل امس الاول حتى صباح امس، وقد أغار باكراً امس على بلدة الخيام، كما أطلق قذائف مدفعية في اتجاه تلة سردة وبلدة الوزاني. فيما تعرّض ليل امس عدد من القرى والبلدات في القطاعين الغربي والاوسط وصولاً حتى بلدة كونين لقصف مدفعي مباشر ما ادّى الى وقوع اضرار جسيمة في المنازل والممتلكات.

وفجر امس، استهدف القصف المدفعي والفوسفوري الإسرائيلي العنيف مزرعتَي سردة والعمرة، والبساتين الغربية للوزاني، ومنطقة الحمامص، والمدخل الشرقي لبلدة العديسة في محيط البانوراما، وتلة العويضة. فيما أطلق الطيران الحربي الإسرائيلي صاروخاً لم ينفجر استهدف منزلاً في بلدة عيترون. وتعرّض حرج بلدة كونين ووادي السلوقي لقصف مدفعي بقذائف من عيار 175 ملم، سُمِع دويّها في أرجاء الجنوب. وكذلك الاطراف الغربية لبلدة حولا.

واستهدفت الطائرات الحربية صباح أمس احد منازل علما الشعب، فيما حلّق الطيران الاستطلاعي فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط وصولاً الى مشارف مدينة صور واطلق القنابل المضيئة فوق قرى المنطقة.

وكانت المدفعية الاسرائيلية استهدفت قبل ظهر أمس أطراف بلدة مارون الراس بالتزامن مع غارة لطائرة مسيّرة. ثم اغار الطيران الحربي على بلدتي عيتا الشعب ومروحين، وطاول قصف مدفعي سهل مرجعيون بهدف ترهيب المزارعين ورعاة المواشي. كذلك اغار الطيران الحربي على اطراف الناقورة وعلى منزل في عيترون. وتعرّض الحي الجنوبي لمدينة الخيام للقصف بعد الظهر. وتكّرر القصف على الناقورة عصراً ليستهدف احد المنازل. وطاول القصف منطقة «الخريبة» عند أطراف راشيا الفخار.

وبعد الرابعة عصراً سُجّل قصف مدفعي استهدف أطراف بلدتي دبل وحانين، وطاول لاحقاً أطراف بلدة الناقورة وكان مصدره المواقع الاسرائيلية المتاخمة لجبل اللبونة.

وفي المقابل، إستمرت المقاومة في عملياتها ضدّ الجيش الإسرائيلي، فاستهدفت عند فجر يوم ‏امس تجمعاً للجنود قبالة بلدة الوزاني.

واعلنت هيئة البث الإسرائيلية «نجاة ضابط إسرائيلي كبير بعدما أطلق «حزب الله» صاروخاً موجّهاً منتصف الليل ضدّ آلية عسكرية». فيما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن «إصابة قائد كتيبة في «الجيش» الإسرائيلي نتيجة إصابة آليته بصاروخٍ أُطلق من لبنان».

وفي عمليات متلاحقة نهاراً، استهدف رجال المقاومة موقع المطلة ‏و‏التجهيزات التجسسية في موقع العاصي ‏وتجمعًا للجنود ‏الإسرائيليين في محيط ثكنة «ميتات» وموقع المرج ‏في هونين ‏

‏وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إطلاق صواريخ من لبنان تجاه المنطقة الواقعة بين «مرجليوت ومسكاف عام وإطلاق صاروخين مضادين للدروع من لبنان تجاه المطلة». وكانت المقاومة قد استهدفت ليل امس الاول تجمعاً ‏للجنود في تلة الكرنتينا.

اقتراب من الحرب

ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، امس عن وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس قوله «نقترب باستمرار من الحرب مع «حزب الله» وسيتحمّل لبنان عواقبها».

واشار الى «استعداد إسرائيل لدفع ثمن مقابل استعادة المحتجزين في قطاع غزة، واعتبر أنّه «من دون دخول الجيش الإسرائيلي رفح جنوبي القطاع لا يمكن تحقيق النصر». وقال إنّ «قضية المختطفين على رأس أولويات وزارة الخارجية، ونحن نبذل الجهود في سبيل ذلك، لكن مقترحات الوسطاء معقّدة للغاية».

وأضاف كاتس: «بالطبع سندفع ثمناً مقابل تحرير المختطفين، لكن الخط الأحمر الأكثر وضوحاً، إسرائيل لن توافق على وقف الحرب».

وعن دخول رفح، قال كاتس: «من الواضح أنّ ذلك سيحدث. من دون الدخول إلى رفح، لا يمكن تحقيق النصر».

ونقلت قناة «العربية» عن مصدر إسرائيلي قوله: «انّ نشوب الحرب على الجبهة الشمالية سيكون مع دولة لبنان وليس مع «حزب الله»، وفي حال وقوع حرب مع لبنان سندمّر أهدافاً على عمق 5 كلم». واضاف: «لدينا بنك أهداف بعمق 5 كلم داخل لبنان لم نستهدفها بعد».

واكّد المحلل العسكري ألون بن ديفيد في صحيفة «معاريف «العبرية: «من خلال بذل القليل من الجهد وبتكلفة مقبولة، ينجح «حزب الله» في إبقاء شمال إسرائيل خالياً من السكان، وفي كل يوم يمّر ومن دون قرار لن يؤدي إلّا إلى إدامة إنجازه، ويزيد من احتمالية أنّ العديد من سكان الشمال بالفعل لن يعيشوا هناك مرة أخرى».

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية «انّ ما يجري في قطاع غزة وضدّ «حزب الله» في لبنان سينفجر في وجوهنا عاجلاً أم آجلاً». واضافت: «الجبهة الداخلية غير مستعدة لحرب إقليمية ستكون أصعب وأخطر بآلاف المرات من الحرب في قطاع غزة». واشارت الى انّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي «منعزل وصامت وفَقَد السيطرة على الأرض منذ زمن طويل ونحن في أخطر فضيحة منذ تأسيس «الجيش» وأخطر فشل منذ تأسيس «إسرائيل». وقالت: «خسرنا الحرب مع حماس كما أنّنا نخسر حلفاءنا في العالم».

وقال هاليفي أمس «اننا نواصل ضرب قدرات «حزب الله» وأفراده. «حزب الله» بدأ الاعتداءات فهو يدفع ثمنًا باهظًا. سنعيد السكان فقط بعد استعادة الأمن الكامل. لهذا الغرض سنلجأ إلى كل طريقة لازمة، حيث يكون جيش الدفاع وقادته على أهبة الاستعداد للقيام بذلك. هذا واجبنا».

مجلس الوزراء

من جهة ثانية، يجتمع مجلس الوزراء غداً برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للبحث في جدول أعمال من 27 بندًا تتضمن قضايا إدارية ومالية مختلفة تعني معظم الوزارات ومعظمها مالي وإداري، عدا عن البت بقبول بعض الهبات، والبت بأزمة الطوابع البريدية وطلب وزارة الدفاع دفع مستحقات المستشفيات والمراكز العلاجية المدنية للعام 2024 قبل التصديق على الاتفاقيات معها، والخلاف القائم في المجلس الاعلى للجمارك في شأن دورة الخفراء الناجحين لمصلحة الضابطة الجمركية وتعيين 500 مأمور متمرن لمصلحة المديرية العامة للأمن العام.

تمديد العمل

وقبل 48 ساعة على جلسة مجلس الوزراء، مدّد تجمع موظفي الإدارة العامة تعليق الإضراب حتى نهاية الأسبوع الجاري في انتظار صدور قرار المثابرة المطروح في البند الأول من جدول أعمال مجلس الوزراء، وينص على تعديل الفقرتين 3 و4 من البند الأول من المادة السادسة في المرسوم 13020 الصادر في 28 شباط الماضي المتعلق بـ«اعطاء تعويض إضافي مؤقت لجميع العاملين في القطاع العام والمتقاعدين المستفيدين من معاش تقاعدي».

وأكّد التجمع في بيانه على «إتمام شرط الحضور خلال هذه الفترة تمهيداً لاتخاذ خطوات مهمّة». وذكّر الحكومة بـ«أنّ شرط الـ 14 يوماً يستكمله الموظفون كحدّ أقصى بتاريخ 22/3/2024، ولن يستمر العمل بعده إلّا بإقرار المثابرة بشروط مقبولة وانسانية». كما لفت الى معارضته إبقاء الدوام الرسمي حتى الثالثة والنصف من بعد الظهر والعودة الى دوام الساعة الثانية. وأنّ «اي إصرار على فرض الدوام حتى الساعة 3،30 سيؤدي الى ردّة فعل عكسية لا مصلحة للإدارة العامة منها».

وردّ التجمع موقفه «استناداً الى كلمة رئيس الحكومة الشهيرة التي قال فيها: «لا بدّ أن يتحّمل بعضنا بعضاً» فإنّ الموظفين يتحمّلون انخفاض رواتبهم لحدود الـ 30% من قيمتها، وذلك حرصاً على إعادة التوازن الاقتصادي للبلد، ومراعاة للواقع المالي لخزينة الدولة».