IMLebanon

الجمهورية : الاستحقاق الى ما بعد العيدَين… والمبادرة على حَيويّتها

 

مع إنهاء سفراء المجموعة الخماسية المرحلة الأولى من جولتهم على المسؤولين والقيادات السياسية والمرجعيات الدينية والكتل النيابية، وسَفر بعضهم لقضاء عطلة الاعياد في بلدانهم، لا يتوقّع حصول اختراق على جبهة الاستحقاق الرئاسي، فيما الاهتمام منصَبّ على الوضع في غزة وفي الجنوب اللبناني في ظل الاجتماعات الاقليمية والدولية المتلاحقة لإعلان هدنة وقف لإطلاق النار في قطاع غزة من شأنه ان ينسحب على الجبهة الجنوبية اللبنانية التي شهدت امس مزيداً من المواجهات. وقد اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، عبر قناة «الحدث» أمس، انّ فرنسا «تعمل على كل الجبهات لتجنّب التصعيد الإقليمي خصوصاً على الحدود بين لبنان وإسرائيل». وأعلنت «اننا مرتاحون الى الجواب الإيجابي للسلطات اللبنانية حول مقترحاتنا للتهدئة عند الحدود».

والى أن يعود الحراك الى زخمه بعد عطلتي عيدي الفصح والفطر خلال النصف الاول من نيسان المقبل، قال أحد اعضاء تكتل «الاعتدال الوطني» لـ«الجمهورية» انه خلافاً للانطباع السائد فإنّ مبادرة التكتل الرئاسية ما تزال على حيويتها وحضورها، وهي ستشهد تزخيماً كبيراً بعد الاعياد، وبعد ان يكون التكتل قد تلقّى من بعض الكتل النيابية أجوبتها على هذه المبادرة التي استمهلته بعض الوقت لإعدادها.

«مرفوض تماماً»

 

وفي المواقف، أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في بيان امس، أنه «فليكن واضحاً لدى الجميع انّ انتخابات رئاسة الجمهورية اسمها انتخابات، ودستورياً هي انتخابات، وعملياً هي انتخابات مع او من دون تفاهمات مسبقة».

 

وقال: «لقد جرّبنا منذ أكثر من سنة وخمسة أشهر ان نصل إلى تفاهمات مع أكثرية الكتل النيابية من أجل انتخابات ديموقراطية، فتم إجهاض مساعينا بتعطيل الجلسات، وجرّبنا عن طريق التفاهم على خيار ثالث، فأجهض مسعانا بالتمسك بالمرشح نفسه، وفي الوقت الذي لم ننجح مع أكثرية الكتل، نجحنا على مستوى المعارضة في الاتفاق على مرشح اول ومرشح ثانٍ في إطار تقاطع في الخيار، بينما لم نتقدم مع فريق الممانعة سنتمترا واحدا بسبب تمسّكه الابدي والسرمدي بمرشحه الوزير السابق سليمان فرنجية».

 

ورأى انه «في ضوء ذلك كله، لا حل لانتخابات رئاسة الجمهورية الا بالانتخاب، والذي يقول انه من دون حوار لا رئاسة جمهورية، يعني انه يقول عملياً وعلناً وصراحة، «إذا لم تقبلوا بمرشحي فلا رئاسة جمهورية. وهذا أمر غير مقبول ومرفوض تماماً».

«الوفاء للمقاومة»

 

من جهتها لاحظت كتلة «الوفاء للمقاومة»، بعد اجتماعها الدوري برئاسة النائب محمد رعد، «أنّ الخطى لا تزال بطيئة على صعيد الحراك لملء الشغور الرئاسي في البلاد، ولا يزال المرشحون والقوى السياسية والنيابية المعنية يتلمّسون الآليات والمخارج لإنجاز الإستحقاق الرئاسي وفق ما يتناسب مع وثيقة الوفاق الوطني والمحددات الدستورية المعتمدة». وجدّدت «عزمها الدائم على مراعاة الوفاق الوطني وعلى تطبيق الدستور لا سيما لجهة بذل الجهود لاختيار رئيس سيادي للبلاد قادر على الإضطلاع بمسؤولية مواجهة التحديات وحماية مصالح الوطن وأبنائه والتزام المواقف الوطنية المُتبنّاة من اللبنانيين الثابتين على التمسك بها مهما ساءت الظروف وقسَت الضغوط».

 

وأشارت الكتلة الى انها «إذ تابعت تحرّكات المهتمين بملء الشغور الرئاسي، فإنها من موقع مشاركتها المسؤولة في مقاربة تلك التحركات، ستبلّغ في الوقت القريب والمناسب موقفها الرسمي بغية إنجاز هذا الإستحقاق حفظاً للمصالح الوطنية».

 

دريان

 

الى ذلك، قال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، خلال إفطار رمضاني لجمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في بيروت، انّ «الدولة التي نطمح للعيش والبقاء فيها هي دولة جميع اللبنانيين، الدولة التي هي مرجعنا الوحيد، وانتماؤنا يجب أن يكون إليها وحدها من دون سواها، كي ننعم جميعاً بالاستقرار والأمن والأمان، والطمأنينة ورغد العيش».

 

واضاف: «لقد آن الأوان لتتضافر جهود كل القوى السياسية في بلدنا، وتسير في الطريق الذي يوصِل إلى حلول، ولا طريق للحلول المتوازنة سوى الحوار المقترن بالعمل الصادق الدؤوب، ولا نزال نؤمن مع المخلصين بحتمية الحوار بين جميع مكونات هذا الوطن، أولاً لانتخاب رئيس للجمهورية، ولتحصين وحدتنا الداخلية، لتزداد قوة ومنعة، ولتبقى ميثاقية عيشنا المشترك عزيزة متينة، نقية من الشوائب التي تعتريها من حين إلى آخر».

 

ورأى انّ «عجز القوى السياسية عن إنجاز الاستحقاق الرئاسي، رغم كل الجهود والمساعي المخلصة ومساعدة الأشقاء والأصدقاء أمر مُقلق ومخيف للغاية، فإلى متى الانتظار والأخطار تداهمنا؟ وإذا استمر وطننا بدون رئيس، فهذا نذير ببداية تفكّك لبنان وفقدان كيانه».

 

إجتماع بكركي

 

في غضون ذلك، عُقد في الرابعة عصر امس اجتماع مسيحي في بكركي، بحثَ في وثيقة شارك في إعدادها ممثلون عن مختلف الكتل والاطراف المسيحية باستثناء تيار «المردة».

وقالت مصادر شاركت في الاجتماع وكانت على اطلاع واسع على ما سبقه من تحضيرات لـ«الجمهورية» انّ اللجنة ما زالت في بداية مهمتها، وانّ اجتماع الأمس هو الثاني لها بعد لقاء تمهيدي عقد الأسبوع الماضي في بداية مشوار قد يكون طويلا اكثر مما لا يتوقعه أي انسان.

 

وقالت المصادر ان الحديث عن «وثيقة تاريخية» تحدد مواقف الاحزاب المسيحية سابق لأوانه «لا بل هي مجرد اوهام تُعطي ما جرى حتى اليوم اهمية تفوق ما تحقق. فالورقة التي انطلق منها البحث جَمعت عناوين وطنية شتّى تلتقي حولها اكثرية لبنانية وتعارضها اقلية محدودة لا تتوافق واكثرية اللبنانيين، ذلك أنها تشكل لائحة طويلة من معاناة اللبنانيين جميعاً ولا تقف عند حدود ما يُسمّى «المصالح المسيحية» لأنها في شكلها ومضمونها تتعدى هذه الملاحظات الضيقة».

 

وقالت المصادر: «لن يطول الوقت ليتبيّن انّ ما تم تسريبه من مواقف وسيناريوهات ضَجّت بها مقدمات نشرات الاخبار لا يستأهِل هذا الضجيج حتى اليوم». وحذّرت من إعطاء الورقة والمناقشات اكبر من اهميتها وما تحتمله ذلك انّ مقاربة العناوين فيها قد تستغرق وقتا طويلا ومسلسلا من الاجتماعات، فما الذي يمكن تَركه الى نهايتها ان امتدّت الى عشرات الاجتماعات في الفترة المقبلة من دون إغفال وجود مَن يحاول الاستثمار في المكان الخطأ وأنّ الوقت لن يطول لاكتشاف هذه الرواية كاملة».

 

وختمت المصادر «انّ غياب من يمثّل تيار «المردة» في الجلسة الاولى للجنة لا يستأهِل الضجيج الذي رافق الترويج بمقاطعة «المردة» للاجتماع وما تريده اللجنة من اعمالها التي لم تقلع بعد. وإنّ ممثّل حزب الوطنيين الأحرار الذي اعتذر عن حضور الاجتماع الأول لأسباب طارئة قد شارك في اجتماع الأمس ولا شيء يمنع من مشاركة «المردة» في اللقاء المقبل او الذي يليه».

 

تسريب

 

وكان قد تَسرّب بعد الاجتماع انّ مسودة «وثيقة بكركي»، كما سمّاها المجتمعون، تتناول «دور لبنان التاريخي والحر الذي يتحوّل تباعاً الى دولة دينية شمولية ايديولوجية»، وتذكر بـ«الثوابت التاريخية أي الحرية والتعددية والمساواة في الشراكة واحترام اتفاق الطائف والقرارات الدولية والحياد واللامركزية الادارية الموسّعة».

 

وتدعو الوثيقة الى بسط سيادة الدولة على كل اراضيها وحماية حدودها ووضع السيادة في حمى الجيش اللبناني والقوى الامنية حصراً وتبني استراتيجية دفاعية واضحة، كما تدعو الى «عدم الانزلاق الى خيارات لا تخدم لبنان وشعبه». كذلك تدعو الى «العمل معاً لانتخاب رئيس ووضع ميثاق شرف بين المسيحيين أولاً ثم مع الافرقاء الاخرين».

 

وتُنبّه الوثيقة الى تراجع حضور المسيحيين في القطاع العام وبيع اراضيهم وخطر السلاح غير الشرعي اللبناني وغير اللبناني والنزوح السوري وتوطين الفلسطينيين والفساد وتأخير الاصلاح.

 

وفي المعلومات انّ اجتماعات بكركي جاءت نتيجة المساعي التي قام بها المطران انطوان بونجم بتكليف من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، والذي عمل طوال الاشهر الثلاثة الماضية مع الاحزاب في محاولة لإيجاد قواسم مشتركة فيما بينها. وواصَل جولته بعيداً عن الاضواء وتمّ بنتيجتها تشكيل لجنة مصغرة، بدأت تضع نقاط التقاطع المشتركة مع القوى السياسية اللبنانية للوصول الى خريطة طريق او تصور يوافق عليه جميع اللبنانيين. ويكون منطلق الرئيس المقبل بعد ان يتم انتخابه على اساسه.

 

ولفتت مصادر مطلعة الى انّ كل فريق طرح في الاجتماع الاول ملاحظاته ومطالبه على الطاولة وتحولت المطالب وثيقة أعَدّها بونجم، ثم نُقّحت على ان تُبحَث وتوضع في صيغتها النهائية. وقالت هذه المصادر ان بنود هذه الصيغة أصبحت جاهزة وحصل تقارب بنسبة 90 في المئة بين الافكار التي ليست بعيدة عن ورقة «القوات» و«التيار»، لكنها تحتاج الى صياغة وتصور نهائي.

 

وذكرت المصادر ان موضوع سلاح «حزب الله» شكّل العقبة الاساسية وأخذ حيزا كبيرا من النقاش، في محاولة للخروج بموقف واضح وسيادي حياله ولذلك بقيت الوثيقة في حاجة الى مزيد من الدرس.

 

واتفق المجتمعون على إبقاء اجتماعاتهم مفتوحة، الى حين الاتفاق على الصيغة النهائية للوثيقة، والتي تتناول ايضا مواضيع وطنية عامة غير مسيحية فقط، وسيعلن المطران ابونجم في بيان ما يتم الاتفاق عليه.

 

الامارات و«حزب الله»

 

من جهة ثانية، عاد مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» الحاج وفيق صفا من ابو ظبي امس بعدما كان قد توجّه اليها الاثنين الفائت في طائرة خاصة.

 

ووزّعت «العلاقات الاعلامية» في «حزب الله» إثر عودته البيان الآتي:

 

«زار مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا دولة الإمارات العربية المتحدة في إطار المتابعة القائمة لمعالجة ملف عدد من المعتقلين اللبنانيين هناك، حيث التقى عدداً من المسؤولين المعنيين بهذا الملف، والأمل معقود أن يتم التوصل الى الخاتمة المطلوبة إن شاء الله».

 

الجبهة الجنوبية

 

وعلى الجبهة الجنوبية، تواصلت أمس المواجهات بين رجال المقاومة والقوات الاسرائيلية المحتلة، في ظل الحراك الجاري في أروقة الامم المتحدة ومشروع القرار الاميركي لوقف اطلاق النار الذي سيرفع الى مجلس الامن الدولي، والذي اذا أُقرّ يتوقّع ان يشمل لبنان.

 

وقبَيل الثانية بعد الظهر، استهدفت طائرة مسيّرة اسرائيلية بصاروخ، محيط قطيع للماعز في مزرعة المجيدية الحدودية. ثم اغار الطيران الحربي مرات عدة على بلدات يارون وعيتا الشعب وطيرحرفا واطراف ميس الجبل والحارة الشمالية من بلدة حولا ويارين. فيما استهدف قصف مدفعي الحي الشرقي لبلدة العديسة واطراف كفركلا، والحي الجنوبي لبلدة الخيام واطراف علما الشعب.

 

وأعلنت ‏«المقاومة الإسلامية» انها استهدفت بعد ظهر امس نقطة تَموضع ‌‏لقوة استخبارات عسكرية في مستعمرة المطلة وأوقعت أفرادها بين قتيل ‌‏وجريح.‏ ‏

 

واكدت القناتان 12 و 13 العبريتان وقوع أضرار كبيرة في المباني بالمطلة بعد تعرّضها لقصف بـ 3 صواريخ مضادة للدروع، كذلك استهدفت المقاومة موقع المالكية وقصفت مبنىً يستخدمه الجنود ‏الاسرائيليون في مستعمرة المالكية وكذلك قصفت مَبنيين يتموضع فيهما ‏الجنود في مستعمرة أفيفيم بالأسلحة المناسبة، وذلك رداً على ‏اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية»، بحسب بيان للمقاومة.

وأُفيد مساء عن استهداف المقاومة مستعمرة مرغليوت بالصواريخ. واكدت وسائل إعلام عبرية سقوط صاروخين داخل مستوطنة أفيفيم عند الحدود مع لبنان، فضلاً عن إطلاق عدد من الصواريخ في اتجاه مستوطنة دوفيف في الجليل الغربي، الى صواريخ في اتجاه مستعمرة شلومي التي تم تفعيل صفارات الانذار فيها.

 

وقبيل الثامنة مساء، أفيد عن قصف اسرائيلي لأطراف الناقورة ومنطقة وادي حسن في اطراف الجبين، تزامَنَ مع غارتين جويتين استهدفتا طربيخا ومروحين ورامية والقوزح، فيما اعلنت المقاومة انها استهدفت «مبنىً استخدمه جنود العدو ‏في مستعمرة «نطوعة» بالأسلحة المناسبة». ثم استهدفت قوةً إسرائيلية أثناء دخولها إلى ثكنة زرعيت بقذائف المدفعية وكذلك مبنىً  يستخدمه الجنود في المستعمرة نفسها، وتجمعاً للجنود في مستوطنة راموت نفتالي.