الميدان العسكري في تدرّج متصاعد على امتداد الحدود الجنوبية التي شهدت عنفاً ملحوظاً في الساعات الاخيرة، تكثفت فيه الاعتداءات الاسرائيلية على المناطق اللبنانية، ورفع «حزب الله» وتيرة عملياته ضد مواقع الجيش الاسرائيلي والمستوطنات. فيما تقاطعت كل القراءات لهذا المشهد على انّ استمرار على هذا النحو التصاعدي يُنذر بمخاطر. لكن ما هو أخطر من الميدان العسكري، هو الميدان الموازي الذي أُنشِئت فيه منصات في الداخل وما وراء البحار، لوظيفة محددة؛ إعدام احتمالات التبريد، وضخّ التخويف وسيناريوهات حربية مرعبة، وتبنّي فرضية أنّ الحرب الاسرائيليّة الواسعة على لبنان واقعة لا محالة، وتفترض انّ عنف المواجهات القائمة في المنطقة الحدودية، مؤشّر على أنّ جبهة الجنوب بدأت تتدحرج بسرعة نحو الحرب الواسعة، وأن التهديدات التي تتوالى من مستويات سياسية وعسكرية اسرائيلية أطلقت العد التنازلي لإشعال هذه الحرب!
ضوابط
ما من شك أن ليس في استطاعة أحد أن يتنبّأ بمجريات الميدان العسكري مع تصاعد عمليات «حزب الله» والاعتداءات الاسرائيلية، ولكن هذه المجريات وبرغم التصعيد والتهديدات، لا تجاري النظريات المتشائمة، وتؤكد ذلك العمليات الحربية المتواصلة من كلا الجانبين التي ما زالت مضبوطة بوتيرة تعلو وتهبط، تحت سقف «قواعد اشتباك» او «توازن الردع»، وضمن حدود معيّنة لم يتجاوزها طَرفا الصراع على مدى تسعة أشهر من المواجهات برغم الضراوة التي تَتسِم فيها بين حين وآخر.
وما من شك أيضاً أنّ صوت التهديدات في هذه الفترة أعلى بكثير من صوت المواجهات في الميدان، وما يقترن معها من حراكات لاحتواء التصعيد، الا انّ هذه التهديدات لم ترقَ حتى الآن الى الترجمة الميدانية لها بعمل عسكري واسع. ومردّ ذلك، كما يقول ناشطون على خط مساعي التهدئة والتبريد، الى «الكارت الاحمر» الذي ترفعه واشنطن في وجه الحرب، والمستوى العالي من جدية الحراك الذي تقوده لمنع اشتعالها، وكذلك الى محاذرة طرفي الميدان العسكري تجاوزه وتوسيع دائرة الصراع الى حرب يدركان أثمانها وأكلافها الباهظة إن خرجت عن السيطرة.
واذا كانت واشنطن قد أرسلت إشارات مباشرة وغير مباشرة حول جدية التهديدات الاسرائيلية، الا انها في الوقت نفسه، وفق ما استخلصته «الجمهورية» من مُطّلعين على حركة الديبلوماسية الاميركية، أبلغت الى جميع الاطراف بما يفيد بأنّها لن تسمح بانزلاق جبهة لبنان إلى حرب تداعياتها شاملة بمخاطرها وأكلافها، وهو ما دفع الادارة الاميركية الى التحذير المباشر والصريح عبر البيت الابيض ووزارة الخارجية الأميركية والبنتاغون من أنّ نتائجها ستكون وخيمة على جميع أطراف الحرب.
مهمة هوكشتاين مستمرة
وبحسب معلومات هؤلاء المطلعين فإنّ واشنطن في حراكها تجاوزت التهديدات، وقطعت شوطا ايجابيا في ضبط الجبهة الجنوبية تحت سقف ما تعتبرها فرصة ما تزال قائمة لبلوغ حل سياسي يَلي انتهاء الحرب في غزة. وضمن هذا السياق، تندرج لقاءات وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن مع مسؤولين اسرائيليين، وكذلك مهمة الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين التي لم تنته، وفق ما تفيد تقارير اميركية بأنه يواصل مَسعاه لاحتواء التصعيد على جبهة لبنان، وخصوصاً مع الجانب الاسرائيلي، حيث انّ الصورة واضحة للاميركيين من الجانب اللبناني، وهوكشتاين سمع في بيروت ما سبق له ان سمعه في محطات سابقة، وما جرى التأكيد عليه في الرد اللبناني الرسمي على الورقة الفرنسية لناحية انّ لبنان لا يريد الحرب ولا يسعى إليها. وبتعبير أوضح انّ «حزب الله» برغم عنف المواجهات لا يسعى الى الحرب الواسعة، وأمينه العام السيد حسن نصرالله قال بوضوح في وجه ما يُطلق من تهديدات بأن «حزب الله» لا يريد الحرب الشاملة، ولكن إن فرضت هذه الحرب، فسيخوضها الحزب بلا ضوابط وبلا قواعد وبلا أسقف».
بلينكن: الحل السياسي
في هذه الاجواء، تتكثف الاتصالات الاميركية مع المسؤولين الاسرائيليين، حيث أعلن امس عن انّ وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن التقى مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، في واشنطن. وقال المتحدث باسم وزير الخارجية الاميركية ماثيو ميل انّ بلينكن أكد «التزام الولايات المتحدة الثابت بأمن إسرائيل»، وشدد ايضا على «أهمية تجنُّب تصعيد جديد في لبنان من خلال حلّ ديبلوماسي يسمح للعائلات الإسرائيلية واللبنانية التي نزحت بسبب تبادل إطلاق النار على الحدود، بالعودة إلى ديارها».
وكانت الخارجية الأميركية قد اكدت انّ التوصّل لأيّ تسوية بشأن لبنان صعب من دون وقف النار في غزة، مشددة على انّ «حزب الله» يجب أن يتوقف عن التهديدات والسعي لتسوية.
تغليب الديبلوماسية
على انّ اللافت للانتباه في هذا السياق، هو الحركة الديبلوماسية الغربيّة الموازية للمسعى الاميركي، تلاقي رغبة واشنطن بخفض التصعيد ومنع الانزلاق الى حرب واسعة، وفق ما تؤكده لـ«الجمهورية» مصادر ديبلوماسية غربية رفيعة. التي كشفت ما يفيد بأنّ القنوات الديبلوماسية الفرنسية والبريطانية على وجه الخصوص، شهدت كثافة اتصالات ملحوظة مع بيروت وتل ابيب، ورسائل مباشرة بتلافي خيار الحرب، وتقاطعت عند تغليب الحل الديبلوماسي في جنوب لبنان، كنتيجة مباشرة لوقف الحرب في غزة، على النّحو المحدّد في مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن.
وفي تقدير المصادر الديبلوماسية عينها ان لا سقف زمنياً محدداً لبلوغ هذه الغاية، ولكن التعجيل بذلك، متوقّف على نجاح الوساطة المصرية والقطرية مع حركة حماس لِحَملها على الموافقة على المبادرة الاميركية». ولكن عندما تسأل المصادر عن موقف اسرائيل الحقيقي من هذه المبادرة، لا تؤكد او تنفي موافقة اسرائيل على مبادرة الرئيس الاميركي، بل تكتفي بالقول ان واشنطن على تواصل مكثّف مع الاسرائيليين.
الحل في إسرائيل
غير انّ مصدرا ديبلوماسيا لبنانيا أكد لـ«الجمهورية» انّ كرة الحل في ملعب اسرائيل، والأميركيون راغبون في خفض التصعيد على جبهة الجنوب، كإجراء مساعد لبلوغ حل سياسي في جنوب لبنان، وقد أبلغونا بوضوح بأنّ انتهاء الحرب في غزة يعجّل بالحل السياسي.
وحول التهديدات الاسرائيلية بعمل عسكري ضد لبنان، قال المصدر: الاميركيون قلقون من هذه التهديدات، الا انهم لا يجزمون بوقوعها، بل هم يغلّبون الحل السياسي، وهوكشتاين قال بوضوح ان هذا الحل في متناول اليد، ربطاً بمبادرة بايدن التي يؤكد الاميركيون انها ستجد طريقها الى التطبيق في نهاية الأمر.
ولدى سؤاله: ولكن ما الذي يؤخّر سريان المبادرة الاميركية؟ أجاب المصدر: لم يطرح الاميركيون مبادرة لتسقط، فهم يعوّلون على نجاح الوساطة المصرية والقطرية مع حماس، ولن يفشلوا في حمل حكومة نتنياهو على تليين موقفها والانخراط بمسار الحل التي ترى واشنطن انّ فيه مصلحة لإسرائيل، والضغط الاميركي واضح في هذا الاتجاه. وتِبعاً لذلك، اعتقد انّ الصورة ستتبلور ضمن حدود زمنية لا يفترض انها بعيدة.
وخَلُص المصدر الى القول: قد تبدو حركة «حماس» متصلّبة حيال المبادرة الاميركية، لكن هذا امر مبرر في موازاة التصلب الاسرائيلي وعدم تجاوب نتنياهو وحكومته المتطرفة مع الجهود الرامية الى وقف الحرب. ولعل هذا الامر واحد من الاسباب الخفية الكامنة خلف احتدام الكباش بين ادارة بايدن ونتنياهو، الذي يتهمه مسؤولون كبار في الادارة الاميركية بأنه يمارس عملية ابتزاز علنية للرئيس بايدن على باب الانتخابات الرئاسية.
وكانت صحيفة «اسرائيل هيوم» قد كشفت، في تقرير امس، انّ رئيس الوزراء الاسرائيلي حذّر المسؤولين الأميركيين من «أن إعاقة إرسال الأسلحة لإسرائيل لن يؤدي الا الى تقريب الحرب الشاملة مع «حزب الله». واشارت الصحيفة الى «أن التحذير الخطير الذي أطلقه نتنياهو جاء في محادثات مغلقة مع كبار مسؤولي الإدارة بشأن حرب محتملة في لبنان، وكذلك أسباب الضغوط غير المسبوقة التي يمارسها نتنياهو على الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته».
لا لحرب ثالثة!
واذا كانت التهديدات الاسرائيلية قد فعلت فعلها، وأشاعت اجواء قلق كبرى في الاوساط الداخلية، من تكرار التجارب الحربية الاسرائيلية ومآسيها على لبنان واللبنانيين، التي لم تُمح من الذاكرة بعد، الّا انّ قيام الحرب ما زال أضعف الاحتمالات، وفق ما يقول مرجع سياسي لـ«الجمهورية»، الذي يدعم قوله هذا بسببين:
الأول، وهو المنع الاميركي لهذه الحرب، حيث انه منعٌ أكيدٌ وحازمٌ، فواشنطن منخرطة في حربين كبريين، الأولى في اوكرانيا والثانية في غزة، وكلا الحربين بلغتا الافق المسدود. وتِبعاً لذلك لا تستطيع ان تماشي او تقبل بالانخراط بصورة مباشرة او غير مباشرة في حرب ثالثة من شأنها ان تفتح الأفق على تحولات غير محسوبة، فكيف اذا كانت هذه الحرب في منظورها، في غير مصلحة اسرائيل، ومن شأنها أن تلحق اضرارا كبرى بها.
اما السبب الثاني، يقول المرجع عينه، فيعبَّر عنه من داخل اسرائيل، حيث ينبغي هنا التمعّن ملياً في ما يعكسه الاعلام الاسرائيلي ومستويات سياسية وعسكرية اسرائيلية من أن الجبهة الداخلية غير جاهزة للحرب.
تحرّك ألماني
وفي سياق متصل، تصل الى بيروت الاسبوع المقبل وزيرة الخارجية الالمانية انالينا بيربوك ضمن جولة لها في المنطقة. تقودها الى اسرائيل الاثنين، ثم الى لبنان، لإجراء محادثالت حول سبل تهدئة الوضع في جبهة جنوب لبنان.
تحذير إسباني
الى ذلك، اعلن وزير خارجية اسبانيا خوسيه مانويل ألباريس، في تصريح امس، «أننا نعمل مع شركائنا على خفض التصعيد في جنوب لبنان، وهذا سبب آخر لوقف الحرب في غزة». وقال: حذّرنا مراراً من التصعيد عند الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، ولا يمكن السماح باتّساع دائرة العنف في الشرق الأوسط.
دعم خليجي
ومن الجانب العربي، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي عن القلق البالغ جرّاء التصعيد العسكري في لبنان. ودعا البديوي، في بيان، كافة الأطراف المعنية للتحلي بأقصى درجات ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحرب وتداعياتها. ودانَ إعلان قوات الاحتلال الإسرائيلية عن إقرار خطة لشن هجوم على لبنان، مشدداً على ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 الداعي لوقف كافة العمليات العسكرية في لبنان.
وأكد الأمين العام ضرورة الامتثال لقرار مجلس الأمن رقم 2735 الصادر في 10 حزيران الجاري بشأن ايقاف إطلاق النار وإنهاء كافة الأعمال العسكرية في قطاع غزة. كما أكد موقف مجلس التعاون لدول الخليج العربية الثابت تجاه لبنان وفقاً لما أقَرّه المجلس الأعلى في دورته الـ44 (كانون الأول 2023 – الدوحة) بشأن وقوف مجلس التعاون مع الشعب اللبناني الشقيق ودعمه المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه.
مستمعون وقلقون
وفي السياق ايضاً، أوجَز رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب النائب فادي علامة لقاءات اللجنة بالسفراء الاجانب ضمن متابعة لوضع الجنوبي، وقال لـ«الجمهورية»: السفراء كانوا يطرحون اسئلة اكثر مما يقترحون حلولاً او افكاراً، واستفسروا عن نتائج المساعي الخارجية الجارية لتهدئة الجبهة لا سيما جولة الموفد الاميركي هوكشتاين. لكنهم أكدوا حرص دولهم على استقرار لبنان، مُبدين قلقهم بشكل غير مباشر مما يمكن ان يقوم به نتنياهو من تصعيد يمكن ان يؤدي الى انفلات الوضع ليس على الجبهة الجنوبية فقط إنما في كل المنطقة.
الجبهة الداخلية
في هذا السياق، ذكرت القناة 12 الاسرائيلية «أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية غير جاهزة لحرب مع «حزب الله»، فيما أبرزت وسائل اعلام اسرائيلية اخرى انّ «حزب الله»، وبفضل التكنولوجيا المتاحة والاسلحة الدقيقة، أصبح جيشاً ذكياً يتمتع بقدرات دقيقة على جَمع المعلومات الاستخبارية والهجوم». كما نقلت عن مفوّض شكاوى الجنود السابق اللواء الإسرائيلي إسحق بريك قوله: «يعاني الجيش الإسرائيلي نقصا شديدا في الموارد، وخاصة في مجال التسليح. وبالتالي، فإنّ الحرب الشاملة ستجلب الكارثة والدمار لإسرائيل».
واعتبرت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية «انّ الحرب ضد «حزب الله» ستكون خطأ فادحاً في التوقيت الحالي، لأن الحكومة الحالية تعمل في ضوء نظرية القوة الطفولية التي توجّه اليمين، والتي يروّج لها، والقائلة إن استخدام القوة فقط يحقق الأمن، وهذه النظرة التي تتسبب بخسارتنا في غزة ستؤدي إلى خسارتنا في لبنان أيضاً». فيما نقلت شبكة «سي إن إن» عن مسؤولين أميركيين تحذيرهم من «تداعيات حرب واسعة النطاق بين إسرائيل و«حزب الله» ستكون مدمرة». واشار هؤلاء الى انّ اسرائيل أبلغت واشنطن بمخاوفها من تعرض منظومة القبة الحديدية لهجمات واسعة النطاق من «حزب الله».
على ان البارز في هذا السياق، ما قاله رئيس الشركة المسؤولة عن تخطيط أنظمة الكهرباء شاؤول غولدشتاين انّ إسرائيل ليست مستعدة للأضرار التي قد تلحق بالبنية التحتية للكهرباء إذا اندلعت حرب شاملة مع» حزب الله». اضاف: «لسنا في وضع جيد، ولسنا مستعدين لحرب حقيقية نحن نعيش في خيال».
وقال، بعد أن سُئل عما إذا كان بإمكانه أن يضمن استمرارية تزويد الكهرباء في سيناريو طوارئ: «لا يمكننا أن نعد بالكهرباء إذا كانت هناك حرب في الشمال. بعد 72 ساعة بدون كهرباء، سيكون من المستحيل العيش هنا. نحن لسنا مستعدين لحرب حقيقية».
وفي مقال في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، تحدّث نائب مستشار «الأمن القومي» الإسرائيلي السابق تشاك فريليتش، عن 6 خيارات صعبة أمام «إسرائيل» في المواجهة مع «حزب الله»: الاول، استمرار المسار الحالي، حيث إنّه حتى الآن حرصَ كل من إسرائيل و«حزب الله» على البقاء تحت عتبة التصعيد». الثاني، وقف إطلاق النار من جانب واحد. الثالث، «الدبلوماسية القسرية» وإرغام «حزب الله على إيقاف هجماته خلال فترة زمنية معينة. الرابع، مبادرة دبلوماسية، وهذا الخيار يعدّ الأفضل، ولكنه يُرتّب على اسرائيل تقديم تنازلات إقليمية على طول الحدود. الخامس، عملية محدودة، لكن لا شيء يضمن أنّ إسرائيل سوف تكون قادرة على تحقيق أهدافها العسكرية»، خصوصاً ان كل الجولات مع «حزب الله» منذ التسعينات انتهت بشكل مخيب لإسرائيل». السادس، عملية كبرى الّا انّ الخيار محفوف بمخاطر كبرى، ويمكن أن يؤدي إلى حرب متعددة الجبهات، والجبهة الداخلية لإسرائيل، واقتصادها وقدراتها العسكرية الحيوية ستتعرض لضربة شديدة. ما يعني ان الحرب في غزة ستكون باهتة إذا ما قورِنَت بهذه الحرب.
وخَلص الى القول: ربما تكون الحرب المؤجلة هي الحرب التي لا تتحقق فعلياً على أرض الواقع، وهي النوع الأفضل. وبالتالي، على الإسرائيليين التعايش مع الواقع الحالي وهذه نتيجة مؤلمة بطبيعة الحال خاصة بالنسبة لسكان الشمال، الذين سيتعيّن عليهم الاختيار بين العودة إلى منازلهم في ظل التهديد المستمر، أو الانتقال إلى مكان آخر.