بعد سقوط المبادرات الرئاسية فرنسيها وخماسيها وتواصل بعض المبادرات الخجولة لبعض الكتل النيابية، بادر «نواب قوى المعارضة» إلى طرح مبادرة من اقتراحين لم يحملا جديداً وانما يعبّران عن موقف هؤلاء المعروف، وهو أن يلتقي النواب في المجلس من دون دعوة احد، ويتشاورون في الاستحقاق الرئاسي ثم يذهبون الى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات اقتراعية مفتوحة تنتهي بانتخاب رئيس، واذا تعذّر ذلك يدعو رئيس مجلس النواب الى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية، يتنافس فيها مرشحون، ولا تقفل الّا بانتخاب احدهم رئيساً.
وفيما تخوف بعض الاوساط السياسية من ان تلقى هذه المبادرة مصير سابقاتها نظراً لاستمرار التباعد بين مواقف الأفرقاء السياسيين، وفي ضوء عدم نجاح المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية وكل المبادرات الداخلية في تهيئة المناخات الوفاقية وحتى التنافسية الملائمة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، لتتركّز الأنظار والاهتمامات على قطاع غزة والجنوب اللبناني، في ظل ارتفاع وتيرة المفاوضات الجارية في الدوحة والقاهرة للإتفاق على وقف للنار وتبادل الأسرى والمعتقلين بين حركة «حماس» وإسرائيل، على أن ينعكس ذلك وقفاً للنار في جنوب لبنان، بدليل إعلان الناطق الرسمي باسم الخارجية الأميركية أمس، أنّ استعادة الهدوء على الحدود مع لبنان سيكون من خلال التوصل إلى وقف اطلاق النار في غزة. في وقت أُعلن انّ وزير الخارجيّة السعودي الامير فيصل بن فرحان ناقش مع نظيره البريطاني التطورات في قطاع غزة ولبنان، وشدّد على أهمية خفض التصعيد في المنطقة.
كان التطور السياسي الداخلي البارز تقديم «نواب قوى المعارضة» أمس ما سمّوه «رؤيتهم لخريطة طريق الاستحقاق الرئاسي»، والمتضمنة الاقتراحين الآتيين:
ـ الاقتراح الأول: يلتقي النواب في المجلس النيابي ويقومون بالتشاور في ما بينهم، من دون دعوة رسمية أو مأسسة او إطار محدّد، حرصاً على احترام القواعد المتعلقة بانتخاب رئيس للجمهورية المنصوص عنها في الدستور اللبناني. على الّا تتعدّى مدة التشاور 48 ساعة، يذهب من بعدها النواب، وبغض النظر عن نتائج المشاورات، الى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية، وذلك حتّى انتخاب رئيس للجمهورية كما ينص الدستور، من دون اقفال محضر الجلسة، ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب.
ـ الاقتراح الثاني: يدعو رئيس مجلس النواب الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، ويترأسها وفقًا لصلاحياته الدستورية، فإذا لم يتمّ الانتخاب خلال الدورة الأولى، تبقى الجلسة مفتوحة، ويقوم النواب والكتل بالتشاور خارج القاعة لمدة أقصاها 48 ساعة، على ان يعودوا الى القاعة العامة للاقتراع، في دورات متتالية بمعدل 4 دورات يومياً، دون انقطاع ودون إقفال محضر الجلسة، وذلك الى حين انتخاب رئيس للجمهورية، ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب».
مع الخماسية
وقد التقى وفد من «نواب قوى المعارضة» بعد ظهرِ امس سفراء اللجنة الخماسية العربية ـ الدولية في دارة السفير الفرنسي في قصر الصنوبر، وعرض لهم مضمون مبادرته بكل تفاصيلها. واستفسر عدد من السفراء عن بعض المعطيات المتعلقة بهذه المبادرة وعن الجولة التي سيقوم بها الوفد لعرضها. وتردّد انّ اللجنة الخماسية تميل الى الاقتراح الثاني.
في السياق، أكّد السفير المصري لدى لبنان علاء موسى بعد اللقاء «أنّ أي مبادرة تصدر عن النواب يجب أن نأخذها على محمل الجدّ، وهذا ما حصل مع وفد المعارضة الذي حمل أفكارًا جيّدة وجديدة، وهم يسعون الى الحوار مع بقية الكتل ونتمنى أن تتكلّل مبادرتهم بالنجاح».
اول تعليق
وفي أول تعليق على «خريطة طريق» المعارضة لانتخاب رئيس للجمهورية قالت مصادر نيابية معارضة لـ«الجمهورية»، انّ ما أُعلن عنه «يشكّل حصيلة المشاورات المكثفة التي اجرتها الكتل النيابية المنضوية تحت لواء المعارضة وما تلقته من عروض مختلفة طيلة الفترة الاخيرة». ولفتت المصادر إلى أنّها لم تستخف يوماً بأي طرح لكنها في الوقت عينه تفهمت خلفيات الطروحات التي أُطلقت ودوافعها ومراميها ومن اوحى بها». وهي في النتيجة جميعها كانت مجرد بالونات حرارية لأنّ صاحب الفكرة واحد يديرها من بعيد وهو قادر على التلاعب بأعصاب اللبنانيين ولكنه لم يغيّر قيد انملة في مواقف المعارضة النيابية التي استقصت كثيراً من المعلومات التي تؤكّد انّ كل ما يجري بهدف عدم انتخاب رئيس وصولاً الى الاقتناع الذي ترسخ، ذلك أنّ هناك من لا يريد ان يزاحمه على السلطة في فترة خلو سدّة الرئاسة من شاغلها مع انّه يعلم ان لا تفاهمات دولية واقليمية في غياب الرئيس، فهي من الصلاحيات اللصيقة به والتي لا يمكن تجييرها لأحد لا في السلطة التنفيذية ولا في السلطة التشريعية.
لقاءات اليوم
وقالت المصادر، انّ التحرك لن يطول وسيستغرق في حدّه الاقصى الـ 48 ساعة المقبلة لتظهر النتائج العملية وخصوصاً لجهة فهم المواقف على حقيقتها وفرز الجدّي من غير الجدّي. وهم لهذه الغاية سيبدأون التحرّك في الساعات المقبلة على مستوى «لجنة المتابعة» التي تمثل الجميع، وفق برنامج اختار أن يكون المجلس النيابي مسرحاً له هو يشمل اليوم ابتداء من التاسعة والنصف في قاعة المكتبة، اولاً كتلة «اللقاء الديموقراطي»، ثم كتلة «الاعتدال الوطني»، فكتلة «لبنان القوي» على ان يُعقد بعدها لقاء موسّع مع النواب «التغييريين والمستقلين» .
وعلى هذه الخلفيات استمرت الاتصالات ليلة امس وستُستكمل اليوم لتحديد المواعيد الاخرى للقاءات مع الكتل النيابية كافة بما فيها كتلتا «الوفاء للمقاومة» و»التنمية والتحرير».
عين التينة
وإلى ذلك، نقلت قناة «الجديد» عن مصادر عين التينة قولها أنّ «بري ينفي كل كلام عن اتفاق جاهز مع هوكشتاين، ويرى ان نتنياهو لن يُقدم على أي جنون عسكري أو أي اتفاق كلامي قبل زيارته الى واشنطن».
وكشفت المصادر، أنّ «الكتل النيابية لا تتحرّك بأمر من جعجع ولا تنتظر منه خريطة طريق للالتزام بها، وانّ رئيس المجلس علّق على مبادرة المعارضة بالقول «تمخّض الجبل فولد فأراً». وقالت إنّ «المعارضة تستمهل طلب موعد من بري في عين التينة الى حين انتهاء لقاءاتها مع الكتل النيابية في مجلس النواب وتقييم نتائجها».
المرحلة الثانية
وكان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، قد استتبع اقتراحي نواب المعارضة ببيان قال فيه: «يقول البعض إنّ هناك 86 نائباً على استعداد للمشاركة في طاولة حوار رسمية يرأسها الرئيس نبيه بري. إذا كان هذا الكلام صحيحاً فلماذا لا يُقرنون القول بالفعل بجلوسهم قدر ما يشاؤون حول طاولة برئاسة الرئيس بري. ولكن ما يهمّنا على مستوى «القوات اللبنانية» والمعارضة هي المرحلة الثانية المتعلِّقة بالدعوة إلى جلسة مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية، لأنّ المرحلة الأولى، بالنسبة إلينا، غير دستورية». واضاف: «لن نقبل بأي حال من الحالات ان نكون في عداد من يشارك في خلق أعراف دستورية من خلال استيلاد طاولة حوار رسمية قبل انتخاب رئيس للجمهورية. نحن في حالة حوار دائم مع بقية الكتل النيابية، ومن يريد طاولة استعراضية لحوار غير دستوري فليذهب للمشاركة فيها، ولكن يبقى الأهم دعوة الرئيس بري إلى جلسة مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس الجمهورية».
الجنوب
وعلى الجبهة الجنوبية، لم يوقف العدو الاسرائيلي اعتداءاته على قرى الجنوب وبلا اسباب موجبة لعدم حصول اي هجمات جديدة للمقاومة، فتعرّضت أطراف بلدة العيشية وسهل الميدنة – كفررمان فجر امس لقصف مدفعي بـ 15 قذيفة وطاول القصف منطقة «رباع التبن» جنوب بلدة كفرشوبا، ومحيط منطقة المحمودية بقضاء جزين، واطراف الضهيرة في القطاع الغربي.
واغارت مسيّرات بعد الظهر على بلدتي عيتا الشعب ورب ثلاثين التي سقط فيها ثلاثة جرحى. وكذلك اغار الطيران الحربي على بلدة كفركلا. فيما سُجّل قصف مدفعي على المنطقة الواقعة بين بلدتي الضهيرة وعلما الشعب، وسقطت قذائف فوسفورية على راشيا الفخار والهبارية ادّت الى اندلاع حرائق..
وردّت المقاومة بعد الظهر، بقصف صاروخي لموقع المرج وسلّة التجهيزات التجسسيّة المُحدثة على رافعة في موقع حدب يارين (مقابل يارين والبستان والضهيرة) ومبنى يستخدمه الجنود في مستعمرة المنارة.
كذلك ردّت المقاومة على قصف بلدتي برعشيت وكفرحونة بقصف مستعمرة «يسود همعليه» بصلية من صواريخ الكاتيوشا. كذلك قصفت «تموضعاً لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة المطلة بالأسلحة المباشرة». ونعت احد المقاومين علي حسين ويزاني من بلدة شقرا في جنوب لبنان، الذي سقط في يارون «شهيداً على طريق القدس».
الى ذلك، قالت قناة 12 العبرية: انّ ما يقرب من نصف سكان كريات شمونه يفكرون في عدم العودة إلى منازلهم، منهم 13% حسموا أمرهم بعدم العودة نهائيًا. ونقلت عن مستوطن من كيبوتس «كفار جلعادي» قوله: «أن إخلاء الشمال خلق معادلة أضرّت بقيم الصهيونية والاستيطان».
في سوريا وردّ عنيف
وفي سوريا، افادت معلومات أنّ مسيّرة اسرائيلية استهدفت ظهر امس سيّارة قرب حاجز «الصبّورة» التابع للفرقة الرابعة في الجيش السوري على طريق جديدة يابوس في اتجاه دمشق. ونتيجة الغارة سقط شهيدان لـ«حزب الله».
وأفاد مصدر عسكري أنّ السيارة التي استهدفتها المسيّرة تحمل لوحة لبنانية. واشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى انّ المستهدف «هو عنصرفي قوة الدفاع الجوي في حزب الله». وافيد لاحقاً انّه ياسر نمر قرنبش (ابو الفضل كرنبش) الذي كان في مرحلة معيّنة أحد أهم مرافقي الامين العام لحزب الله السّيد حسن نصرالله وشارك في عمليّات عسكريّة مهمّة، وانّه يتولّى مسؤوليات وحدة نقل الأفراد والسلاح لحزب الله من سوريا. وقد نعته «المقاومة الإسلامية» وهو من مواليد زوطر الشرقية في جنوب لبنان. ورداً على اغتياله قصفت المقاومة مقر قيادة «فرقة الجولان 210 «في قاعدة «نفح» بعشرات من صواريخ الكاتيوشا.
واكّدت «نجمة داود الحمراء» سقوط قتيلين بإصابة مباشرة لسيارة وسط الجولان.
وكشفت القناة 13 الإسرائيلية،عن «اندلاع حرائق في مواقع عدّة بالجولان جراء سقوط قذائف أطلقت من لبنان». فيما ذكرت القناة 12 أنّه «تمّ رصد 30 قذيفة أطلقت من لبنان نحو الجولان».
«هدهد» من الجولان؟
وكان الاعلام الحربي في «المقاومة الاسلامية» بث امس الحلقة الثانية من فيديو «ما عاد به الهدهد»، ومدته 9 دقائق و52 ثانية، وظهرت فيه مشاهد صوّرتها مُسيّراته لمواقع وقواعد الجيش الاسرائيلي من الداخل المحتل، وهذه المرّة في هضبة الجولان المحتل. حيث ظهرت 6 محطات استراتيجية للإستطلاع الالكتروني على الاتجاهين الشمالي والشرقي للكيان الاسرائيلي، 5 منها في الجولان وواحدة في مزارع شبعا المحتلة. وتظهر فيها بوضوح قواعد استخبارات وتجسس وانذار مبكر، ومراكز قيادية ومعسكرات، ومحطات التلفريك، وسرايا مشاة وآليات، ونقاط عسكرية مُحدثة خارج نطاق المنطقة بعد عملية «طوفان الاقصى».
وقالت صحيفة «معاريف»: «بعد نحو شهر من نشر حزب الله تسجيلاً طويلاً من طائرة بدون طيار يمكنك من خلاله رؤية خليج حيفا بكامله، بما في ذلك النقاط الاستراتيجية، نشر التنظيم تسجيلاً آخر مثيرًا للقلق حول المواقع في الجولان». فيما قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»: «أنّ حزب الله ينشر تسجيلاً جديدًا لمواقع الجيش الإسرائيلي في الجولان والتي تُسمّى «عيون الدولة». واوضح مراسل الصحيفة انّ قادة الدفاع الجوي في القبة الحديدية يوضحون لمرؤوسيهم، سنكون هدفًا للهجوم، وعلينا أن نستعد وفقًا لذلك».
وذكر المراسل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي: «بعد أن أثار الفيديو السابق ضجة، نشر حزب الله قبل قليل جزءاً جديداً تم تصويره بطائرات مسيّرة تابعة للتنظيم، ويظهر فيه مواقع حساسة في منطقة هضبة الجولان». واوضح انه «يمكنك رؤية الدبابات وخيام الجنود والمركبات العسكرية في تسجيل حزب الله المنشور». ولاحظ المراسل انّه من خلال المشاهد «يمكن الملاحظة بأن الثلوج قليلة على جبال الجولان وبالتالي فإنّ هذه المشاهد تمّ إلتقاطها خلال الفترة السابقة بعد انتهاء فصل الشتاء».
وكشف مراسل الجيش الاسرائيلي ايضاً انّ عددا من القواعد العسكرية الإسرائيلية في الجولان والتي ظهرت في التسجيل، هاجمها حزب الله خلال الـ9 أشهر الماضية.
ورأى المراسل العسكري لصحيفة «ماكور ريشون» العبرية نوعام أمير: أن الفيديو الذي نشره حزب الله يدل الى القدرات الاستخباراتية التي يمتلكها (السيد) نصرالله، ولا يقتصر الأمر على رؤية «إسرائيل» من الأعلى والتصوير والتحليل فحسب، بل هناك أيضًا معلومات استخباراتية عن المناطق التي ينتشر فيها الجيش الإسرائيلي، وهذا ما يفسّر كيف تمكن (السيد) نصرالله من ضرب المناطق التي يتجمع فيها الجنود وإحداث إصابات». واضاف: تسعة أشهر تتسلل فيها الطائرات إلى إسرائيل، وخلال هذه الفترة كان (السيد حسن) نصرالله يجمع المعلومات الاستخبارية ببساطة، وهو الآن يستخدمها لردع صنّاع القرار».
وتساءلت احدى وسائل إعلام إسرائيلية: «كم عدد طائرات F-35 الإضافية التي يتعين علينا شراؤها حتى نتمكن من إيقاف طائرات حزب الله؟».
ونقلت «سكاي نيوز»، عن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قوله متوجّهاً للأمين العام لـ«حزب الله» بعد نشر الحزب مشاهد جوية فوق الجولان: «إذا لم تتوقف عن التهديد والعنف وتنسحب إلى نهر الليطاني فستكون المسؤول عن تدمير لبنان».
مجلس وزراء
من جهة ثانية انصرفت جلسة مجلس الوزراء امس الى متابعة المشكلة بين وزير الدفاع وقائد الجيش حول دروة تلامذة الكلية الحربية وازمة الكهرباء بعد نفاد الفيول من بعض معامل الانتاج.
وفي وقت كان مقرّرا أن يحضر وزير الدفاع موريس سليم الجلسة والتي وُضع بند قبول تلامذة الكلية الحربية على جدول أعمالها، حضر الى السراي واجتمع مع ميقاتي طارحا حلا للقضية يقضي بضم 55 تلميذ ضابط جديدا إلى الدفعة السابقة ليصبح العدد 173 حسب قرار مجلس الوزراء. وقال: «موقفنا الدستوري واضح فنحن لا نشارك في جلسة لمجلس الوزراء في غياب رئيس الجمهورية وجئت لأتحدث مع الرئيس ميقاتي ببعض الأمور. وانا طبقت مضمون القانون وقرار مجلس الوزراء».
وبعد ان غادر سليم السراي الحكومي انضم قائد الجيش الى الجلسة وشرح للوزراء وجهة نظره في ملف تلامذة الحربية وغادر. وقرر مجلس الوزراء إعطاء مهلة أسبوع لمتابعة الاتصالات والمشاورات في هذا الملف على أن يتخذ القرار المناسب في الجلسة المقبلة التي يفترض أن تعقد الأسبوع المقبل.
كذلك حضر الى السراي الحكومي وزير الطاقة وليد فياض والتقى ميقاتي للبحث في إيجاد حلّ ما لموضوع الفيول العراقي، فيما استدعى مجلس الوزراء المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال الحايك إلى الجلسة للاطلاع على رأيه في ملف الفيول العراقي وأزمة الكهرباء.
واعلن وزيرالاعلام زياد مكاري بعد الجلسة ان ميقاتي وعد بحل لمشكلة الكهرباء قبل الخميس المقبل. واقرت الجلسة بنود جدول اعمالها ومنها الموافقة على شمول عائلات الشهداء الصحافيين من الاعتدءات الاسرائيلية بالتعويضات.
رواية
وروت مصادر مطلعة ما جرى في جلسة مجلس الوزراء بالقول انّ الخلافات عادت تطغى على اجواء الحكومة وخصوصا في ملفات تخص وزراء التيار المقاطعين لجلسات الحكومة لكنهم غير مقاطعين للسراي الحكومي ولا لرئيس الحكومة في اداء وصفه مصدر حكومي لـ«الجمهورية» بانّه «انفصام» واضح وتخبّط في التعاطي مع الملفات بين المرجعية والعمل الحكومي.
بندان حولا مجلس الوزراء إلى حكم للفصل اولاً بين وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزف عون في ملف تطويع تلامذة ضباط الحربية، وثانياً بين وزير الطاقة ومدير عام مؤسسة كهرباء لبنان في موضوع الفيول العراقي وشراء النفط من السوق الحرة.
في الملف الأول استمع ميقاتي إلى وجهة نظر سليم في أسباب رفضه توقيع دورة ضباط الحربية الـ118 ثم دخل سليم مجلس الوزراء قبل افتتاح الجلسة لمناقشة الخلاف أمام الوزراء قبل دخول قائد الجيش، فأكّد انه لم يكن على علم بحصول الدورة منذ 7 اشهر ولم يؤخذ برأيه ثم طلب اجراء دورة جديدة لرفع العدد من ١١٨ إلى ١٧٣، فيما قائد الجيش اكّد انّ سليم كان على علم وحصلت مراسلات بينهما للتنسيق في بعض الأمور منها التشاور معه حول قبول احد المتقدمين على المباراة والده شهيد لكن معدله لم يكن يسمح بالنجاح فاتفقا على قبوله لأنّه كان يحتاج إلى القليل لبلوغ المعدل وقد دعمه سليم آنذاك بهذه اللفتة. وعند مغادرة عون الجلسة قال ميقاتي للوزراء: «نحن أمام 3 خيارات اما كسر عون او تجاوز الوزير او تجميد المرسوم. وطلب من الوزير مرتضى التواصل مع الطرفين في محاولة لإيجاد مخرج وكل من يستطيع القيام بهذه المهمة».