IMLebanon

الجمهورية : ميقاتي في باريس للقاءات عربية ودولية لمنع الحرب

 

 

إتجهت الانظار أمس الى واشنطن حيث التقى الرئيس الاميركي جو بايدن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، غَداة خطابه امام الكونغرس لترقّب ما سيكون عليه الموقف الاميركي من التهديد الاسرائيلي بتوسيع الحرب في اتجاه لبنان والاستمرار في تعطيل الاتفاق على وقف النار في غزة. وكذلك اتجهت الانظار الى باريس حيث ستفتتح دورة ألعاب الاولمبياد التي ستعقد لقاءات على هامشها ينتظر ان تتناول الاوضاع في الشرق الاوسط وخصوصاً في لبنان وقطاع غزة، إذ تشارك في المناسبة نحو 120 دولة على مستويات رئاسية وما دون.

وقد وصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى باريس امس لتميثل لبنان في الاحتفال بافتتاح الاولمبياد في العاصمة الفرنسية، والتي سيشارك فيه رؤساء وممثلون لـ 120 دولة حول العالم.

وعلمت «الجمهورية» انّ ميقاتي سيلتقي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وعدداً من رؤساء الدول ونظرائه العرب والاجانب، وسيكون الوضع في لبنان وسبل وقف الاعتداءات الاسرائيلية عليه بإجبار اسرائيل على التزام القرار الدولي 1701 أبرز مواضع البحث في هذه اللقاءات، خصوصاً في ظل التهديد الاسرائيلي بشن حرب واسعة النطاق على لبنان.

 

مستقبل الوضع

وقالت مصادر مطلعة لـ»الجمهورية» انّ ما سيكون عليه مستقبل الوضع في غزة والجنوب سيتبلور بعد عودة نتنياهو من واشنطن، ومعرفة نتائج محادثاته مع المسؤولين الاميركيين.

وقد استقبل بايدن نتنياهو في البيت الأبيض لأكثر من ساعة. وشكر رئيس الوزراء الإسرائيلي الرئيس الأميركي على دعمه لإسرائيل على مدى 50 عاماً. وقال نتنياهو لبايدن في المكتب البيضاوي: «من يهودي صهيوني إلى إيرلندي أميركي صهيوني، شكراً على 50 عاماً من الخدمة والدعم لدولة إسرائيل». واضاف: «أود ان اشكرك على خمسين عاما في الخدمة العامة وخمسين عاما من دعم دولة اسرائيل، وإنني أتطلّع الى إجراء محادثات معك اليوم والعمل معك في الأشهر المقبلة».

وصرّح مستشار اتصالات الامن القومي جون كيربي أن من بين القضايا الرئيسية المُدرجة على جدول أعمال نتنياهو وبايدن، المناقشات حول صفقة الرهائن التي لا تزال قيد التفاوض. وأضاف: «نحن نعتقد أننا اقتربنا، ونعتقد أنه يمكن تضييق الفجوات… نعتقد أنه من المُلحّ للغاية إعادة هؤلاء الرهائن إلى ديارهم مع عائلاتهم التي ينتمون إليها، ووضع وقف إطلاق النار موضع التنفيذ حتى نتمكن من العمل على وقف الأعمال العدائية هناك في غزة».

وبعد الاجتماع، التقى بايدن ونتنياهو عائلات بعض هؤلاء الاسرى الاميركيين لدى حركة حماس، وأكد بايدن التزام ادارته «إعادة أحبائهم إلى الوطن والتوصّل إلى وقف لإطلاق النار».

وكان «البيت الابيض» قد اعلن قبل اللقاء أن بايدن سيبلغ الى نتنياهو الحاجة للتوصّل الى وقف لإطلاق النار «قريباً» في غزة. وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي جون كيربي: «نعتقد أننا نستطيع التوصل الى اتفاق، لكن هذا الامر سيتطلب، كما دائماً، بعض القيادة وبعض التسوية وجهداً لتحقيق ذلك. سيكرر الرئيس لرئيس الوزراء نتنياهو حاجتنا الى بلوغ ذلك، وحاجتنا الى بلوغه قريباً».

وأشارت هيئة البث الإسرائيلية، امس، الى أن «الوزراء الاسرائيليين اطلعوا من مكتب رئيس الوزراء على وجود تقدم في المفاوضات بشأن الصفقة». وتابعت: «لا يزال يتعين وضع التفاصيل النهائية في صيغتها النهائية».

ونقلت الهيئة عن مصادر مطلعة على المفاوضات انه «من المتوقع حدوث تطور في المحادثات بعد لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن، والذي سيسمح بعد ذلك بمغادرة الوفد المفاوض». ولفتت المصادر الى «انّ استمرار المحادثات لا يزال يعتمد على الضوء الأخضر الذي قدّمه رئيس الوزراء نتنياهو». وأكدت أنّ «نتنياهو يريد الحصول على ضوء أخضر من بايدن للتحرك في لبنان إذا لم تنجح الاتصالات الدبلوماسية».

 

الى ذلك، قالت «واشنطن بوست» ان البيت الأبيض يحاول الضغط على نتنياهو لقبول شروط وقف إطلاق النار في غزة. وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين كبار، قولهم إن «الجيش الإسرائيلي أكمل كافة الاستعدادات لعملية برية كبيرة محتملة في لبنان». وأشارت إلى أن «الجيش سيقوم بتنفيذ عمليات جوية قبل المناورة، وذلك في وقت يتزايد فيه التوتر بين «حزب الله» وإسرائيل».

الى ذلك وغَداة نشر «حزب الله» الفيديو الثالث لـ»الهدهد»، والذي عرض لقطات جوية لقاعدة «رامات دافيد» في الشمال الإسرائيلي، التقى قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الجنرال تومر بار، أمس عدداً من القادة الإسرائيليين في هذه القاعدة، وتم عرض النقاط الرئيسية لتقييم الوضع العملياتي، وتقديم لمحة عامة عن أنشطة القوات الجوية في الحرب، وزيارة سرب مقاتلات حربية.

وشدّد بار على «حجم المسؤولية التي تقع على عاتق القوات الجوية في مهمة الدفاع عن الشمال». وقال إنّ «الهجوم في اليمن كان موجّهاً الى كل الشرق الأوسط»، معتبراً أنّ «المسؤولية المُلقاة على عاتق سلاح الجو لتنفيذ كل الخطط العملياتية كاملة، وستكون هنا قبضة قاضية وساحقة بمقدار المستطاع في مواجهة عدو نعرفه ونعلم به، وستكون هناك مفاجآت». وأضاف: «نحن مستعدون للحرب، وإذا اندلعت حرب في الشمال ومع إيران يمكننا التعامل معها، وقادرون على توجيه ضربة ساحقة للعدو ولدينا مفاجآت».

 

الجنوب

ميدانياً، عادت السخونة الى قرى الجنوب الحدودية بعد تصاعد الاعتداءات الاسرائيلية ورَد المقاومة عليها، وأغار الطيران الاسرائيلي المسيّر على محيط جبانة بلدة رُب ثلاثين، متسبباً بسقوط جرحى وشهيد هو عبدالله محمد فقيه الذي نعته «المقاومة الاسلامية» لاحقاً «شهيداً على طريق القدس».

وردت المقاومة على هذا ‏الاعتداء والاغتيال بهجوم جوي بسرب من المسيرات الانقضاضية على مربض المدفعية ‏التابع للكتيبة 411 في «نافيه زيف» التابع «للواء النار 288»، مُستهدفة نقاط تموضع واستقرار ضباطه ‏وجنوده، «وأوقعت فيهم إصابات مؤكدة».‏

وكانت اطراف بلدات: الضهيرة، علما الشعب، الناقورة، قبريخا، كفرشوبا، شيحين، عيترون قد تعرضت لقصف مدفعي أشعلَ بعض الحرائق التي أخمدها الدفاع المدني. وطالَ القصف المدفعي والفوسفوري المتقطع الأطراف الشمالية لبلدة ميس الجبل، وتحديداً أحياء (الدباكة، الجديدة، باب الشقاع)، وسجل اندلاع حرائق عدة ولم تقع اصابات. كذلك استهدف خلة وردة في عيتا الشعب. وخلال عمليات إخماد الحرائق عند الاطراف الشمالية لبلدة ميس الجبل، تعرض محيط مكان عمل فرق الدفاع المدني اللبناني وجمعية الرسالة والهيئة الصحية للاستهداف بقذيفة مدفعية عيار ١٥٥، كما أطلقت القوات الاسرائيلية قذيفة فوسفورية باتجاههم لإعاقة عملهم، من دون وقوع اصابات.

وبعد الظهر، سجّل قصف مدفعي لأطراف بلدة الناقورة وكفرشوبا وكفرحمام وحانين. فيما أغار الطيرن الحربي عصراً على عيتا الشعب وعيترون، ومنطقة الجوار في مدينة بنت جبيل.

 

وردت «المقاومة الاسلامية» بقصف مَبنى يستخدمه الجنود في مستعمرة «المنارة»، وكذلك عدة مبانٍ يستخدمونها في شتولا»، وموقعي «بركة ريشا» و»حانيتا». كذلك قصفت موقع المالكية عند دخول آليات عسكرية اليه.‏ فيما اطلقت وحدات الدفاع الجوي في المقاومة صواريخ مضادة للطائرات على الطائرات الحربية داخل الاجواء اللبنانية في منطقة الجنوب، ممّا أجبرها على التراجع والانسحاب الى خلف الحدود‏ مع فلسطين المحتلة».

ورداً على ‌‌‌‏‌‌‏محاولة العدو الإسرائيلي إحراق حرش الراهب باستخدام المَنجَنيق، استهدفت «المقاومة الإسلامية» انتشارا للجنود في حرش عداثر بالأسلحة الصاروخية، وقصفت موقعي الرمثا والسماقة في ‏تلال كفرشوبا.‏

وتحدثت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن تمدد النيران في مستوطنة المنارة عقب إطلاق صواريخ مضادة للدروع من لبنان حيث تضرر 12 منزلاً. فيما اشارت قناة 12 العبرية الى حصول أضرار في مستوطنة شتولا بعد إطلاق 4 صواريخ من لبنان. واعلنت لاحقاً عن سقوط صاروخين في منطقة سعسع في الجليل. فيما ذكرت وسائل اعلام اخرى انّ حرائق اندلعت في منطقة الجليل الغربي بعد تسلّل عدد من المسيّرات من جنوب لبنان وانفجارها، بعدما فشلت الصواريخ في اعتراضها.

ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن رئيس بلدية كريات شمونة «أفيخاي شتيرن» استياءه من خطاب نتنياهو في واشنطن. وقال: كما حدث في الأشهر العشرة الأخيرة، في هذا الخطاب أيضاً وجدنا أنفسنا على الهامش».

فيما نقلت صحيفة «معاريف» العبرية عن مستوطن في كريات شمونة قوله: «لا يمكن للجيش الإسرائيلي أن يقول انه أقوى جيش في الشرق الأوسط ولم يتمكن بعد 9 أشهر من هزيمة العدو»..

 

الحرب الثالثة ممنوعة

وفي سياق متصل حذّر نائب رئيس هيئة الأمن القومي الإسرائيلي سابقاً، عران عتسيون، أمس من توسيع الحرب مع «حزب الله»، قائلاً إنّه «ممنوع على إسرائيل الوصول إلى حرب لبنان الثالثة».

 

وقال عتسيون في مُقابلة مع «القناة 13» انّ «الاتفاق الذي سيحقق وقفاً لإطلاق النار في قطاع غزّة، سيحقق وقفاً لإطلاق النار أيضاً في الشمال». ورأى أنّ «إسرائيل و»حزب الله» لا يريدان حرباً شاملة»، على رغم من أنّهما «كانا في مراحل معيّنة قريبين من تصعيد شامل سيبدو مختلفاً تماماً». وأوضح أنّ «الوضع فيه نوع من تناقض يصعب شرحه قليلاً، فالطرفين لا يريدان التصعيد، لكن طوال الوقت هناك تصعيد يتطوّر بنحوٍ غير مسيطر عليه تماماً، ويتجسّد، من بين جملة أمور، بتوسيع «حزب الله» المَديات وبإدخال التسليحات الدقيقة، وباستهداف أهداف جديدة، فيما يقول إنّه سيُدخل إلى سلّة أهدافه بنى تحتيّة استراتيجية في خليج حيفا، حيث يوجد بنى تحتية للطاقة ومواقع أخرى من هذا النوع كان يتجنّبها حتى اليوم».

وعقّبت «القناة 13» الإسرائيلية على هذا الأمر قائلةً إنّ «التوسيع واضح منذ بداية القتال»، وإنّ الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله كان «يقول بعد وبعد وبعد وبعد»، وفي كلّ مرّة يصل إلى «بعد» التالية، و»ينفّذ كلامه».

 

اليونيفيل

الى ذلك أكد الناطق الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تيننتي في تصريح له امس أنّ «التصعيد مستمر، وتبادل إطلاق النار لم يتوقف، والناس يقتلون، والدمار مُمتد على كلا الجانبين». وقال: «إننا نحذر من خطر حدوث خطأ في التقدير»، لافتا إلى أنه «لا يزال هناك مجال للحل السياسي».