IMLebanon

الجمهورية: الخماسي” يحدّد رياح “الرئاسي”.. وإسرائيل تعود إلى التهديد

في انتظار الاجتماع المقرّر لسفراء المجموعة الخماسية السبت المقبل في دارة السفير السعودي وليد البخاري، لمعرفة اتجاهات الريح الجدّية حول الاستحقاق الرئاسي ومصيره، تستمر مبادرة رئيس مجلس النواب الحوارية المتجددة متفاعلة في الأوساط السياسية، ومحدثة بعض الخلافات والتباينات، خصوصاً داخل صفوف المعارضة التي انقسمت بين مؤيّد لها ومعارض. وفي خضم هذه الاجواء واصلت إسرائيل إطلاق التهديد بالهجوم على لبنان بذريعة تأمين عودة المستوطنين الى المستوطنات الشمالية.

وقالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية”، انّ مبادرة بري هي موضع درس لدى المعنيين بالاستحقاق الرئاسي داخلياً، ولدى المجموعة الخماسية، وهي كانت موضوع بحث في لقاء الرياض الاخير بين الموفد الفرنسي جان ايف لودريان والمستشار في رئاسة مجلس الوزراء السعودي والمكلّف الملف اللبناني الدكتور نزار العلولا، في ضوء ما نقله البخاري الى هذا اللقاء، خصوصاً انّه كان التقى بري قبيل اعلانها، وقبل ساعات من مغادرته إلى الرياض للقاء العلولا ولودريان.

 

فعل إيمان

وفي هذا الاطار، قال عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب فادي علامة لـ “الجمهورية” انّ “إعادة تجديد الرئيس نبيه بري لدعوته الى التشاور هي فعل ايمان بأنّ الحوار او التشاور هو الطريق الوحيد لانتخاب رئيس للجمهورية انطلاقاً من الخصوصية اللبنانية التي يحكمها التوافق، والتي اعتقد انّ الجميع يدركها وربما لا يعترف بها تبعاً لاعتبارات خاصة”. واضاف: “اليوم معظم الكتل لاقت دعوة الرئيس بري بإيجابية باستثناء “القوات اللبنانية” التي تريد تطبيق الدستور. لكن السؤال: هل الحوار او التلاقي يخالف الدستور؟ لا اعتقد انّ هناك نصاً يتحدث عن التشاور كمخالفة دستورية .وللمفارقة يبدو الخارج أحرص منا على إنجاز الاستحقاق الرئاسي”. واعتبر ان اللقاءات الخارجية وتحرك السفراء الخمسة “لن يلقى الصدى إذا لم نبادر لمساعدة انفسنا اولاً واخيراً”ً. وقال: على الجميع ان يقرأوا المتغيّرات، خصوصاً انّ الاستحقاقات الأمنية والمعيشية تستوجب إعادة الانتظام للدولة بدءاً بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة تكون رافعتها دعم الاطراف السياسية كافة”.

 

ميقاتي والسفراء الغربيون

وفي هذه الاجواء تتجّه الأنظار الى السراي الحكومي على مدى اليومين المقبلين، لمتابعة مجموعة اللقاءات المقررة للبحث في الوضع في جنوب لبنان. وقد دعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سفراء الدول الغربية وممثلي المنظمات الدولية الى اجتماع طارئ اليوم في السراي الحكومي “لوضع الجميع أمام مسؤولياتهم في وقف العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان، والضغط على العدو الاسرائيلي الذي لا يأبه لأي قانون ويمضي في اشعال نار جرائمه ضدّ لبنان واللبنانيين، وخصوصاً ضدّ من يعملون على إخماد نيران حقده”.

 

تحذيرات بو حبيب

وقبل أيام على توجّهه الى القاهرة للمشاركة غداً في اجتماع وزراء الخارجية العرب في دورة عادية، والمخصص للبحث في التطورات الاخيرة في المنطقة وملفات مختلفة، كشف وزير الخارجية عبدالله بوحبيب عبر قناة “الجزيرة” الانكليزية “أنّ إسرائيل نقلت لنا رسالة عبر وسطاء مفادها أنّها غير مهتمة بوقف إطلاق النار في لبنان، حتى بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة”.

 

وقالت مصادر ديبلوماسية لـ “الجمهورية” انّ هذا الكلام “ليس جديداً في مضمونه، فقد سبق للموفدين الاميركيين والاوروبيين والأمميين ان نقلوا الأجواء عينها”. وأضافت “انّ الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين سبق له ان حذّر المسؤولين الكبار من انّ واشنطن قد لا تستطيع ردع اي ردّ فعل اسرائيلي على اي عملية يمكن ان تؤدي الى توسيع الحرب، وانّها لم توفق حتى اللحظة”. ولفتت الى انّ هوكشتاين كان “أول من نقل هذا التحذير الى المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم في آخر زيارة له الى بيروت”.

 

اما على صعيد التهديدات الاسرائيلية، فقد قالت أوساط ديبلوماسية لـ “الجمهورية” إنّ التهديدات الإسرائيلية الأخيرة بعملية عسكرية وشيكة في لبنان، تدخل في إطار التهويل الإعلامي عليه لا أكثر، كما ترمي إلى قطع الطريق على ملامح التقارب الإيراني – الأميركي المستجد، والذي ظهرت أولى مفاعيله في الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في العراق، والذي لم يكن ليحصل لولا الضوء الأخضر من إيران.

 

تعليمات نتنياهو

في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس “أنني أصدرت تعليمات للجيش الإسرائيلي وجميع قوات الأمن بالاستعداد لتغيير الوضع في الشمال”، عند الحدود مع لبنان. وقال: “ملزمون بإعادة جميع سكان الشمال إلى منازلهم بأمان”.

 

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي أمني، قوله إنّ “الحملة العسكرية في لبنان تقترب على رغم من أن توقيتها لم يُحدّد بعد”. واضاف: “أمامنا خياران: إمّا التوصل الى اتفاق في غزة أو انهيار المفاوضات وحرب ضدّ حزب الله”.

 

تهديد لنصرالله والسنوار

ومن جهته، قال نائب رئيس الكنيست وعضو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع نيسيم فاتوري: “إنّ النية هي التوجّه إلى الحرب في الشمال بعد إطلاق الأسرى في قطاع غزة”. وأضاف: “انّه رغم ضدّ استبدال وزير الدفاع يوآف غالانت في وقت الحرب، لكن لا يوجد خيار آخر عندما ينهار الشمال”. وانتقد فاتوري تصريحات غالانت التي قال فيها “سنعيد لبنان إلى العصور الوسطى”، وقال: “يجب أن نتوقف عن الكلام ونبدأ بالفعل، وأن نريهم ما يستحقون، يجب أن نظل في الشمال وأن نستعيد الأمن، هذه حرب لا خيار فيها منذ البداية”. وأضاف: “نحن نعرف تماماً أين يجلس حسن نصرالله، هذا هو التوجّه في الأيام المقبلة، ربما نقضي عليه إذا لم يكن هناك خيار”.

 

وعن رئيس حركة “حماس” يحيى السنوار، قال فاتوري: “سنصل إليه أيضاً، أصبح وحيداً في قيادة حماس”.

 

المتقاعدون يهدّدون

من جهة ثانية، ينعقد مجلس الوزراء غداً على مرحلتين قبل الظهر وبعده، لمناقشة مجموعة من البنود المدرجة على جدول أعماله الذي تضمّن 52 بندًا وللبدء بمناقشة موازنة 2025 بعدما أحالها وزير المال يوسف خليل الى الامانة العامة لرئاسة الحكومة ضمن المهلة الدستورية .

 

وأبدت مصادر وزارية عبر “الجمهورية” خشيتها من ان تعطيل الجلسة بعد دعوة العسكريين المتقاعدين الى التظاهر وقطع الطريق الى السراي الحكومي مطالبين بـ “تصحيح رواتب العسكريين بنسبة لا تقل عن 40 في المئة عمّا كانوا يتقاضونه قبل الأزمة المالية”.

 

وتوجّه تجمّع العسكريين المتقاعدين الى رئيس الحكومة والوزراء ببيان اكّدوا فيه انّه “سيتمّ منع مؤسسة مجلس الوزراء من العمل ومن عقد اي اجتماع حكومي” اذا لم تُصصح رواتبهم “بالمساواة وفق القوانين بين جميع فئات القطاع العام و متقاعديه”.

 

قضية سلامة

وعلى الصعيد القضائي، تتجّه الأنظار اليوم إلى الجلسة الأولى لقاضي التحقيق الأول في بيروت بلال حلاوي لاستجواب الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة‏. ويُفترض أن يقرّر حلاوي اما عقْدَ جلسات إضافية للتحقيق مع سلامة ‏أو إصدار مذكرة توقيف وجاهية بحقه أو تركه رهن التحقيق بسند إقامة أو بكفالة مالية مرتفعة.

 

وقال وزير العدل هنري خوري لـ “الجمهورية: “انّ ملف رياض سلامة لا يزال عالقاً امام محكمة التمييز الفرنسية، حيث طعن وكلاؤه بالقرار الصادر عن محكمة الاستئناف الفرنسية في باريس بتثبيت الحجز الملقى على ممتلكاته، في وقت لا تزال البطاقة الحمراء الذي أصدرها الانتربول في حقه سارية المفعول”.