Site icon IMLebanon

مانشيت:ترامب ينسحب من النووي الإيراني وروســيا وأوروبا تعارضان وإسرائيل تُرحِّب 

أعلنَ الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران والمعروف باسم «خطة العمل الشاملة المشتركة». وذلك في خطوة تشكّل انعطافة استراتيجية في السياسة الاميركية من شأنها أن تضع المنطقة امام كل الاحتمالات. وبعد ساعات على هذه الخطوة توتّرَ الوضع على الجبهة السورية -الإسرائيلية، حيث أعلنت دمشق أنّ دفاعاتها الجوّية تصدّت لأربعة صواريخ إسرائيلية في سماء منطقة الكسوة ودمّرت ثلاثة منها. فيما تحدّث الإعلام الاسرائيلي عن تحضير إيراني لردٍّ على القصف الاسرائيلي الاخير لمواقع عسكرية إيرانية على الأراضي السورية.
أعلنَ ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران، وقال في كلمة له بالبيت الأبيض: «إنّ هذا الاتفاق لم يحقق السلام ولن يحقّق السلام.. ولن يمنع إيران من الحصول على القنبلة النووية».

وقرّر ترامب إعادة العمل بالعقوبات على طهران. منبّهاً الى انّ «كلّ بلد يساعد ايران في سعيها الى الاسلحة النووية يمكن ان تفرض عليه الولايات المتحدة ايضاً عقوبات شديدة». وقال: «لدينا اليوم الدليل القاطع على انّ الوعد الايراني كان كذبة».

ونفّذ ترامب تهديده بالانسحاب من الاتفاق رغم التحذيرات الدولية، ما يثير مخاوفَ من فترة توتّر شديد مع الحلفاء الاوروبيين ومخاطر تداعيات اخرى في العالم.

وتسري العقوبات الجديدة فوراً على العقود الجديدة، وفق مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، الذي أعلن أنّ أمام الشركات الأوروبية ستّة أشهر كحدّ أقصى لوقف أنشطتها مع إيران. وإذ نفى بولتون أن يكون الانسحاب بداية لعمل عسكري ضد إيران، معلناً استعداد واشنطن لمفاوضات «موسّعة» في شأن اتفاق جديد معها. أمهَلت وزارة الخزانة الأميركية شركات اوروبا من 90 الى 180 يوماً لتجميد نشاطاتها الاقتصادية مع ايران.

روحاني

وردَّ الرئيس الإيراني حسن روحاني على قرار ترامب بالتأكيد أنّ بلاده ستبقى ملتزمة الاتفاق النووي الذي أبرَمته مع الدول الكبرى عام 2015، على رغم إعلان ترامب انسحابَ بلاده من الاتفاق. وقال: «إذا حقّقنا أهداف الاتفاق بالتعاون مع الأعضاء الآخرين به فسيظلّ سارياً ( …) وبالخروج من الاتفاق تقوّض أميركا رسمياً التزامها تجاه معاهدة دولية». واعلنَ أنّ طهران مستعدة لاستئناف أنشطتها النووية بعد إجراء محادثات مع الأعضاء الأوروبيين الموقّعين الاتفاق.

وقال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في تغريدة له، «في الردّ على الانتهاك المستمر والانسحاب غير الشرعي لأميركا من الاتفاق النووي، وكما حدّده رئيس الجمهورية، سأقوم بالجهود الدبلوماسية لنرى هل يمكن للبقاء في خطة العمل المشتركة الشاملة ان يضمن كل مصالح ايران، فالنتائج ستحدد ردنا».

روسيا

واعتبرت روسيا أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، يمثل تهديداً للأمن الدولي، مؤكدةً مواصلة الجهود للحفاظ على هذه الصفقة. وقال مصدر من الخارجية الروسية، لوكالة «إنترفاكس»: «إن هذا الإجراء انتهاك صارخ للقانون الدولي والاتفاقات الدولية وعمل يقوض سمعة الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وأضاف أن قرار ترامب «يهدد الأمن الدولي».

وقال مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي، فلاديمير تشيجوف، إن الحكومة الروسية «في اتصال دائم بالثلاثية الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا)… ومن السابق لأوانه التحدث حالياً عن إجراءات ملموسة»، لكنه أضاف مشدداً: «عليكم عدم الشك في أن الجهود الرامية للحفاظ على ما يسمى خطة العمل المشتركة ستستمر».

وقال: «حتى هذه اللحظة تحدثت الثلاثية الأوروبية في تصريحاتها العلنية فقط عن محاولتها الاستجابة لمباعث قلق الولايات المتحدة، لكنني لم أسمع أبداً عما تقترحه على إيران، وأخشى أن هذا الأمر سيمثل إحدى المشكلات التي سنواجهها».

وقال النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس النواب، يفغيني سريبرينيكوف إن قرار ترامب يضفي شكوكا على عملية السلام في شبه الجزيرة الكورية.

الموقف الاوروبي

وبدورهم زعماء اوروبا رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اعلنوا اتفاقهم على مواصلة تطبيق التزامات دولهم بموجب الاتفاق النووي مع إيران. وقالوا في بيان مشترك: «إن فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة تعرب عن قلقها وأسفها من قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من خطة العمل المشتركة الشاملة (الخاصة بتسوية البرنامج النووي الإيراني».

وأكدوا «إننا نشدد بشكل مشترك على التزامنا خطة العمل الشاملة المشتركة، إن هذا الاتفاق لا يزال مهما بالنسبة لأمننا الجماعي».واعتبروا «أن العالم أصبح آمنا بشكل أكبر بفضل خطة العمل المشتركة»، ودعوا الولايات المتحدة إلى تجنب خطوات قد تمنع الأطراف الأخرى للاتفاق من تطبيق هذه الصفقة. كذلك دعوا السلطات الإيرانية إلى «إبداء ضبط النفس» والالتزام بتعهداتها في إطار الاتفاق النووي.

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ان فرنسا وألمانيا وبريطانيا تأسف للقرار الأميركي الانسحاب من اتفاق إيران النووي. وقال في تغريدة له: «سنعمل بشكل جماعي على إطار عمل أوسع يشمل النشاط النووي وفترة ما بعد عام 2025 وأنشطة الصواريخ الباليستية والاستقرار في الشرق الأوسط لاسيما سوريا واليمن والعراق».

وقال ماكرون إن نظام عدم الانتشار النووي معرض للخطر.

ووصف نائب وزير الخارجية الألمانية، مايكل روث، قرار الرئيس ترامب بأنه «أخبار غير جيدة من واشنطن». وأضاف: «يجب على الأوروبيين الآن إنقاذ ما يمكن إنقاذه» من الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015.

وأكدت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أن الدول الأوروبية المنخرطة تحت لواء مجموعة 5+1، ستستمر في تنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق الموقع مع إيران عام 2015. وعبرت عن شعور الاتحاد بالأسف والإحباط تجاه قرار الرئيس ترامب.

وناشدت بقية الأطراف الدولية العمل من أجل استمرار الاتفاق، الذي شكل منعطفاً تاريخياً جعل العالم أكثر أمناً. واعتبرت المسؤولة الأوروبية أن رفع العقوبات هو جزء لا يتجزأ من الاتفاق، و»سنستمر في هذا النهج».

ودعت موغيريني الحكومة والشعب الايرانيين الى ضرورة التمسك بالاتفاق، وقالت: «لا تدعوا أي طرف يفكك هذا الاتفاق».

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الأطراف الأخرى الموقعة الاتفاق النووي إلى الالتزام بتعهداتها بعد إعلان ترامب إنسحاب بلاده منه. وقال إبراهيم كالن المتحدث باسم الرئيس التركي رجا طيب إردوغان، إن قرار ترامب «سيزعزع الاستقرار ويثير نزاعات جديدة». وأضاف: «إن الاتفاق المتعدد الأطراف سيستمر مع الدول الأخرى، وأن تركيا ستواصل معارضتها كل أشكال الأسلحة النووية».

إسرائيل

لكن اسرائيل رحبت بقرار ترامب، إذ شكر رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو لترامب قراره، واصفاً الاتفاق النووي في بيان مقتضب بأنه «وصفة للكارثة بالنسبة للمنطقة والسلام في العالم». وقال «أن هذا قرار تاريخي يمهد لمرحلة جديدة من الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. ومن شأن جبهة موحدة ضد النظام الذي يدعم الإرهاب ويزعزع الاستقرار، أن يقطع دابر العدوان الإيراني الذي يهدد منطقتنا والمجتمع الدولي بأسره».

من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في تغريدة «إن الرئيس ترامب زعيم العالم الحر أعلن اليوم لنظام آية الله بوضوح: «كفاية!». ووصف ليبرمان السلطات الإيرانية بـ«ديكتاتورية تدعم وتمول الإرهاب وتجلب الموت للجميع في العالم”، واتهم إيران بالسعي إلى الحصول على أسلحة نووية. وأشاد بقرار ترامب قائلا «إنه قرار شجاع سيؤدي إلى سقوط هذا النظام الرهيب والقاسي».

ورحبت السعودية بقرار ترامب وقالت في بيان بثته قناة «العربية»: «تؤيد المملكة العربية السعودية وترحب بالخطوات التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي، وتؤيد ما تضمنه الإعلان من إعادة فرض للعقوبات الاقتصادية على إيران والتي سبق وأن تم تعليقها بموجب الاتفاق النووي». وأضاف البيان أن ايران «استغلت العائد الاقتصادي من رفع العقوبات عليها واستخدمته للاستمرار في أنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة، وخاصة من خلال تطوير صواريخها الباليستية، ودعمها للجماعات الإرهابية في المنطقة».

وأعلنت دولة الإمارات أنها تؤيد قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران. وعبرت عن دعمها استراتيجية الرئيس دونالد ترامب في التعامل مع طهران. وقالت وكالة «أنباء الإمارات» الرسمية إن وزارة الخارجية حضت المجتمع الدولي على «الاستجابة لموقف الرئيس ترامب لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل».