Site icon IMLebanon

مانشيت:إنتقادات ديبلوماسية لقوى سياسية.. والترشيحات تبدأ اليوم

 

 

على وقع تراجع التوتر السياسي والتهدئة المستمرة، تشخص الأنظار إلى اللقاء الرئاسي المقرر في قصر بعبدا، في وقت ستفتح وزارة الداخلية باب الترشيح للإنتخابات النيابية، وذلك في تأكيد داخلي اضافي، بعد دعوة الهيئات الناخبة، على انّ هذه الانتخابات ستجرى في 6 أيار المقبل، وسيلي هذه اللقاء اجتماع للمجلس الاعلى للدفاع في اليوم التالي يبحث في التهديدات الاسرائيلية المتلاحقة ضد لبنان، وكان منها إعلان اسرائيل ملكيتها «البلوك 9» الغازي في المنطقة الاقتصادية اللبنانية الخالصة في اعتداء جديد على سيادة لبنان وحقوقه النفطية، علماً انّ اجتماع الناقورة الثلاثي الدولي ـ اللبناني ـ الاسرائيلي المقرّر اليوم سيتناول بالبحث الاعتداءات والتهديدات والاطماع الاسرائيلية الجديدة، وسيؤكد لبنان خلاله تمسّكه بحقوقه وسيادته براً وبحراً، رافضاً أي قرصنة إسرائيلية لها تحت طائلة التصدي لها بكل الوسائل.

يترقّب الجميع الاجتماع الرئاسي الثلاثي في قصر بعبدا قبل ظهر غد بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، وعلى جدول اعماله الأزمة الرئاسية في ظلّ توقعات بأن يشرع المجتمعون في التأسيس لحل شامل لهذه الازمة التي كانت قضية مرسوم الاقدمية لضبّاط دورة عون 1994 منطلقها.

كذلك، سيتناول اللقاء نتائج اجتماع اللجنة الثلاثية اللبنانية ـ الإسرائيلية ـ الدولية الذي سينعقد قبل ظهر اليوم في مقر القيادة الدولية في الناقورة، للبحث في طلب لبنان وقف بناء الجدار الإسرائيلي الذي اقترب من إحدى النقاط الـ13 التي يتحفّظ عنها لبنان ضمن الاعتراض المعلن عنه منذ 25 ايار 2000 حول طريقة تحديد الأمم المتحدة الخط الأزرق.

برّي

ورداً على سؤال عن اللقاء الرئاسي، قال برّي امام زواره أمس: «هذا اللقاء يعوّل عليه ان يؤسّس لترسيخ الاستقرار الذي حصل، ويفتح افق التعاون اكثر في سبيل مصلحة البلد وسلمه الاهلي».

ولم يؤكد بري او ينفي حضور الحريري هذا اللقاء، مشيراً الى انّ رئيس الجمهورية إقترح عليه خلال اتصاله به ان يلتقيا في اليوم التالي، لكن ارتُؤي نتيجة الانشغالات ان ينعقد اللقاء غداً. وقد أوحى عون خلال الاتصال انّ الحريري سيحضره.

وسُئل بري عن اجتماع الناقورة المقرر اليوم، فأكد «وحدة الموقف اللبناني الرسمي حول هذا الملف المرتبط بمحاولة اسرائيل بناء الجدار الاسمنتي داخل المنطقة الحدودية المتنازَع عليها، وقال: لقد أُعطيَت التعليمات لممثل لبنان في الاجتماع بتأكيد الحق اللبناني في منع اي محاولة إسرائيلية لبناء جدار في البر تستهدف من خلالها اسرائيل السطو على النفط في البحر، وهو ما أشار اليه صراحة وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان عن «البلوك» الرقم 9، والذي كشف حقيقة الهدف الاسرائيلي.

وعمّا يحكى عن محاولات خلف ما يجري لفرض تأجيل الانتخابات النيابية، قال بري: «لا شيء سيؤثر على الانتخابات، هناك جهود يقوم بها من يحاول خَلق إرباكات في الداخل على غرار المحاولات المخابراتية للطابور الخامس، وخصوصاً في الحدث».

وعن الوضع الامني، قال بري: «نتيجة ما حصل في الايام الاخيرة وشغل الطابور الخامس، يجب ان نبقي العيون مفتوحة، وهذا لا يعني أنّ الوضع الأمني ليس جيداً وممسوكاً بواسطة الجيش والأجهزة الامنية». وقال: «لو حصل وقَبِلت بطروحات البعض تأجيل الانتخابات لكان ذلك سيحرم لبنان كثيراً من المساعدات الدولية من خلال المؤتمرات المقررة وغيرها في مجال إنعاشه الاقتصادي، علماً انّ ما من زائر خارجي للبنان هذه الأيام إلّا ويشجّع ويشدّد على إجراء الإنتخابات في موعدها».

ورداً على سؤال حول حديث البعض عن انّ «حزب الله» وحلفاءه سيفوزون بموجب القانون الانتخابي الجديد بالاكثرية النيابية في الانتخابات المقبلة، قال بري متسائلاً: «ومَن لا يُحب ان يربح؟ نحن نتمنى ان نربح، وإن شاء الله نربح، ونحن نحتكِم الى لعبة الانتخابات، وإن ربحوا «صحتين على قلوبهم»، ومن الطبيعي ان تحصل عندئذ موالاة ومعارضة».

وفيما يستمر التأزم في العلاقة بين بري وحركة «امل»، مع رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، توقعت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» ان يتمّ في الايام المقبلة «وضع مخطط لتنفيذ محاولتين: الاولى، لفصل النزاع بين حركة «امل» وباسيل عن علاقة رئيس مجلس النواب برئيس الجمهورية.

امّا المحاولة الثانية فهي فصل النزاع بين حركة «امل» و«التيار الوطني الحر» عن المجتمع المسيحي ككل، لأنّ الممارسات التي شهدها الشارع اللبناني اخيراً أزعجت المسيحيين عموماً وصار «فيديو محمرش» بالنسبة اليهم وكلام باسيل الذي تناول بري، أمراً ثانوياً امام الممارسات في منطقتي الحدث وسن الفيل».

الّا انّ هذه المصادر تحدثت «عن عقبة تحول دون ضمان نجاح هاتين المحاولتين، وتتمثّل في وجود استياء حقيقي لدى «حزب الله»، وإن لم يعبّر عنه صراحة وعلانية كُرمى لرئيس الجمهورية، من مواقف باسيل، وليس آخرها ما تضمّنته مقابلته الى مجلة «الماغازين» الفرنسية واعتباره انّ الحزب يأخذ خيارات لا تخدم مصالح الدولة اللبنانية، وأن كل لبنان يدفع الثمن.

وأكدت هذه المصادر انّ «المراجع الديبلوماسية المعتمدة في لبنان توقفت ملياً عند هشاشة الوضع الامني في لبنان»، مشيرة الى انّ عددا كبيرا من السفراء الاساسيين المشاركين سواء في مؤتمر روما 2 او في مؤتمر باريس باتوا يتساءلون عن فائدة إعطاء مساعدات لدولة، وضعها الأمني بات يتوقف على تصريح من هنا وتصريح من هناك، مُنتقدين رهن الاستقرار اللبناني بمشيئة بعض القوى السياسية».

إلّا أنّ مصادر بارزة في «التيار الوطني الحر» أكدت لـ«الجمهورية» عشيّة الذكرى ١٢ لتفاهم مار مخايل «انّ العلاقة الاستراتيجية مع «حزب الله» سليمة ولا غبار عليها، مؤكدة أنّ التفاهم باق ومستمر ولن يستطيع أحد تخريب العلاقة بين «التيار» و«الحزب».

ومن هذا المنطلق، أفادت المصادر نفسها، انّ ما حصل في الأيام الاخيرة لم يترك أي ذيول سلبية على هذه العلاقة، بل على العكس فإنّ الاتصالات بين الطرفين دائماً مفتوحة وصريحة في اي ملف من الملفات، وانهما مدركان جداً ويعرفان انّ ثمّة محاولات لزعزعة هذا التفاهم عبر أخبار مزعومة لا أساس لها من الصحة».

باب الترشيح

الى ذلك، يُفتتح إبتداء من الثامنة صباح اليوم باب تقديم طلبات الترشيحات للانتخابات النيابية المقبلة ويستمر حتى انتهاء الدوام الرسمي، ويترقّب الجميع ما إذا كانت الأحزاب والكتل الكبرى ستقدّم ترشيحاتها في اليوم الاول أم انها ستنتظر بعض الوقت، علماً انّ معظمها لم يعلن أسماء المرشحين في كل المناطق، ما سيجعل عملية تقديم أوراق الترشيح اليوم تقتصر على المرشحين المنفردين الذين ما زالوا يبحثون عن تحالفات، او ربما لبعض النواب المستقلين.

وفي السياق، أكّد مصدر في وزارة الداخلية مَعنيّ بملف الإنتخابات لـ«الجمهورية» أنّ «الوزارة استكملت تحضيراتها اللوجستية، وهي تنتظر اليوم الاول للترشيح بفارغ الصبر بعد إجراء آخر انتخابات في عام 2009».

وردّاً على الإدعاءات بصعوبة إجراء الإنتخابات وفق القانون الجديد، شدّد المصدر على أنّ «استعدادات الوزارة بدأت منذ اليوم الاول لإقرار القانون، وإنّ إنجاح العملية الإنتخابية هو تحد كبير وسنعبره بنجاح»، مؤكداً ان «لا شيء سيوقِف العملية الإنتخابية، والوزارة جاهزة لكل الاحتمالات، ولن يكون الشقّ الأمني هاجساً أمامنا، لأنّ الأمن مضبوط».

واشنطن و«حزب الله»

من جهة ثانية وفي جديد الموقف الدولي من «حزب الله»، اعلنت الولايات المتحدة الاميركية والارجنتين أمس انهما «ستعملان معا وفي شكل وثيق لوقف شبكات تمويل حزب الله في اميركا اللاتينية».

واكد وزير الخارجية الاميركية، ريكس تيلرسون، انه تطرق الى هذا الموضوع خلال زيارته بوينوس ايرس حيث اجرى محادثات مع نظيره الارجنتيني خورخي فوري. وقال: «بالنسبة الى حزب الله فقد تناولنا في مناقشاتنا التي شملت كل المنطقة، سبل ملاحقة هذه المنظمات الاجرامية العابرة للاوطان التي تعمل بالاتجار بالمخدرات والبشر والتهريب وغسل الاموال، لاننا نرى انها مرتبطة ايضا بمنظمات تمويل الارهاب».

واضاف: «ناقشنا بالتحديد وجود حزب الله في هذا النصف من الكرة الارضية، والذي من الواضح انه يجمع الاموال لدعم نشاطاته الارهابية. انه امر نتفق معا على ضرورة صده والقضاء عليه».

إضراب المعلمين

مطلبيّاً، ينطلق اليوم الإضراب التحذيري لأساتذة التعليم الخاص لمدة 3 أيام، وذلك قبل «التفكير الجدي بإعلان الإضراب المفتوح» وفق ما أكّده نقيب المعلمين رودولف عبود لـ«الجمهورية»، وقال: «للأسف لم يتبدّل شيء نحو الأفضل، لا بل إلى الأسوأ، خصوصاً بعد البيان الختامي الصادر عن الإجتماع الموسّع في بكركي، والذي كان أقرب إلى هيئة حوار مسيحي ـ إسلامي»، مُنتقداً «غياب بعض المدارس الخاصة الوازنة والكبيرة من خارج إتحاد المؤسسات التربوية الخاصة ولم تُدع للاجتماع».

وأعرب عبود عن رغبته في الاجتماع مع اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة، قائلاً: «لو أنهم فعلاً يرغبون في التوصّل إلى حلّ، لكان من الأجدى جَمع الاساتذة والاهالي والإدارات»، مشيراً إلى انّ «ما يَعوق لقاء كهذا هو غياب اعتراف المدارس الخاصة حتى الآن بالقانون 46 مع الدرجات الست». أمّا عن طبيعة إضراب اليوم، فقال: «اليوم الاول سيكون في مكتب النقابة وفي مكاتب المحافظات كافة، على ان تُحدد الخطوات لبقيّة الايام».