Site icon IMLebanon

مانشيت:واشنطن تُحذِّر من التنسيق مع «الحزب»… و«بروفا» في الجرود تحضيراً للمعركة  

فيما غابت الأحداث السياسية عن المسرح الداخلي، ظلت الانظار مشدودة أمس الى الجرود انتظاراً لمعركة اقتلاع مسلحي تنظيم «داعش» في جرود رأس بعلبك، والقاع التي تستمر التحضيرات لها على وقع مناوشات وعمليات قصف تمهيدية تستهدف تفكيك البنية العسكرية البشرية الميدانية لـ«الدواعش» الذين لم تصدر أي اشارة منهم حتى الآن للدخول في تسوية تُفضي الى خروجهم من معاقلهم الى الداخل السوري.

فيما لا يزال الامن في صدارة المتابعة والاهتمام، يجتمع المجلس الأعلى للدفاع اليوم برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا تحضيراً للمعركة الحاسمة المنتظرة في جرود رأس بعلبك والقاع، ولعرض مجمل الأوضاع الأمنية في البلاد وتقويم التطورات الاخيرة وتلك المتوقعة حدودياً وداخلياً.

وعلمت «الجمهورية» انّ قرار دعوة المجلس الى الاجتماع اتخذ أمس لمواكبة المرحلة على هذا المستوى الرسمي، ولتأكيد القرار السياسي الداعم للجيش والتغطية السياسية الشاملة في أي مبادرة يمكن ان يتخذها في المرحلة المقبلة.

وفيما وجّهت الدعوات الى أعضاء المجلس المدنيين والعسكريين: رئيس الحكومة إضافة الى الوزراء المعنيين وقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية والقضائية الى هذا الإجتماع، ستتصدّر التطورات العسكرية الجارية في الجرود جدول اعماله في ضوء تقارير الأجهزة العسكرية والأمنية والإقتراحات حول الإجراءات الواجب اتخاذها في المرحلة المقبلة في مناطق التوتر ومختلف المناطق اللبنانية، وخصوصاً في محيط المخيمات الفلسطينية ومخيمات النازحين السوريين.

وطُلب الى القادة العسكريين والأمنيين الإتيان الى الاجتماع بما لديهم من معلومات حول الوضع الأمني في لبنان، وتحديداً في المناطق الحدودية وحجم المجموعة الإرهابية التي ما زالت تحتل أراض لبنانية في تلال راس بعلبك والقاع، وما هو متوقّع من ردّات فِعل على العملية العسكرية المنتظرة، والمخاطر التي يمكن أن تهدد الأمن اللبناني عموماً.

مصدر عسكري

وفي وقت استهدفت وحدات الجيش براجمات الصواريخ والمدفعية مراكز تنظيم «داعش» في جرود رأس بعلبك والقاع، بعد سقوط 8 قذائف عند أطراف بلدة القاع مصدرها المجموعات الإرهابية في جرود البلدة. أكّد مصدر عسكري رفيع لـ«الجمهورية» أنّ «داعش» قصفت بالقذائف وليس بالصواريخ كما روّج البعض، وهذا يدلّ على أنها فقدت قوتها حتى ولو اقتربت بعض القذائف من مركز للجيش».

وشدّد على أن «لا خوف من ان يطاول القصف بلدة القاع، وأن تتكرر تجربة قصف الهرمل بالصواريخ، لأنّ التقارير الإستخبارية التي في حوزة الجيش تفيد أنّ «داعش» لا تملك صواريخ بعيدة المدى تصل الى القرى والتجمعات السكنية».

وأوضح المصدر أنّ «الجيش بات يملك كل المعطيات والإحداثيات عن مواقع وجود الارهابيين، وبالتالي فإنّ ما يحصل الآن هو «بروفا» وتحضير للمعركة»، لافتاً الى أنّ «الجيش حَدّد فوراً مكان انطلاق القذائف وردّ براجمات الصواريخ والمدفعية بعنف، ودَمّر بعض المواقع موقعاً اصابات مباشرة في صفوف مسلّحي «داعش».

من جهة ثانية، حَطّت في قاعدة رياق العسكرية طائرة شحن اميركية عسكرية هي الثالثة في غضون الأيام العشرة الأخيرة. وعلمت «الجمهورية» انّ هذه الطائرة نقلت الى الجيش اللبناني كميات كبيرة من الذخائر، ولا سيما منها الصواريخ، وأعتدة مختلفة تناسب العمليات العسكرية التي يخوضها الجيش في الجرود الشرقية».

وأكّد مصدر عسكري أنّ «الأميركيين والبريطانيين يدعمون الجيش في معركته بالذخائر والمعدات وهذا أمر ثابت لا لبس فيه، وهم يقدّمون كل ما نحتاجه بسخاء، والأسلحة التي تصل تعتبر أساسية في المعركة».

جولة ريتشارد

وسط هذا المشهد، لفتت الجولة التي بدأتها السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد على المسؤولين، بعدما دفعتها التطورات الامنية الى تأخير إجازتها التي ستقضيها في بلادها.

فزارت أمس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وذلك بعدما كانت قد زارت وزير الخارجية جبران باسيل في عطلة نهاية الاسبوع، على أن تزور تباعاً رئيس الحكومة سعد الحريري ومسؤولين آخرين.

وترددت معلومات انّ ريتشارد تُبلِّغ الى من تلتقيهم في جولتها «رسالة شديدة اللهجة تحذّر من مغبّة تنسيق الجيش اللبناني مع «حزب الله» او النظام السوري في معركته المرتقبة ضد «داعش»، تحت طائلة حرمان لبنان من مساعداته العسكرية».

وفيما اكتفى مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية بالاشارة الى انّ البحث بين عون وريتشارد، التي رافقها القائم بأعمال السفارة الاميركية الجديد ادوارد وايت، «تناوَل الاوضاع العامة في البلاد في ضوء التطورات الاخيرة، وموقف لبنان منها»، علم انّ ريتشارد جدّدت تأكيد مواقف بلادها الداعمة لاستقرار لبنان على رغم ما يجري من حوله من تطورات دموية ومأسوية واستمرارها في تعهداتها تجاه دعم القوى العسكرية والأمنية اللبنانية التي تخوض مواجهة صعبة مع الإرهاب.

عند المشنوق

وأشارت المعلومات الرسمية التي وزّعت بعد لقاء المشنوق وريتشارد الى انه عرض معها «المستجدات والتحديات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، خصوصاً لجهة تحضيرات الجيش اللبناني لمعركة جرود رأس بعلبك والقاع».

وقال المشنوق رداً على سؤال عن احتمال مشاركة «حزب الله» في المعارك إلى جانب الجيش «انّ كلام وزير الدفاع واضح وكذلك ما نُسب إلى مصادر عسكرية، ومفاده أنّ هذا الاحتمال غير صحيح».

وأوضح انه لا «يحبّذ الحديث عن ساعة الصفر لمعركة الجيش في جرود عرسال»، مؤكداً «انّ التحضيرات مستمرة بما يناسب القيادة العسكرية، وقائد الجيش العماد جوزف عون الرجل الشجاع والمسؤول». وثمّن «التزام الولايات المتحدة بتقديم الدعم المستمر للجيش اللبناني وتعزيز قدراته القتالية والتقنية في مواجهة التحديات».

بدورها، اطلعت السفيرة الاميركية وزير الداخلية على الأجواء الدولية حيال دور القوات الدولية العاملة في الجنوب، وذلك في مناسبة طرح موضوع تجديد مهمة هذه القوات في مجلس الأمن الدولي خلال آب الجاري.

«التيار الوطني»

وفي سياق متصل، قالت مصادر «التيار الوطني الحر» لـ«الجمهورية» انّ الجيش سيقوم بالمهمة كما يجب، وسينجزها وينتصر لكي ينتصر معه كل لبنان».

وأشارت الى «انّ الجيش بدأ المعركة، والقرار السياسي بالتحرير نهائي، والدعم كامل للجيش في معركته، وما انعقاد الاجتماع الاستثنائي للمجلس السياسي للتيار الوطني الحر برئاسة الوزير جيران باسيل في بلدة رأس بعلبك اليوم (أمس) سوى تأكيد لدعم الجيش وصمود الشعب واستعادة القرار اللبناني الصرف».

وكان باسيل أعلن، أمس، من رأس بعلبك «انّ معركة الجيش لتحرير الأرض بدأت ولن تتوقف إلّا بعد تحريرها كاملة، والقرار لبناني مئة في المئة»، وقال: «انّ غياب القرار السياسي هو الذي منع الجيش من تحرير الأرض وأحدثَ فراغاً ملأه «حزب الله» مشكوراً، والآن أتى لبنان القوي ليملأ الفراغ ويستعيد القرار». واوضح انّ اجتماع المجلس السياسي لـ«التيار» هو «إستثنائي لأنّ الظرف استثنائي أيضاً».

واضاف: «نحن اليوم في عملية استرداد للقرار السيادي اللبناني، وللمرة الاولى منذ فترة طويلة نشهد أموراً غابت عنّا. ومن الطبيعي ان يكون الجيش هو من يقوم بتحرير أرض لبنانية، ونحن نحتفل بعودة القرار السيادي».

نصرالله

وفي هذه الاجواء، يلقي الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله خطاباً جديداً في «مهرجان الإنتصار الكبير» الذي سيقام تحت عنوان «زمن النصر» عند الخامسة عصر الأحد المقبل في سهل الخيام – الدردارة.

وهو الخطاب الثاني له في غضون عشرة ايام، حيث كان قد تحدّث يوم الجمعة الفائت عن معركة جرود عرسال معلناً أنّ «عملية تحرير بقية الجرود اللبنانية سيخوضها الجيش اللبناني وبدأت مقدماتها»، ومؤكداً أنّ «الجيش اللبناني جاهز وقادر على خوض هذه المعركة والانتصار فيها، ولديه ضباط وجنود على استعداد عالٍ وبامتياز».

واكّد استعداد الحزب «لخدمة الجيش اللبناني في المعركة، وتنفيذ كل ما يطلب منه»، مشدداً على انّ «اللبنانيين سيقفون إلى جانب الجيش اللبناني»، وعلى قيادة «داعش» أن «تعرف أنّ هناك قراراً حاسماً بالمعركة وما يفصلنا عن المعركة هو أيام قليلة، وبالتالي البقاء في الجرود انتهى وستواجه «داعش» معركة تحظى بإجماع لبناني».

مجلس وزراء

وسيفرض الملف الامني نفسه على طاولة مجلس الوزراء الذي ينعقد الحادية عشرة والنصف قبل ظهر غد في السراي الحكومي برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري لمناقشة جدول اعمال عادي من 34 بنداً. وينتظر الّا تشهد هذه الجلسة اي تعيينات، واستبعد مصدر وزاري أن تتناول ملف البواخر من خارج جدول الاعمال.

«السلسلة»

وفيما يترقّب الجميع ما ستكون عليه خطوة رئيس الجمهورية حيال قانون سلسلة الرتب والرواتب للعاملين في القطاع العام الذي أقرّه مجلس النواب أخيراً، قال الوزير علي قانصو لـ«الجمهورية»: «لا نعرف ما ستكون عليه هذه الخطوة، وان يردّ الرئيس عون قانون السلسلة الى المجلس يبقى احتمالاً قائماً، لأنه لم يقل انه لن يردّه، إلّا اننا نجدد تمنياتنا عليه بأن يوقّعه لا ان يردّه لأننا نخشى من ان يستدرج فتح النقاش حول السلسلة مجدداً مطالبات من فئات أخرى، وفي هذه الحال تصبح السلسلة في خطر».

وكان الوزير مروان حمادة أشار إلى أنّ رئيس الجمهورية «قد يقترح على الحكومة إرسال سلسلة قوانين تصحيحية للسلسلة، وجمعها مع الموازنة لتفادي أي انعكاس اقتصادي سلبي للسلسلة»، كاشفاً عن «اجتماع قريب للجنة الاقتصادية الوزارية لدرس هذه الانعكاسات والأرقام التي عرضها رئيس الجمهورية في جلسة مجلس الوزراء الأسبوع الماضي».

صادر ينهي خدماته

على صعيد آخر، وفي خطوة لم تكن مفاجئة للأوساط القضائية والسياسية التي واكبت قرار تعيين البديل منه ونقله الى مركز آخر، تقدّم القاضي شكري صادر من وزير العدل بطلب إنهاء خدماته كرئيس لمجلس شورى الدولة قبل صدور المرسوم الخاص بتعيين البديل منه بنقله من الملاك الإداري الى ملاك القضاء العدلي وتعيين القاضي هنري خوري رئيساً للمجلس خلفاً له.

وأوضح صادر لـ«الجمهورية» أنه أقدمَ على هذه الخطوة «بهدف الراحة»، ولأنه «فضّلَ ان ينهي خدماته وهو على رأس المؤسسة التي أحبّها وجهد من أجلها وخَدمها في السنوات العشر الأخيرة». وختم قائلاً: «ما زلتُ قاضياً ولا أريد أن أتحدث أكثر».