Site icon IMLebanon

 سفر سلام يُجمّد «الآلية»… والحريري يُشجّع حوار «التيار» و«القوات»

فيما ينشغل المجتمع الدولي عموماً، والاميركي خصوصاً، بوَضع استراتيجية عسكرية وإعلامية جديدة ضد تنظيم «داعش»، يترقّب لبنان النقاش الذي اتُّفق على فتحه أمس في جلسة الحوار السادسة بين تيار «المستقبل» و»حزب الله»، حول آلية الوصول الى الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الارهاب، فيما تبقى آلية العمل الحكومي غائبة خصوصاً بعد سفر رئيس الحكومة تمام سلام الى روما أمس في زيارة خاصة، في وقت أمل الرئيس سعد الحريري في معاودة الحكومة نشاطها قريباً».

وقال الحريري أمس لدى استقباله السفراء العرب المعتمدين في لبنان: «لقد بدأنا حواراً مع «حزب الله» لتنفيس الاحتقان السني ـ الشيعي وللتخفيف من تداعيات مشاركة الحزب في الحرب في سوريا، ونأمل في أن يكون هذا الحوار مُنتجاً لنتمكن من الخوض في مسألة الانتخابات الرئاسية، والتوافق على رئيس جديد بما يمكن لبنان من مواجهة التحديات ودعم عوامل الاستقرار والنهوض الاقتصادي والاجتماعي».

وأكد الحريري أنّ «أي استراتيجية لمكافحة الإرهاب لا تتمّ إلّا من خلال الجيش اللبناني والقوى الأمنية والعسكرية الشرعية، التي تتولى مسؤولياتها بجدارة على كل الأراضي اللبنانية.

ولكن المدخل الصحيح لوَضع استراتيجية وطنية موضع التنفيذ الجدي يكون بانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت». ودعا إلى قيام استراتيجية عربية شاملة لمكافحة ظاهرة الإرهاب الذي ينتشر في عدد من الدول ويهدد العالم.

وعرض للخطر الإسرائيلي والتهديدات الإسرائيلية المتواصلة للبنان وسيادته، داعياً إلى «التضامن العربي في مواجهة هذه التهديدات»، كما عرض «لمخاطر التدخّل الإيراني في الأوضاع الداخلية للبلدان العربية، لا سيما ما نشهده في اليمن والعراق وسوريا ولبنان».

سعيد

وقال منسّق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد لـ«الجمهورية»: «هناك نقطة اتفاق عند الجميع بأنّ الارهاب هو خطر على الجميع، لكن هناك وجهتي نظر. فقوى 14 آذار ترى وجوب مواجهته من خلال الجيوش النظامية والتعاون مع التحالف الدولي، فيما الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله يدعو الى الجهاد وحمل السلاح على المستوى الشعبي والاهلي في هذه المواجهة، والطريق الذي يطرحه هو أقصر الطرق لإشعال الحرب الاهلية وتحديداً الحرب السنية ـ الشيعية من اليمن حتى لبنان.

وها انّ الرئيس الاميركي باراك اوباما يعلن في قمّة مكافحة التطرّف والعنف في واشنطن بوضوح انّ ممارسات الرئيس بشار الاسد وحربه ضد شعبه كانا مصدر الارهاب وأديا الى تفشّي حالاته في المنطقة، خلافاً لِما يقوله السيد نصرالله الذي يطالب بالتعاون بين الجيش اللبناني والنظام السوري».

وعن تفاؤله في إمكان التوصّل الى نقاط التقاء في آلية الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الارهاب بعد الاتفاق بين «الحزب» وتيار «المستقبل» على النقاش فيها، قال سعيد: «أنا متفائل بمجرد حصول الحوار وليس بنتائجه. فأن تكون هناك آلية اتصال بين «المستقبل» والحزب بما يمثّل كل طرف من حساسية مذهبية وطائفية داخل أجنحة المسلمين، فهذا ما يطمئنني، لكن لا يمكن الوصول الى نتائج بدليل وجهات النظر المتباعدة جداً حول آلية سبل مكافحة الارهاب».

وعن مدى مساهمة عودة الحريري في دفع حركة 14 آذار قُدماً، كشف سعيد انه سيزور الحريري في الساعات المقبلة، مؤكداً انّ «جميع قيادات 14 آذار اكدت الاستمرار في هذه الحركة بعد عشر سنوات، وضرورة تفعيلها على قاعدة المراحل الثلاثة التي كنّا قد أطلقناها: مرحلة ترتيب الذاكرة، مرحلة ترتيب القراءة ومرحلة ترتيب الخطوات السياسية».

إجتماع استثنائي للمطارنة

في غضون ذلك، أكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، لدى عودته الى لبنان مُختتماً زيارة لروما، انّ «الفاتيكان لا يدع فرصة أو جهداً إلّا ويبذله مع كل الدول لانتخاب رئيس جمهورية في لبنان».

وعن التغريدات «التويترية» بين رئيس تكتل «لتغيير والإصلاح» النائب ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع وهل من لقاء قريب في بكركي؟ قال الراعي: «هما كانا دائماً في بكركي «ويُتَرغلان» تحت سقف بكركي، وذلك منذ ان توَلّيتُ مهماتي منذ ثلاث سنوات. واريد أن أستفيد من هذا الظرف لأهنّئ الرئيس العماد ميشال عون بالعمر المديد وبلوغه الثمانين، ونتمنى له سنين طويلة وجميلة».

ويرأس الراعي قبل ظهر اليوم في بكركي اجتماعاً استثنائياً للمطارنة الموارنة. واكدت مصادر مطلعة لـ»الجمهورية» انه تقصّد الدعوة الى هذا الإجتماع لإصدار بيان شديد اللهجة وعالي النبرة لتسجيل موقف من مختلف التطورات اللبنانية والإقليمية، خصوصاً تلك المتصلة بمطالبته الدائمة بانتخاب رئيس جمهورية والتوافق على هذه الخطوة على انها الباب الرئيس المؤدي الى الحلول المرجوّة لمختلف الأزمات التي تعصف بالبلد، وسيشدد على انه الإستحقاق الضامن لبقاء لبنان وحماية كيانه من مختلف ما يهدده في محيطه ومصير أبنائه.

كذلك سيرحّب البيان بالحوار الجاري على أكثر من مستوى، وسينبّه الى انّ كل هذه الحوارات لن تكون ذات جدوى ما لم تنتج تفاهماً على الخطوات الوطنية المطلوبة بتوافق اللبنانيين، وأبرزها انتخاب الرئيس العتيد. وسيدين بشدة الهجمة التي يتعرّض لها المسيحيون في العالم العربي والإسلامي وجريمة ذبح الأقباط المصريين في ليبيا، وسيتقدّم بالعزاء باسم المجلس والكنيسة المارونية ويشدّ أزر السلطات الرسمية في العالم العربي لحماية شعوبها.

وسيطالب العالم بإجراءات تتجاوز مواقف الإدانة لمِثل هذه العمليات الإجرامية وعدم الاكتفاء بالإدانة عبر البيانات الإعلامية. تجدر الاشارة الى انّ الراعي كان التقى سلام في مطار روما لدى وصول الأخير الى العاصمة الايطالية.

لقاء «بيت الوسط»

في هذا الوقت، قالت مصادر «بيت الوسط» لـ»الجمهورية» انّ لقاء الحريري مع عون كان شاملاً وواسع الآفاق ولم يوفّر موضوعاً إلّا وتناوله بإيجابية. وأوضحت انّ الحريري شجّع عون على استكمال التحضيرات لحوار الرابية ـ معراب، معتبراً انّ الحوار متى بدأ يمكن أن يفتح آفاقاً جديدة للتعاون بين الجميع، على أمل أن يكون حواراً أوسع وأشمل على مستوى القواعد المسيحية بمختلف مكوّناتها الحزبية وفتح صفحة جديدة لملاقاة

الحوار المفتوح بين السنّة والشيعة.

وقالت المصادر انّ البحث في الملف الرئاسي توسّع في اتجاه مواقف بعض الكتل والأجواء الإقليمية من دون الوصول الى قراءة مشتركة للمرحلة وسُبل مقاربة الإنتخابات الرئاسية لعدم التوافق على عناوينها قبل ان يتحقق توافق مسيحي ـ مسيحي لا بد منه للخروج من النفق الإقليمي ولإخراج الإستحقاق من الكادر الإقليمي والدولي.

عون

وقال عضو «التكتل» النائب آلان عون لـ«الجمهورية»: «انّ العلاقة مع «المستقبل» لم تنقطع اساساً، ومن الطبيعي بعد عودة الرئيس الحريري ان يستأنف التواصل للبحث في مدى إمكان حصول خرق في ملف ما.

وهناك مواضيع اساسية عدة مطروحة، ومنها الملف الرئاسي وآلية العمل الحكومي والتعيينات الجارية وغيره من ملفات هي عناوين الساعة وكانت حُكماً جزءاً من النقاش، واللقاء في حد ذاته كان ايجابياً، خصوصاً انّ العلاقات اليوم في حال تفاعل إيجابي حتى ولو لم يكن هناك اتفاق على كل الأمور». وتحدثَ عن «نقاش وأفكار طرحت وتتطلب المتابعة».

وعن إمكان زيارة الحريري للرابية قريباً؟ قال عون: «عندما يخرج طرفان من مرحلة القطيعة، نستطيع توقّع اللقاء بينهما في أي وقت كان». ورفض مقولة «انّ غياب الرئيس هو من فعّل الحراك السياسي»، وقال: «على العكس عندما يكون الرئيس موجوداً تكون وتيرة اللقاءات مرتفعة أكثر لأنه يكون دينامو حركة اللبنانيين.

فالأزمة والقلق والمخاوف والمخاطر هي التي تخلق اليوم نوعاً من الحركة، إضافة الى أنّ أزمة الشغور وانسداد الأفق يدفعان الناس الى التحدث بعضهم مع بعض في محاولة لإيجاد حل، واعتقد انّ الجميع وصلوا الى استنتاج بأنّ معركة كسر العظم التي كانت قائمة بين الافرقاء تعطّل البلد ولكنها لن توصِل الى الحسم، فلا أحد يستطيع ان يحسم، والجميع بحاجة للتحاور لإيجاد حلول».

وعمّا اذا كانت الحوارات الجارية ستصبّ في نهاية المطاف لمصلحة انتخاب الرئيس العتيد، قال عون: «حتى الساعة لم يحصل خرق رئاسي في أيّ من الحوارات الجارية لانتخاب الرئيس، ولكنّ مسار الحوارات، في مرحلة وتوقيت معين، لا بد ان يصِل حتماً الى انتخابه، لكن حتى الساعة لا يبدو انّ هذا الأمر حدث».

وسئل عون عن انزعاج الحلفاء من لقاءات كهذه، فأجاب: «لا مشكلة مع الحلفاء، فعندما يجتمعون هم مع الآخرين لا «نَنقز» نحن منهم ولا هم «يَنقزون»، فليس هناك من أزمة ثقة في العلاقة بيننا وبين حلفائنا، والامور واضحة».

أبو فاعور

وفي غياب آلية العمل الحكومي وسَفر سلام الى روما، تنقّل وزير الصحة وائل ابو فاعور، أمس، بين عين التينة و»بيت الوسط» رافضاً خلق أعراف دستوريّة جديدة. وأكد أنّ رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط متفقان على أنّه «يجب أن يكون هناك تسهيل لأعمال مجلس الوزراء»، وقال: «لسنا مع الدخول في أيّ سوابق دستوريّة جديدة، ولا مع الدخول في خلق أعراف دستورية جديدة».

وشدد على أنّ «المَسّ بالدستور أمر غير مقبول وغير متوافق عليه، ويجب احترامه في آلية عمل الحكومة كما في غيرها من القضايا». ورأى أنّه «يجب العودة الى إطار تفاهم سياسي، ولكن ليس الى أعراف دستورية».

أزمة مازوت

على الصعيد الحياتي، برزت أمس أزمة فقدان المازوت في بعض المناطق، خصوصاً في منطقة البقاع، في ظل مناخ عاصف ومُثلج يرتفع خلاله الطلب على هذه المادة. وقد تدخّل وزيرا الاقتصاد آلان حكيم والطاقة والمياه آرتور نظريان واتخذا إجراءات للحدّ من تفاقم هذه الأزمة.

وعلمت «الجمهورية» انّ أسباب المشكلة ترتبط بثلاثة عوامل، الاول إعادة تصدير المازوت الى سوريا بطرق شرعية، علماً أنّ التجّار يستفيدون من التصدير في اعتبار انّ طن المازوت يُباع للسوريين بنحو 1000 دولار، في حين انه يباع في لبنان بـ500 دولار.

والعامل الثاني يرتبط بتهريب كميات كبيرة من المازوت برّاً. والعامل الثالث يتعلق باحتكار المادة وتخزينها والإحجام عن توزيعها وبيعها في السوق المحلي، في انتظار ارتفاع الاسعار في الاسبوعين المقبلين.