IMLebanon

برِّي: الحكومة مُعَطَّلة ومُعَطِّلة وجلسة الخميس بآليَّة غير مكتوبة

تزاحمَت المفكّرة الدولية والإقليمية بالمواعيد، فمِن زيارة الرئيسين المصري عبد الفتّاح السيسي والتركي رجب طيّب أردوغان إلى السعودية أمس، إلى زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن وخطابه أمام الكونغرس غداً وسط قلقِه مِن إمكان حصول اتّفاق بين إيران ودوَل الغرب قبل نهاية آذار الجاري، خصوصاً أنّ جولةً حاسمة مِن المفاوضات النوَوية تنطلق الخميس المقبل في مدينة مونترو السويسرية، وأنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلنَ أنّه سيستخدم «الفيتو» لمنعِ الكونغرس من مراجعة اتّفاق بشأن الملفّ النوَوي الإيراني. وفي ظلّ هذه المحطات يتوقّع أن يوضَع الاستحقاق الرئاسي اللبناني على نار خفيفة بدءاً من جلسة الحوار السابعة المقرّرة اليوم في عين التينة، ولو من باب البحث في سُبل مكافحة الإرهاب. علماً أنّ هذا الاستحقاق كان من بين المواضيع التي تناوَلها اللقاء في عين التينة السبت الماضي بين رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي ورئيس مؤسسة الانتربول الياس المر.

في غمرة التطوّرات المتسارعة في المنطقة وارتفاع وتيرة الإرهاب التكفيري، ظلت يد الجيش على الزناد لتعقّب تحرّكات الإرهابيين، فيما نبَّه «حزب الله» الى «أنّ معركة ما بعد ذوَبان الثلج آتية، وأنّ التكفيريين يحضّرون ويستعدّون لشنّ غزوات جديدة لقرانا، وهذا ما يتطلّب أن نعمل جميعاً لحماية لبنان وإحباط المخططات في مهدِها».

وقال نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ نبيل قاووق: «إنّ المرحلة لا تتحمّل أيّ تسويف أو تهاون، فنحن في بلد يتعرّض لحرب مفتوحة ومتواصلة، وهذا يفرض على الجميع أن يعملوا معاً من أجل تحصين الوحدة الوطنية وتعزيز الاستقرار الداخلي من أجل الصمود والمواجهة».

الأزمة الحكومية

في الموازاة، تستمرّ المشاورات لتعبيد الطريق أمام استئناف العمل الحكومي، لكن حتى مساء أمس لم يتبَلّغ الوزراء موعداً جديداً لجلسة مجلس الوزراء، في ظلّ توقّعات بانعقادها الخميس المقبل.

وتوقّع رئيس مجلس النواب نبيه برّي أمام زوّاره أمس أن ينعقد مجلس الوزراء هذا الأسبوع بالآلية التي كانت متّبَعة لاتّخاذ القرارات في مجلس الوزراء مشفوعةً بتغيير في الروحية والممارسة. لكنّ برّي استدرَك قائلا: «أنا شخصياً أفضّل الاحتكام الى الدستور الذي ينصّ على التوافق أوّلاً في اتّخاذ القرارات، وإذا تعَذّر نذهب إلى التصويت ومَن لا يعجبه فليعترض أو ينسحب».

وأوضحَ برّي أمام زوّاره أمس «أنّ وزيرَي حركة «أمل» سيسجّلان تحفّظهما في حال تقرَّر الاستمرار في الآلية نفسِها التي تقضي بالتوافق على كلّ القرارات، ولكن لن نعطّل مجلس الوزراء».

نظرية سلام توافُق من دون تعطيل أو إجماع

وعن تعطيل مجلس النواب، قال برّي: «الحكومة مُعطَّلة ومعطِّلة، لأنّها لم تفتح دورةً استثنائية للمجلس». وأوضح «أنّ هناك كثيراً من المشاريع التي أنجزَتها اللجان النيابية المشترَكة، وبالتالي هناك حاجة ملِحّة لعقد جلسة نيابية عامّة لدرس هذه المشاريع وإقرارها».

ولفتَ برّي إلى أنّ جلسةً جديدة من الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل ستنعقد اليوم في عين التينة. وأشار إلى أنّه «تحت سقف بند مكافحة الإرهاب قد يناقَش الاستحقاق الرئاسي، إذ هناك قضايا سياسية مطلوبٌ البحث فيها ومعالجتها من ضمن العمل لمكافحة الإرهاب».

ورَجّحت مصادر وزارية أن لا يطرح سلام موضوع الآليّة للنقاش في جلسة مجلس الوزراء المنتظَرة الخميس المقبل، على أن يتولّى تعديل طريقة عمله وفقاً لتقديره للأمور، بحيث إنّ القضايا العادية يبتّ بها من دون التوقّف عند اعتراض من هنا أو هناك، وأمّا القضايا الكبرى فهي تحتاج إلى تشاوُر وتوافق.

وقالت مصادر وزارية أُخرى إنّ المهمّ في حركة الاتصالات الجارية يَكمن في ما لم يتمّ إعلانه من الحراك الجاري حول هذا الملف، وتوقّعَت بدايات تغيير في الأجواء نحو الإيجابية بدءاً مِن منتصف الأسبوع الجاري بعد اكتمال بعض الخطوات التي رسمَتها الاتصالات الجارية وراء الكواليس.

وكشفَت مصادر كتائبية أنّ رئيس الحكومة تمّام سلام اتّصلَ هاتفياً الجمعة الماضي برئيس حزب الكتائب أمين الجميّل وتشاوَر معه في تطوّرات الملف الحكومي في ضوء المواقف التي أعلنَها «اللقاء التشاوري» والاتّصالات التي رافقَت إجماع المشاركين فيه على دعم سلام في توجّهِه إلى إحياء اجتماعات الحكومة من ضمن الآليّة المعتمدة ولكن مع ضرورة ممارستها لكلّ مقتضيات التوافق بالدرجة الأولى في ظلّ الشغور الرئاسي.

وأكّد الجميّل لسلام أنّه «ليس مستهدفاً في كلّ هذه الحركة، مؤكّداً استعدادَه لأيّ خطوةٍ إيجابية تسَهّل الوصول الى المخرج الذي يمَكّن الحكومة من القيام بالمهمّات المطلوبة منها في هذه المرحلة، من دون أن ينسى أحدٌ أو «يستطيِبَ» غيابَ رئيس الجمهورية. وعُلِم أنّ الجميّل سيزور سلام فور عودته من بروكسل التي توَجَّه إليها السبت الماضي.

وكان سلام التقى في عطلة نهاية الأسبوع وزيرَ الإعلام رمزي جريج الذي نَقل إليه رسالةً إضافية من الجميّل ووضعَه في أجواء مناقشات اللقاء التشاوري متمنّياً أن تنتجَ هذه الحركة خطوات إيجابية يتمنّاها الجميع.

أجواء سلام

ومساءً، نَقل زوّار سلام ارتياحَه إلى منحى الاتّصالات الجارية والتي ستقود إلى مخرَج قريب لأزمة تعليق اجتماعات الحكومة من دون أن يحدّد أيّ مواعيد، معتبراً أنّ المهم هو الوصول الى المرحلة التي تتوافر فيها المواعيد المناسبة، وأنّ الحديث عن مواعيد محدّدة ليس في مصلحة أحد ولا في مصلحة الحكومة.

وأكّد زوّار سلام سَعيَه إلى ترميم العمل الحكومي قبل سفره إلى الخارج في سلسلةٍ من المحطات الدولية، وأهمُّها القمّة العربية الدورية المقرّرة نهاية آذار الجاري.

بوصعب

وفي المواقف، أوضحَ وزير التربية الياس بوصعب لـ«الجمهورية» أنّ الوزراء لم يتبَلّغوا حتى الآن موعدَ انعقاد جلسة جديدة، مشيراً إلى أن لا تغيير في آليّة عمل مجلس الوزراء المعمول بها حاليّاً، وإنّما هناك تغيير في الأداء. وأبدى اعتقادَه بأنّ سلام «حسَم أمرَه في جدّية العمل داخل المجلس وفي طريقة إدارة الجلسات، وسيُحَمّل الجميعَ مسؤوليّاتهم» .

وقال بوصعب إنّ سلام «حاولَ قدرَ المستطاع أن تُتّخذ القرارات بروح توافقية، وهو لم يتحدّث يوماً، منذ تأليف حكومة المصلحة الوطنية، عن ضرورة توافر إجماع في اتّخاذِها، ورأى أنّ العرقلة لمجرّد العرقلة غير مقبولة بعد اليوم، وقد شهدنا ذلك في أربع ملفات أساسية في الجلسات الماضية، فهذا المنطق لن يقبلَ به الرئيس سلام بعد اليوم، بل سيحاول عبر التوافق مرّةً ومرّتين، وإذا فشلَ سيسير في القرار إلّا إذا اعترَض عليه أكثر مِن مكوّن أساسي في الحكومة».

درباس

بدَوره، أوضحَ وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ»الجمهورية» أنّ الوزراء لم يتبَلّغوا بعد موعدَ أيّ جلسة لمجلس الوزراء. وأكّد «أنّ العمل حثيثٌ والاتّصالات مستمرّة لمعاودة عجَلة العمل الحكومي. وأبدى تفاؤله في «اقتراب الوصول إلى حَلحلة ولو شهدَت بعضَ التجاذبات».

إلّا أنّ درباس كرّر القول «إنّ رئيس الحكومة لن يغطّي آليّة عمل تُطبّع الشغور الرئاسي، كذلك لن يغطّي آليّة عمل تُطبّع التعطيل الحكومي».

قزّي

ولم يرَ وزير العمل سجعان قزّي داعياً لطرح صيَغ وآليات جديدة، معتبراً «أنّ الآليّة المتَّبعة أعطت نتائجَ جيّدة، والمطلوب تدعيمُها»، وقال: «ليس المطلوب تغيير آليّة الحكومة، بل المطلوب اليوم تغيير وضعِ شغور رئاسة الجمهورية».

«حزب الله»

من جهته، اعتبرَ»حزب الله» أنّ «كلّ مَن يريد الخير للبنان لا يجد مصلحةً في تعطيل العمل الحكومي»، معتبِراً «أنّ المستفيد الوحيد من تعطيل العمل الحكومي هُم المتربّصون بلبنان والذين لا يريدون خيراً له».

جولة حوارية سابعة

من جهة ثانية يُستَأنَف بعد ظهر اليوم في عين التينة الحوارُ بين تيار «المستقبل» و«حزب الله» في جلسته السابعة، بعدما تفاهمَ المجتمعون على هذا الموعد في الجلسة السادسة التي انعقدَت في 18 شباط الماضي.

وسيواصل المجتمعون البحث في المقاربة المناسبة للدعوات المتبادلة حول سُبل الوصول الى الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب والتي أطلقَها الرئيس سعد الحريري في احتفال «البيال» في 14 شباط الماضي، ووافقَه الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله في السادس عشر منه في خطاب ذكرى قادة المقاومة، وفتحَ النقاش حول آليّاتها.

وسيُجري المجتمعون تقويماً جديداً إيجابياً للخطة الأمنية الجاري تنفيذها في البقاع الشمالي والأوسط، والخطوات التي حصَلت على صعيد نزعِ الأعلام والصوَر في المناطق المختلفة، من صيدا وبيروت إلى طرابلس مروراً بالساحل اللبناني كاملاً، والالتزام الجدّي بها، وإمكان الانتقال بها إلى الضاحية الجنوبية من بيروت.

وقال أحد المُطّلعين على التحضيرات للحوار إنّ جلسة اليوم ستتناول الأزمة الحكومية الناجمة عن الدعوة إلى تغيير آليّة العمل في الحكومة، لإحياء نشاطِها على خلفية البحث في الحاجة إلى مقاربة الاستحقاق الرئاسي الذي بإنجازه ينتهي النقاش الدائر حول هذه الآلية، وتنتهي في الوقت نفسه مرحلة الجمود في المجلس النيابي.

الاستحقاق الرئاسي

وفي الملف الرئاسي، لم يطرَأ أيّ جديد يَشي باقتراب حلّ مأزَق الانتخابات الرئاسية وأن تشهد الجلسة النيابية المقرّرة في 11آذار الجاري انتخابَ الرئيس العتيد. وجدّدت بكركي دعوتَها إلى انتخاب رئيس جديد «اليوم قبل فوات الأوان»، وقال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي: «ليس الفراغ الرئاسي مادّةً لابتكار البديل من وجود رئيس، وليست رئاسة الجمهورية أمراً قابلاً للاستغناء عنه ولو للَحظة.

ففي هاتين الممارستين، أي آليّة البديل والاستغناء، مخالفةٌ واضحة للدستور. وعبَثاً يحاولون تبريرَها بقراءةٍ مجتزَأة له. فالدستور وحدةٌ متكاملة، وموادّه تفسِّر بعضُها بعضاً. مع كلّ هذه الأمور بات يخالجنا الشكّ في النيّات».

«الحزب» و«الطاشناق»

على صعيد آخر، يزور وفدٌ من قيادة «حزب الله» مقرَّ حزب الطاشناق في برج حمّود قبل ظهر اليوم، لتهنئة اللجنة المركزية الجديدة للحزب، والتي تضمّ الأمين العام للحزب النائب آغوب بقرادونيان ونائب الأمين العام أفيديس غيدانيان وعضو اللجنة آغوب هافاتيان.

وعلمَت «الجمهورية» أنّ وفد الحزب سيكون كبيراً ومشترَكاً بين كتلة «الوفاء للمقاومة» برئاسة النائب محمد رعد، والمجلس السياسي للحزب برئاسة رئيس المجلس السيّد هاشم صفيّ الدين. كذلك ستكون الزيارة مناسبةً للبحث في آخر المستجدّات.