طرحَت «عاصفة الحزم» التي هبّت على اليمن بقيادة تحالف عربي ـ إقليمي تقوده السعودية وتدعمه دوَل غربية تساؤلات عدّة حول مصير اليمن أوّلاً، ومصير الأزمات الإقليمية والاتّفاق المزمَع إبرامُه حول الملف النووي الإيراني بين إيران والدوَل الغربية ثانياً. ومِن هذه التساؤلات هل إنّ ما يجري في اليمن سيكون مقدّمةً لإرساء حلّ متوازن للأزمة اليمنية، ويَفتح الباب لحلول مماثلة للأزمات الأخرى؟ أم أنّه بداية فصل جديد من المواجهات على مختلف الجبهات الإقليمية المفتوحة بدءاً بالجبهة اليمنية؟ المراقبون المتابعون للتطوّر اليمني يعتقدون أنّ عاصفة الحزم ربّما تكون غايتُها حسماً للأزمة اليمنية في اتّجاه فَرض حلّ سياسي يكون لدوَل التحالف المشاركة في الحرب اليد الطولى فيه، بحيث تتوازن في الموقف أمام «المحور الآخر» الذي يتقدّم عراقياً وسورياً، وبالتالي يتمّ إمرار الاتفاق الاميركي – الايراني على نحو يحفظ مصالح إيران وحلفائها من جهة ومصالح الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها من جهة أخرى، علماً أنّ واشنطن كانت طمأنَت حلفاءَها ولا تزال إلى أنّ اتّفاقها مع طهران لن يكون على حسابهم، بل سيراعي مصالح الجميع.
في انتظار ذلك، فإنّ الكلمة الآن للميدان، إذ في ضوء نتائج «عاصفة الحزم» يمكن قراءة المشهد الإقليمي الآتي على مسافة أيام من موعد نهاية الشهر المحدّدة لإنجاز الاتّفاق النووي أو الذهاب إلى مرحلة تفاوض جديدة.
ويعتقد المراقبون أنّ هذا الاتفاق إذا أُعلِن يَعني أنّ العَدّ العكسيّ لمعالجة الأزمات الإقليمية سيبدأ، وأنّ ما يجري في اليمن قد يكون من الممَهّدات لتلك المعالجات. أمّا إذا لم يحصل هذا الاتفاق فإنّ المنطقة تكون قد دخَلت في طور جديد من المواجهات لملاقاة الموعد الآخر المحدّد في حزيران لإنجاز الاتفاق النوَوي في حال عبر موعد نهاية الشهر الجاري بلا اتّفاق.
بدأت السعوديّة وحلفاؤها، أمس، عمليّات عسكريّة في اليمن، حملت اسم «عاصفة الحزم»، وشَملت ضربات جَوّية لِصَدّ المُقاتلين الحوثيّين الذين يُحاصِرون مدينة عَدَن الجنوبيّة التي لجأ إليها رئيس البلاد عبد ربّه منصور هادي، وسط أنباء عن مقتل قيادات حوثيّة في الضربات.
وغادر الرئيس هادي، عدن إلى الرياض في طريقه إلى مدينة شرم الشيخ وسيعود إلى عدن بعد حضوره القمة العربية.
إستمرار العملية
وأكد المتحدث العسكري لغرفة عمليات «عاصفة الحزم» أن العمليات العسكرية ستستمر حتى تحقق كل أهدافها، المتمثلة في إعادة الشرعية لليمن، وتمكين الرئيس عبدربه هادي من ممارسة مهامه كرئيس شرعي لليمن، وإعادة الأمن والاستقرار للمنطقة.
وقال العميد ركن طيار أحمد عسيري، إنه لن يُسمح لأحد في هذه الظروف بمساعدة جماعة الحوثي للإضرار بمصالح واستقرار اليمن.
وأشار إلى أن العمليات العسكرية فجر الأربعاء كانت كبيرة جدا، وشاركت فيها جميع أنواع الطائرات، وأنها استهدفت إخماد وسائل الدفاعات الجوية للميليشيات الحوثية، ومهاجمة القواعد الجوية وتدمير الطائرات ومراكز القيادة والسيطرة والاتصالات وتدمير صواريخ سام.
وشدد عسيري على أن السعودية لن تسمح للحوثيين بالاقتراب من حدود المملكة، مشيراً إلى أنه لوحظ تقدم الميليشيات الحوثية على الحدود، لكنه تم التعامل معهم بكل حزم.
قوّة عربية مشتركة
وأعلن التلفزيون المصري أن وزراء الخارجية العرب وافقوا على مشروع قرار بإنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة، خلال اجتماعهم التحضيري بشرم الشيخ استعدادا للقمة العربية المقرر انعقادها غداً. وأضاف أن القوة تضطلع بمهام التدخل السريع لمواجهة تحديات أمن الدول الأعضاء.
وكُلّف الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بالتنسيق مع مصر، رئيسة القمة الحالية، لدعوة رؤساء أركان القوات المسلحة العربية خلال شهر من صدور القرار لدراسة الاقتراح وكافة الإجراءات التنفيذية وآلية العمل والموازنة المطلوبة لإنشاء القوة العربية المشتركة وتشكيلها، وعرض نتائج أعمالها في أقرب وقت في اجتماع خاص لمجلس الدفاع العربي المشترك.
وأكد مجلس الجامعة العربية التزامه القوي بصيانة الأمن العربى، معربًا عن قلقه الشديد إزاء التطورات في الدول العربية من جراء العمليات الإرهابية التى أصبحت تهدد الأمن القومي العربي، وشدد على ضرورة تعزيز الأمن القومي العربي لمكافحة الإرهاب، واتخاذ جميع التدابير التي تتيح صيانة الأمن العربي والاستقرار في الدول العربية.
تصدّع تحالف صالح – الحوثيين
وأعلن حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أن لا علاقة له بالتحركات التي تقوم بها جماعة الحوثي المسلحة ومحاولتها إسقاط المحافظات الجنوبية وإكمال عملية الانقلاب على السلطة الشرعية في البلاد. ورأى مراقبون أن موقف الحزب يكشف عن بوادر تصدع في جبهة تحالف صالح والحوثيين نتيجة الغارات الجوية.
وأضاف البيان «انطلاقا من مواقف المؤتمر الشعبي العام المتمسكة بالحلول السلمية الرافضة لتحقيق أي مكاسب جيوسياسية أو الوصول الى السلطة بالقوة، خاصة وأن المؤتمر الشعبي العام لم يكن ولن يكون طرفاً في أي نزاع مسلح على السلطة بعد أن سلمها عام 2011 بموجب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، هو بالتأكيد يرفض كل ما يمكن أن يترتب على استخدام القوة من أي طرف كان.
باكستان تؤازر وأردوغان ينتقد إيران
وفي السياق أكد وزير الدفاع الباكستاني أن السعودية بلد شقيق وأرض الحرمين الشريفين ومن واجب باكستان أن تتأهب للدفاع عن سلامتها
توازياً، أعلنَت السعودية أنّها نسّقَت مع الولايات المتّحدة الأميركيّة قبلَ المباشرة في تنفيذ الضربات على قواعد الحوثيين.
وفيما عارضت إيران العمل العسكري ضد الحوثيين، محذّرةً من «أنّ نار الحرب على اليمن سترتدّ على السعودية». انتقد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بشدة ما سمّاه «الأنشطة الايرانية في اليمن»، مندّداً بالرغبة الايرانية في «الهيمنة» على المنطقة، ومُعلِناً «دعمَ التدخّل السعودي في اليمن».
كلمة لنصرالله
وسط هذا المشهد الطارئ، تترقّب الاوساط اللبنانية المواقف التي سيعلنها الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله في كلمة متلفَزة الثامنة والنصف مساء اليوم والتي سيتناول فيها آخر التطورات في لبنان والمنطقة.
وعشية هذه الكلمة دانَ «حزب الله» في بيان ما سمّاه «العدوان السعودي ـ الأميركي الذي يستهدف الشعب اليمني الشقيق وجيشَه الوطني ومنشآته الحيوية». وكذلك دان «مشاركة بعض الدول العربية وغير العربية في هذا العدوان وتوفير الغطاء السياسي له».
الحريري
ومن جهته اعتبرَ الرئيس سعد الحريري، الذي كان التقى اردوغان ورئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في أنقرة أمس الأوّل قبل أن يتوجّه الى الرياض «أنّ قرار الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بالتدخّل في اليمن عسكرياً حكيمٌ وشجاع»، وقال «إنّ التدخّل الايراني في اليمن يقتضي ردّة فعل عربية». وأكّد «أنّ الشعب اليمني سيكون مع التدخّل العسكري العربي ضد الحوثيين».
باسيل
وقال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في كلمة امام اجتماع وزراء الخارجية العرب التمهيدي للقمّة العربية في شرم الشيخ «إنّنا مضطرّون الى تفهّم هواجس بعضنا البعض وتفهّم الحاجة الى صون أمنِنا في الخليج، لأنّه إذا اهتزّ أمن الخليج يهتزّ أمن كلّ دولة عربية، وعلينا ان نعمل معاً لصون هذا الأمن».
جنبلاط
وقال رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط عبر «تويتر» إنّ الحاصل في اليمن «يشكّل تهديداً لأمنها القومي وأمن الخليج وتهديداً لمصالح اللبنانيين الذين يعملون منذ عقود طويلة في هذه البلاد».
قراءة سياسية وعسكرية
وأجرَت «الجمهورية» قراءةً سياسية وعسكرية لأحداث اليمن مع كلّ من العمداء السابقين في الجيش: نزار عبد القادر وريشار داغر وأمين حطيط.
عبد القادر
فقال عبد القادر: «هي حرب محدودة، تبدأ بصدمة موجعة للحوثيين ورسالة واضحة لمن يقف وراءهم، أي إيران، مفادُها عدم السماح ان يكون اليمن، وهو جزء من الجزيرة العربية والحديقة الخلفية للسعودية، مسرحاً لأحداث ولسطوة أقلية وتسَلّطها على الشرعية، خصوصاً إذا كانت هذه الأقلّية شيعية وتحظى بدعم إيران.
من جهة أخرى أعتقد أنّ الهدف السياسي المباشر من هذه الصدمة هو إقناع الحوثيين ومَن معهم بأنّه يجب الذهاب الى طاولة المفاوضات في الدوحة أو في الرياض لإيجاد تسوية سياسية ترتكز على المبادرة الخليجية وأن يلتفَّ الجميع ضمن توازنات معيّنة حول الرئيس الشرعي.
أمّا الرسالة الثانية فهي موجّهة مباشرةً الى الايرانيين، وتقول لهم أنّه حانَ الوقت لكي نبحث في تصحيح هذا الخَلل الكبير الذي أحدثوه في الموازين الاستراتيجية الاقليمية. وما بين هاتين الرسالتين للايرانيين والحوثيين أعتقد انّه خلال أيام تبدأ الاتصالات الديبلوماسية تحضيراً لمؤتمر يضمّ جميع الأطراف لإيجاد حلّ بالدرجة الاولى، ومن ثمّ البحث بهدوء مع إيران في ما يمكن ان تقوم به.
والبحث مع إيران هل يحدث قبل الانتهاء من المفاوضات التي تجريها الولايات المتحدة الاميركية أم بعدها، فواشنطن ستكون بلا شكّ طرفاً أساسياً في البحث عن تصحيح الخَلل الحاصل في موازين القوى الجيواستراتيجية».
ورأى عبد القادر أنّ لبنان غير معنيّ بهذا الموضوع، على رغم أنّه أحد مسارح العمليات التي تشكّل حلقة أساسية من حلقة النفوذ الإيراني، فوضعُ لبنان وسوريا وغيرهما من البلدان يُبحَث فيها تصحيح التوازنات في مرحلة لاحقة، والأمر الاوّل هو التركيز على منع توسّع هذه الحرب التي بدأت في اليمن لتشمل مناطق اخرى من المنطقة.
واعتبر أن «لا مصلحة للطرف الايراني او للطرف السعودي او العربي في توسيع هذه الحرب والدخول في حرب إقليمية مدمّرة على نسَق الحرب العراقية ـ الايرانية التي دامت 8 سنوات وأنهكَت البلدين، فالايراني يدرك ما هي مخاطر الدخول في مثل هذه الحرب، ثمّ إنّ انتشاره أكبر من طاقته.
كانت أميركا في عزّ قوّتها العسكرية والديبلوماسية والاقتصادية في عهد الرئيس رونالد ريغان تقول إنّنا نجهّز أنفسَنا للقيام بحرب ونصف، والإيراني الآن ينتشر على الأرض وكأنّه يخوض حرباً، صحيح أنّها حرب بالوكالة، وكأنّه يخوض حرباً في 4 مسارح عمليات مختلفة: اليمن سوريا والعراق ولبنان، ولكنّ الحرب في لبنان هي في هدنة الآن».
داغر
بدوره، قال داغر «إنّ التطوّر الأخطر من نوعه تمَثّلَ في ما جرى في الايام الماضية على يد الحوثيين والجماعات المنضوية معهم، والذي انتهى بمحاولة إسقاط عدن المقرّ البديل للشرعية اليمنية.
فإسقاط عدن والسيطرة كلّياً على اليمن هو الحدث الاخطر والاكبر من نوعه في المنطقة، فالإيراني موجود في العراق اليوم لكنّه لا يسيطرعليه سيطرة كاملة، كذلك هو موجود في سوريا ولا يسيطر عليها سيطرة كاملة. أمّا في اليمن فسقوط عدن يعني سيطرة إيران على الكيان اليمني بكامله، ما يشكّل أخطر وأعلى مستويات الهيمنة الإيرانية».
وأضاف: «مثلُ هذا الحدث ستكون له تداعيات سياسية وأمنية واستراتيجية كبيرة، فاليمن على المستوى السياسي سيصبح منطقة منفصلة عن الحيّز العربي وتابعة لنفوذ إيران في شكل كامل، وعلى المستوى الامني، السيطرة على اليمن تعني رأس جسر لضرب الاستقرار والأمن في كلّ شبه الجزيرة العربية، خصوصاً في السعودية.
وعلى المستوى الاستراتيجي فإنّ تداعياته أكبر بكثير، فمَن ينظر الى خريطة المنطقة يرَ أنّ وقوع اليمن تحت نفوذ إيران في شكل كامل ونهائي يعني انّ إيران باتت تسيطر على باب المندب، بوّابة العبور نحو البحر الأحمر ومنها الى قناة السويس، وهو تطوّر جيواستراتيجي خطير على المستويَين العربي والدولي، لأنّ إيران تسيطر راهناً على مضيق هرمز. فالسيطرة على اليمن تعني انّها أصبحت تسيطر على البوّابة البحرية الاستراتيجية الثانية في المنطقة، وهذا تطوّر جيواستراتيجي خطير لا يمكن أحد القبول به.
من هنا تتبيّن الأسباب والدوافع التي أدّت الى قيام هذا التحالف العربي ـ الإسلامي الواسع بضوء أخضر أميركي، لأنّ ما يحصل في اليمن خطير جدّاً بالنسبة الى المملكة ودوَل مجلس التعاون الخليجي، وله مؤشّر ودلالات كبيرة بالنسبة الى العالم الاسلامي السنّي من السعودية وصولاً إلى مصر وتركيا والسودان حتى باكستان التي انضمَّت الى هذا التحالف».
وأضاف داغر: «إنّ تطوّر الوضع الى حرب إقليمية واسعة يحدّده أمران: الاوّل، ما هي اتّجاهات التدخّل العسكري البرّي للتحالف في اليمن؟ فحتى الآن نرى تدخّلاًَ عبرقصف جوّي، ومعلوم عسكرياً أنّه إذا كانت السعودية وقوى التحالف تريد استتبابَ الامور في اليمن لمصلحة الشرعية اليمنية فإنّ التدخّل الجوّي لا يكفي، بل يجب ان يترافقَ مع تدخل عسكري برّي في شكل أو آخر.
لكنّ حدود هذا التدخّل ومستواه غير واضحين ومحدّدين، وأعتقد أنّ السعودية وقوى التحالف غير راغبة الدخول في حرب استنزاف طويلة الأمد في اليمن، بل سيكون من أهدافها حسم الوضع سريعاً، ما يقتضي شكلاً من أشكال التدخّل البرّي. أمّا الأمر الثاني الذي يحدّد مستقبل المنطقة فهو ردّة فعل إيران بعدما بدا واضحاً أنّ السعودية وقوى التحالف حسمَت أمرَها بالتدخّل العسكري».
وأضاف داغر: «أهمّية ما يجري اليوم أنّه يشكّل نقطة تحَوّل مفصلية في النزاع، فالسعودية كانت حتى الأمس تدير النزاع بالوسائل الديبلوماسية والدعم المعنوي، الى ان قرّرت التدخل العسكري المباشر، ما يحصل سيشكّل نقطة تحوّل أساسية في آلية النزاع، ليس في اليمن فحسب، بل في المنطقة، والسؤال الاساسي اليوم: ماذا ستكون ردّة فعل إيران؟
هل ستكون محدودة بمزيد من المساعدات للحوثيين أو عبر تصعيد الموقف خارج اليمن في الأماكن التي تهمّ السعودية؟ أم ستكون ردّة فعلها على المستوى الاستراتيجي، اي ان تقفل إيران مثلاً مضيق هرمز والتسبّب بأزمة عالمية؟ كلّ هذه التساؤلات هي اليوم موضع نقاش وبحث ومتابعة.
لكنّ هناك قراراً بإجهاض المشروع الحوثي للسيطرة على اليمن، وبالتالي إجهاض المشروع الايراني، وهنا تصبح القضية اكثر تعقيداً وخطورة، وطبعاً يجب ان لا ننسى انّ كلّ ذلك يحدث قبل ايام قليلة من عقد الاتفاق النووي مع ايران.
وأعتقد انّ جميع الاطراف الدولية تتحاشى الدخول في مواجهات مباشرة، ولا أرى أنّ ايران ستقدِم على مواجهة مع السعودية او ايّ طرف مشارك في هذه الحرب، ونأمل في ان يبقى لبنان نائياً بنفسه عمّا يحصل في اليمن. لكن أعتقد انّ الساحة اللبنانية ستبقى ضمن الانضباط».