IMLebanon

 تشديد على الحوار رغم التصعيد… وسلام إلى القمّة العربية اليوم

«عاصفة الحزم» ما زالت مستمرّة، ولا يبدو أنّها ستتوقّف قبل بلوغ أهدافها المرجوّة بالعودة إلى الحوار والحلّ السلمي والمبادرة الخليجية. وهذه «العاصفة» ما كانت لتنطلق لولا الهجمة الحوثية التي لم تكتفِ بوضع يدِها على العاصمة، بل واصَلت تقدّمَها باتّجاه عدن، في محاولةٍ لوضع كلّ اليمن تحت سيطرتها، الأمر الذي رأت فيه الدوَل الخليجية والعربية تهديداً استراتيجياً لأمنِها القومي، فتحرّكَت لإعادة الأمور إلى نصابها، خصوصاً بعد المواقف الإيرانية التي أكّدَت في الأسبوعين الأخيرَين أنّ أربع عواصم عربية أصبحَت تحت سيطرتها، وهي صنعاء وبغداد ودمشق وبيروت. وفي الوقت الذي شكّلت فيه «عاصفة الحزم» مفاجأةً سياسية وعسكرية لطهران التي لم تكن تتوقّع تحرّكاً من هذا النوع وبهذه القوّة والفعالية والحجم الفضفاض، حصدَت العملية العسكرية العربية-السنّية تأييداً أميركياً وموقفاً أوروبّياً انتقادياً أقرب إلى رفعِ العتَب، ما يعني أنّها حصلت على ضوء أخضر لمواصلة هذه العملية. ولعلّ السؤال الذي ترَدّد بقوّة في الساعات الأخيرة تمحوَر حول كيفية تعامُل طهران مع هذا الواقع المستجدّ، وما إذا كانت ستردّ وأين ومتى، وقد جاء الجواب على لسان الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله أمس.

شَنَّ السيّد نصرالله أعنفَ حملة سياسية ممكنة على المملكة العربية السعودية، ولكن هذه الحملة لم تقُده إلى إعلان الحرب عليها أو إرسال قوات عسكرية لمؤازرة الحوثيين، بل اكتفى بالتصعيد الكلامي مقابل الدعوة الى «استعادة مبادرات الحل السياسي»، ما يعني أنّه حاولَ تنفيسَ قواعد محور الممانعة المعبّأة برفعِ اللهجة السياسية، أي مستعيضاً عن المواجهة العسكرية بالمواجهة السياسية، في محاولةٍ لكسب الوقت من أجل التمَعّن جيّداً بالرسائل المستجدّة وقراءة أبعادها وخلفياتها، من التحالف العربي-السنّي العريض، إلى التأييد الأميركي، تجنّباً لأيّ دعسة ناقصة في مرحلة دقيقة الحساسية.

وبهذا المعنى تكون «عاصفة الحزم» على طريق تحقيق أهدافها بالعودة في نهاية المطاف إلى الحوار، مع فارق انعدام الثقة كلّياً بين فريقي النزاع في اليمن، وفي موازاة نشوء ميزان قوى جديد ستتأثّر كلّ المنطقة بوهجِه وتردّداته.

وأمّا لبنانياً، وعلى رغم تأكيد نصرالله مواصلة الحوار مع «المستقبل» كونه «يمثّل مصلحةً وطنية»، وتأكيد الرئيس سعد الحريري بالمقابل «أنّ مصلحة بلدنا تعلو فوق كلّ اعتبار، ونؤكّد على ضرورة مواصلة الحوار لحماية لبنان»، إلّا أنّه من المتوقع أن يثيرَ كلام نصرالله تفاعلات سياسية واسعة، خصوصاً أنّه أتى بعد موجة تصعيد سياسية بدأت في الردود على كلام الحريري في 14 شباط ولم تنتهِ في الحملة على الرئيس فؤاد السنيورة.

وإذا كان أمين عام «حزب الله» أراد تنفيس قواعده من خلال رفع لهجته، فإنّ الاحتقان والتعبئة والتوتّر انتقلت إلى القواعد السنّية، الأمر الذي يشكّل إحراجاً للحريري. وإذا كان هدف الحوار تخفيف الاحتقان، فكلام نصرالله شكّلَ تعبئة غير مسبوقة في الشارع السنّي. ويبقى السؤال عن تداعيات هذا الكلام على مستوى اللبنانيين في الخليج، وما إذا كان سيفتح الباب، لا سمحَ الله، أمام ترحيل المزيد من العائلات اللبنانية.

الحريري

وما كاد أن ينهيَ نصرالله كلامَه حتى أطلقَ الحريري سلسلة تغريدات على صفحته على «تويتر، فقال: «إستمعَ اللبنانيون هذا المساء لعاصفةٍ من الكراهيات ضد المملكة العربية السعودية ودوَل الخليج، ردّاً على عاصفة الحزم ضد التغلغُل الإيراني في اليمن»، ولفتَ الى أنّ «عاصفة الكراهية لا تستحق سوى الإهمال، لأنّها وليدة الغضَب والإحباط والتوتّر».

وأشار إلى أنّ «الإصرار على وضع مصالح إيران فوق مصلحة لبنان، أمرٌ قائم منذ سنوات، لن نعترف بجدواه ولن يدفعَنا اليوم الى مجاراته بردود متسرّعة، أمّا العلاقة مع السعودية ودول الخليج، فهي كانت وستبقى أكبر من ان تهزّها الإساءات والحملات المغرضة».

وأكّد الحريري أنّ «السعودية قدّمت للبنان والدوَل العربية الخيرَ والسلام والدعم الأخوي الصادق، وسواها قدّمَ ويقدّم مشاريع متطوّرة للحروب والنزاعات والهيمنة». وأضاف: «لأنّ مصلحة بلدنا تعلو فوق كلّ اعتبار فإننا نؤكّد على ضرورة مواصلة الحوار لحماية لبنان».

مواقف دولية وإقليمية

وكان نطاق الغارات الجوّية التي تقودها السعودية ضد الحوثيين والقوات العسكرية المتحالفة معهم توَسَّعَ ليشمل مناطق عدّة في اليمن، وذلك بمشاركة مقاتلات إماراتية، فيما وصلَ الرئيس اليمني عبد ربّه منصور هادي الى شرم الشيخ لحضور القمّة العربية. في غضون ذلك، أكّدت واشنطن أنّها ستحارب بكلّ قوّتها من يَعتدي على السعودية، وتمَّ إبلاغ العاصمة الرياض بذلك.

وكان نائب مبعوث الرئيس باراك أوباما لقوّات التحالف بريت ماجيرك قال أمس الأوّل إنّ بلاده أقامت مركزَ قيادة، وهي تُنسّقُ جهودَها مع دوَل مجلس التحالف الخليجي في الحملة الجوّية ضد الحوثيين. وأملَ في أن تعود كلّ الأطراف إلى الحلّ السياسي، لكنّه قال إنّ الحوثيين اختاروا الطريق العسكري، ولا توجد أيّ إشارة إلى أنّهم سيتوقّفون.

خارجية اليمن

في هذا الوقت، أعلنَ وزير الخارجية اليمني رياض ياسين أنّ «عاصفة الحزم» ستستمر لأيام وليس لأسابيع، وتحدّث عن إمكانية حصول عمليات برّية إذا استدعى الأمر ذلك، وأوضحَ أنّ الرئيس اليمني سيحمل معه الى القمّة العربية «مشروع مارشال» لوحدة اليمن وتنميته، وتحدّثَ عن وعود عربية ودولية لإعادة تنمية اليمن، وكشفَ عن دخول قوات إيرانية الى صنعاء لدعم الحوثيّين.

إتّهامات

وتبادلت الرياض وطهران الاتهامات، فنَدّدَ الرئيس الإيراني حسن روحاني بـ»العدوان العسكري» على اليمن، خلال اتّصال هاتفي برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بحسب ما أفاد موقع الرئاسة الإيرانية، وبـ»أيّ تدخّل عسكري في الشؤون الداخلية للدوَل المستقلة»، داعيا «دوَلَ المنطقة الى تجنّب أيّ عمل يُفاقِم الأزمة» في اليمن.

وفي اتصال هاتفيّ آخر مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، اعتبَر روحاني أنّ «التدخّلات العسكرية الأجنبية بالغة الخطورة وتؤجّج هذه الأزمة»، مضيفاً أنّ «حلّ المشكلة اليمنية ليس عسكريا».

وبحَث وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مع نظيره الأميركي جون كيري في الموضوع اليمني، في مدينة لوزان على هامش المفاوضات النووية، وطالبَ ظريف السعودية بوقف العمليات العسكرية ضد الحوثيين، وأكّد أنّ كلّ الأطراف تشجّع الحوار والمصالحة الوطنية في اليمن عوضَ تعقيد الوضع أكثر».

الجبير

إلّا أنّ السفير السعودي لدى واشنطن عادل الجبير أكّد في تصريحات لقناة «فوكس نيوز» أنّ «الإيرانيين هم مَن يتدخّلون في شؤون الدوَل العربية، سواء في لبنان أو سوريا أو العراق أو اليمن، وهذا ما لا نقبله». وقال: «علينا أن نواجه التعدّي الإيراني على المنطقة. نحن نعارض دعمَهم للحوثيين ومحاولة الحوثيين الاستيلاءَ على اليمن»، أضاف: «مِن الواضح أنّ إيران تريد السيطرة على المنطقة».

العسيري

وأكّد المتحدّث باسم التحالف العميد أحمد العسيري أنّ «القوات الجوّية الإماراتية كانت حاضرة بكثافة أمس، وأنّ العمليات «استمرّت باستهداف أسلحة الدفاع الجوّي، سواءٌ منظومات صواريخ سام أو المدفعية المضادّة للطائرات»، كما «استمرّت باستهداف منصّات الصواريخ البالستية».

وعرضَ تسجيلاتٍ مصوّرة لضربِ أهداف، بما في ذلك عملية نفّذَتها المقاتلات الإماراتية في الساعات الـ24 الماضية. وجَدّد التأكيد بأنّ قوات التحالف تسيطر بالكامل على المجال الجوّي اليمني، وأنّ الطائرات التي كان يسيطر عليها الحوثيون دُمّرت منذ بداية العملية.

وبحسب العسيري، فقد استهدفَت غارات التحالف في الساعات الـ 24 الأخيرة قاعدة العند الجوّية شمال عدن، التي كان سيطرَ عليها الحوثيون في وقتٍ سابق، وإنّ الضربات استهدفَت مدرجَ القاعدة «لمنعِ الميليشيات الحوثية من استخدام» القاعدة.

كما أكّد ضربَ «تحرّكات محدودة (للحوثيين) على الحدود الشمالية لليمن استُهدِفت بطائرات آباتشي ومدفعية الميدان»، وقال: «لا يوجد الآن أيّ تحرّكات لعمليات برّية من هذه التجمّعات بالقرب من الحدود في شمال اليمن». وأعلنَ أنّنا»سنقوم بما هو ضروري لحماية شرعية الحكومة» في المدينة التي أعلنَها الرئيس اليمني عبد ربّه منصور هادي عاصمةً موَقّتة للبلاد.

وأشارَ العسيري أيضاً إلى ضربِ تحرّكاتٍ لنقل إمدادات للحوثيين بين شمال اليمن وجنوب وجسورٍ يستخدمونها «لنقل التموين وتحريك الصواريخ البالستية». وطالبَ اليمنيين بالابتعاد عن التجمّعات الحوثية وعن المركبات التي تنقل تموينات عتاد، لأنّ قوات التحالف ستهاجمها. وقال: «لن يسمح لأحد كائناً من كان، بتقديم الإمداد للحوثيين».

ميدانيّات

وقُتِل 39 مدنياً على الأقلّ في اليمن منذ بدء الغارات الجوّية التي ينفّذها التحالف الإقليمي، على ما أفاد مسؤولون في وزارة الصحّة في صنعاء وكالةَ فرانس برس أمس. وسقط 12 قتيلاً في غارة استهدفَت قاعدة عسكرية شمال صنعاء، وهي قاعدة الصمع التي تستخدمها وحدات من الجيش موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح الحليف للحوثيين.

واستهدفَت ثلاث غارات أخرى المجمعَ الرئاسي في شمال صنعاء، وهو يقع تحت سيطرة الحوثيين. وذكرَ مصدر طبّي لـ«فرانس برس» أنّ 22 جندياً ومقاتلاً حوثياً قُتِلوا في غارات استهدفت مناطق عدّة في صنعاء فجر أمس.

وأكّد مسؤول عسكري للوكالة نفسها أنّ مقاتلات التحالف ضربَت معسكراً يحتوي على «مستودع ضخم للسلاح» في الضاحية الجنوبية لصنعاء، مشيراً إلى وقوع عشرات الضحايا في المعسكر الذي تُعَدّ قيادتُه أيضاً موالية لصالح.

واستهدفَت مقاتلة تابعة للتحالف صباحَ أمس كتيبة الدفاع الجوّي 49 بالقرب من حقل وادي بنا ودُمّرت بالكامل. كذلك تعرّضَ معسكر للقوات اليمنية الموالية لصالح لقصف جوّي.

وفي جنوب البلاد، استهدفَت غارتان جويتان قاعدة العند العسكرية التي استولى عليها الحوثيّون. كما استهدفَت غارة أخرى قاعدةً لوحدة من القوات الخاصة مواليةٍ للحوثيين في قعطبة، وشوهِدَت طائرات حربية في سماء مدينة أبين الواقعة شرق عدن حيث قاعدة المجد العسكرية التي يُعتقد أنّ موالين للحوثيين يسيطرون عليها. وفي عدن نفسِها، معقل الرئيس عبد ربّه منصور هادي، تواصَلت المعارك الجمعة بين المتمرّدين وميليشيات مناهضة للحوثيين.

سلام وقزّي إلى شرَم الشيخ

وفي هذه الأجواء، غادر السفير السعودي علي عوض العسيري إلى الرياض أمس، وسبق سفرَه إجراءات مشدّدة اتُّخذت في مقرّ السفارة السعودية ومحيطها في رأس بيروت، وذلك تحسّباً لأيّ اعتداء يمكن أن تتعرّض له في ضوء «عاصفة الحزم» التي يشنّها التحالف العربي-الإقليمي ضدّ الحوثيين في اليمن.

ويتوجّه رئيس الحكومة تمام سلام اليوم يرافقه وزير العمل سجعان قزي الى شرم الشيخ للمشاركة في القمّة العربية، على ان ينضمّ إليهما في مصر وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي أنهى امس زيارته الرسمية الى واشنطن بلقاءٍ مع وزير «الأمن الداخلي» الاميركي جيه جونسون، في وقتٍ غادرَ وزير الخارجية جبران باسيل شرَم الشيخ الى نيويورك للمشاركة في مؤتمر يُعقَد هناك ويُخصَّص للبحث في مصير الأقلّيات في الشرق الأوسط.

وقالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» إنّ سلام قصَد تشكيلَ وفد متنوّع يضمّ وزراء من مختلف الفئات والطوائف، لكنّ وزير المالية علي حسن خليل اعتذرَ عن المشاركة في الوفد الى القمّة بسبب المؤتمر العام لحركة «أمل» الذي يبدأ أعماله اليوم في بيروت.

قزّي

وعشيّة القمّة، قال قزي لـ«الجمهورية»: «تأتي مشاركة لبنان في القمّة تأكيداً على حضوره في مختلف المنتديات العربية، خصوصاً عندما يكون على مستوى القمّة في مثل الظروف التي تعيشها المنطقة والعالم العربي تحديداً.

وأوضحَ أنّ كلمة سلام «ستترجم مضمون البيان الوزاري ومن وحيِه لجهة التزام لبنان الحيادَ تجاه ما يجري في العالم العربي عندما لا يكون هناك إجماع». كما أوضَح أنّ سلام «تأنّى في اختيار كلماته ليحدّد موقفَ لبنان بدقّة ممّا يجري في العالم العربي، لضمان سلامة لبنان في هذه المرحلة الدقيقة».

وعن لقاءات الوفد اللبناني في شرم الشيخ، قال قزي: «ستكون لنا على هامش المشاركة في القمّة لقاءات مع كبار القادة العرب، للبحث معهم في الوضع في لبنان وتردّدات الأزمة السورية على اقتصاده وأمنه، بهدف توفير الدعم المطلوب لمواجهة هذه الاستحقاقات. كما بالنسبة إلى السعي القائم لتسهيل انتخاب رئيس جمهورية جديد ينهي حالَ الشغور في قصر بعبدا من خلال دينامية دوليّة مطلوبة للدفع في هذا الاتّجاه.

بوصعب لـ«الجمهورية»

وكان سلام التقى أمس وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور ووزير التربية الياس بو صعب الذي أوضَح لـ»الجمهورية» أنّه جرى البحث في ملفات ستبقى خارجَ الإعلام لكي تعطيَ نتيجة أفضل».

وكشفَ مِن جهة أخرى أنّه سيزور واشنطن منتصف الشهر المقبل تلبيةً لدعوة للمشاركة في أعمال اجتماعات البنك الدولي السنوية في 15 و16 نيسان المقبل في الشقّ المتعلق بتمويل طلاب النازحين السوريين وتحسين وضع المدارس اللبنانية التي تستقبلهم وتطويرها».

الحوار المسيحي

وعلى المقلب المسيحي، وفيما يستعدّ الصرح البطريركي في بكركي لفتح ابوابه الاثنين امام رؤساء الطوائف الاسلامية لاستضافة القمة الروحية، لتشكيل قوّة ضغط إضافية على الزعماء المسيحيين والمسلمين على حدّ سواء لاستعجال انتخاب رئيس جمهورية جديد، سُجّل تطوّر على خط الرابيةـ معراب تمثّلَ بتسليم رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون الى رئيس جهاز التواصل والإعلام في «القوات اللبنانية» ملحم رياشي بحضور النائب ابراهيم كنعان ورقة النيّات التي تحمل بعض التعديلات الطفيفة على مسوّدة الاتفاق، ومن المتوقّع ان تأخذ هذه الورقة طريقها للإقرار.

كنعان لـ«الجمهورية»

وقال كنعان لـ«الجمهورية»:» كما قلنا سابقاً، نحن نتقدم بخطوات حثيثة وثابتة ونبشّر الجميع، خصوصاً المسيحيين بخطوات لاحقة عملية ستظهر تباعاً». ورأى كنعان انّ كلّ الظروف الداخلية والخارجية هي ظروف تدفع باتّجاه أكبر قدر ممكن من التفاهم بين اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً».

قضية المطرانين

إلى ذلك، علمَت «الجمهورية» أنّ ملفّ مطرانَي حلب يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي والذي سيدخل عامَه الثالث في 21 نيسان المقبل، سيعود الى الضوء مجدّداً وبقوّة، بعد بروز تطورات إيجابية ومعطيات مذهِلة بحسب مصادر قريبة من المطرانين.

ولهذه الغاية، جاءَت زيارة نجلَي شقيق المطران يوحنا ابراهيم، السيدين فهمي وسامي ابراهيم بشكل مفاجئ الى لبنان لمتابعة هذه القضية مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وكبار المسؤولين اللبنانيين المعنيين بهذا الملف.

الحوت لـ«الجمهورية»

وفي المواقف، قال نائب «الجماعة الإسلامية» النائب عماد الحوت لـ»الجمهورية»: «أعتقد أنّ ما يحدث في اليمن لن تكون له تداعيات مهمّة على الساحة اللبنانية، وذلك لأكثر من سبب، في مقدّمها أنّ الحوار بين «حزب الله» و»تيار المستقبل» جاء نتيجة قرار إقليمي لتهدئة الساحة، لأنّ الواقع الاقليمي ملتهب، وبالتالي لا حاجة الى ساحة التهاب جديد.

أمّا السبب الثاني فهو الواقع الحالي لـ»حزب الله» من خلال قتالِه في سوريا والإرباك الناتج عن هذا القتال، فهو لن يزيد إرباكه بفتح جبهة داخلية، بل أعتقد أنّ من مصلحته ان يزيد من تواصله مع القوى السياسية اللبنانية أكثر من التأزيم معها، وبالتالي أستبعد أن يكون هناك تأثير لما يجري، سوى بعض المواقف من هنا أو هناك».

علّوش لـ«الجمهورية»

في المقابل، لم يستبعِد القيادي في تيار»المستقبل» النائب السابق الدكتور مصطفى علوش، أن تؤثّر مواقف «المستقبل» والحزب على الحوار، على رغم قرار المتحاورين بالاستمرار فيه والابتعاد عن السجال السياسي».

وقال علوش: «أعتقد أنّ أقصى ما يمكن أن يعطيَه الحوار قد حصلَ، لكن إذا استطعنا مِن خلاله ان نستمرّ في التهدئة الداخلية فذلك سيكون أمراً جيّداً». وهل إنّ تردّدات الأحداث اليمنية ستصيب شظاياها لبنانَ؟ أجاب علوش: «هذا الأمر في يد «حزب الله».