Site icon IMLebanon

الحريري يؤكد إستمرار الحوار اليوم والضاحية تتضامن مع اليمن الجمعة

الدعوات في الذكرى الـ 40 على اندلاع الحرب في 13 نيسان 1975 التي استذكرَها اللبنانيون أمس ركّزَت على ضرورة الاتّعاظ مِن عبَرِها الأليمة لعدمِ تكرارها، وبالتالي طيّ صفحة العنف، والعمل من أجل ترسيخ الاستقرار وتحقيق السلام. ومِن هذا المنطلق كان تمسّك الرئيس سعد الحريري بمواصلة الحوار مع «حزب الله» على رغم الدعوات من داخل التيّار لتأجيلِه لفترةٍ وجيزة، حيث تُعقَد الجلسة العاشرة اليوم في عين التينة، فيما واصَلَ «حزب الله» تصعيدَه السياسي الذي سيَشهد جولة جديدة وعملية هذه المرّة من خلال مهرجان «التضامن والوفاء للشعب اليمني» الذي دعا إليه الحزب يوم الجمعة المقبل في الضاحية

في موازاة اشتداد التأزّم السياسي على خط طهران ـ الرياض، تواصَلت مساعي التهدئة في لبنان عشيّة الجلسة العاشرة للحوار اليوم بين تيار «المستقبل» و«حزب الله»، وجلسة مجلس الوزراء العادية بعد غدٍ الخميس، في وقتٍ ظلَّ الأفق الرئاسيّ مسدوداً على رغم الدعوات الدولية المتكرّرة لانتخاب الرئيس والأصوات اللبنانية المرتفعة لإنجاز هذا الاستحقاق، وقد دخلَ عليها بقوّة أخيراً متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة الذي دعا النوّاب إلى سَجن أنفسِهم في المجلس النيابي وعدم الخروج قبل إنجاز المهمّة.

نصر الله

وفي انتظار المواقف التي سيعلنها الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله في الخامسة عصر الجمعة المقبل في مهرجان يُقيمه الحزب في مجمّع سيّد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت تحت عنوان مهرجان «التضامن والوفاء للشعب اليمني»، مِن المتوقع أن يرتفعَ منسوب التوتّر، كون تنظيم مهرجان من هذا النوع يؤشّر إلى إصرار الحزب على نقلِ الأزمة اليمنية إلى لبنان، الأمر الذي سيستدعي ردوداً وتسعيراً للمواجهة. واللافت أنّ الحزب تَقصَّدَ أن يعلنَ عن الدعوة قبل الحوار، في محاولةٍ لوضعِ «المستقبل» أمام الأمر الواقع، إلّا في حال نجحَت جلسة اليوم في لجمِ التصعيد.

العسيري

وفي السياق نفسِه سألَ السفير السعودي علي عواض العسيري: «أين مصلحة البلد في مواقف فريق معيّن بموضوع اليمن؟ وقال أمام رؤساء بعثات دوَل التحالف المعتمدين في لبنان في دارَتِه ظهر أمس إنّ بعض الجهات الإقليمية التي لا تريد الخيرَ لليمن غرّرَت بفئة من شعبه واستغلّتهم لتحقيق أهداف ومآرب تصبّ في مصلحتها، وقد اتّجهَت الآن إلى تغطية مساوئها وارتكاباتها عبر محاولة انتقاد المملكة وقيادتها وتشويه صورتِها»

الحريري

وفي هذه الأجواء، بَرز في الحراك السياسي لقاءٌ أمس في الدوحة بين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس سعد الحريري، بحضور الوزيرَين السابقين باسم السبع وغطاس خوري والسيّد نادر الحريري.

تناولَ اللقاء الذي استمرّ ساعةً آخرَ المستجدّات وتطوّرات الأوضاع في المنطقة، وجرى التركيز على أهمّية التضامن العربي الذي تجلّى بعملية عاصفة الحزم لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها في اليمن، والتحدّيات التي تواجِه المنطقة العربية عامّةً. وشَكرَ الحريري لأمير قطر جهودَ بلاده لإنهاء مأساة ملفّ العسكريين المخطوفين وتأمين عودتهم سالمين إلى وطنهم وذويهم.

ثمّ عاد الحريري إلى الرياض، واستقبلَ وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وأكّد أهمّية الإنجازات التي تحقّقها قوى الأمن الداخلي في مجال مكافحة الإرهاب، وآخرُها الإنجاز الذي قامت به شعبة المعلومات في طرابلس.

حوار عين التينة

ومساء اليوم تُستأنَف أعمال الحوار بين «المستقبل» والحزب، بعدما أكّد رئيس مجلس النواب نبيه برّي أنّه تبَلّغَ منهما إصرارَهما على استكمال الحوار من حيث انتهَت الجلسة التاسعة التي عُقِدت في 2 نيسان الجاري.

وقالت مصادر مطّلعة على الاتّصالات إنّ «المستقبل» ماضٍ في الحوار على رغم التشكيك الذي رافقَ تصاعدَ حدّة الخطاب أخيراً، خصوصاً أنّ ما يجري في اليمن كالذي يجري في سوريا هو مِن الملفات الخِلافية الكبرى بين «المستقبل» والحزب، ويستحيل التلاقي اليوم على أيّ منها، ولكنّ الأمور الداخلية اللبنانية تبقى هي الأهمّ.

وقالت المصادر إنّ المشنوق ناقشَ والحريري في مضمون طاولة الحوار التي ستستأنِف أعمالها من حيث انتهَت الجلسة الأخيرة، وستتطرّق إلى ما يتّصل بالتحضيرات الجارية للخطّة الأمنية الموعودة في الضاحية الجنوبية وبيروت ومحيطها الأوسع، من «بيروت الإدارية» وصولاً إلى عمق مناطق عاليه وبعبدا وساحلهما وطريق بيروت – دمشق، والتي ستحدّد ساعة الصفر لتطبيقها بعد 20 الجاري.

الجرّاح

وعشيّة جلسة الحوار، أكّد عضو كتلة «المستقبل» النائب جمال الجرّاح لـ»الجمهورية»: «أنّ نفس الأسباب والمعطيات الأولى التي دعتنا إلى الحوار لا تزال تفرض نفسَها في محاولةٍ لإيجاد مساحة مشتركة، وأعتقد أنّ الحوار سيستمرّ ويمكن أن يكون هناك مستوى معيّن من النقاش في جلسة اليوم نتيجة ما جرى في الفترة الأخيرة».

وأضاف: معلومٌ مَن بدأ الحملة على السعودية، كما حجم الانتقاد والشتائم التي تعرّضت لها، ما استدعى ردّاً واضحاً من تيار «المستقبل» لتذكير هؤلاء بأفضال المملكة على لبنان واللبنانيين وعلى دعمِها لهم وللجيش اللبناني، وآخرُها هِبة الـ 4 مليارات، وللتعبير عن أسفِنا لمستوى الكلام الذي قيل مِن أعلى القادة، حيث كان مِن الضروري أن نردّ ونذَكّر.

وأعتقد أنّه ستتمّ مناقشة هذه الأمور في جلسة الحوار، خصوصاً أنّ الحزب هو مَن بدأ الحملة على السعودية والتعَدّي عليها، ولكن في الوقت نفسِه نقول إنّ الحوار يمكن أن يؤدّي إلى نتيجة ولم نيأس بعد منه، إلّا إذا أصَرّ الفريق الآخر على الاستمرار في حملته وفي مستوى الكلام نفسِه».

وأكّد الجرّاح أنّ لا أحد يحاول تحويلَ لبنان إمارةً سعودية، حتى الفريق الذي تربطه علاقات طيّبة معها، والسعودية لا تطلب أن يكون لبنان تابعاً لها، فهي عبر تاريخها الطويل مع لبنان علاقتُها لم تكن إلّا علاقة احترام ودعمٍ وصداقة للبنان واللبنانيين.

قزّي لـ«الجمهورية»

إلى ذلك، قال وزير العمل سجعان قزّي لـ»الجمهورية» عشيّة توَجّهِه إلى عمّان لإجراء مفاوضات مع نظيره الأردني، إنّ الاحتفالات بالذكرى الـ 40 للحرب جاءت بمعظمِها على هامش المعنى الحقيقي لـ»13 نيسان»، وإنّ الذين حاوَلوا إحياءَها يدركون أنّ ذلك اليوم كان بدءَ الاعتداء على لبنان من فريق محدّد، فكانت المقاومة اللبنانية التي واجهَت محاولة التوطين».

وأضاف: «حانَ الوقت لإعطاء الذكرى معناها الحقيقي والوطني، بعيداً من محاولات التلاعب بالحقيقة وتحريفِها لمصالِحَ آنيّةٍ سياسية وانتخابية. لا يمكننا أن نعتقدَ للحظةٍ أنّ شهداءَنا ذهبوا من أجل حربٍ عبثية، فالمقاومة انتصرَت قبل أن يُبدّد البعضُ انتصاراتها».