IMLebanon

التمديد دخل مرحلة الإقرار.. ولقاءات لـ14 آذار في السعودية

فيما انضمّ خطر وباء «إيبولا» إلى خطر «داعش» على لبنان الذي سارع إلى اتّخاذ إجراءات وتدابير احترازية، لا يزال خطر الشغور الرئاسي جاثماً على كرسي قصر بعبدا الفارغ منذ أكثر من خمسة أشهر، أمّا خطر التمديد النيابي فيتحوّل يوماً بعد يوم واقعاً، مع انصراف المعنيين إلى تعبيد الطريق أمامه، فيما هم واجَهوا خطر النزوح السوري إلى لبنان بالإعلان عن عدم استقبال أيّ نازح بعد اليوم، لعدم القدرة على استيعاب مزيد من النازحين. إلّا أنّ هذه الأخطار، على أهمّيتها، لم تنجح في تراجع الاهتمام بخطر الاعتداءات الإرهابية الممنهَجة على الجيش والمتنقلة في أكثر من منطقة، قيد أنملة، ولا في تهدئة مخاوف أهالي العسكريين المخطوفين لدى الإرهابيين في جرود عرسال على حياة أبنائهم، فهُم هدّدوا أمس بـ»يوم غضَب» خلال 48 ساعة. ولكنْ علمَت «الجمهورية» أنّ المدير العام للأمن العام اللواء عبّاس ابراهيم الموجود في قطر يُجري محادثات مع كبار المسؤولين القطريين متابعةً لملفّ العكسريين، على أن يعود في الساعات المقبلة برفقة الوسيط القطري الذي يُنتظر أن يتوجه مباشرةً إلى جرود عرسال للاجتماع مع قادة جبهة «النصرة»، ما يؤشّر إلى أنّ هذه الخطوات الإيجابية ستدفع أهالي العسكريين للعودة عن تصعيدهم غداً.

مع اشتداد معارك الكرّ والفرّ في مدينة كوباني، يبقى الانتظار سيّد الساحة فيها لمعرفة مدى إمكان حدوث تحوّل في مسار هذه المعارك بعد الدعم الاميركي العسكري للمجموعات الكردية التي تقاتل «داعش»، علماً أنّ الاكراد اعتبروا أنّ «الأسلحة التي أسقطتها الطائرات الاميركية سيكون لها تأثير إيجابي على سير المعركة، لكنّها غير كافية لحسمها، بينما أخطرَت تركيا أنّ إسقاط الاسلحة الى القوات الكردية في كوباني لا يمثّل تغييراً في سياستها وإنّما كان إجراءً موَقّتا.

أمّا انقرة فسمحَت لقوات البشمركة العراقية بالدخول إلى كوباني عن طريق أراضيها، معلنةً عن اتخاذ جملة إجراءات لمنع سقوطها. فيما أكّدت روسيا عدم انضمامها الى التحالف «لأنّه يعمل من دون تفويض مجلس الأمن الدولي، ولأنّ واشنطن لم تقدّم توضيحات بشأن عمليتها في سوريا».

الوفد الأميركي

في هذه الأجواء، كشفَت مصادر ديبلوماسية غربية لـ«الجمهورية» انّ الوفد الأميركي الديبلوماسي والعسكري الذي سيزور المنطقة، سيكون برئاسة الموفد الأميركي الخاص ومنسق التحالف الدولي ضد «داعش» الجنرال جون آلن ويضمّ عدداً من كبار الديبلوماسيين والقادة العسكريين، منهم قادة في القيادة الوسطى للجيش الأميركي في المنطقة التي تتولّى إدارة الشؤون العسكرية للأميركيين وقوّات التحالف في العراق وسوريا.

ومن المقرر أن يبدأ الوفد جولته من بغداد وصولاً الى العواصم الخليجية، كذلك سيزور لبنان من دون الجزم بزيارة تركيا في المرحلة الأولى عقبَ المحادثات غير المشجّعة التي عقدها آلن ومساعدوه في انقرة الأسبوع الماضي قبل ان يتوجّه الى واشنطن للمشاركة في إجتماعات قادة الجيوش ورؤساء الأركان في دول التحالف ضد «داعش».

وموفد فرنسي

إلى ذلك، علمت «الجمهورية» من مصادر ديبلوماسية انّ رئيس الحكومة الفرنسية السابق فرنسوا فيون سيزور بيروت في غضون الأيام المقبلة، وذلك للمرّة الثانية هذا العام في مهمّة استقصائية يلتقي خلالها كبار المسؤولين اللبنانيين ويطّلع منهم على التطورات فيه من جوانبها المختلفة.

سلاح إيراني برّي

وفي المواقف الاقليمية البارزة، أكّد وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف انّ ايران ستبقى كما في السابق الى جانب مقاومة الشعب والجيش اللبناني، وعلى استعداد تامّ لأيّ شكل من اشكال التعاون السياسي والامني والمخابراتي للتصدي للجماعات التكفيرية والإرهابية.

من جهته، اعلن وزير الدفاع الايراني العميد حسين دهقان انّ بلاده مستعدة لتزوید لبنان بالاسلحة فی المستقبل ایضاً لمواجهة «داعش» والجماعات الارهابیة.

وأوضحَ انّ انواع الاسلحة جاهزة للإرسال الی لبنان، وأغلبُها من النوع البرّي لمواجهة المجموعات الارهابیة. وما نضعه تحت تصرّف الجیش اللبناني، إنّما هو إجراء عاجل للرد علی تهدید متوقّع. وقال «إنّنا نری تزوید لبنان بالاسلحة ورفع قدراته العسكریة امام التیارات التكفیریة – الصهیونیة و»داعش» واجباً علینا».

«حزب الله»

في الموازاة، اعلن «حزب الله» أنّ «المقاومة اليوم في ذروة قوّتها وفي أيامها الذهبية على مستوى الجهوزية والسلاح والخبرات»، وكرّر دعوته الى فريق 14 آذار للكفّ عن المغامرات غير المحسوبة وحسم خياراته السياسية والإلتحاق بشرف معركة الدفاع عن لبنان بوجه العدوان التكفيري، وعدم تكرار تجربة 2006، وشدّد في الختام على أنه «بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة استطاع لبنان أن يحقّق ما عجز عنه التحالف الدولي في العراق وسوريا»، مؤكّداً «أنّنا في لبنان بالجيش والمقاومة أوقفنا أيّ تمَدّد لـ«داعش» إلى بلداتنا ومدننا، وهذا إنجاز للبنان».

المشنوق

سياسياً، هدأت جبهة السجالات السياسية التي خلّفتها تصريحات وزير الداخلية نهاد المشنوق، إلّا أنّ صداها الذي ظلّ يتردد في الكواليس، لن يُترجَم احتقاناً في جلسة مجلس الوزراء الخميس لضرورات التوافق الحكومي.

في هذا الوقت، أوضح المشنوق أنّ «ما قاله في ذكرى اغتيال اللواء وسام الحسن سبق أن نقله إلى مختلف القيادات وإلى مدير المخابرات العميد إدمون فاضل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» وفيق صفا». وقال: «حصلت 17 عملية خطف مقابل فدية في البقاع الشمالي منذ بداية العام الجاري، لمصلحة مَن تَركُ الخاطفين من دون عقاب والتسبّب بتآكل الخطة الأمنية»؟

مباحثات لمناقشة التمديد

وكشفَ عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت أنّ «هناك مباحثات سياسية ستجري خلال الـ24 ساعة المقبلة في شأن التمديد، وتحديداً على هامش أو بعد جلسة التجديد للّجان ولمكتب المجلس»، وأكّد أنّه «حتى الآن ما من موعد محدّد»، وأنّ «التوجه هو ان يبقى القديم على قِدمه»، واعتبر «أنّنا دخلنا في الوقت الحالي بانتخابات، ويصعب إيجاد التوازن الموجود حالياً. هناك توازن في المجلس النيابي من ناحية رؤساء اللجان واللجان وتركيبة اللجان وتركيبة مكتب المجلس، وأتوقع أن يبقى القديم على قِدمه».

جعجع إلى السعودية

وفي هذه الأجواء، سافر رئيس حزب «القوات اللبنانية» مساء أمس الى السعودية في زيارة رسمية يقابل فيها كبار المسؤولين السعوديين. وعلمت «الجمهورية» انّ اللقاءات التي سيعقدها جعجع سيعلن عنها تباعاً، وهي ستتمحور حول الوضع اللبناني من كل جوانبه بكافة تداعياته، بدءاً من الشغور الرئاسي وصولاً الى الخطر التكفيري على الحدود اللبنانية.

وفي هذا السياق علمت «الجمهورية» أنّ النائب سامي الجميّل سافر ورئيس «القوات» على متن الطائرة نفسها في مؤشر إلى اجتماعات محتملة لقوى 14 آذار مع المسؤولين السعوديين.

مصدر عسكري

أمنياً، ساد الهدوء الحذر محاور جبهة عرسال وجرودها، ومضى الجيش قدُماً في إجراءاته الأمنية، فيما أوقَفَ شخصاً يحاول التسلل من داخل محَلّة الزاهرية في طرابلس للاعتداء على حاجز له.

في سياق آخر، أعلنَت «جبهة النصرة» عن التحاق جندي لبناني جديد في صفوفها، ويدعى عمر خالد الشمطية من مدينة طرابلس.

وأكّد مصدر عسكري لـ«الجمهورية» أنّ «كلّ الانشقاقات لا تعَدّ على أصابع اليد، وهي لا تشكّل مؤشّراً خطيراً، لأنّ الشبهات تحوم حول العناصر الفارّة».

وأشار المصدر الى أنّ «التحقيق مع الموقوف معاذ سعيد خالد مطر الذي كان يحاول التسلل من داخل محلة الزاهرية للاعتداء على حاجز الجيش مستمرّ لتبيان ما إذا كان ينتمي الى خلية شادي المولوي – أسامه منصور أو إلى خلية أخرى لـ»داعش» أو لجبهة «النصرة».

وتعليقاً على مطالبات البعض بإلغاء المحكمة العسكرية، وصفَ المصدر العسكري هذه الدعوات بأنّها سياسية، مشيراً إلى أنّ هذا الموضوع هو عند الحكومة وليس قيادة الجيش».

ورقة لبنان إلى برلين

وقبل أسبوع على اجتماع برلين المتفرّع من أعمال «المجموعة الدولية من أجل لبنان» الذي سيبحث في سُبل دعم لبنان في مواجهة كلفة اللاجئين السوريين والوضع الإنساني والإقتصادي والإجتماعي بناءً لتوصيات تقرير البنك الدولي، قالت مصادر وزارية مطّلعة لـ«الجمهورية» إنّ اللجنة الوزارية المكلفة ملف النازحين السوريين أنهَت في اجتماعها امس بكامل أعضائها في السراي الحكومي النسخة ما قبل النهائية لـ«الورقة الإستراتيجية» التي يعدّها لبنان الى المؤتمر والتي سيحملها رئيس الحكومة تمّام سلام معه الى المؤتمرين من مختلف دول العالم والمؤسسات الدولية والأممية.

وأوضحَت المصادر أنّ العناوين الأساسية التي تضمّنَتها الورقة تتصل باستراتيجية لبنانية أكثر تقدّماً ممّا سبق، وركيزتُها وقفُ استقبال النازحين السوريين أياً كانت الظروف التي يمكن ان تُملي عليه مثل هذا الواجب الإنساني، ما لم يتحرّك العالم الى مساعدة لبنان في الكلفة المقدّرة بمبالغ طائلة في ميادين الإقتصاد والأمن والإسكان، بالإضافة الى الكلفة التربوية والطبّية التي ألقَت بثقلها على موازنة الدولة اللبنانية والوزارات المختصّة المقصّرة أصلاً في تأمين أبسط حقوق اللبنانيين في هذه المجالات.

تعزيز دور البلديات

وفي الورقة الإستراتيجية خطة عمل تتصل بتعزيز دور البلديات وزيادة قدراتها، بالإضافة الى إجراء عملية مسح شاملة للمخيمات السورية على مستوى الأراضي اللبنانية كافة، انطلاقاً من اعتبار هذا الإنتشار غير المنظّم والعشوائي بات يهدّد أمن مناطق عدة، خصوصاً أنّ بعض النازحين بدأ بتخزين الأسلحة والمتفجرات فيها وفي محيطها القريب والبعيد، وتحديداً في مناطق خارج المدن الرئيسية، ما يوحي بوجود مخطط لا يتصل بأيّ شكل من الأشكال بأزمة النزوح، ما يعزّز المخاوف من خطة أمنية تدبَّر بعلم أجهزة استخبارية لا يهمّها سوى الإستثمار في سكّان هذه المخيمات والإفادة من قدراتهم العسكرية وخبراتهم الأمنية، ما يسيء الى الوجه الإنساني والاجتماعي والاقتصادي للنزوح.

كذلك تتضمّن الورقة خطة عمل تشكّل مقاربة جديدة لطريقة التعاطي بين الحكومة اللبنانية ومؤسساتها والمؤسسات الدولية المانحة، في ضوء سلسلة من الملاحظات التي سجّلها الجانب اللبناني في كثير من الحالات التي تمسّ دور لبنان في هذا المجال، عدا تخطّي قرارات وتوجّهات الحكومة اللبنانية والمراجع المختصة في الكثير من المجالات.

درباس

وكان وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس تحدّث بعد اجتماع اللجنة الوزارية عن وجود فرق جوهري بين كلمة وقف النزوح أو إقفال الحدود، مؤكّداً أنّ الحدود لم تقفَل إلّا في حالة طارئة ولمدّة محدّدة، أمّا وقف النزوح فهو أمر نهائي، لأنّ لبنان لم يعُد يستطيع ان يتحمّل مزيداً من النزوح، ولأنه لم تعُد هناك حاجة إليه. وأشار الى أنه تمّ الاتفاق على التأكّد من صفات النزوح بالنسبة للّاجئين في لبنان، معتبراً أنّ مَن لا تنطبق عليه صفة النزوح يُطلب شطبه من السجلات.