Site icon IMLebanon

الحوار لإستمرار الحكومة وتفعيل المجلس.. وصدى القلمون يتردّد في الضاحية

حفلَ يوم أمس بتطوّرات سياسية على أكثر من صعيد ومستوى، بدءاً من شهادة النائب وليد جنبلاط أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي، والتي تميّزَت في يومها الأوّل بالتركيز على النظام السوري وتحييد «حزب الله»، وستُظهِر الساعات والأيام المقبلة ما إذا كان سيلتزم بقاعدة اليوم الأوّل أم سيخرقها بالهجوم على الحزب، مروراً بالإعلان عن إطلالة الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله اليوم، والتي يتوقّع أن يكون عنوانها الأساسي القلمون بعد الحملة السياسية-الإعلامية التمهيدية لهذه المعركة ومواصلة هجومه على السعودية، من دون استبعاد تطرّقِه إلى الملفّات الداخلية، خصوصاً بعد اللقاء الذي عَقده مع رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون، وصولاً إلى جلسة الحوار التي انعقدَت أمس وخرجَت برسالة واضحة لا تحتمل الالتباس لجهة «التأكيد على ضرورة الحفاظ على انتظام واستمرار عمل المؤسّسات الدستورية»، بمعنى أنّ الاستقالة من الحكومة غير واردة، وضرورة تفعيل عمل المجلس النيابي.

إنشدَّت الأنظار أمس إلى لاهاي لمتابعة اليوم الأوّل من شهادة جنبلاط والتي اتّهمَ فيها النظام السوري باغتيال والدِه كمال جنبلاط، مشيراً إلى أنّ والده «اعترضَ على دخول النظام إلى لبنان وقال للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد لن أَدْخُلَ سجنَك».

وذكرَ جنبلاط أنّ علاقته بالنظام السوري «بدأت في العام 1977، وحينها كان لا بدّ مِن عَقد الصفقة معه». وقال: «كنتُ مضطرّاً إلى عَقد تسوية مع النظام الذي اغتالَ لاحقاً خيرة مثقّفي وساسة لبنان».

وقال إنّ «الجيش اللبناني كان تحت أمرة الجيش السوري والرئاسة السورية، بإشراف الرئيس السابق إميل لحّود»، وأضاف: «أخَّرنا مجيءَ لحود إلى الرئاسة لسبَب بسيط، وهو أنّنا لم نكن نريد أن يأتي شخص ولاؤه مطلق للنظام السوري». واعتبَر أنّ «الوصاية السورية» كلمة مغلوط لأنّها في تلك الفترة تسمّى بـ»الإحتلال السوري».

وقال جنبلاط: «بعد زيارة الشهيد رفيق الحريري لدمشق اتّصلَ بي عندما وصلَ إلى طريق بيروت وزارَني برفقةِ النائب باسم السبع، وكان شكله مكفهرّاً وغاضباً وحزيناً وغريباً. وقال له الأسد أنا أريدك أن تمدّد للحّود.

وتابَع الأسد: إذا أراد شيراك إخراجي من لبنان سأكسّر لبنان فوق رؤوسكم وإذا كان لجنبلاط جماعة من الدروز فأنا أيضاً لي جماعة من الدروز. قلت للحريري إذهبْ ومدّد لأنني كنتُ أخاف على سلامته الشخصية وأعرف ماذا تستطيع أن تفعل هذه الجماعة».

وعدّد جنبلاط أسماءَ قياداتٍ سوريّةٍ تمّت تصفيتُها لارتباطِها بجريمة الاغتيال، معتبرا أنّه لو قدّر لرستم غزالة أن يمثلَ أمام المحكمة لقدّمَ أدلّةً بهذا الخصوص. وقال: «كلّ الذين عملوا أو شارَكوا بشكل أو بآخر في عملية اغتيال الرئيس الحريري تمَّت تصفيتهم، غازي كنعان أجبِر على الانتحار، لا أعتقد أنّه شاركَ، لكن لستُ أكيداً.

الشخص الثاني الذي قتِل آصف شوكت الصهر الذي، وهنا للتاريخ، عندما قتِل رفيق الحريري في 14 شباط 2005، في اليوم نفسه وتقريباً في الساعة نفسها تمَّت ترقية آصف شوكت إلى رتبة عماد واستلمَ المخابرات العسكرية، لكن كان لا بدّ مِن تصفيته، لأنّ الحلقة بين المتّهمين والآمر لا بدّ أن تزول، ثمّ أتى دور جامع جامع الذي كان في بيروت في الحمرا، وبالأمس القريب صُفّي رستم. غزالي هؤلاء بتحليلي كان يمكن أن يكونوا شهوداً أساسيين في عملية الكشف عن حقيقة اغتيال الرئيس رفيق الحريري».

الحوار

وفي هذه الأجواء، انعقدت جلسة الحوار الحادية عشرة بين «حزب الله» و»تيار المستقبل» مساء أمس في عين التينة، بحضور المعاون السياسي للأمين العام لـ»حزب الله» الحاج حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن «المستقبل». كما حضَر الجلسة الوزير علي حسن خليل.

وبعد الجلسة صدر البيان التالي: «إستُكمل النقاش في الملفات المفتوحة وجرى تقييم للوضع الأمني في البلاد، والتأكيد على ضرورة الحفاظ على انتظام واستمرار عمل المؤسسات الدستورية».

سلام

إلى ذلك، يتحدّث رئيس الحكومة تمّام سلام قبل ظهر اليوم في حفل افتتاح الدورة الـ 23 من منتدى الاقتصاد العربي، تحت شعار «دورة سعيد خوري»، والتي تُعقَد في بيروت برعايته وبمشاركة عدد من الوزراء اللبنانيين والعرب ومحافظي المصارف والبنوك المركزية العربية وقيادات مؤسسات الاستثمار والأعمال من مختلف بلدان المنطقة.

وعلمَت «الجمهورية» أنّ سلام سيركّز في كلمته على أهمّية الحفاظ على التضامن الحكومي في هذه المرحلة بالذات، وتجنيب المجلس الخضّات السياسية التي يمكن أن تؤثّر على عمل الحكومة التي تقوم بمهامّ رئيس الجمهورية في ظروف قاهرة وغير عادية، بعد أن يشدّد على الحاجة إلى انتخاب رئيس جمهورية جديد من دون إبطاء تجَنّباً لمزيدٍ من الخضّات وتجاوز الأزمات التي تتعرّض لها باقي المؤسسات الدستورية في البلاد والتي لم تكن موجودة لو انتُخِب الرئيس العتيد.

وسيؤكّد سلام أهمّية أن تقف الدوَل العربية والعالم إلى جانب لبنان في مواجهة أزمة النازحين السوريين، وكلفتِها الباهظة على المستويات كافّة. وسيشدّد أمام المسؤولين العرب على أهمّية عَدم تركِ لبنان وحيداً في مواجهة الكارثة الإنسانية التي تعيشها سوريا وبعض دوَل العالم العربي، والعمل بكلّ الوسائل لتسهيل الحلول السياسية في سوريا واليمن وباقي مناطق التوتّر في العالم العربي.

نصر الله

ومِن جهةٍ أخرى، يطلّ الأمين العام لـ»حزب الله» في الثامنة والنصف مساء اليوم في كلمةٍ متلفَزة عبر شاشة «المنار»، بعد آخِر إطلالة له في مهرجان التضامن مع اليمن في 17 نيسان الماضي.

ومن المتوقّع أن یتناولَ السیّد نصر الله فی إطلالته اليوم مستجدّات الأزمة اليمنية والتطوّرات فی سوریا، خصوصاً علی جبهة القلمون، وقضایا ومواضیع محلیة أبرزُها مسألة الانتخابات الرئاسیة.

في غضون ذلك زارَ وفدٌ مِن الحزب ضمَّ المعاون السياسي للأمين العام للحزب الحاج حسين الخليل، ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا، رئيسَ تيار «المردة» النائب سليمان فرنجيه في دارتِه في بنشعي، وجرى البحث، في حضور السيّد طوني فرنجيه، في مجمل الأمور والتطوّرات الراهنة على الساحتين المحلّية والإقليمية.

القلمون

وعلى وقع الاشتباكات في جرود القلمون بين المسلحين، والتي توسّعَت رقعتُها عصر أمس، لفتَ مصدر عسكري رفيع لـ«الجمهورية» أنّ «إشتباكات الصباح وهجوم «النصرة» على مراكز «حزب الله» حصلت داخلَ الأراضي السوريّة، وبعيدة كلّ البعد عن حدود لبنان، ما يعني أنّ الجيش اللبناني ليس له دخلٌ بما جرى»، مؤكّداً أنّ «البعض يحاول توريط الجيش بمعركة هو بغنىً عنها، من خلال بَثّ أخبار بأنّه ينسّق مع الجيش السوري و«حزب الله» في معركة القلمون المرتقَبة».

وشدَّد المصدر على أنّ «مهمة الجيش هي حماية حدود لبنان إذا حاولَ المسلحون الاقتراب منها، ولن ينجرّ إلى حرب استنزاف ولن يدخل في سوق المزايدات السياسيّة والإعلامية مهما عَلت لغة الخطاب السياسي»، لافتاً إلى أنّه «أخذ كلّ الاحتياطات على طول السلسلة الشرقية وحَصَّن مواقعَه منذ مدّة طويلة وقبل الحديث عن معركة القلمون وستستمرّ بعدها، لأنّه الوحيد المخوَّل الدفاع عن الوطن وحمايته من الإرهاب، وأثبتَ نجاحاً كبيراً في هذا المضمار».

تحرُّك الراعي

وفي الملفّ الرئاسي، علمَت «الجمهورية» أنّ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عاد من باريس بانطباع أنّه يمكن التعويل على تحرّك فرنسي جديد في شأن الاستحقاق الرئاسي، بعدما أبلغَه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند حِرصَ باريس على إجراء الانتخابات الرئاسية، أوّلاً خوفاً مِن أن تحصل تطوّرات في المنطقة وفي سوريا تحديداً، وثانياً لأنّ انتخاب رئيس الجمهورية الماروني يعطي جرعة دعمٍ معنوي لمسيحيّي الشرق الذين يتعرّضون للاضطهاد ولمسيحيي لبنان الذين يتراجع دورهم السياسي. كذلك أبلغَ هولاند إلى الراعي، أنّ فرنسا مستعدّة للقيام بأيّ شيء على الصعيد الخارجي من أجل استعجال الانتخابات، شرط أن يحصل تجاوب داخلي.

وتمّ الاتّفاق على ما يلي:

أوّلاً: ستُجري فرنسا اتّصالات مع الدوَل المؤثرة في الداخل اللبناني، أي إيران والسعودية، واستطراداً روسيا التي لها علاقات جيّدة مع إيران.

ثانياً: هذه الاتصالات ستكون منسَّقة مع الولايات المتحدة الأميركية والفاتيكان.

في المقابل، على البطريرك إجراء اتّصالات ومشاورات مع القيادات المسيحية لبلوَرةِ الترشيحات لكي لا يستمرّ الاختلاف المسيحي ويعطى كتبرير لعرقلة الانتخابات الرئاسية.

وفي ضوء الاتصالات التي يجريها الراعي داخلياً، إمّا مباشرةً أو عبر موفدين، والاتصالات الخارجية التي ستجريها فرنسا، ستَحصل جوجلةٌ لكلّ هذه الاتصالات، على أن يزورَ موفدٌ فاتيكانيّ لبنانَ نهاية الشهر لكي تتلاقى المبادرة الفرنسية والمبادرة الفاتيكانية مع تحرّك بكركي.

هيل

على صعيد آخر، كشفَت مصادر ديبلوماسية مطّلعة لـ»الجمهورية» أنّ السفير الأميركي دافيد هيل يستعدّ للقيام بجولة على القيادات الحكومية والسياسية والحزبية للتداول معهم في آخِر التطوّرات الجارية في المنطقة وحجم انعكاساتها على لبنان.

وكان هيل قد عاد إلى بيروت أمس الأوّل بعدما شاركَ في اسطنبول على مدى الأيام القليلة الماضية في سلسلة من الاجتماعات التي عَقدها نظراؤه في المنطقة بحضور كبار الديبلوماسيين الأميركيين المكلّفين إدارة شؤون الشرق الأوسط.

وقالت المصادر إنّ البحث ترَكّز حول التطوّرات والمستجدّات في المنطقة ومجريات العمليات العسكرية غير المسبوقة التي تعيشها سوريا، وانعكاسات ما يجري فيها وفي العراق واليمن على باقي دوَل الجوار ولبنان.