Site icon IMLebanon

المشنوق لـ«الجمهورية»: خطر معركة الـقلمون تأثيرُها السلبي على العسكريّين

 

قفزَ الوضع الأمني إلى الواجهة مجدّداً من بوّابة القلمون التي شهدَت أمس مواجهات وُصِفت بالأعنف بين قوات النظام السوري و»حزب الله» من جهة ومسلّحي «جبهة النصرة» وأخواتها من جهة أخرى، وتركّزَت هذه المواجهات في جرودِ فليطا وبريتال، وقد انعكسَ الحديث عن معركة القلمون سلباً على ملف العسكريين المخطوفين في جرود عرسال، بعدما بثّت «جبهة النصرة» شريطَ فيديو لهم يحذّرون فيه مِن أنّهم سيدفعون الثمنَ في حال إنجَرَّ الجيش اللبناني والحزب في المعركة، فيما سارَع أهاليهم إلى التحرّك مهدّدين بخطوات تصعيدية «ستكون «موجعةً ومفاجئة للجميع في حال لم نأخذ تطمينات جدّية». فيما اعتبر وزير الداخلية نهاد المشنوق لـ»الجمهورية» «أنّ الخطر الحقيقي في معركة القلمون هو أنّ أيّ عمل عسكري تقوم به جهة غير الجيش اللبناني سيؤثر سلباً على موضوع العسكريين». من جهته، أكّد قائد الجيش العماد جان قهوجي « أنّ الإرهاب أصبح خطراً شاملاً يتوزّع بين القارّات والدول، إلّا أنّنا لا ندع لأنفسنا أيَّ عذرٍ بإلقاء اللوم في شأن مواجهته على الآخرين، فنحن نبذل الجهد الأقصى ونقدّم التضحيات الكبرى».

لم يخرج مجلس الوزراء في جلسته المخصّصة لاستكمال مناقشة مشروع موازنة الدولة عن سقف الهدوء والتوافق الذي ساد الجلسة السابقة فجاءت المناقشات ايجابية وبدا معظم الوزراء قريبين من الإقتناع بإدخال تكاليف سلسلة الرتب والرواتب في المشروع باستثناء وزيري «التيار الوطني الحر» جبران باسيل والياس بو صعب ووزير «الطاشناق» ارتور نظاريان الذين يعارضون فكرة ربط مصير السلسة بمصير الموازنة كون لا اتفاق على الملفين في مجلس النواب.

وقال وزير المال علي حسن خليل بعد الجلسة «إنّ النقاش كان صعباً لكن الاجواء ايجابية». وأكّد انّ استكمال البحث سينطلق في جلسة الخميس من قاعدة إدخال قيمة السلسلة التي أقرّتها الحكومة السابقة، أي 1760 مليار ليرة لبنانية، علماً انّ بدل غلاء المعيشة والبالغ 890 مليار ليرة تدفعه الخزينة منذ 2012 وهو غير مغطّى بإيرادات السلسلة.

وفي مستهل الجلسة وبعدما اصطحب بوصعب والدة الضابط الشهيد نديم سمعان لمقابلة سلام ونقل مطلبها إعادة 6 أيار الى روزنامة العطل الرسمية، ناقشَ مجلس الوزراء هذا الامر على مدى ساعة ونصف ساعة وبدأ النقاش ووزراء الكتائب الذين تحدث باسمهم الوزير رمزي جريج مطالباً بعودة «عيد الشهداء» بين الأعياد الوطنية، وقال «إنّ شهداء جبل لبنان الذين سقطوا عام 1915 على يد جمال باشا يستأهلون منّا ان نتذكرهم في هذا اليوم من السنة».

وانضمّ الى وزراء «الكتائب» زملاؤهم في تكتّل «التغيير والاصلاح» فردّ سلام موضحاًُ «أنّ إلغاء هذه العطلة الرسمية لا يمسّ بعيد شهداء 6 أيار ورمزيتهم، هو فقط يندرج في إطار تخفيف العطل لما لها من تأثير على دورة العمل الاقتصادي».

وعندها طلبَ هؤلاء الوزراء «أن يكون 6 أيار أقلّه هذا العام فقط عطلة رسمية لأنّه يصادف مرور مئة عام على الذكرى تماماً مثلما فعلنا مع الأرمن».

وسرعان ما بدا النقاش يأخذ منحى طائفياً انزعج منه رئيس الحكومة فتدخّل وزير المال مستدركاً وقال: «إنّ النقاش يتحول نقاشاً طائفياً، وهذا الامر لا يليق بمجلس الوزراء ولا يتناسب مع هذه الذكرى الوطنية التي نُجمع عليها كلّنا والمبدأ هو تجنّب مزيد من العطل الرسمية فقط».

فطلب عندها سلام مزيداً من الوقت لدرس الموضوع بهدوء وتروٍّ، ودعا الوزراء الى الوقوف دقيقة صمت وكذلك دعا الى تنكيس الأعلام اليوم تخليداً لهذه الذكرى.

المشنوق

وسألت «الجمهورية» وزير الداخلية نهاد المشنوق اذا كان الفيديو الذي بثّته «النصرة» عن العسكريين يعني انّ المفاوضات انتكست، فأكّد انّ ايّ معطيات لم تصِله من المعنيين تشي بأيّ مساس بالاتفاق، وقال: «بحسب معلوماتي لا تأثير لهذا الفيديو على المفاوضات».

وسُئل عمّا إذا كان لمعركة القلمون تأثير، فأجاب: «إنّ الخطر الحقيقي في معركة القلمون هو انّ ايّ عمل عسكري تقوم به جهة غير الجيش اللبناني سيؤثّر سلبا على موضوع العسكريين». وأضاف: «إنّ حياة العسكريين المخطوفين هي همّنا الاوّل، لكن من غير المقبول ان تتّخذهم الجهات الخاطفة رهائن للَيِّ أذرعِنا، وإذا كان الجيش اللبناني يريد القيام بأيّ عملية عسكرية ضد الإرهاب على الحدود فنحن معه وإلى جانبه ونؤيّده لأنه يمثّل كلّ لبنان».

تجدر الاشارة الى انّ المشنوق حرص على الخروج من الجلسة وإلى جانبه وزير العدل اشرف ريفي للتأكيد على عدم وجود ايّ خلاف بينهما، فسارَع وزير التربية الياس بوصعب الى التقاط صورة «سيلفي» لهما.

ريفي

وقال ريفي لـ«الجمهورية: «نحن صوت واحد ولا يفرّقنا شيء وهدفنا الدفاع عن لبنان».

سلام

وكان رئيس الحكومة تمّام سلام جدّد القول أنْ «لا استقرار ولا حياة سياسية سليمة من دون رئيس للجمهورية»، وأكّد «أنّ الحكومة ليست، ولن تكون، بديلاً من رئيس في قصر في بعبدا يمارس صلاحياته الدستورية كاملة».

وقال: «إنّنا نعمل بكل ما آتانا الله من قوّة ونبذل كل الجهد لتسيير عجلة الدولة، لكنّنا نشعر كلّ يوم أنّ ما يكبّلنا ويضعف إنتاجية الحكومة وقدرتها على مواجهة المتطلبات الهائلة التي تحتاجها البلاد على كلّ الصعد، هو هذا الفراغ القاتل في سدّة الرئاسة الأولى وعرقلة أداء السلطة التشريعية اللذين لا يجوز الاستسلام لهما واعتبارهما أمراً طبيعيا. إنّ الأمر الطبيعي هو أن تنجَز الإستحقاقات في أوقاتها، وأن تجدّد المؤسسات الدستورية نفسَها وتؤدّي عملها، وفق آليات نظامنا الديموقراطي البرلماني كما حدّدها الدستور.

نصرالله

وأعلن الامين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله أنّ الحزب لن يصدر بياناً في شأن العملية المفترضة ضد المسلحين في السلسلة الشرقية، مشيراً إلى أنّه عندما ستبدأ هذه العملية ستتحدث عن نفسها. وقال: «نحن سنذهب الى معالجة هذا الموضوع مدفوعين بشعور مواجهة الخطر، والتكليف هو ديني وإنساني، ونحن في هذا الامر ندفع ضريبة الدم لكي يحيا سوانا».

وأضاف: «عندما قلت أنّه بعد ذوبان الثلج هناك استحقاق أمام لبنان والجيش اللبناني، وهذا ما قلته قبل إدلب وجسر الشغور وتطوراتهما الميدانية.عندما تحدّثت عن ذوبان الثلج إنّما بسبب مؤشرات عن تحرّك المسلحين هناك في القلمون وجوارها ونيّاتهم واضحة لدينا».

وأكّد « أنّنا لا نتحدث عن تهديد مفترض، إنّما عن عدوان فعلي يتمّ التعبير عنه بمهاجمة المواقع، واحتلال أراضٍ لبنانية واسعة، وكان ذلك قبل ذهابنا الى القصير، وأيضاً في الاعتداء المستمر على الجيش اللبناني واستمرار احتجاز الجنود اللبنانيين واللعب بأعصاب أهلهم، وقصف المنطقة، لذلك نحن أمام تهديد موجود وقائم وعدوان فعلي موجود».

ولاحظ نصرالله «أنّ الدولة غير قادرة على القيام بهذا الواجب لمواجهة هؤلاء»، معتبراً «أنّ الدولة لو قامت بمسؤولياتها سنكون معها وأمامها، ولكن من الواضح أنّ الدولة غير قادرة على فعل ذلك. وأمام ذلك نحن ذاهبون الى هذه المعالجة وإنْ لم يصدر موقف رسمي عن حزب الله حول هذا الأمر. لكن هناك مؤشّرات والمناخ موجود، لكن نحن لم نعلن شيئاً».

الحريري

وردّ الحريري عبر «تويتر» ليلاً على نصرالله معتبراً أنه «مسؤول عن الخدمات الايرانية الأمنية والسياسية في اليمن ومصلحة لبنان بندٌ أخير في اهتماماته، بعد مصالح ايران في اليمن والعراق وسوريا»، لافتاً الى أنّ «الاهتمام المثير لنصرالله بالملف اليمني، يؤكّد المتداول من انّ إيران كلّفته شخصياً منذ سنوات مسؤولية رعاية التنظيم الحوثي المسمّى أنصار الله».

وأكّد أنّ «نصرالله يتناول الموضوع اليمني كما لو كان يتحدّث عن الضاحية أو النبطية، ويتصرّف كما لو أنّه القائد الفعلي للحركة الحوثية، ويتعامل مع عاصفة الحزم في اعتبارها هزيمة شخصية له وللمشروع الإيراني في اليمن».

وأضاف: «يقول نصرالله إنّ الذهاب الى حرب القلمون أمر محسوم، وهو من يرسم حدود العملية وزمانها ومساحتها، لأنها تكليف أخلاقي ووطني وديني»، معتبراً أنّ «السيّد حسن يتعامل مع الحدود اللبنانية جنوباً وشرقاً وبقاعاً وشمالاً، كأراضٍ مملوكة لـ«حزب الله» يتحرك فيها على هواه ويبيع ويشتري الحروب كما يشاء».

وأشار الى أنّ «مصلحة لبنان باتت في آخر السطر من تحليلات السيّد حسن والأمر المؤكّد انّ الدولة في لبنان، مشطوبة من عقله ولا مكان للجيش والحكومة والمؤسسات، وحزب الله هو البديل عنها وسيقوم مقامها في الذهاب الى الحرب في القلمون».

هولاند ـ الحريري

وفي الحراك الخارجي، برز أمس لقاء عُقد في الرياض بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والحريري بحضور وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والوفد الفرنسي المرافق. ويأتي هذا اللقاء بعد اجتماع عُقد في باريس أخيراً بين هولاند والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي واتّفق خلاله على أن تُجري فرنسا اتصالات دولية لتأمين انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وبحثَ هولاند والحريري في الأوضاع في لبنان والمنطقة، وفي تزويد الجيش اللبناني الأسلحة الفرنسية من الهبة السعودية، وفي سُبل مساعدة لبنان في مواجهة الأعباء الناتجة عن أزمة اللاجئين السوريين وتكثيف الجهود الدولية المبذولة لحلّ الأزمة السورية ولوضع حدّ لمعاناة الشعب السوري.

ووصفَت مصادر تابعَت وقائع اللقاء بأنّه كان «ودّياً وطبيعياً وعاماً وشاملاً تناولَ مختلف التطوّرات على الساحة العربية من الخليج حيث تستعِر حرب اليمن التي بدأت تنعكس تطوّراتها البرّية على الحدود اليمنية – السعودية جرّاء القصف اليمني الذي طاولَ مدناً وقرى سعودية ما يَشي بمرحلة جديدة وسط المساعي الدولية لوقف العمليات الجوّية للسماح بأعمال الإغاثة في المدن والقرى اليمينة، وصولاً إلى الوضع في سوريا حيث لم تتوافر ايّ مؤشرات توحي بوجود مشاريع حلول جديدة للأزمة السورية.

وذكرت المصادر انّ البحث تركّزَ في جزء واسع من اللقاء على انعكاسات ما يجري في العالم العربي على لبنان وضرورة القيام بكلّ جهد ممكن لإبعاد الحرائق عنه وحمايته من التردّدات السلبية التي تركتها الأزمة السورية، وما عكسَته حدّة الخطاب السياسي بعد اندلاع «عاصفة الحزم» في اليمن وقبل الإنتقال الى عملية «إعادة الأمل».

وفي شأن الإستحقاق الرئاسي أكّدت المصادر انّ هولاند لا يملك جديداً، فالمساعي التي قام بها موفدُه الى طهران والرياض وبيروت جان فرنسوا جيرو تجمَّدَت. وتعهّد هولاند باستكمال حمل ملف لبنان أينما حلّ في المنطقة والعالم، وتحدّث عن تفاهم فرنسي ـ فاتيكاني يرقى الى مستوى التعهّد بمساعدة لبنان للنفاذ بوحدته والحد الأدنى من الإستقرار، على رغم ما يجري حوله من تطورات تهدّد حدود بعض الدول وأنظمتها.

قهوجي

وبرزَت مساء أمس، كلمة لقائد الجيش العماد جان قهوجي خلال افتتاح المؤتمر الإقليمي الخامس عن «الشرق الأوسط في ظلّ متغيّرات السياسة الدولية»، تناول فيها دور الجيش اللبناني في حماية لبنان في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه.

وقال: «أصبح الإرهاب خطراً شاملاً يتوزع بين القارات والدول، إلّا أنّنا لا ندع لأنفسنا أيَّ عذرٍ بإلقاء اللوم في شأن مواجهته على الآخرين، فنحن نبذل الجهد الأقصى ونقدم التضحيات الكبرى، تحضيراً وسهراً وبذلاً واستشهاداً، في سبيل كسر شوكتِه ووضع حدٍّ له، وقد حقّقنا إنجازات كبيرة على هذا الصعيد، تجلّت في محاصرة التنظيمات الإرهابية وعزلها على الحدود الشرقية، وشلّ قدرتها على التحرك أو التسلّل في اتجاه الأراضي اللبنانية، بالإضافة إلى تفكيك معظم خلاياها الإرهابية في الداخل».

وأكّد «إلتزام الجيش مواصلة التصدّي للإرهاب بكلّ قوة وحزم، ومنعَه استدراج الفتنة إلى داخل الوطن، والتزامَه أيضاً الحفاظ على رسالة لبنان وصيغة العيش المشترك بين ابنائه، مهما بلغت التضحيات، مستندين في ذلك كلّه، إلى قدراتنا الذاتية والتعاون العسكري الوثيق مع الدول الصديقة، وثقة المجتمع الدولي بدور مؤسستنا العسكرية، وقبل كلّ شيء إلى رفض الشعب اللبناني بمختلف طوائفه ومذاهبه، هذا الجسم الغريب عن نسيجه الاجتماعي وقيَمه السمحاء».

الجلسة التشريعية

ولم يطرأ أمس أيّ جديد على صعيد الجلسة التشريعية المتعثّر انعقادها. وفي هذا الإطار التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان الذي ابلغَ اليه استعداد «القوات» للمشاركة في التشريع، لكنّها تشترط إدراج مشروع قانون الانتخاب الجديد على جدول اعمال الجلسة، فأكّد بري انّه «كان هناك اتفاق على ترك هذا المشروع الى ما بعد انتخاب رئيس الجمهورية، فإذا كنتم تريدون الآن العودة الى هذا الامر، فلا مانع عندي، اتّفقوا على قانون انتخاب وأنا حاضر لإدراجه في جدول الاعمال. والأمر نفسه ينطبق على مشروع قانون استعادة الجنسية للمغتربين.

وسأل عدوان برّي هل هو «زعلان» من موقف كتلة «القوات» المقاطع للتشريع، فقال: «أنا لستُ زعلاناً منكم لأنّ موقفكم واضح، وإنّما زعلان من الذين أكّدوا أنّهم سيحضرون الجلسة ولكنّهم لم يحضروا».

14 آذار لـ«الجمهورية»

وقالت أوساط قيادية في قوى 14 آذار لـ«الجمهورية» إنّ «أيّ خطوة أو قرار لا ينبع من الإرادة الوطنية الجامعة يشكّل نسفاً للشراكة الوطنية وضرباً للصيغة اللبنانية». ورأت «أنّ تفرّد «حزب الله» بقرار المواجهة في القلمون هو استمرار لسياسة الاستئثار بالقرار الاستراتيجي الوطني وجرّ لبنان إلى مواجهات لا ناقة له فيها ولا جمل». وتخوّفت من عودة التوتّر السياسي من باب القلمون، محمّلةً الحزب المسؤولية عن تداعيات ما قد ينجم عن هذه المواجهة.

ونوّهَت الأوساط بشهادة جنبلاط في المحكمة الدولية «التي أعادت ربط الأحداث وتوثيقها بشكل مترابط ومتسلسل، وأظهرت الدور الثلاثي للشهيد الحريري وجنبلاط والبطريرك السابق مار نصرالله بطرس صفير في الوصول إلى انتفاضة الاستقلال وإخراج الجيش السوري من لبنان، وسلّطت الضوء على دور النظام السوري في استتباع بيروت وإلحاقها وربطها بدمشق».

وقالت الأوساط نفسها إنّها تعوّل كثيراً على تحرّك الحريري الخارجي «الذي يشكّل مظلة أمان للبنان على مستويَين: الأوّل، دولي قطعاً للطريق على أيّ تسوية لا تأخذ في الاعتبار البعد السيادي اللبناني. والثاني إقليمي – سعودي يوفر التوازن ويؤمن الاستقرار ويحمي اللبنانيين في الخليج».

الحراك الداخلي: مكانَك راوِح

داخلياً، لم تخرج التحرّكات الداخلية عن نطاق التشاور المستمر بين الحلفاء وعبر بعض أبواب الحوار الجانبية المفتوحة بين أطراف من 8 و14 آذار.

وعلمَت «الجمهورية» أنّ الحديث عن زيارة موفد الحريري مدير مكتبه نادر الحريري إلى الرابية أو استبدالها بلقاء مع وزير الخارجية جبران باسيل انتهى في المرحلة الراهنة بعدما غادَر نادر صباح أمس في زيارة خاصة الى الخارج من دون أن تتمّ هذه الزيارة أو اللقاء اللذين كان متّفقا عليهما مبدئياً بعد عودة الحريري من واشنطن، وفي انتظار اللقاء الذي كان مرتقباً يومها بين رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون والسيّد نصرالله.

وفُهِم أنّ تيار «المستقبل» لم يحدّد موقفاً نهائياً بعد من مطالب عون في شأن بعض الملفات التي يتناولها الحوار بينهما، خصوصاً لجهة التعيينات العسكرية والأمنية وصولاً الى الإستحقاق الرئاسي.

وعلمَت «الجمهورية» أنّ «المستقبل» أوفَد أحد الأصدقاء المشتركين الى الرابية لإبلاغ عون بعدم جدوى الزيارة واللقاء لانتفاء أيّ تطوّر جديد يمكن أن يقلب المعادلات أو يوضح مسار المرحلة المقبلة وأحداثها.

وكان مستشار الحريري النائب السابق غطاس خوري زارَ الأحد الماضي الرئيس أمين الجميّل في بكفيا وتشاوَر معه في نتائج زيارة الحريري لواشنطن، وكذلك نتائج زيارة الراعي لباريس.a