IMLebanon

فرنجية عند عون وجعجع في «المرصاد»… وطهران لموسكو: التسوية لم تنضج

دخلت التسوية الرئاسية، في ظل القول إنها جمّدت او سقطت، في طور جديد من المشاورات بعيداً من الاضواء، على ان يتظهّر مصيرها النهائي في قابل الأيام، وربما قبل جلسة الانتخاب المقررة في 16 الجاري. وستتجه الانظار الى الرابية اليوم حيث سينعقد لقاء قد يكون مفصلياً بين رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون ورئيس تيار»المردة» النائب سليمان فرنجية، الذي سيضع الأول في حقيقة التسوية التي طرحها معه الرئيس سعد الحريري في لقائهما الباريسي الأخير، وهو لقاء كانا اتفقا على عقده في «الوَشوشة» التي حصلت بينهما على هامش التعزية بشقيق عون.

علمت «الجمهورية» انّ رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي التقى أمس القائم بأعمال السفارة الأميركية ريتشارد جونز، ينتظر ما ستؤول اليه المشاورات الجارية ليبني على الشيء مقتضاه في ظل انطباع بدأ يسود مفاده انّ الاستحقاق الرئاسي ستنسحب أزمته الى السنة الجديدة، اللهم إلّا اذا حصل ما يحلّ هذه الازمة فينجز في جلسة 16 الجاري. لكن المؤشرات حتى الآن تصب في خط استبعاد التوافق السريع على انجاز الاستحقاق خلال الشهر الجاري.

بوغدانوف وعبد اللهيان

وفي غضون ذلك علمت «الجمهورية» من مصادر روسية انّ الشأن اللبناني قد اختُصر بدقائق محدودة خلال اتصال تمّ صباح امس بين نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وقد تمحور هذا الاتصال حول الأوضاع في سوريا واليمن.

وابلغ اللهيان الى بوغدانوف انّ التسوية الرئاسية في لبنان لم يكتمل نضوجها وتحتاج الى مزيد من الوقت، فيما حضّ بوغدانوف على الذهاب نحو حلّ لمسألة الفراغ الرئاسي من دون ان يدخل في التفاصيل.

وتفيد معلومات اضافية من موسكو انّ الحريري أقنع القيادة السعودية بالتسوية التي باركتها، إلّا انّ المملكة لم تُلزم نفسها تسويقها في المحافل الدولية وعلى طاولات الحوار الدولي. فيما التزم الحريري امام المملكة بإقناع حلفائه المسيحيين في لبنان وبأن يقنع فرنجية حلفاءه، ولا سيما منهم عون، بالتسوية.

وكشفت المصادر الروسية انّ الاتصال بين بوغدانوف وعبداللهيان أولى اهتماماً للشأن اليمني الذي يحاك له حل يرضي جميع الاطراف بمن فيهم السعودية وايران. اما الملف السوري فحلّ في الدرجة الثانية.

وقد ابلغ الجانب الروسي الى الايرانيين بأنّ حكومة الاردن جدّية ومتعاونة مع القيادة الروسية وقطعت شوطاً مقبولاً في إعداد لائحة المنظمات الارهابية التي تقاتل في سوريا كما اتفق في فيينا ٢، وانّ الاردنيين مشاركون في غرفة العمليات المركزية في موسكو التي تخوض الحرب ضدّ «داعش».

إنعدام التوافق

الى ذلك، قالت مصادر معنية بالاستحقاق الرئاسي لـ«الجمهورية»: «إن ما يعوق إنجازه في جانب أساسي منه هو انعدام التوافق بين القيادات المارونية».

وكررت التأكيد انّ بري والحريري ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط إنما دعموا ترشيح فرنجية استناداً الى مبادرة الحريري التي اختارت فرنجية كأحد الاقطاب الموارنة الاربعة الذين سُمّوا مرشحين أقوياء واجتمعوا في بكركي وبرعايتها واتفقوا على ان يكون الرئيس واحداً منهما اذا نال التوافق العام حوله».

واكدت المصادر أنّ الزعماء المسلمين الثلاثة لم يفرضوا على المسيحيين اسماً خارج الأسماء التي اتفقوا عليها في بكركي. مع العلم انّ احداً لا يمكنه تقييد مجلس النواب الذي في امكانه ان ينتخب اسماً آخر غير تلك الاسماء. ولم تؤكد هذه المصادر أو تنفي تجميد مبادرة الحريري أو سقوطها، لكنها اشارت الى انّ المشاورات مستمرة.

مصادر كنسيّة

وعلى جبهة البطريركية المارونية، أكّدت مصادر كنسيّة لـ«الجمهوريّة» أن التسوية الرئاسيّة «جمّدت وتوقفت حالياً»، لافتة الى أنّ «المعادلة بسيطة، ولو كانت الأمور تتقدّم مثلما يروّج رعاة التسوية لكان فرنجية انتخب رئيساً، لكن صلابة الموقف المسيحي واعتراض الأحزاب المسيحية الثلاثة فرملَ هذه التسوية التي لم تأت أصلاً بضمانات حول قانون الإنتخاب الذي هو موضوع جوهري وأساسي للمسيحيين».

واشارت المصادر الى أنّ «البطريركية المارونية التي تتابع إتصالاتها مع القيادات، لم تستطع حتّى الآن تأمين الأجواء الملائمة لنجاح لقاء الأقطاب الموارنة الأربعة إذا ما تمّ عقده»، مشيرة الى أنّ «بكركي لا تريد عقد لقاء للأقطاب من دون الخروج بنتيجة في شأن التسوية أو طرح الاقطاب أسماء توافقية لرئاسة الجمهورية».

وكان الراعي العائد الى بكركي بعد زيارته الرعوية الى سوريا، دعا «الجماعة السياسية في لبنان لعبور باب الرحمة، الى خلاص الوطن من كل معاناته ولا سيما من معاناته السياسية المتمثّلة بالفراغ الرئاسي منذ سنة وسبعة أشهر.

ولن يستطيع الأشخاص المعنيّون ذلك من دون التحرّر من عتيق نظراتهم ومواقفهم ومصالحهم». وتمنّى «العبور بالبلاد من خلال باب الرحمة الى حياة اقتصادية منظّمة تُخرج الشعب اللبناني من معاناة الفقر والحرمان وحالة الإذلال».

«الحزب»

وعلى جبهة الضاحية الجنوبية، ظلت قنوات الاتصال والتواصل مع الرابية مفتوحة. وعلمت «الجمهورية» ان لا تغيير او تعديل طرأ على موقف «حزب الله»، فهو ما زال مستمراً في دعم عون ما دام الاخير مرشحاً ولن يتدخل معه للتأثير عليه، ويعتبره صاحب قرار مستقل.

«القوات»

وعلى جبهة معراب، أكّدت مصادر «قواتية» لـ«الجمهوريّة» أنّ رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع «يُبدي أمام زوّاره وخلال الإجتماعات التي يعقدها في معراب ارتياحه الى الأفق المسدود الذي وصلت اليه تسوية انتخاب فرنجية، حيث أنها فُرمِلت وتوقّفت، ويعود ذلك الى عوامل عدّة أبرزها رفض «القوّات» الحازم لهذه التسوية، والتنسيق وصلابة الموقف بين «القوّات» و«التيار الوطني الحرّ» والذي لم يعد أحد قادراً على تجاوزه، إضافة الى موقف السعودية التي لا تريد أن تتخطّى جعجع والإجماع المسيحي الرافض طريقة فرض التسوية، لكنّ جعجع يؤكد أنّ فرملة التسوية لا يعني سقوطها أو الإنتهاء منها لأنّ العاملين على خطها سيعاودون نشاطهم».

وشدّدت المصادر على أنّه «في حال تحرّكت التسوية مجدّداً فإنّ جعجع سيكون في المرصاد وسيواجهها، وستكون هناك خطوات مفاجئة». ولم تستبعد المصادر أن «يكون من بين هذه الخطوات لجوء جعجع الى ترشيح عون إذا وقعت المفاضلة بين فرنجية وعون، وهذا الخيار قد كشف عنه النائب أنطوان زهرا في اليومين الماضيين، وسيلجأ إليه جعجع في الوقت المناسب».

تفاهم غير معلن

وتزامناً مع استمرار موجة التصعيد على صفحات التواصل الإجتماعي بين «القوات» وتيار «المستقبل» في ضوء بعض المواقف والتحليلات والمقالات الصحافية بما حملته من اتهامات، كشفت مصادر واسعة الإطلاع لـ«الجمهورية» انّ تفاهماً قد تم التوصّل اليه من دون اي اتصال مباشر بين الحريري وجعجع قضى بأن يجمّد الحريري خطواته في اتجاه ترشيح فرنجية فيما تعهّد جعجع بفرملة خطواته التي كان يمكن ان تؤدي الى ترشيح عون، على ان تتواصل اللقاءات التي يقودها سُعاة الخير من أصدقاء الطرفين.

وكان جعجع غرّد على «تويتر» أمس، فقال: «في أيام المحن لا يصمد إلّا الأبطال، 14 آذار ليست تكاذباً لبنانياً كالعادة، بل معمودية دم ما فوق العادة»، مشدداً على «أنّ المصطادين في الماء العكر لن يصلوا الى مكان». وأضاف: «أكثر ما نحن في حاجة إليه في هذه اللحظة هو الهدوء والسكون»، مؤكداً «أنّ 14 آذار باقية باقية باقية لأنها روح لن يتمكن أحد من إطفائها».

«المستقبل»

وعلى جبهة تيار «المستقبل»، يلمس زوّار الحريري في الرياض «تصميماً لديه على السير في مبادرته، التي تنطلق على قاعدة: «يد واحدة لا تصفّق»، وتتطلب تجاوباً ليس من طرف واحد بل من اطراف عدة وفي مقدمهم فرنجية، إذ انّ تجاوبه معها يُعدّ اساسياً لجهة طريقة التعاطي معها وتوضيح مواقفه السياسية لكي تتحول هذه المبادرة فعلاً تسوية تحت عنوان تسوية وطنية توافقية، كذلك تتطلب المبادرة تعامل كل الاطراف معها».

وعلمت «الجمهورية» انّ الحريري الذي اجتمع اخيراً مع وزير العدل اشرف ريفي الذي غادر الرياض الى تونس، ومع النائب احمد فتفت العائد الى بيروت، ناقش معهما موضوع التسوية الرئاسية شارحاً أمامهما اسبابها وخلفياتها وضروراتها.

وبدورهما، شرح ريفي وفتفت للحريري رأيهما وطرحا هواجسهما بصراحة إزاء هذه التسوية وطريقة التعامل مع هذه المرحلة التي يعتبرانها صعبة جداً. وفي اعتقادهما انّ فرنجية اذا اراد ان يأتي رئيساً نتيجة تسوية وفاقية وطنية عليه تظهير مواقفه السياسية أولاً، وبالتالي هما سيسيران في التسوية اذا كانت فعلاً وفاقية وطنية. امّا اذا كانت فقط حلاً مؤقتاً لموضوع رئاسة الجمهورية فلن يفعلا.

وتعترف مصادر مطلعة عن كثب على أجواء «المستقبل» بأنّ «التسوية مجمدة حالياً»، وتستبعد في الوقت نفسه أي حظوظ لنجاحها، بعدما تلمّست عدم وجود نية لدى «حزب الله» بتسهيل الامور، وما تكراره لازمة «دعم عون» إلّا للاستهلاك الاعلامي فقط».

وقالت: «الحزب في الحقيقة لن يرى سبباً لقبوله بالتسوية طالما انّ السعودية اتهمته ولا تزال بالارهاب، وهي في الامس القريب اوقفت بثّ محطته الاعلامية «المنار» عبر «عربسات».

وكانت كتلة «المستقبل» دعت الى «اغتنام فرصة الجهود التي قام ويقوم بها الرئيس سعد الحريري لإطلاق مبادرة تُنهي الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، فالبلاد باتت في وضع بالغ الخطورة في ظل تعاظم المخاطر المحيطة بها على مستوى المنطقة، وتفاقم التدخلات والمواجهات الإقليمية والدولية، وفي ظل ازدياد التعقيدات الداخلية التي انعكست تعطيلاً لأعمال المواطنين وتفاقم الازمات المعيشية وتراجع مختلف المؤشرات الاقتصادية،

ما يحتّم على الجميع عدم التردد في العمل لإنجاز الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، الذي من شأن إتمامه إدخال البلاد في مرحلة جديدة تعيد للمؤسسات الدستورية دورها وتعيد للحياة السياسية حيويتها، وتحمي لبنان من ارتدادات متوقعة على المنطقة يصعب التكهن بتفاصيلها».

واكدت الكتلة «تمسّكها بتحالف قوى 14 آذار والمبادئ التي قامت عليها انتفاضة الاستقلال وإيمانها المطلق بالأهداف التي بلوَرها نضال قوى 14 آذار»، مشددة على انها «تتمسّك اليوم اكثر من أي وقت مضى بمبادىء تحالف قوى 14 آذار القائمة على اقتناع راسخ في العيش المشترك والمضيّ في النظام الديموقراطي القائم على الحرية واحترام حقوق الانسان وإقامة الدولة المدنية».

الجميّل في الرابية

وعلى جبهة حزب الكتائب، وفي سياق التواصل بين القيادات المارونية، علمت «الجمهورية» أنّ الرئيس امين الجميّل الذي زار الرابية امس، عرض مع عون الوضع الحالي، واكد وجوب استمرار التنسيق لبلورة موقف مشترك من الموضوع الرئاسي.

ورأى الجميّل بعد اللقاء أنّ «الامور ليست ميسّرة في الوقت الحاضر في ملف الرئاسة»، مشدداً على ضرورة ايجاد مخرج للوضع الراهن ، معتبراً أنّ «ثمّة مسؤولية وطنية على القيادات المسيحية بهذا الملف».

وأوضح الجميّل أنه لم يتلق أيّ اتصال من بكركي في شأن اجتماع للاقطاب الموارنة الاربعة، مشدداً على ضرورة حصول لقاء بين القيادات المسيحية.

وأكدت مصادر في حزب «الكتائب» لـ«الجمهورية» أنّ هدف اللقاء بين الجميّل وعون كان التعزية بشقيق الأخير، وبعدها بُحث في موضوع الرئاسة بما أنهما من الأقطاب المسيحيين الرئيسيين، وهما معنيّان مباشرة بقضية الانتخاب، ولدرس اتجاه موضوع التسوية وما هو موقف عون إزاءه».

وأضافت أن «لا معطى حاسماً حتى الساعة لأنّ الحوار ما زال قائماً مع فريق عمل الوزير سليمان فرنجية لكن لم يتولّد حتى الساعة الإقتناع بالسير في هذه التسوية أو عدمه لأننا ننتظر أجوبة عدة واضحة، ونحن في طور التقدم، إلا أننا لم نصل لمرحلة حسم القرار، خصوصاً أنّ هذه المبادرة غامضة ولا نعرف كل عناصرها، والمطلوب من الحريري وفرنجية توضيحات، لكن لا شك في أنّ التسوية أطلقت عملية سياسية ولو أنه لم يُعرف بعد ما إذا كانت ستثمر أم لا».

وعمّا إذا كان هناك رأيان داخل الحزب، أوضحت المصادر أنّ «الآراء تتنوّع إنما الموقف يكون موحّداً في كل القضايا، وفي هذه القضية نعمل بنحو كثيف ونتعامل معها بجدية كاملة، ولا نريد الرفض من دون إعطاء البدائل، وما ان يتبلور لدينا الإقتناع الكامل سنعلن موقفنا».

«8 آذار»

وعلى جبهة فريق 8 آذار، قالت مراجع سياسية رفيعة المستوى فيه لـ«الجمهورية» انّ اللقاء بين عون وفرنجية «فقد وَهجه ولم يعد ذي قيمة ولن يكون حاسماً لأنه لن يحمل أي جديد، إضافة الى احتمال ان يكون اللقاء الأول والأخير بين الرجلين».

ولفتت هذه المراجع الى ان «لا جديد لدى عون يقدمه لفرنجية وهو ينتظر ما سيطرحه معه من «الألف الى الياء» في ما سمّي التسوية التي طرحها طرف واحد هو الحريري الذي فاجأ رفاقه في قوى 14 آذار قبل ان يفاجىء الخصوم».

ورداً على القول إنّ بري وحزب الله كانا على علم مسبق بالمبادرة وبلقاء باريس وانّ عون كان الوحيد المغيّب عن الصورة، قالت المراجع نفسها «هذا كلام صحيح في الشكل وما سمعناه يتردد في وسائل الإعلام ولكن هل يكفي ذلك ليكتسب صفة تسوية»؟.

وأضافت: «ليس هناك ما يسمّى مبادرة في رأينا وفي رأي العماد ميشال عون وكل ما جرى محاولة أخرى كان وما زال الوزير فرنجية أحد ضحاياها وهذا ما ستُثبته الأيام في القريب العاجل. وقد يقدّم عون لفرنجية المعطيات التي تقود الى القول انه، اي عون، كان الضحية الأولى وفرنجية تحوّل الضحية الثانية».

«التكتل»

وفي المواقف، اعلن تكتل «التغيير والاصلاح» في بيان بعد اجتماعه الاسبوعي أنّ «التزام الصمت هو سِمة المرحلة لدى العماد عون حتى اتّضاح الصورة، ولا سيّما من المرشّح عضو التكتّل النائب سليمان فرنجية».

وإذ رأى أنه «لا يمكن أن يُسيّج أو يُحفّز ترشيح أيّ مرشح إلى سدّة الرئاسة بالتهويل، ذلك أنّ انتخاب الرئيس هو خاتمة مسار ديموقراطي وميثاقي ودستوري هادئ مهما طال الزمن، وعسى أن لا يطول»، لفت إلى أنّ «التهويل بالدّم، يأتي من باب أنّ انتخاب ما سمّوه هم رئيس الفرصة يعني أنّ انتخاب أيّ رئيس آخر لن يتحقّق إلّا بالحرب أو بأحداث أمنية مأسوية، وهذا كلامٌ كبير وخطير وغير مقبول وغير صحيح، وقال العماد انّ الدم يعني الطريق إلى داعش».

وأضاف البيان: «التهويل بأنّ رئيس «الفرصة» على ما يسمّون، إن لم يُنتخب، لن يكون بعده وبعد اليوم رئيس للجمهورية، فيضمحلّ الاستحقاق ويصبح الشغور لازمة حياتنا الوطنية.

هذا التهويل يا جماعة الخير أو الشرّ يصيب الميثاق، أي الطائف الذي ارتضيناه معاً نحن جميعاً سقفاً لنا لا نتجاوزه مهما اشتدت الملمّات. هو سقفكم ويجب أن يبقى سقفكم، فلا تفتحوا شهيّة تجاوزه!».

رد «المستقبل»

ورداً على بيان الـ«تكتل» قالت مصادر بارزة في تيار «المستقبل» لـ«الجمهورية» انّ «ما اعتبره التكتل تهويلاً وكلاماً خطيراً ليس بالشيء الذي يذكر أمام فعل التعطيل الأخطر الذي يمارسه هذا التكتل لمنع انتخاب رئيس للجمهورية، وفق معادلة التهويل الكبرى «إمّا عون أو لا أحد» المستمرة منذ سنة ونصف سنة، والتي تحولت معادلة «ليش إنت مش أنا» لتفويت فرصة الرئاسة على حليفه سليمان فرنجية، بعدما تبيّن أنّ فرصته جدية».

وأضافت: «أمّا ادعاء الحرص على اتفاق الطائف، فتَنفيه كل الطروحات العونية، البعيدة والقريبة، التي تنادي بالقفز فوق الدستور الذي انبثق من هذا الاتفاق».