Site icon IMLebanon

الملف الرئاسي في عطلة وأسرار التسوية تتكشّف تباعاً

إنتقلت التسوية الرئاسية من مرحلة السباق إلى قصر بعبدا إلى مرحلة الكشف عن الأسرار التي رافقت ولادتها والقوى التي شاركت في إطلاقها وصناعتها ومواكبتها، خصوصاً بعد الموقف المعلن لـ«حزب الله» الذي تقصَّد فيه تعميمَ مضمون اللقاء بين الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، في رسالةٍ مقصودة إلى الحلفاء والخصوم بأنّ الحزب اتّخَذ قراره النهائي بالتأكيد أنّ رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون «هو مرشّح فريق 8 آذار أوّلاً»، في خطوةٍ يرمي من خلالها إلى إعادة الإمساك بالملف الرئاسي على مستويَي الترشيح وتوقيت ملء الفراغ في قصر بعبدا. فما قبلَ اللقاء بين نصرالله وفرنجية هو غير ما بعده، حيث رُحِّلت التسوية إلى توقيت آخر مع فارق تحَوّل فرنجية إلى خيار رئاسي متقدّم، وبالتالي كلّ شيء انتهى اليوم بانتظار معطيات وظروف جديدة. وتقاطعَت المعلومات على وحدة موقف الحزب والرئيس السوري بشّار الأسد برفض المبادرة الرئاسية شكلاً ومضموناً، في رسالة موجهة إلى الرئيس سعد الحريري وخلفه السعودية، وليس إلى فرنجية الذي أكّدت المعلومات أنّه التقى الأسد وسمعَ منه ما كان سَمعه من نصرالله لجهة الفصل بين شخصه والملاحظات على المبادرة في طبيعتها وجوهرها وتوقيتها.

عشية الجلسة الثالثة والثلاثين لانتخاب رئيس جمهورية التي تنعقد غداً كسابقاتها، وفيما الانتظار سيّد الموقف، علمت «الجمهورية» انّ اكثر من سفير دولة معنية بالوضع اللبناني، لا بل بالملف الرئاسي، أعربَ خلال لقاءات امس مع قادة سياسيين، عن اعتقادهم بأنّ مبادرة الرئيس سعد الحريري اصبحت شبه مطويّة، والدليل على ذلك انّ غالبية السفراء سيأخذون إجازات طويلة في بلادهم أثناء فترة الاعياد، وهذا يؤكد انّ الملف الرئاسي سيأخذ أيضاً عطلة فعلية من دون ان يُعرَف في ايّ شهر يمكن ان يستفيق من السنة المقبلة.

وعلمت «الجمهورية» انّ الاتصالات التي جرت في الايام القليلة الماضية بين الديبلوماسية الفرنسية والاميركية، وشاركَ في جانب منها الطرف السعودي، اظهرَت انّ هناك خطأ في الصنع رافقَ إعلان مبادرة الحريري ولا بدّ من إجراء تصحيح لها، إمّا بإقناع رافضيها، وإمّا باستنباط اسم مرشّح آخر لحسم الموضوع الرئاسي. لكنْ ارتُؤيَ أن يتمّ تأجيل البحث في هذا الموضوع الى مرحلة لاحقة.

في كلّ الاحوال، سيطلّ رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية بعد غدٍ الخميس في مقابلة متلفَزة. وحسب المصادر القريبة منه، فهو لن يسحب ترشيحَه، ولكنّه سيؤكّد مرّة أخرى أنّه إلى جانب رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون في حال كان عون المرشّح الأوفر حظاً».

ويُعتبَر هذا الموقف بمثابة أوّل خطوة الى الوراء يُقدِم عليها المرشح فرنجية بعدما واجهَته الصعوبات المعلومة.

زيارة سوريا؟!

وفيما تأكّد على نطاق واسع بأنّ فرنجية توجّه في الثامنة والنصف من ليل أمس الأوّل الى سوريا واجتمعَ مع الرئيس بشّار الأسد وعاد منها حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف، نفَت مصادر فرنجية الرواية، وقالت لـ»الجمهورية» إنّ «الأيام المقبلة لن تشهد أيّ تحركات غير عادية ولن يكون هناك ايّ لقاء قبل حلقةِ «كلام الناس» مع الزميل مارسيل غانم والتي سيحلّ فرنجية ضيفاً فيها وتبَثّ مساء الخميس من بنشعي.

ولفتت المصادر الى انّ فرنجية سيقدّم في هذه الحلقة روايةً لِما رافقَ ترشيحه من ألِفها إلى يائها داحضاً الروايات التي استرسَل البعض فيها والتي لا أساس لها من الصحة، وسيقدّم تقويمه للمرحلة المقبلة واضعاً النقاط على الحروف في كلّ العناوين المثارة ولا سيّما في ما رافقَ سلسلة اللقاءات التي اعقبَت لقاء باريس مع الحريري».

ولا تنفي المصادر ان يكون فرنجية «قد تحوّلَ مرشحاً دائماً دخلَ الى نادي المرشحين الى رئاسة الجمهورية، الى ان يحين الإستحقاق بعد تسميته جدّياً من زعيم تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري والذي لم تكن خطوته مناورةً كما يرغب البعض باحتسابها على الإطلاق».

ذهول «14 آذار»

بعد التعثّر الذي واجهَته التسوية الرئاسية، أبدى المتحمّسون والمؤيّدون لها ارتياحَهم الشديد الى الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس سعد الحريري بفرنجية، خصوصاً عندما أكّد خلاله «متابعة التشاور والمضيّ في المسار المشترك لانتخاب رئيس الجمهورية» .

وإذا كان هذا الاتصال قد نزل برداً وسلاماً على جمهور «المردة»، إلّا أنّه شكّلَ مفاجأةً لدى جمهور 14 آذار المصاب أساساً بحالة ذهول منذ أن طرِحت التسوية، خصوصاً وأنّه لم تمضِ ساعات على الاتصال الهاتفي الذي أجراه رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع بالحريري، ليتفاجَأ هذا الجمهور بالاتصال الذي أجراه الحريري بفرنجية.

ولم تفلِح مصادر في 14 آذار في إخفاء مرارة هذا الجمهور الشديدة «إزاء ما بلغَته الأوضاع، بعدما ناضلت 14 آذار وقدّمت الشهيد تلوَ الشهيد لكي تبقى ثورة الأرز مستمرّة وشعلتُها مُتّقدة».

وتَرى هذه المصادر «أنّ جعجع، وعلى رغم الخيبة التي مُنيَ بها والمفاجأة التي تعرّض لها، أبى إلّا أن يضع كلّ شيء وراءه حِرصاً منه على 14 آذار ومبادئها وثوابت «ثورة الأرز»، وصوناً للتحالف بين «المستقبل» و«القوات» والذي شكّلَ العصبَ الاساس في معركة «لبنان أوّلاً».

ومن هذا المنطلق، بادرَ جعجع الى الاتصال بالحريري السبتَ الفائت، للتداول معه في المرحلة التي عبرت والتنسيق في كيفية مواجهة المرحلة المقبلة معاً، بسلبياتها وإيجابياتها».

وتؤكد المصادر أنّ «في العمل السياسي عادةً، المسؤول يرتكب الأخطاء، وهذا ليس فيه أيّ عيب، لكن عندما يَجد أنّ قراره لا يَحظى بالتفاف وموافقة من حلفائه، عليه أن يتراجع عنه لكي لا يتحوّل هذا القرار انتحاراً لمشروع سياسي كبير جدّاً».

لقاء عون ـ جعجع

وتقول مصادر معراب لـ«الجمهورية» إنّه لا يجب أن يسأل أحد بعد اليوم متى سيلتقي عون وجعجع، فـ«القوات» و«التيار الوطني الحر» على تواصل يومي وتنسيق دائم في كافة الأمور التفاصيل، والهواتف بين الرابية ومعراب مفتوحة. وأكّدت المصادر من جهة أخرى «أنّ فكرة ترشيح جعجع لعون لم تسقط من حساباتها وأنّ لكلّ حادث حديثاً».

وفي سياق متصل تشكّل زيارة مستشار الرئيس الحريري الدكتور غطاس خوري إلى العماد عون اليوم لتقديم واجب العزاء مناسبةً لإعادة تقييم العلاقة بين «المستقبل» و«التيار الحر»، خصوصاً أنّ خوري كان عملَ على خطى تقريب العلاقة بين الطرفين.

مشاورات الراعي مستمرّة

وفي هذه الأثناء، تعيد بكركي تقييمَ الموقف بعد العاصفة التي أثارها ترشيح فرنجيّة، وهي حتّى الساعة تصِرّ على عدم الدخول في أيّ تسمية أو طرح لائحة لمرشّحين للرئاسة.

وقدّ سرَت أمس معلومات مفادُها أنّ الراعي يعقد سلسلة اجتماعات مع عدد من المطارنة والشخصيات المارونية لمحاولة الوصول الى إسم توافقي بعدما تَعذّرَ انتخاب واحد من الاقطاب الموارنة الأربعة، لكنّ هذه المعلومات والاخبار نفاها عدد من المطارنة، مؤكدين أنّ مشاورات الراعي مستمرّة، وهي لتأمين أجواء سليمة لانتخاب رئيس وليست تسويقاً لأيّ مبادرة أو تسمية لرئيس، بعدما أكّدت بكركي أنّها لن تغطّي أيّ تسوية تكون بمثابة كسرِ للزعامات المارونية وتبعِد المسيحيين عن القرار الوطني.

قانصوه

وفي المواقف من التسوية، قال عضو القيادة القومية لحزب «البعث العربي الاشتراكي»النائب عاصم قانصوه لـ»الجمهورية إنّ «التسوية الرئاسية توقّفت حاليّاً بانتظار انتهاء الأعياد وحدوث معطيات جديدة، وتوقّع أن لا يتوضّح مسارها قبل جلاء المشهد الإقليمي وتظهُّر نتائج مؤتمر جنيف المقبل».

ولاحَظ قانصوه أنّ ترشيح فرنجية «قوبِل بهجمة رهيبة من الأقطاب الموارنة، فكلّ واحد منهم يريد ان يصبح رئيساً، وعندما لمسوا أنّ البطريرك الراعي يتّجه الى الموافقة على هذا الترشيح «طارَ عقلهم» وتحوّلوا ضده».

وقال قانصوه إنّ الامين العام لـ«حزب الله السيّد حسن نصر الله لم يقُل لا بالمطلق لترشيح فرنجية، بل قال «إلّا إذا» أي إذا قال عون ان لا حظّ له». لكنّه أبدى اعتقاده بأنّ السيد حسن يميل الى تأييد عون أكثر من فرنجية، على اعتبار أنّه قطع وعداً له أوّلاً ولديه مصلحة في وصوله لأنه يغطّيه مسيحياً أكثر من فرنجية».

لكنّ قانصوه تمنّى لو يتراجع عون عن ترشيح نفسه «لأن لا حظّ له «شأنه شأن حظ المرشّحين أمين الجميّل وسمير جعجع «، متسائلاً: لماذا لا يفسِحون المجال أمام فرنجية؟ المعطيات ليست عندي بل عندهم».

وقال: «سأظلّ متفائلاً بتحقيق التسوية إلّا عندما أسمع فرنجية يعلن بنفسِه أنّه انسحب من السباق الرئاسي». وإذ أكّد قانصوه أنّ المعطيات على الارض في سوريا تميل لمصلحة النظام الرئيس بشّار الأسد، قال: «لا زلتُ على كلامي بأنّني أتمنّى أن يكون الشبل سليمان فرنجية رئيساً في قصر بعبدا».

العريضي

وقال عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب غازي العريضي لـ»الجمهورية» إنّه مع التسوية الرئاسية المطروحة «ومع أيّ تسوية، فالتسوية متلازمة مع لبنان، فهذا لبنان وهذه تركيبته»، ورأى أنّه «بالتسوية نحافظ على وحدة لبنان وعلى التنوّع داخل هذه الوحدة كي نقدر أن نحمي ما تبقّى من هذا البلد».

وأكّد أنّ «الفوضى والفراغ أخطر من الحرب، فالدولة تهترئ وتتحلّل، ومؤسساتها تخترب، كما أنّ الاقتصاد يلامس الخطوط الحمر الصعبة جداً، وتأتينا تحذيرات دولية خارجية بشأنه»، مشيراً إلى أنّ «رغم اتّخاذنا بعضَ الإجراءات في المجلس النيابي إلّا أنّ ذلك غير كافٍ.»

وأكّد العريضي «أن لا مصلحة للبلد بالبقاء من دون رئيس جمهورية ومن دون حكومة ومجلس نيابي فاعلَين، وأن تُسيَّر شؤونه بقدرة الله». وأشار إلى «تعثّر مقلِق في التسوية»، مشدداً على أن «لا بدّ من معالجة المسألة بكثيرٍ من الحكمة والهدوء والعقلانية، فلبنان معرّض لشتّى أنواع الأخطار ولا شيء إيجابيّ، فكلّ القلق يحيط بنا إذا استمرّ الوضع على ما هو عليه».

أمّا عن مصير أزمة النفايات، وخُفوت الضوء عليها إعلامياً وشعبياً، جدّدَ العريضي تأكيد نظريته القديمة بأنّ «في لبنان ملفّاً يبلع ملفّاً، وقضيةً تبلعُ قضية، ولا نصل فيه إلى حق أو حقيقة.»

وهل يستطيع لبنان أن ينأى بنفسه عن نيران الخراب الحاصل في المنطقة العربية؟ أجاب العريضي: «نعيش حالة من حالات الخراب، فلقد خرّبنا الدولة وخرّبنا الفرَص التي أعطيَت لنا من الخارج، وهذا خراب من نوع آخر»، متابعاً: «أخذنا نصيبَنا من الحرب لمدّة 15 سنة وأكمَلنا التخريب في السياسة وفي الإدارة».

الحوار الثنائي الخميس

وفي هذه الأجواء، قالت مصادر عين التينة لـ«الجمهورية» إنّ الاتصالات التي سبَقت تخصيص رئيس مجلس النواب نبيه بري يومين لتقبّل التعازي بوفاة شقيقته دفَعته الى طلب تأجيل اللقاء الثاني والعشرين من الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» من نهار أمس الإثنين الى بَعد غد الخميس في17 الجاري لاستكمال البحث من حيث انتهَت الجلسة الحادية والعشرون قبل أسبوعبن تقريباً.

وقالت المصادر إنّ الجلسة السابقة أجرَت تقويماً لِما تَحقّق على مستوى الاستحقاق الرئاسي ومبادرة الرئيس الحريري باتّجاه ترشيح النائب فرنجية، لكنّ الخطوات التي كانت متوقّعة قد تمّت فرملتُها الى أجلٍ غير مسَمّى، كما سيتناول المجتمعون قضايا سياسية ووطنية مختلفة ما زالت مطروحة على جدول أعمال الحوار بينهما.

ومن المتوقع ان تكون جلسة الخميس للحوار الثنائي الأخيرةَ لهذا العام، باعتبار أنّ فترة ما قبل عيد الميلاد ستَشهد الجولة الحادية عشرة لهيئة الحوار المقرّرة يوم الإثنين المقبل في الحادي والعشرين من الشهر الجاري في عين التينة بدلاً من مجلس النواب، لإبعاد سلسلة التدابير الأمنية التي تُرافقها عن وسط بيروت عشية عيد الميلاد.

ملف النازحين

وفي ملفّ النازحين السوريين، كشفَ وزير العمل سجعان قزّي لـ«الجمهورية» أنّ مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون السكّان واللاجئين السيّد سيمون هانشاو طرَح عليه خلال زيارته أمس إمكانية وضعِ برنامج لإيجاد فرَص عمل للنازحين السوريين لكي يساهموا في بناء بلادهم حين يعودون إليها، فأكّد له قزي أنّ في لبنان لا يوجد سوريون بلا عمل إنّما يوجد لبنانيون عاطلون عن العمل، وبالتالي في بلد بلغَت نسبة البطالة فيه 25 % وبطالة الشباب 36% وعدد اللبنانيين الذين يعيشون تحت سقف الفقر 3،27 % لا يستطيع إيجاد عمل لغير بَنيه، علماً أنّ لبنان هو بحاجة دائماً منذ عقود وعقود إلى يد عاملة سورية في قطاعات معيّنة من اقتصاده».

ترحيل النفايات

على صعيد آخر، عاد ملف النفايات إلى الضوء مجدداً بعد إعلان وزير الزراعة اكرم شهيّب انّ موضوع ملف ترحيل النفايات اصبَح في نهاياته.

وقال شهيّب بعد اجتماع اللجنة الوزارية المكلّفة متابعة ملف النفايات الذي انعَقد امس برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام وحضور الوزراء: علي حسن خليل، نهاد المشنوق، اكرم شهيّب ورئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر: «بعد تعطيل خطة مطامر النفايات كان لا بدّ من الذهاب الى موضوع الترحيل بشكل جدّي وعملي وعِلمي وبما يتلاءَم مع مصلحة الخزينة اللبنانية وقدرات الدولة اللبنانية من خلال البنى التحتية التي تسمح بعملية الترحيل، هذا العمل أخَذ وقتاً طويلاً سواءٌ كان مع الإدارات المعنية أو في مراكز الفرز والتوضيب في لبنان أو من خلال الشروط الدولية الموضوعة على عملية الترحيل كون لبنان مرتبطاً باتفاقية بازل».

ولفتَ الى أنّه عرض في الاجتماع «كلّ الذي قُمنا به من تحضيرات على المستوى القانوني والإداري والفنّي والعلمي، والعروض التي قدّمت والشركات التي تمّ اختيارُها، وتمّ التوقيع على ورقة أوّلية تمهيداً لموافقة مجلس الوزراء في المرحلة المقبلة».

ولفتَ الى أنّه جرى البحث عن مصادر التمويل مع وزارتي المالية والداخلية ومع مجلس الإنماء والإعمار، وأنّ أجوبة الوزارات المعنية ستكون خلال 48 ساعة المقبلة، وسيكون هناك اجتماع في الخامسة من عصر الأربعاء لعرض الموضوع على مجلس الوزراء