IMLebanon

«القوّات» و«التيار» يسوّقان «إتفاق معراب» وبري: خطوة متقدّمة لكن غير كافية

 

أحدثَ تبنّي رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع ترشيحَ رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون لرئاسة الجمهوريّة عمليةَ خلطِ أوراق داخلية وإقليمية، ما دفعَ كثيراً من الأفرقاء السياسيين إلى الانشغال بمشاورات داخلية قبل إعلان المواقف النهائية من «إتفاق معراب». في وقتٍ شهدَت الساحة الداخلية حركة موفدين في كلّ الاتّجاهات تمهيداً لتلك المواقف، فيما جالَ موفدون لعون على شخصيات ومرجعيات رسمية وسياسية وقيادات حزبية شارحين أجواءَ تبنّي جعجع لترشيح عون. وفي ظلّ استمرار بكركي في استقطاب القيادات المارونية، يسافر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى الفاتيكان غداً لإطلاع الكرسي الرسولي على أجواء المصالحة المسيحيّة، وما نتجَ عنها من تردّدات إيجابية وارتياح في الشارع المسيحي، وما يمكن أن يكون لها من تأثيرات على مصير الاستحقاق الرئاسي. وكان اللافت أمس صدور أوّل موقف عربي من «اتّفاق معراب»، عبّرَ عنه وزير الخارجية القطري خالد العطيّة في حديث متلفَز، وصَف فيه قرارَ جعجع ترشيحَ عون للرئاسة بأنّه «موقف حكيم»، مؤكّداً أنّ «جعجع أخَذ في الاعتبار مصلحة لبنان».

وسط آمال عونية ـ «قواتية» واسعة في أن يؤتيَ تبنّي جعجع ترشيحَ عون ثمارَه المرجوّة، تستمر القراءات في أبعاد خطوة معراب وترَقّب مسارها، خصوصاً بعدما بدا للبعض أنّها فتحت الباب واسعاً لإنجاز الاستحقاق الرئاسي.

ويُنتظر ان تحدِد كل المرجعيات والقوى السياسية مواقفَها، وأبرزُها رئيس مجلس النواب نبيه بري و»حزب الله» والرئيس سعد الحريري، ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط وحزب الكتائب،

ما سرّ سكوت «حزب الله» و«المستقبل»؟

وفي هذا السياق بدا أنّ «الثنائي الشيعي» يلتزم الصمت أملاً بموقف لتيار «المستقبل» يواجه فيه «الثنائي المسيحي» ويَطير نصاب جلسة 8 شباط، فيما يبدو أنّ «المستقبل» يلعب اللعبة ذاتها ليَظهر أمام الرأي العام أنّ «الثنائي الشيعي» وتحديداً «حزب الله» هو مَن لا يريد انتخابَ رئيس حتى ولو اتّفق المسيحيون.

وتوقّفت أوساط مطّلعة على موقف «حزب الله» عند شكل اللقاء في معراب الذي لم يوفّق فيه عون، إذ بدا كأنه احتفال «تسليم وتسلّم» للزعامة المارونية بين عون وجعجع، وهذا ما جَعل «الحزب» يتريّث أكثر قبل بلوَرة موقف علني وواضح ممّا جرى.

برّي

وقد سُئل بري أمس عن رأيه بإعلان جعجع ترشيحَ عون، فأجاب: «كون الرأي الأخير لي كرئيس لمجلس النواب لا يجوز ان يكون لي الموقف الاوّل، وأنا في انتظار استجماع المعطيات والمواقف لتكوين هذا الموقف. ولكنني كرئيس لحركة «أمل» سأجتمع بهيئة الرئاسة والمكتب السياسي في الحركة عندما تتوافر لديّ المعطيات لاتخاذ الموقف المناسب».

وأضاف بري امام زوّاره: «ما جرى (بين عون وجعجع) يؤكد نظريتي بأن ليس بين اللبنانيين عداوات بل خصومات، والخصومة بين عون وجعجع كانت الاكثر تباعداً، ومِن هنا فإنّ ما جرى بينهما هو خطوة متقدمة على صعيد المجتمع اللبناني وأمر إيجابي على المستوى المسيحي، ولكنها ليست كافية في موضوع الاستحقاق الرئاسي».

عون

وفي غضون ذلك أوفد عون مساء أمس وزير التربية الياس بو صعب والنائب نبيل نقولا الى نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب ميشال المر حيث أطلعاه على أجواء لقاء معراب.

وأوضَح عون في حديث مع الزميل جان عزيز عبر برنامج «بلا حصانة» على قناة الـ«otv» أنّ «الراعي أعربَ عن فرحه بزيارته، والمفاجأة كانت كبيرة بالنسبة له، وهو كان مصِرّاً على التفاهم وشَعر بأنّ هذه الخطوة تقرّب حصول الاستحقاق الرئاسي»، مؤكداً أن «لا ملحقات سرّية للنقاط التي تلاها جعجع، وبنود ورقة «إعلان النوايا» جزء من خطاب القسَم»

وأوضح عون «أنّنا لم نُطلع الحلفاء على التفاصيل المملة من الاتفاق، بل على النقاط الأساسية منه»، مؤكداً أنّ «ردود الفعل إيجابية على المستوى الشعبي وعلى مستوى التحالفات، وهي مبشّرة وواعدة»، مشيراً إلى أنّ «حزب الله» أصدر موقفاً يؤكد تأييده لترشيحي».

وعن علاقته بفرنجية، أوضَح عون أنّ «وزير الخارجية جبران باسيل اتّصل بفرنجية يوم أمس (أمس الأوّل) ووضعه في جو الاتفاق مع جعجع وإعلان التأييد»، لافتاً إلى أنه «خلال زيارة فرنجية لي أكدتُ له أن له حقّ الترشح للرئاسة، وأنا لا زلتُ مرشّحاً أيضاً، وهو أعلن تأييده لي لفترة زمنية معيّنة وأن يكون هناك Plan B «، لافتاً الى أنّ «العلاقة مع فرنجية طبيعية، هو مثلُ ابني ونحبّه ونغطيه عندما يمكن أن نغطيه وأحبّ أن تبقى العلاقة طبيعية».

ولفتَ عون إلى «انّنا كنّا نعمل مع جعجع على ترشيحي منذ سنة لتطوير الثقة بيننا، وذلك قبل أن يقوم رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري بترشيح فرنجية، وبَحثنا مع جعجع طرحَ شخص ثالث لكنّنا لم نجده، خصوصاً بالأوصاف التي قمنا بتحديدها، فقُمنا بحسم الموضوع بترشيحي للرئاسة».

واعتبر أنّ «بيان كتلة «المستقبل» إيجابي وهادئ، والقرار هو عند الحريري، والواضح انّ الحريري لم يقرر بعد من سيدعم، فالاحتمالات مفتوحة، وأصبح للكلام مسؤولية».

وشدّد عون على تأييده لاتّفاق الطائف، ورأى أنّ «قانون النسبية يعطي لكل شخص حقه، واتفقنا مع جعجع على صيَغ لقانون الانتخابات تلحَظ المناصفة والميثاقية».

وأكد «أننا سنتّصل برئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط، ولكن لا أقدّر ردّةَ فعله ونحن سنقوم بخطوة إيجابية». وأوضَح أنّ «العلاقة مع السعودية صحيحة، لكنّني لا ألتقي السفير السعودي، وإنّما باسيل يلتقيه». وشدّد على «أنّنا لم نقرر كيف سنتعامل مع جلسة انتخابات الرئاسة في 8 شباط».

جعجع في بكركي

وشهدَت الساعات الماضية حركة اتصالات ولقاءات واسعة، واستمرت بكركي محور الحركة واستقطاب للزعماء المسيحيين، فبَعدما زارها عون وفرنجية أمس الأول، زارها جعجع امس وأطلعَ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على خطوة ترشيحه عون، وتوقّعَ «حصول ردات فعل إيجابية» على هذه الخطوة، متمنّياً على كلّ «الكتل النيابية عرضَ الموقف، والتوقّف عنده ومناقشته لاتّخاذ الموقف المطلوب، للتوصّل في أسرع وقت الى انتخابات رئاسية تُخرِجنا من الوضع الذي نحن فيه الى وضع أفضل».

وعن استمرار فرنجية في ترشيحه وقوله «كلّ من يريدني يعرف أين بيتي»، قال جعجع: «أعتقد أنّ هنا بيت القصيد وليس الجزء الأول، فالنائب فرنجية، بغضّ النظر عمّا إذا اختلفنا معه في السياسة أم لا، يقف عند كلامه، وكان يُكرّر دوماً أنّه «إذا كان للجنرال عون حظوظ في الانتخابات الرئاسية فأنا معه وأصَوّت له»، وأتصوّر أنّ حظوظ العماد عون باتت مكتملة تقريباً، لذا أتوقّع أن يتمسّك النائب فرنجية بكلّ الكلام الذي قاله سابقاً، وهذا مغزى كلامه أنّ عنوان بيته معروف».

وعلمَت «الجمهورية» أنّ لقاء الراعي مع جعجع كان إيجابياً، حيث باركَ البطريرك خطوته مُعتبراً «أنّ خطوات جريئة كهذه مطلوبة في هذه المرحلة لإنقاذ الوضع المسيحي واللبناني ولإجراء الانتخابات الرئاسية».

وأكد الراعي لجعجع «وضعَ كلّ إمكاناته من أجل إنجاح هذه الخطوة وحماية الوحدة والمصالحة المسيحية، لأنّ بكركي كانت تطالب باستمرار القيامَ بمبادرات رئاسية، أمّا وقد تمّت الآن فعلى «القوات» و«التيار الوطني الحر» متابعة اتّصالاتهما مع القوى المسيحية والشرَكاء في الوطن لتأمين انتخاب رئيس للجمهورية وإنجاح مشهد معراب».

الراعي إلى الفاتيكان

إلى ذلك، يتوجّه الراعي غداً إلى الفاتيكان لتدشين مذبح في كنيسة مار مارون، وسيَعقد سلسلة لقاءات مع المسؤولين في الكرسي الرسولي، ويرَجّح أن يلتقي البابا فرنسيس، وسيحضر الملف الرئاسي بقوّة في لقاءاته الفاتيكانية، خصوصاً أنّ زيارته هذه المرّة تختلف عن سابقاتها، إذ إنه يتسلّح بتوافق ماروني بعد لقاء معراب وترشيح جعجع لعون.

وسيبحَث الراعي مع المسؤولين الفاتيكانيين في آخر المستجدات الرئاسيّة الداخلية والخارجية. ففي الشقّ الداخلي سيُطلِع الراعي الكرسي الرسولي على خطوة معراب وما رافقَها، ومدى تأثيرها على مسيحيّي لبنان والشرق والنتائج الإيجابية التي ستنعكس على الإستحقاق الرئاسي.

أمّا في الشقّ الخارجي، فسيطّلع الراعي من المسؤولين الفاتيكانيين على الإتصالات التي كانت أطلقَتها الديبلوماسية الفاتيكانية مع الدول المؤثرة في الملف اللبناني، وأبرزُها أميركا والسعودية وإيران.

ومن جهة ثانية، من المقرّر أن يتوجّه فرنجية الجمعة الى الفاتيكان للقاء عدد من المسؤولين الفاتيكانيين للبَحث في الإستحقاق الرئاسي. في وقتٍ لم يتأكّد إمكان انعقاد لقاء بين الراعي والحريري وفرنجية في روما.

قهوجي

وزار قائد الجيش العماد جان قهوجي بكركي مساء أمس، وأطلعَ الراعي على الوضع الامني، خصوصاً على الحدود اللبنانية ـ السورية حيث يتولّى الجيش مواجهة التنظيمات الإرهابية بكلّ حزم وقوة، كما في الداخل، حيث تتواصل عمليات تعقّب الخلايا الإرهابية والسهر التام على الاستقرار.

كذلك تناول اللقاء موضوع تجهيز الجيش. وأثنى الراعي على ما يقوم به الجيش اللبناني، قيادةً وضبّاطاً وعديداً، معتبراً «أنّ الجيش، وإلى جانبه سائر القوى الأمنية، يبقون الضمان الأكيد لاستقرار لبنان وأمانِ شعبه».

جنبلاط

في غضون ذلك، قالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» إنّ جنبلاط «يواكب حركة الإتصالات والمشاورات التي أطلقَها تبنّي جعجع ترشيحَ عون واستمرار فرنجية في ترشيحه، وهو يراقب المواقف في انتظار الاجتماع المشترك لنواب الحزب التقدمي و»اللقاء الديمقراطي» الذي دعا إليه ظهر غدٍ الخميس للبحث في الموقف المرتقب للحزب».

وأوضحَت المصادر أنّ جنبلاط «يتعاطى مع جديد الإستحقاق في هدوء وترَوٍّ وبأعصاب باردة، وكذلك يتعاطى مع مسلسل المواقف التي يراقبها من دون ان تكون لديه أيّ ردّة فعل سلبية بدليل أنّه يتريّث في تحديد موقفه من خلال إعطاء فرصة كافية ليبنيَ موقفه بعد ان تكون المواقف قد رسَت على معطيات ثابتة وهادئة».

ونفَت المصادر «شكلَ ومضمون الكلام الذي نُقِل عنه، خصوصاً لجهة التعبير عن مخاوفه من أجواء المصالحة المسيحية ـ المسيحية، فأكد أنّه لا يكفي ان يَعتبر أن هذا الكلام كاذباً فحسب، بل هو كلام مرفوض بكلّ المقاييس». وأشارت الى انّ موفدين جنبلاطيين سيَجولون على مختلف القيادات السياسية بدءاً من اليوم تحضيراً لاجتماع الغد.

«الكتائب»

وإلى ذلك، أكّدت مصادر كتائبية لـ«الجمهورية» أنّ الحزب يراقب بدقّة المواقف المستجدّة، ويدقّق في كثير ممّا يعلن وينسَب إلى هذا الفريق أو ذاك. وعليه، فقد وجَّه رئيس الحزب النائب سامي الجميّل الذي يستقبل ظهر اليوم وزيرَ الاتصالات بطرس حرب، الدعوةَ إلى اجتماع في الرابعة بعد ظهر اليوم ويضمّ كتلتَي الحزب الوزارية والنيابية في حضور أعضاء المكتب السياسي المصغّر، للبحث في آخر المعطيات المتوافرة تمهيداً لتحديد موقف الحزب ممّا يجري على كلّ المستويات. ولم تستبعد المصادر أن يتحدث الجميّل عقبَ الاجتماع « في حال اكتملت المعطيات لتكوين موقف الحزب ممّا هو مطروح».

باسيل

وكان وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بدأ جولةً على القيادات السياسية والوطنية، فزار بري يرافقه وزير التربية الياس بوصعب، ثم زار الوزير السابق فيصل كرامي، على ان يزور اليوم رئيس الكتائب.

وأكد باسيل من عين التينة حرصَ «التيار الوطني الحر» على حلفائه، واعتبر أنّ ترشيح «القوات» لعون» يعزّز من جهة الوحدةَ والتفاهم المسيحي ولكنْ يعزّز أكثر الوحدة والتفاهم على المستوى الوطني على قاعدة التوازن الوطني، وعلى قاعدة أنّ الاقوياء والممثلين الفعليين لهذا الوطن هم الذين يتبوَّؤون المناصب الدستورية».

وقال: «نحن حريصون كلّ الحرص بعضُنا على بعض وعلى حلفائنا وعلى حفظ حلفائنا، وطبعاً نحن ساعون إلى التفاهم مع الجميع وإلى استيعاب الجميع وإلى وضع أسُس حقيقية يمكن أن تخرجنا من الماضي وتأخذَنا إلى أفق أوسَع بكثير».

«المستقبل»

وكانت كتلة «المستقبل» أبدت أمس ارتياحها إلى «المصالحة» التي جرت في معراب بين «القوات» و«التيار الوطني الحر»، وشدّدت «على التزام توجّهات الرئيس سعد الحريري في هذا الشأن انطلاقاً من أنّ الكلمة الفصل في هذا الملف تبقى للمجلس النيابي، في ظلّ النظام الديموقراطي وتحت سقف الدستور».

شمعون

وأكّد رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون لـ«الجمهورية» أنّه لن ينتخب العماد عون رئيساً للجمهورية، وقال: «من جرَّب المجرّب كان عقله مخرّب، فأنا مِن جهتي لن أصوّت له «لو ألمظولي ياه».

وقال شمعون إنّه «كان على عون وجعجع أن يأخذا خطوةَ التقارب وطيَّ الصفحة السوداء بينهما عام 1990، لكنْ أن تصلَ متأخّراً خيرٌ من أن لا تصل أبداً». وأضاف: «إنّ مسيحيين كثيرين عونيين غيرُ مسرورين لِما جرى في معراب على رغم التنازل الذي أقدمَ عليه جعجع، كما أنّ هناك مسيحيين قوّاتيين «مِش هاضمين الأمر»، وفي النهاية الموضوع ليس هنا، بل عند «حزب الله»، مع مَن يسير في النهاية، فهل يعني أنّه أصبح يَسير مع جعجع؟».

وعن نظرته إلى تبنّي جعجع ترشيحَ عون وانسحابه من السباق الرئاسي، قال شمعون ممازحاً: «يبدو أنّ الحكيم شاهدَ حلقةَ ميشال حايك التي قال فيها إنّ رئيساً للبنان سيُنتخَب لكنّه لن يكملَ ولايتَه وسيُنتخَب رئيس آخر»، فإذا كان جعجع اقتنعَ بما شاهده فمبروك عليه».

وأكّد «أنّ الموضوع ليس موضوع أشخاص، بل خطّ سياسي معيّن، فأنا أرفض خط عون منذ زمن، وهناك خلاف معه على مواضيع عدة، وفي كلّ الحالات، هو لا يعترف بوجودنا، وكانت لديه الوقاحة في أن يقول لنا ذلك.

أمّا بالنسبة إلى فرنجية فقلت منذ البداية إنّنا لسنا في الخط السياسي نفسِه والظرف الراهن يتطلّب رئيساً من خطّنا. وفي الأساس «حزب الله» لا يريد انتخابات رئاسية، فلننتظِر ولنَرَ كيف سيتعامل مع خطوة جعجع».

الحوت

من جهته، قال نائب «الجماعة الإسلامية» عماد الحوت لـ»الجمهورية»: «إنّ التقارب بين أيّ طرفين لبنانيين أمر مُرحّب به، بغَضّ النظر عن الانتماء السياسي أو الطائفي، وبالتالي لعلّ تقاربَ «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر» يساهم في تخفيف الاحتقان اللبناني».

واعتبَر الحوت أنّ تبنّي جعجع ترشيحَ عون «يساهم في حراك إضافي على مستوى ملف انتخابات رئاسة الجمهورية»، وقال: «أصبَح لدينا الآن مرشّحان رسميان: الوزير السابق سليمان فرنجية والعماد ميشال عون، وبالتالي لا بدّ من الانتظار حتى نرى هل سيتوقّف باب الترشيحات عند هذين المرشّحين أم سيكون هناك مرشّح آخر؟ وفي نهاية الأمر، لبنان بلد قائم على نظام برلماني ويَبقى الحسم النهائي في صندوق الاقتراع».

إلّا أنّ الحوت رأى «أنّ ترشيح «القوات» للعماد عون ليس كافياً لحسمِ المعركة الانتخابية؛ وأعتقد أنّه ما زال أمامنا أيام حتى نرى ردّات الفعل على هذا الترشيح وعلى الموقف من استمرار فرنجية في ترشيحه كما أعلن، وبناءً عليه أتوقع أن لا تشهد الجلسة المقبلة انتخابَ رئيس، وبالتالي فإنّ ترشيح الدكتور جعجع للعماد عون يعطي دفعاً لترشيح الأخير لكنّه لا يَحسم المعركة».

التعيينات العسكرية

من جهة ثانية، جال وزير المال علي حسن خليل موفَداً من بري أمس، على الرئيس ميشال سليمان ورئيس الكتائب في إطار مساعيه لتفعيل العمل الحكومي من باب السعي الى إمرار التعيينات في المجلس العسكري في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء.

ونَقل خليل الى الطرفين رسالة من بري مفادُها أنّ مِن المهم جداً أن ننتهي من قضية ما سُمّي تفعيل الحكومة، وإنّ الأمر يتحقق من خلال التعيينات المرتقَبة في المجلس العسكري، وهو أقرّ بأن يسمّي عون أحد العضوين المسيحيين وإنْ كان يرضيه أكثر فليسَمِّ العضوَ الثالث وهو شيعي.

في حين قرأت مرجعية سياسية في زيارة خليل لسليمان والجميّل بهدف استكمال التعيينات العسكرية تحضيراً لاجتماع مجلس الوزراء في 27 الجاري، وسعيه لتفعيل الحكومي، إشارةً إلى أنّ الفراغ باقٍ ويتمدّد.

وعلمَت «الجمهورية» أنّ خليل نَقل الى الطرفين أسماء الضبّاط المرشحين لعضوية المجلس العسكري، متمنّياً أن يكون الموضوع مدارَ بحث جدّي قبل جلسة مجلس الوزراء المرجّحة بعد عودة رئيس الحكومة تمام سلام من دافوس مساء الجمعة المقبل أو بداية الأسبوع المقبل على أبعد تقدير.

وسَمع خليل في الصيفي كلاماً بأنّ الموضوع ما زال قيد البحث وأنّ اجتماع اليوم للكتلتين الوزارية والنيابية سيبحث في هذا الموضوع مع التشديد على مبدأ الكفاية والأقدمية.

وقال خليل لـ«الجمهورية»: نَجول على جميع الاطراف ونستمع الى آرائهم ونحاول التقريبَ بين وجهات النظر للتفاهم على التعيينات العسكرية في المراكز الشاغرة الثلاثة، وهدفُنا تفعيل عمل الحكومة. هناك أسماء مشتركة بين كلّ الأطراف وهناك أسماء تحتاج الى نقاش، وسنُكمل اتصالاتنا ومشاوراتنا مع الجميع في الأيام المقبلة».