IMLebanon

الحريري يتمسّك بفرنجية ونصرالله بعون.. والصافرة الأولى للإنتخابات البلدية أطلِقَت

تستمرّ الاهتمامات منصَبّةً على المضامين السياسية المنتظَرة لخطابَي الرئيس سعد الحريري الأحد المقبل، والأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله الثلثاء، إذ على مواقفهما سيتمّ استكشاف طبيعة المرحلة ومصائر الاستحقاقات، الداهمة منها والمتمادية في التأجيل. وفي الموازاة، بدأ الاهتمام بمستقبل الوضع السوري يتصاعد في ضوء التقدّم الميداني الذي تُحرزه قوات النظام وحلفاؤه، خصوصاً وأنّ البعض يَرهن مصيرَ الاستحقاقات اللبنانية بما سيؤول إليه هذا الوضع. وفيما بدا أنّ الحريري يميل إلى التشديد على مبادرته بترشيح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية فإنّه لم يسَجَّل على جبهة 8 آذار عموماً وعلى مستوى«حزب الله» خصوصاً أيّ تحرّكٍ يشير إلى الجمع بين المرشّحين المتنافسَين فرنجية ورئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون. وفي انتظار الخطابَين، تحافظ الحكومة على وتيرتها التوافقية التي أعادت مجلس الوزراء إلى الانعقاد مُتجنّبةً المسائل الخلافية لئلّا تتعرّض إلى تعطيل جديد. فبَعد جلسة الأمس، يجتمع مجلس الوزراء مجدّداً اليوم ليتابع البحث في البنود المتبقّية على جدول أعماله.

حاذرَ مجلس الوزراء في جلسته أمس البحثَ في اقتراح فرض زيادة على سعر صفيحة البنزين، فانفرجت أسارير الاتحاد العمّالي العام الذي علّق ونقابة المعلمين إضرابَ اليوم، إلّا أنّه أكّد الاستعداد «لاتّخاذ الخطوات السلبية والتصعيدية في حال إقدام الحكومة على فرض ضرائب جديدة تطاول أصحاب الدخل المحدود».

وزفّ مجلس الوزراء بشرى إلى الأجَراء والمتعاقدين في الدفاع المدني عبر إقراره مرسومَ تثبيتهم، كما ورد من مجلس النواب، فانفرجت أسارير هؤلاء واحتفلوا في ساحة رياض الصلح بعد طول معاناة.

وأقرّ المجلس اعتمادات للجيش بقيمة 50 مليار ليرة، وناقش الوضع المالي، فقدّم وزير المال علي حسن خليل عرضاً مفصّلاً عن الوضع المالي مبيناً الأرقام المتعلقة بمجموع الإنفاق وبقيمة الاحتياطي المتوافر، شارحاً أنّ الإنفاق قد ارتفع مقابل واردات لم ترتفع بالنسبة نفسها، ومشيراً إلى أنّ أيّ إنفاق إضافي سيزيد قيمة العجز، وإنّه ينبغي أن يقابل هذا الإنفاق الإضافي مداخيل إضافية.

وتمّ التشديد على وجوب إقرار مشروع الموازنة العامة وترشيد الإنفاق ووقف الهدر ومحاربة الفساد وتفعيل أجهزة الرقابة.

خليل

وقال خليل لـ«الجمهورية: «قمتُ بعرض للواقع المالي من دون اقتراحات، وأبلغتهم في جلسة اليوم (الامس) انّ الحلّ الوحيد هو بإقرار الموازنة، لأنّ ايّ إنفاق جديد يجب أن يأتي في إطار واضح تتحدّد مقابله واردات جديدة، فوزارةُ المال ليس لديها مشكلة صرف إنّما المشكلة في الوضع المالي عموماً، ومِن بين المشكلات الالتزام بسقف الإنفاق، الالتزام بالقاعدة الاثنَي عشرية، الالتزام بعدم استخدام الزيادة عن الاحتياط المتوافر، تأمين توازن مالي حتى لا نحمّل الدولة اعباء أكثر ونرفع نسبة العجز ما يضطرّنا الى زيادة المديونية، والحلّ هو بتحديد سياسة ماليّة واضحة للدولة تبدأ بإقرار موازنة الـ 2016 التي أنجزتُها منذ مدّة ورفعتها إلى رئاسة مجلس الوزراء، ولا ينقص سوى أن ننكبّ على درسها وإحالتها الى مجلس النواب».

واستغربَ خليل الضجّة التي أثيرَت حول الزيادة على سعر صفيحة البنزين، فيما لم تُطرَح هذه الزيادة في مجلس الوزراء، فما حصَل لم يكن سوى عاصفة إعلامية ولم يتمّ التداول بهذه الزيادة أبداً أو رسمياً بين المعنيين».

قزّي

وقال وزير العمل سجعان قزي لـ«الجمهورية»: «نجَحنا في تجميد اقتراح فرض ضرائب على البنزين، على الأقلّ في المرحلة الراهنة، وأساساً هذا الاقتراح لم يأتِ من وزير المال.

لكنّ هذا التجميد يحتّم ان نعود الى وضع موازنة للسَنة الحالية لأنّ هذ الامر يَجعل الامور واضحة والمشاريع محدّدة، ويكون هناك توازن بين الإنفاق والمداخيل، عوضاً عن ان يبقى الإنفاق على القاعدة الاثني عشرية الذي يَخلق التباسات على صعيد التمويل، لكنّ هذا الامر لن يتقرّر قبل إجراء اتّصالات سياسية لضمان إقرار الموازنة».

الانتخابات البلدية في موعدها

وفي مؤشّر لانطلاق التحضيرات العَملية لإجراء الانتخابات البلدية، نشَرت وزارة الداخلية والبلديات اللوائح الانتخابية الأوّلية التي أعدَّتها المديرية العامة للأحوال الشخصية، على موقعِها الإلكتروني. ووجّه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق كلمة إلى اللبنانيين عبر هذا الموقع قال فيها: «إنّ المواطن اللبناني الذي افتقد في الأمس الانتخابات النيابية، وينتظر اليوم الانتخابات الرئاسية، أمامه غداً فرصة استحقاق الانتخابات البلدية.

وهي مناسبة جدّية وفعلية للتعبير عن رأيه وممارسة خياراته ترشُّحاً وانتخاباً، وهي أحد مداخل إعادة تفعيل العملية الديموقراطية في لبنان وتمكين المواطن اللبناني من المشاركة في إدارة شؤونه المحلية».

واعتبَر المشنوق أنّ «الخطوة الأولى في هذه العملية الانتخابية تَكمن في تجاوب المواطن مع الاستعدادات القانونية التي تجريها الحكومة، لتنظيم هذه الانتخابات، من خلال نشرِ اللوائح الانتخابية الأوّلية». وقال: «دعوتي هذه صادقة، وموجّهة إلى كلّ مواطنة ومواطن ليتجاوبوا، بهدف التحضير لانتخابات بلدية شفّافة ونزيهة وخالية من أيّ خطأ، ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً».

برّي

وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري جدّد التأكيد على إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في أيار المقبل، مشيراً إلى أنّه، حسب معلوماته، فإنّ جميع الاطراف موافقة على إنجاز هذا الاستحقاق في موعده.

وشدّد بري من جهة أخرى في «لقاء الأربعاء» النيابي على وجوب إصدار المراسيم التطبيقية المتعلقة بالنفط. وقال: «إنّ هذا الموضوع يجب ان يكون على رأس جدول اعمال الحكومة، لأنه لا يحتمل مزيداً من التأجيل والمماطلة، بل لا أسباب موجبة لهذا التباطؤ».

ونَقل النواب عن بري أيضاً تشديدَه على التزام نصوص القانون الذي أقرّه مجلس النواب سابقاً في شأن عناصر الدفاع المدني ومتطوّعيه.

14 شباط

إلى ذلك، تتواصل الاستعدادات لإحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري الأحد المقبل في «البيال». وأكّدت أوساط الهيئة التنظيمية للذكرى أنّ معظم القوى السياسية المنضوية تحت لوائها ستشارك جميعاً فيها، بما فيها وفد حزب «القوات اللبنانية» مع تغيُّب رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع عن المناسبة، لأنّه اعتبَر أنّ الظروف الأمنية ستَحول دون ذلك.

وتحدّثت عن احتمال حضور ممثّل شخصي لرئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية قد يكون الوزير روني عريجي ومجموعة من قيادة التيار ومكتبه السياسي.

وقالت مصادر مطلعة إنّ الكلمة التي سيُلقيها الرئيس سعد الحريري في المناسبة باتت في صيغتِها شِبه النهائية، وقد خصّص جزءاً منها لهجوم عنيف على إيران وتوجيه انتقادات قاسية الى «حزب الله» وقيادته على دوره في الأزمة السورية، متّهماً إيّاه بـ»التوغّل كثيراً في مجازر سوريا وتفتيتها ونصرةِ النظام السوري» وسيدعوه إلى «الخروج سريعاً من المستنقع السوري».

وأضافت هذه المصادر أنّ الحريري سيؤكد «بقاءَ 14 آذار كقوّة لبنانية عابرة لكلّ الطوائف متمسّكة بالدولة اللبنانية ومؤسساتها وترفض الضغوط التي تتعرّض لها على اكثر من مستوى، ولا سيّما منها تلك التي تحاول فرضَ مرشّح واحد لرئاسة الجمهورية، معتبراً أنّ ذلك يتنافى وأبسطَ قواعد اللعبة السياسية الديموقراطية التي لم يَعتد عليها لبنان من قبل».

كذلك سيؤكّد الحريري «أنّ المبادرة ـ التسوية التي أطلقَها من لقاء باريس ما زالت قائمة شرط اعتبارِها مبادرة لكسر الجمود، بمعزل عمّا سبَقها وما تلاها من مواقف من جهة، واستمرار فرنجية على موقفه كمرشّح جدّي من جهة أخرى».

«المستقبل»

وكانت كتلة «المستقبل» أكّدت بَعد اجتماعها الأسبوعي أمس «أنّ الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه المخضَّبة بدماء التضحية والشهادة، ستبقى أساساً ومحرّكاً لاستمرار انتفاضة الاستقلال التي جَمعت مكوّنات الشعب اللبناني مسلمين ومسيحيين على هدف إنهاء وصاية النظام الأمني السوري – اللبناني، ومهّدت الطريقَ لقيام تحالف قوى الرابع عشر من آذار.

هذا التحالف الذي شكّلَ وما يزال حالةً وطنيةً شاملة، أساسُها التمسّكُ بالعيش المشترك والنظام الديموقراطي المنفتح والحرّ القائم على إعادة الاعتبار للدولة ومؤسساتها وتعزيز دورها وسلطتها العادلة وهيبتها المستندة إلى قواعد الدولة المدنية، الدولة التي تحترم حقوق الإنسان، وحرّية التفكير، وحرّية الاختيار، وعدالة التمثيل، واحترام خصوصيات كلّ المكوّنات اللبنانية».

وأكّدت الكتلة تمسّكها «بمواريث الرئيس الشهيد رفيق الحريري السِلمية والديموقراطية والبنائية والنهضوية للدولة والمؤسسات، وبالأسُس والقيَم التي قامت عليها هذه الانتفاضة المجيدة لقوى 14 آذار، وهي ستبقى وستستمرّ في الدفاع عن هذه الأسس والقيَم على الرغم من التباينات العابرة والمرحلية القائمة بين بعض قواها.

وهي في ذلك تنطلق من حقيقة أنّ الشعب اللبناني الذي رفضَ الوصاية القديمة وأسقَطَها، لن يقبل بأيّ وصايةٍ جديدةٍ بغضّ النظر عن شكلِها أو لَبوسها الجديد أو المتجدّد».

وتزامُناً مع التحضيرات لإحياء ذكرى 14 شباط، علمَت «الجمهورية» أنّ لقاءً عُقد ظهر أمس بين وزير الثقافة المحامي روني عريجي ونادر الحريري والنائب السابق غطاس خوري، بَعد عودة الأخيرين من الرياض، بعد اجتماعات تحضيرية شاركَت فيها قيادات تيار «المستقبل» السياسية والإدارية والتنظيمية تمهيداً لإحياء ذكرى 14 شباط.

16 شباط

وعلى المقلب الآخر، وفيما تترقّب الأوساط السياسية المواقف التي سيعلنها الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله في 16 شباط في مهرجان «الوفاء للقادة الشهداء»: السيّد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب والحاج عماد مغنية.

استبعَدت اوساط مطلعة لـ«الجمهورية» ان يتناول نصرالله في خطابه الشأنَ الرئاسي، في اعتبار أنّه أدلى بدلوه في هذا الملف وحدّد موقف الحزب بدعم ترشيح رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون طالما هو مرشّح.

ولفتت الأوساط الى انّ الخطاب سيتركّز بمجمله على المناسبة، حيث سيُفرد حيّزاً واسعاً للحديث عن «معاني الاستشهاد ودور الشهداء وقدرات المقاومة ومكامن القوة لديها، وعن أهمّية معادلة «جيش وشعب ومقاومة» في النزاع مع إسرائيل.

كذلك سيتناول نصرالله «الوضعَ في المنطقة، في ظلّ التطورات الجارية والنزاع مع العدوّ الإسرائيلي والوضع الفلسطيني».

في هذا الوقت، علمَت «الجمهورية» أنّ «حزب الله» يَحرص بشدّة على وحدة فريق 8 آذار وعلى إقامة أفضل العلاقات بين مكوّناتها، إلّا أنّه لا يؤدّي في الوقت الحاضر أيَّ دور لجمعِ عون بفرنجية، وإنْ كان يشجّع على الحوار بينهما، وكذلك على حوار بين رئيس مجلس النواب نبيه بري عون.

الحوار الثنائي

وفي هذه الأجواء، تنعقد مساء اليوم جولة حوارية جديدة بين تيار «المستقبل» و»حزب الله» في عين التنية، وينتظر أن يبحث المتحاورون في الملف الرئاسي وفي تفعيل العمل الحكومي، إضافةً إلى القضايا المطلبية.

وعشيّة هذه الجولة قال عضو «المستقبل» النائب سمير الجسرلـ»الجمهورية»: «سنواصل البحث في العنوانين الأساسيين على جدول الأعمال، وهما تخفيف التشنّج وإزالة الاحتقان، والملفّ الرئاسي، إضافةً إلى كلّ ما استجدّ منذ الجلسة الأخيرة، وكلّ ما يفترض أن نتحدث فيه سنتحدّث فيه».

واستغربَ الجسر اتّهام البعض تيارَ «المستقبل» بأنه لا يريد إجراء الانتخابات البلدية، وقال: «لو كان هذا الاتّهام صحيحاً فلماذا جالَ وزير الداخلية والبلديات على الجميع لتسويق هذه الانتخابات ونشَر أمس اللوائح الانتخابية الأوّلية؟». وأشار إلى «أنّ تيار «المستقبل» بدأ الاجتماعات التحضيرية الأوّلية استعداداً لهذه الانتخابات».

رحمة يجمع فرنجية الإبن وروكز

في غضون ذلك جَمع النائب إميل رحمة إلى الغداء كلّاً مِن العميد شامل روكز والوزيرِ السابقِ يوسف سعادة وطوني سليمان فرنجية، بحضورِ المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.

وفيما غرّد رحمة عبر «تويتر» قائلاً: «الأخوة في البيت الواحد والعائلة الواحدة»، قال لـ«الجمهورية» إنّ «مِن المستغرب أن يأخذ اللقاء في مكان عام كلّ هذه التفسيرات والقراءات».

وأضاف: «نحن مجموعة نلتقي من وقت لآخر ولا نحتاج الى دعوة، فاللقاء روتيني لا يَحمل أيّ رسائل سياسية مثلما أوحى البعض، وأنا مؤمن بالقول المأثور: «رحمَ الله امرَأً عرفَ حدَّه فوقفَ عندَه».

وقال: «لا أدّعي المهمّة التي أشار اليها البعض، خصوصاً ما يُحكى عن مصالحة بين العماد عون والوزير فرنجية، وجميعُنا يعرف أنّ السيّد حسن (نصرالله) لم يتدخّل بعد لإجراء مثل هذه المصالحة».

وأكّد رحمة أنّ روكز «صديق للجميع، وهو مَن جَمعَ في وقتٍ سابق الوزيرَ فرنجية والعماد عون عقب إشكال سابق بين الرَجلين». وتمنّى «أن لا يعطى اللقاء أكثرَ ممّا يستحق مِن وجهٍ اجتماعي بين مجموعة من الأصدقاء».

صيّاح

وفي ملفّ الحضور المسيحي في إدارات الدولة، ارتأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عدم عقدِ اللقاء الذي كان مقرّراً للوزراء المسيحيين في بكركي غداً الجمعة للبحث في هذا الموضوع.

وأكّد النائب البطريركي العام المطران بولس صيّاح لـ«الجمهورية» أنّ «اللقاء تأجّلَ وتمّ الاستعاضة عنه بعَقد لقاءات ثنائيّة ومع الوزراء كلٌّ على حدة لمعالجة أزمة غياب المسيحيين عن مؤسسات الدولة».

ولفتَ صيّاح إلى أنّ «الوزراء والنواب المسيحيين يُجرون الاتّصالات ويقومون بما يَلزم لتصحيح الخلل والتوازن داخل الإدارات، لأنّه لم يعُد في الإمكان إخفاء هذه الأزمة التي تفجّرَت ويتمّ الحديث عنها بكثرة في الإعلام»، ونفى «حصول ضغوط للمرجعيات الإسلامية على بكركي لتأجيل هذا اللقاء».