Site icon IMLebanon

عون: أشاركُ ضدّ جعجع حصراً… وجنبلاط: من حقّنا المنافسة الديموقراطية

مع بدء العَدّ العكسي لتاريخ 24 تشرين الثاني الجاري، الحَدّ الأقصى للتوصّل إلى اتّفاق حول البرنامج النووي الإيراني، وفيما تتواصل المفاوضات في فيينا بين إيران ومجموعة 5+1 في جولة أخيرة، تتسارَع الاتصالات واللقاءات الديبلوماسية الدولية والإقليمية في مختلف الاتجاهات، فتشهد باريس اليوم لقاءات أميركيةـ سعودية بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره السعودي الأمير سعود الفيصل، ولقاءات أميركية ـ فرنسية بين كيري ونظيره الفرنسي لوران فابيوس، علماً أنّ كيري لم يتوجّه إلى فيينا أمس بل ظلّ في لندن لمتابعة مشاوراته منها مع حلفاء بلاده.

في هذا الوقت، طالب مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي مجلس الأمن بوضع «حزب الله «على قائمة المنظمات الإرهابية»، مؤكّداً أنّ «الرياض ماضية في مواجهة الإرهاب على كافة الأصعدة».

ووصفَت طهران أجواء المفاوضات بأنّها جدّية، مشدّدةً على وجوب التحلّي بالصبر. وقال الرئيس حسن روحاني إنّ الظروف متوفّرة للتوصل الى اتفاق إذا توفّرت الإرادة السياسية لدى الطرف الآخر وإذا لم يطرح مطالبَ مُبالغاً فيها، في حين نقلت وكالة «ريانوفوستي» عن مصدر مطّلع أنّ ايران لا تريد مواصلة المفاوضات بعد موعد 24 ت2، وقال القائد العام لقوات الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري إنّ الولايات المتحدة تسعى ذليلة اليوم للتوصّل الى اتفاق نووي مع بلاده.

وأكّد الرئيس الاميركي باراك اوباما لوزير الحرس الوطني السعودي الأمير متعب بن عبدالله بن عبد العزيز الذي بدأ امس زيارة رسمية الى واشنطن يلتقي خلالها ايضاً وزير الدفاع تشاك هاغل ورئيس هيئة الأركان مارتن ديمبسي وقيادات استخباراتية أميركية» أنّه لا يمكن أن يكون هناك سلام مع بقاء بشّار الأسد»، مضيفاً: «لن تنتهي القضية إلّا بانتهاء الحكم الموجود في سوريا».

وفي السياق، يُجري الممثل الخاص لأوباما في التحالف الجنرال المتقاعد جون آلن مشاورات في تركيا التي وصلها امس مع كبار المسؤولين الأتراك، على ان يتوجّه من هناك الى بروكسل لحضور اجتماعٍ خاص بالتحالف في مقر «الناتو».

وتأتي زيارة آلن الى تركيا عشية زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الى انقرة للبحث مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الحكومة أحمد داود أوغلو، في 21 و22 الجاري في التعاون ضد «داعش». وكان اردوغان ابدى إحباطه لعدم استجابة واشنطن وحلفائها للشروط التي حدّدتها بلاده مقابل المشاركة في التحالف، ورأى أنّ الضربات الجوّية ضد «داعش»غير مجدية.

في هذا الوقت، يزور أوغلو بغداد وأربيل اليوم على رأس وفد كبير للبحث في سُبل تحسين العلاقات ومكافحة الإرهاب الدولي.

على خط آخر، يُجري وزير الخارجية السعودي في موسكو غداً الجمعة محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، تتناول الأزمة السورية وسُبل حلّها، علماً انّ وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيتوجّه الى روسيا الاربعاء المقبل للبحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الأفكار الروسية المطروحة تجاه عقد مؤتمر سوري سوري في موسكو.

في الداخل

كلّ المؤشّرات تدل إلى أنّ المنطقة دخلت في مرحلة حاسمة، وذلك بمعزل عن مؤدّياتها، ولكنّ كلّ الأطراف ستحاول في هذه المرحلة تحسين أوراقها، الأمر الذي يعني تسخيناً للوضع، ويُذكّر بما قاله وزير الداخلية نهاد المشنوق بأنّ «الآتي أعظم»، وبالتالي السؤال الذي يطرح نفسَه: ما تأثير كلّ هذه التطورات على الوضع اللبناني الذي يتوزّع الاهتمام فيه بين المحكمة الدولية التي استحضرت الظروف السياسية التي أدّت إلى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وبين حوارات لا يبدو أنّ آفاقَها مفتوحة، فضلاً عن جلسات انتخابية رئاسية وملفّات أمنية وغذائية؟

وفي هذا الوقت كان لافتاً قول رئيس تكتّل «الإصلاح والتغيير» العماد ميشال عون إنّه «إذا تعهّد رؤساء الكتَل بالالتزام بالتصويت لي أو الدكتور (سمير) جعجع حصراً في انتخابات الرئاسة فنشارك في جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية». وهذا الموقف سيضع الكرة في ملعب النائب وليد جنبلاط، وسيحوّل كلّ الضغط من الآن وصاعداً باتّجاهه، لأنّ رفضَه سحبَ المرشّح النائب هنري حلو سيحمّله مسؤولية استمرار الفراغ، كما أنّ رفضَه الاقتراع لجعجع أو عون، سيحمّله بالإضافة إلى الفراغ مسؤولية عدم إيصال رئيس تمثيلي، خصوصاً أنّ أصواتَ رئيس «الاشتراكي» هي المرجّحة لأيّ مرشّح، لأنّ 8 و14 آذار في حاجة لأصواته من أجل بلوغ الـ65 صوتاً.

فالعماد عون ربط مشاركتَه واستطراداً «حزب الله» بالجلسة الانتخابية رقم 16 بالتزام الكتَل التصويت له أو لجعجع، وبالتالي الأسئلة التي تطرَح نفسَها: هل هذه الخطوة منسّقة مع «حزب الله»؟ وهل سيتمسّك جنبلاط بموقفه؟ وهل سيتمنّى عليه الحزب الاقتراع لعون؟ وهل ستشهد الجلسة 16 انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟

ولم يتأخّر جنبلاط بالرد عبر موقعه على «تويتر» ردّاً على مبادرة عون الرئاسية قائلاً: «أحترمُ رأيَه لكن من حقّنا المنافسة الديمقراطية».

وفي موازاة ذلك نقلَ النواب بعد لقاء الأربعاء عن رئيس مجلس النواب نبيه برّي أنّه لا يزال يرى انّ هناك مؤشرات ايجابية في موضوع الاستحقاق الرئاسي، وأنّ لديه معطيات ملموسة من خلال اللقاءات التي أجراها ويجريها، مؤكّداً أيضاً الاستمرار في سعيه بالتعاون مع النائب وليد جنبلاط للحوار بين «حزب الله» وتيار «المستقبل»، لأنّ ذلك ينعكس إيجاباً على الوضع العام.

وفي هذا السياق، قال وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور بعد لقائه برّي إنّه «يسعى من قِبل جنبلاط وبرّي للحوار كمقدّمة لتفاهم وطني»، وقال إنّ «الحوار لم يبدأ حتى اللحظة، وبري وجنبلاط يبذلان جهوداً، والنيات إيجابية وطيّبة، والجميع يشعر بحجم المأزق».

سلام

وحمّلَ رئيس الحكومة تمام سلام مسؤولية الاستحقاق الرئاسي لكلّ القوى السياسية من دون استثناء، وأسفَ لعدم بذل كلّ القوى السياسية الجهود الكافية، وطالبَها بأن تجتمع وتتّفق وتنتخب رئيساً للجمهورية، مشيراً الى انّ رئاسة الحكومة تحاول «قدرَ المستطاع تعبئة الفراغ نتيجة شغور موقع الرئاسة، ولكن يجب أن نلحّ دائماً وأن لا نسمح لأحد بنسيان اهمّية انتخاب رئيس للجمهورية» .

واعتبر سلام في خلال لقاء حواريّ مع طلّاب انّ التمديد «فرضَته الظروف السياسية، وجاء بديلاً من الفراغ الذي لو دخلنا فيه لكان وضعُ البلد سيئاً جداً».

المجلس الدستوري

وفي خطوة مفاجئة علمَت «الجمهورية» أنّ رئيس المجلس الدكتور عصام سليمان دعا المجلس الدستوري الى اجتماع يُعقد عند العاشرة من قبل ظهر غد الجمعة للبدء بالبحث بالطعن الذي تقدّمَ به «التيار الوطني الحر» إلى المجلس يوم الخميس الماضي طلباً للطعن بقانون التمديد الذي أقرّه مجلس النواب ونشرَته الحكومة في الجريدة الرسمية قبل التقدّم بالطعن بيومين.

وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» إنّ المجلس الدستوري الذي اجتمع عصر يوم الخميس الماضي بعد أقلّ من خمس ساعات على تسلّمه الطعن، بحثَ في الإجراءات الواجب اتّخاذها، وكلّف رئيس المجلس أحد الأعضاء ليكون مقرّراً، وأعطاه مهلة خمسة ايام لوضع تقريره، بدلاً ممّا ينصّ عليه القانون بمهلة الأيام العشرة.

وأضافت المصادر أنّ المقرّر الذي تمّ الاحتفاظ باسمه سرّاً أنجَز أمس تقريرَه، فرفعَه على الفور الى رئيس المجلس، فوجّه الدعوة على الفور الى الأعضاء ليلتقوا في مهلة أقصاها 48 ساعة من الاطّلاع على التقرير الذي عمّمه عليهم أمس، وذلك عند العاشرة من قبل ظهر غد الجمعة، لبدء البحث بالتقرير تمهيداً لتكوين القرار النهائي بقبول الطعن أو ردّه.

واستبعدَت مصادر مطّلعة في المجلس أن يبتّ به في الاجتماع الأوّل، متحدّثةً عن الحاجة الى الكثير من المناقشات، وأنّ اجتماع الغد سيكون بدايةً في السلسلة المتوقّعة من الاجتماعات، الى ان يصدر القرار النهائي بالإجماع.

الاتصالات والتضامن الحكومي

وعشيّة جلسة مجلس الوزراء سيغيب عن الجلسة ملفّ استدراج العروض الجديد لإدارة شركتي الخلوي بسبب عدم إنجاز المصالحة التي سعى اليها سلام من خلال تأليف اللجنة الوزارية الراعية التي تضاربَت مواقف أعضائها من ملف العروض الجديدة

وقالت مصادر وزارية لـ «الجمهورية» إنّ البحث في هذا الملف شغلَ قسماً واسعاً من الإجتماع الذي جمعَ عصر امس رئيس الحكومة بالوزير بطرس حرب الذي أصرّ على الإسراع ببتّ هذا الملف قبل نهاية ولاية الشركتين الحاليتين اللتين تديران القطاع وتنتهي مدّة عقديهما في منتصف كانون الثاني المقبل.

وكشفت المصادر لـ«الجمهورية» أنّ جلسة اليوم ستشهد نقاشاً حول التضامن الحكومي ووقف ما يسمّيه البعض بالعراقيل المفتعلة التي تعطل القرارات الأساسية في ملفّات يجب ان يحسمَها مجلس الوزراء بالإجماع وبالسرعة القصوى واحترام المهَل التي يجب مراعاتها ومصلحة خزينة الدولة.

لوائح «داعش» و«النصرة»

وفي ملف المخطوفين العسكريين، اجتمعَت مساء أمس خليّة الأزمة الوزارية برئاسة سلام وحضور كل من وزير الدفاع سمير مقبل، وزير المالية علي حسن خليل، وزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير الصحة وائل ابو فاعور.

كذلك حضرَه المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير، مدير المخابرات العميد الركن ادمون فاضل ورئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد عماد عثمان.

وعلمَت «الجمهورية» ان لا معطى جديداً طرأ على ملف العسكريين المخطوفين، بسبب تباطؤ الجهات الخاطفة في إرسال اللوائح الاسمية التي على أساسها سيتمّ التبادل.

وأكّدت مصادر المجتمعين انّ الوسيط القطري لا يزال ينتظر ان تنجزَ الجهات الخاطفة لوائحَها حتى يعود الى جرود عرسال، وليس هناك ايّ إشارة تنبئ بأنّ عودته قريبة.

وكشفَت المصادر انّ اللوائح التي بحوزة اللواء ابراهيم، الجدّية وغير الجدّية، هي لائحة تتضمّن 45 إسماً من «داعش» ولائحة من 22 إسماً من جبهة «النصرة»، ولا يزال اللواء ابراهيم ينتظر اللوائح الأخرى بحسب المقترح السرّي الذي تمّ الاتفاق عليه مع الجهات الخاطفة.

وأكّدت المصادر أنّ زيارة ابراهيم الى سوريا سادتها مناخات ايجابية للتعاون والمساعدة، وكانت زيارة استطلاع اكثر منها بحثاً في الأسماء، لأنّ الجهات الخاطفة لم ترسِل بعد أيّ اسم من أسماء السجينات التي تطلب التبادل معها في ملف العسكريين. وتوقّعَت المصادر ان تحتاج معالجة هذا الملف الى وقت ليس بقليل، بسبب تباطؤ الجهات الخاطفة وتعاطيها الذي يفتقر الى كثير من الجدّية.

الفساد الغذائي

على صعيد آخر، مضى وزير الصحة قدُماً في حملته ضد الفساد الغذائي، وهو كشفَ امس مزيداً من الأسماء لمؤسسات ومطاعم تقدّم منتجات غذائية غير مطابقة للشروط الصحية، ودعا الى حالة طوارئ غذائية تتولّاها كلّ الوزارات لمتابعة حجم القضية، ولتصبح سياسة دائمة للدولة، وأعلن عن إقفال 3 مسالخ في الجنوب.

ولاحقاً، كشفَ ابو فاعور عقبَ لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة أنّه لمسَ من برّي «كلّ تأييد ودعم. وبشّرني بأنّه سيُحدّد غداً (اليوم) موعداً لعقد جلسة للجان النيابية المشتركة للبحث في قانون سلامة الغذاء. (تفاصيل ص 11)