Site icon IMLebanon

بان لإنتخاب رئيس سريعاً…وفرنجية لـ”الجمهورية”: لن أُلغي نفسي

فيما تعصف رياح التغيير في المنطقة، والخرائط الجديدة ترتسم في الشرق الأوسط، وفيما الشغور الرئاسي مستمر في قصر بعبدا، خَطفت زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى بيروت الأضواء، ناقلاً جهوزية المجتمع الدولي لمساعدة لبنان، وداعياً إلى ملء الشغور سريعاً، كي يتمكّن لبنان من العمل بشكل كامل، وإلى توفير المساعدة للجيش والقوى الأمنية، في وقتٍ كانت يد الإرهاب تمتدّ مُجدّداً على الجيش فتستهدف دوريةً له بعبوة ناسفة في جرود عرسال، فيسقط له شهيد وثلاثة جرحى، بينهم ضابط. على خطّ آخر، خصَّ رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية “الجمهورية” بجملة مواقف مهمّة في شأن الاستحقاق الرئاسي، وترشيحه، مؤكّداً أنّه لن يُلغيَ نفسَه ولن ينسحب من سباق الرئاسة، حتى لو طلبَ منه “حزب الله” الانسحاب.

على رغم انشغال لبنان في زيارة الأمين العام للأمم المتحدة، ظلّ الاستحقاق الرئاسي الحاضرَ الأوّل بلا منازع، وإنْ غابَ الحراك السياسي في شأنه. وقد حضَر أمس في كلام رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية لـ”الجمهورية”، حيث حذّر من أنه إذا أراد رئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون تغيير قواعد اللعبة الديموقراطية المتعلقة بالانتخابات الرئاسية عبر النزول إلى الشارع، فإنّ كلّ المحرّمات ستَسقُط، وسائر الخيارات ستَحضر، ومنها خيار النزول إلى مجلس النواب في جلسة الانتخاب.

وأكّد فرنجية أنه بين انتخاب مرشّح وسطي وانتخاب عون، فإنّه يؤيّد الأخير. لكنّ فرنجية أشار في الوقت نفسه الى أنّه يرفض إلغاءَ نفسه مُلبّياً رغبة عون بالانسحاب.

وكشفَ أنّ “حزب الله” لم يطلب منه لا الاستمرارَ في ترشيحه ولا الانسحاب لصالح عون، وقال: “حتى لو طلبَ “الحزب” منّي هذا الأمر، فأنا لن أُقدِم عليه ولن ألغي نفسي”.

وأكّد فرنجية أنّه يثق بالرئيس سعد الحريري. وقال، ردّاً على سؤال إذا كان يعتبر البعض أنّ تأييد الحريري لترشيحه مناورة: فلنترك الأيام تثبِت ذلك. ونفى مجدّداً أن يكون قد قدَّم أيّ التزام مسبَق للحريري أو لغيره، مؤكداً أنه اتفق مع الحريري على نقاط عامة ستكون خاضعة للتوافق الوطني في حال انتخابه رئيساً.

وشدّد فرنجية على أنه يطرح نفسَه مرشحاً توافقياً، فإذا لم يلمس أنّه سيُنتخَب بهذه الصفة فهو لن يكون مستعجلاً. وأبدى كلّ تقدير لعون، مُكرِّراً أنه كان ولا يزال عند موقفِه إنه مع العماد عون إذا كانت للأخير حظوظ في الرئاسة.

واعتبَر فرنجية أنّ انتخابه هو انتصار لفريق “8 آذار”، وشدّد على أنه ليس خسارة لفريق “14 آذار”، مُتخوّفاً من “أن يُقدم عون بنفسه على حرق فرصة إيصال مرشّح من “8 آذار” إلى الرئاسة”.

الراعي

ولم يغِب الاستحقاق الرئاسي عن كلمة الراعي خلال ترؤسه رتبة الغسل في سجن رومية، إذ أوضح أنه لا يرى أيّ مبرّر للكتل السياسية والنيابية بعدم انتخابها رئيساً للبلاد، مؤكداً أنّ “هذا واجبُها من باب الدستور، وأيّ شرح آخر أنا أرفضه شخصياً. والدستور واضح، إذا حدث فراغ، يلتئم المجلس فوراً لانتخاب رئيس”.

المشنوق

بدوره، ذكّر وزير الداخلية نهاد المشنوق بأنّ إيران و”حزب الله” يُعطّلان انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، من خلال امتناع نواب “الحزب” وحلفائه عن النزول إلى 37 جلسة انتخاب حتّى الآن.

واعتبَر أنّ “الأفكار الفدرالية التي يَطرحها البعض لن تحلّ المشاكل، بل على العكس ستسبّب العنفَ والحروب لأجل غير مسمّى”.

ورأى المشنوق في خطاب ألقاه في لندن مساء أمس الأول أنّ “كلّ اللبنانيين سيجدون صعوبة جدّية في إنشاء علاقة جديدة وصحّية مع أيّ شكل من أشكال النظام الجديد في سوريا، خصوصاً خلال السنوات الخمس الأولى بعد الحرب، لأنّهم سيكونون مشغولين عنّا. لكنّ تدخّلَ “حزب الله” في سوريا تركَ ندوباً كبيرة في العلاقة المستقبلية مع سوريا والسوريين”.

ونفى المشنوق أيّ نيّة لتوطين النازحين السوريين، مؤكداً أنّ الانتخابات البلدية ستُجرى في موعدها.

بان كي مون

إلى ذلك، يتابع الأمين العام للأمم المتحدة زيارته لبيروت اليوم، بعدما التقى أمس كلّاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة تمّام سلام، ووزير الدفاع سمير مقبل، وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وقائد القوات الدولية العاملة في الجنوب الجنرال لوتشيانو بورتولانو.

ويلتقي بان عند الساعة الثانية بعد ظهر اليوم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في مقر مطرانية بيروت المارونية، بعدما تقرّر أن يكون اللقاء في العاصمة، كي يتسنّى لبان التنقّل بسهولة بين المناطق.

وهو سيزور قبل الظهر مدينة طرابلس، حيث سيكون وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس في استقباله عند العاشرة في مركز جديد للوزارة سيَجري تدشينه في منطقة القبّة في طرابلس، بحضور رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم وكبار المسؤولين في الوزارة وقيادات ووجوه طرابلسية.

ويتضمّن البرنامج زيارةً تفقّدية لِبان إلى مخيّم نهر البارد الذي أعيدَ بناؤه بمبادرات دولية وتمويل عربي وأممي، وذلك قبل أن يعود إلى بيروت ظهراً. وحتى مساء أمس لم تتأكّد الزيارة التي سيقوم بها إلى أحد مخيّمات النازحين السوريّين في البقاع.

وعند السادسة من مساء اليوم يتحدّث بان عن نتائج الزيارة في مؤتمر صحافي يُعقد في فندق فينيسيا، وسط ترتيبات أمنية وإعلامية مشدّدة.

وقالت مصادر تابعَت زيارة بان لـ”الجمهورية” إنّ وقائع كثيرة من الزيارة ظلّت طيَّ الكتمان، لأسباب أمنية تتّصل بالتقديرات الدولية واللبنانية للزيارة إلى بيروت في ظلّ التطورات المحيطة به.

وقد ظهرَ جليّاً ذلك أمس عندما اتّخِذت إجراءات أبعَدت الإعلاميين عن معلومات ما قبلَ الزيارة. وقد استُبدلت الزيارة إلى وزارة الخارجية ظهراً، كما جرى التعميم أمس الأول، بتقديم موعد زيارة بان إلى الجنوب، حيث زار مقرّ قيادة القوات الدولية في الجنوب قبل عودته إلى عين التينة، ومن ثمّ إلى السراي الحكومي، فوزارة الدفاع في اليرزة.

لماذا غاب باسيل؟

إلى ذلك، وفيما لفتَ غيابُ وزير الخارجية جبران باسيل عن استقبال بان في المطار وعن اللقاءات التي أجراها في السراي الحكومي، إلى جانب رئيس الحكومة، علمت “الجمهورية” مِن أوساط دبلوماسية أنّ هناك سببين لهذا الغياب: الأوّل بروتوكولي، كون بان موظفاً في الأمم المتحدة برتبة عالية، وليس رئيسَ دولة، علماً أنّ باسيل كان كلّفَ الأمين العام للوزارة وفيق رحيمي لاستقباله في المطار، ورحيمي هو رأسُ الهرَمية الدبلوماسية، وليس سفيراً عاديّاً.

أمّا السبب الثاني فيتمثّل بوفاة خال باسيل، والذي صودِفت جنازته في حدث الجبّة مع بدء المحادثات في السراي الحكومي. إضافةً إلى سبب أساسيّ يتمثّل بوجود تمايُز سياسي وخلاف جوهريّ في مقاربة ملف النازحين السوريين، فالأمم المتحدة تبحث في سُبل مساعدتهم للبقاء في لبنان، في ظلّ ظروف جيّدة، بينما وزارة الخارجية تؤيّد عودتَهم بشكل آمن إلى سوريا.

عند برّي

وعرضَ بان مع برّي التطوّرات في لبنان والمنطقة، ومنها ترسيم الحدود البحرية، ودور القوات الدولية في الجنوب، وتداعيات قضية اللاجئين السوريين في لبنان.

وأوضَح برّي أنّهما تَطرّقا إلى التخفيضات التي قامت بها الأونروا بالنسبة للفلسطينيين. وأضاف: “كان البحث معمّقاً حول الأزمة السورية، والمردود الطيّب إنْ شاءَ الله الذي يُنتظَر من المحادثات اليمنية – اليمنية في الكويت الشقيق، وانعكاس ذلك سواء على الأزمة السورية أو حتى على موضوع الرئاسة في لبنان.

وكان موضوع رئاسة الجمهورية موضوعاً رئيسياً وأساسياً بالنسبة للأمين العام وبالنسبة لي شخصياً، وكيفية السبيل للخروج من هذا المأزق في لبنان، وكيف أنّ الحلول في المنطقة يمكن أن تنعكس أيضاً على هذا الموضوع”.

عند سلام

وأكّد بان لسلام أنّ المجتمع الدولي متّحد في دعم لبنان”، كذلك أكّد وجوب إيجاد طرق لتحسين ظروف النازحين والمجتمعات التي تستضيفهم. وشدّد على وجوب ملء الشغور الرئاسي ووقوف الأمم المتحدة الى جانب لبنان. وجدّد دعوة مجلس الأمن لدعم الجيش اللبناني والقوات المسلحة اللبنانية. وأكّد أنّه “من المهم اتّحاد المجتمع الدولي لهزيمة الإرهاب”.

وسلّمَ سلام الى الأمين العام رسالةً في ختام الاجتماع الموسّع الذي عُقد في السراي الحكومي، طالبَه فيها ببذل مساعيه “من أجل ترسيم منطقة الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة المتنازَع عليهما بين لبنان وإسرائيل”.

وكان سلام وجّه دعوةً مشتركة إلى جميع أصدقاء لبنان للإبقاء على دعمهم للقوات المسلّحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي ورفع مستواه، من أجل تعزيز جهودها في حماية الاستقرار ومواجهة التهديدات الإرهابية المتنامية.

وأوضَح سلام أنّه أثار موضوع خفض موارد “الأونروا” وتراجُع خدماتها للّاجئين الفلسطينيين، وقال: “عبّرنا عن قناعة مشتركة بأنّ الوضع يبعث على القلق الشديد ويجب معالجته على وجه السرعة من قبَل الأسرة الدولية”. وكان هناك اتّفاق على الحاجة لتأمين التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701″.

ولفتَ سلام الى أنّه بحث مع رئيس البنك الدولي في المشاكل الإقتصادية الكبيرة التي نواجهها، وسُبل معالجتها، والدور الذي يمكن أن يلعبه البنك الدولي في هذا المجال.

في اليرزة

وأوضح بان من وزارة الدفاع أنه جرى البحث في الوضع الأمني والتحدّيات التي يواجهها لبنان، وفي التعاون القائم بين الجيش واليونيفيل، وأكد أنّه سيستمرّ في الدعوة إلى زيادة الدعم للجيش وضرورة حصوله على الموارد التقنية اللازمة للقيام بمسؤولياته الحيوية في كلّ أنحاء البلاد”.

رئيس البنك الدولي

وتحدّثَ رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم عن ثلاث آلياتِ دعمٍ للبنان، هي:

1- قرار من البنك الدولي بتقديم مئة مليون دولار إلى لبنان من صندوق مخصّص للدول الفقيرة تكرَّس إلى مشاريع التربية.

2- البنك الدولي والبنك الإسلامي للتنمية في طور إنشاء صندوق بقيمة مليار دولار قد تتحوّل إلى أربعة أو خمسة مليارات دولار من خلال استعمال الرافعات المالية المتوافرة لدى البنك الدولي.

3- تُضخّ هذه المبالغ مباشرةً في مشاريع بنى تحتية أساسية لدى البلديات، وعلى مدى سنوات”.

وشدّد على “أنّ البنك الدولي لا يستطيع التعاملَ مع لبنان بالطريقة التقليدية، لأنّ مجلس النواب لا يجتمع لإقرار القروض، فلدى البنك أموال يريد أن يقدّمها الى لبنان لكنّه عاجز عن ذلك بسبب شَلل المؤسسات فيه”. ودعا الحكومة إلى “التماسك والمضيّ في عملها، ومجلسَ النواب إلى العودة لعمله الطبيعي”، مشدّداً على “أهمّية انتخاب رئيس للجمهورية”.

والإسلامي

من جهته، أشار رئيس البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي إلى أنّه تمّ التوقيع على خمس اتفاقات بمبلغ 373 مليون دولار، وتحدّث عن توقيع اتّفاق أيضاً قريباً، بحيث يكون المجموع 400 مليون دولار، لافتاً إلى أنّ عدداً من المشاريع قيد الإنجاز خلال هذا العام، وتوقّع أن تكون هناك اتّفاقات بمبلغ 220 مليون دولار.

فضيحة الإنترنت

وفي ملف الإنترنت غير الشرعي، رفعَ رئيس مجلس النواب، بناءً لطلب لجنة الإعلام والاتّصالات النيابية، السرّيةَ عن محاضر جلسات اللجنة التي ناقشَت فضيحة الإنترنت، ووضَعها في تصرّف المراجع القضائية المختصة، وقد أبلغَ ذلك المدّعي العام التمييزي والمدّعي العام المالي والمدّعي العام العسكري.

إبعاد لبنانيين

في سياق آخر، نَقلت صحيفة “القبس” عن مصدر أمني، أنّ وزارة الداخلية الكويتية أبلغَت عدداً من اللبنانيين، وردَت أسماؤهم ضمن قائمة المنتمين إلى “حزب الله” الإرهابي، بسرعةِ مغادرة البلاد.

وقال المصدر إنّه بعد البحث والتحرّي عن وافدين، أحدُهم يعمل سكرتيراً في شركة تخصّ وزيراً سابقاً، وإثنان يعملان في شركتين لنائبين حاليَين، وآخرون يَشغلون مناصبَ مديرين في شركات كبرى، تبيّنَ وجود صِلات تربطهم بـ”حزب الله”، مشيراً إلى أنّه جرى استدعاؤهم وإلغاء إقاماتهم وإعطاؤهم مهلة أسبوع لمغادرة البلاد.

ولفتَ إلى أنّ نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية سيَرفض أيّ كتبِ استرحام وتدخّلات من أجل إبقاء أيّ وافد متعاطف مع “حزب الله”، كون مسألة أمنِ الكويت “خطاً أحمر”.