IMLebanon

الملفات الخلافية إلى جمود وتعطيل في انتظار الجولة الحــــوارية في آب اللهّاب

لم يحجب الاعتداء الإرهابي الذي ضرب مدينة نيس الفرنسية مُوقِعاً أكثرَ من 84 قتيلاً وعشرات الجرحى بينهم أطفال، وأثارَ موجة استنكار عالمية كبرى، الاهتمامَ عن الملفات الداخلية التي تكاد تتكدّس بلا معالجة، في انتظار المحطة الحوارية المقرّرة مطلع آب المقبل، إلى درجة أنّ المراقبين بدأوا يخشون تجميد كلّ هذه الملفات أو تركها، انتظاراً لنتائج الحوار الذي ليس واضحاً بعد ما إذا كان سيُنتج حلولاً فعّالة وسريعة. فملفّ النفط معطوفاً على ملفّ قانون الانتخاب والملفات المالية وغير المالية بدأ يصيبها الجمود، وربّما التعطيل، ما يشير إلى أنّ المعنيين باتوا يتركون أمر البتّ بها لتوافق سياسي يُفترض أن يوفّره الحوار.

صيّاح لـ»الجمهورية»: نرحّب بكلّ موقف يصدر ويؤكّد الالتزام بالميثاق والعدالة والشراكة الحقيقية

وهل ستنجح السلّة في رأيه؟ أجاب: «ليس عندنا إشكال في أيّ إخراج، شرط أن يوصلَ الى إعادة انتظام الحياة العامة وأن يصل الرئيس القوي إلى رئاسة الجمهورية».

سعَيد لـ«الجمهورية»

وأكّد منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد لـ«الجمهورية»: «أنّ الكلام العاقل الذي يقوله الرئيس برّي حول الإصرار على تنفيذ اتفاق الطائف بكلّ بنوده ورفض المؤتمر التأسيسي، هو كلام يستحقّ أن نرفع له القبّعة، إنّما المشكلة مع الرئيس بري الذي يحبّ الأمثال الشعبية والذي قال «كِل شي بحسابو والعدس بترابو» هي أنّنا نتمسّى معه على شيء ونتصبّح على شيء آخر».

«المستقبل»

وأكّدت مصادر بارزة في تيار «المستقبل» لـ«الجمهورية» أنّها توافق برّي على أن لا مساسَ باتّفاق الطائف، ولا مؤتمر تأسيسياً. وأشارت إلى «أنّ التيار سيَذهب إلى جلسات الحوار المتتالية، ليس لأنه مطمئنٌ أو غيرُ مطمئنّ، بل سيَرى ماذا سيحصل فيه وماذا سيقال في جلساته».

ملفّ النفط

وفي زمن التأجيل، وخلافاً لِما كان متوقَّعاً أن تُسرَّع معالجة الملفّ النفطي بعد عطلة عيد الفطر، فقد أصابَه البطءُ والفرملة. وعلمت «الجمهورية» أنّ سلام يتريّث لإجراء بعض الاتصالات قبل دعوة اللجنة الوزارية المكلّفة درسَ الملف إلى الاجتماع. وسألت «الجمهورية» وزيرَ الطاقة أرثور نظاريان عن هذا التأخير، فأكّد «أنّ هذا الأمر في عهدة رئيس الحكومة».

وعمّا إذا كان سلام مستاءً لأنه نُقل عنه أنّ أحداً لم يتحدّث معه في موضوع التفاهم، قال نظاريان: «المراسيم موجودة لديه منذ مدّة، وهي في الأمانة العامة لمجلس الوزراء ولا تحتاج بالتالي إلى اجتماعات وزيارات، لكنّني سأحاول التحدّثَ معه في هذا الشأن خلال يومين».مسؤول تركي كبير: إنعدام الأمن سيستمرّ خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة ولكن سيتمّ احتواؤهحرّكت المواقف التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس الأوّل، المتمسّكة باتفاق الطائف والرافضة المؤتمرَ التأسيسي والمستعجلة انتخابَ رئيس جمهورية جديداً، الجمودَ السياسي، إذ تبيّنَ أنّه أراد من إطلاقها توفير المناخات والاجواء السياسية الملائمة، فضلاً عن تبديد بعض الهواجس والمخاوف من مؤتمر تأسيسي وغيرِه، ليضمنَ حضور الجميع على الطاولة الحوارية المقرّرة في 2 و3 و4 آب المقبل.

ويعتقد المراقبون أنّ الجولة الحوارية إذا نجحت في التوصل الى توافقات على بنود جدول الاعمال الذي وصَفه البعض بأنه «سلّة حلول»، فإنها ستفتح الباب امام إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وإن كان البعض بدأ يشيح النظرَ عنه لاعتقاده أنّه رُحّل الى ما بعد انتخاب الرئيس الاميركي الجديد في تشرين الثاني المقبل.

على انّ ملف قانون الانتخابات النيابية الجديد بدأ يأخذ حيّزاً جديداً من الاجتماعات واللقاءات المغلقة والبعيدة من الأضواء، إذ علمت «الجمهورية» انّ بعض الحوارات الثنائية وغيرها بدأت تجري مقاربات إيجابية حول مشروع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الذي يقضي بتقسيم لبنان الى 13 دائرة انتخابية يعتمد فيها النظام النسبي بشمولية. ويُنتظر ان تتبلور بعض الخلاصات في شأن هذا الملف قبَيل انعقاد جلسات الحوار المقبلة.

عسيري

وفي هذه الأجواء لفتت أمس زيارة السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري الى كلّ مِن عين التينة والسراي الحكومي، حيث هنّأ كلّاً مِن رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام بعِيد الفطر، وبَحث معهما في الأوضاع الراهنة والعلاقات الثنائية. وعلمت «الجمهورية» أنّ عسيري عبّر لبرّي عن ارتياحه الكبير الى المواقف التي اعلنَها ووصَفها بأنها «مواقف رائعة». مكرّراً تأكيد دعمِ المملكة العربية السعودية للحوار والتفاهم بين اللبنانيين على حلّ الأزمة التي يعيشونها.

بكركي

وفي غضون ذلك تفاعلت مواقف برّي في مختلف الأوساط، ووجَدت فيها بكركي ميثاقية. وأكّد النائب البطريركي العام المطران بولس صياح لـ»الجمهورية» أنّ «كلام الرئيس نبيه بري عن رفض المؤتمر التأسيسي مطَمئن ليس فقط للمسيحين، بل لجميع اللبنانيين». وقال: «ليس مستغرَباً أن يصدر موقف كهذا عن الرئيس بري، فهو رَجل ميثاقي ويَفهم جيداً التركيبة اللبنانية ودورَها ورسالتها»، لافتاً إلى أنّ «أيّ مؤتمر تأسيسي يؤدي الى خلل في الداخل مرفوض، لأنّ لبنان مبني على الشراكة الإسلامية – المسيحية، وعندما تطالب بكركي باحترامها فهذا من أجل كلّ لبنان، وليس لحفظ دور الموارنة والمسيحيين فقط، لذلك نرحّب بكلّ موقف يَصدر ويؤكّد الالتزام بالميثاق والعدالة والشراكة الحقيقية».

مصادر مسيحية

وقالت مصادر مسيحية لـ«الجمهورية» إنّ كلام برّي «غايتُه تسويق السلّة، لكنّ هذا لا يعني أنّه سيَنطبق على الواقع». وأضافت: «هو يقول هذا الكلام عن اتّفاق الطائف وعن عدم وجود مؤتمر تأسيسي بغية جرِّ الجميع إلى السلّة، ليس إلاّ». وأكّدت «أن ليس المطلوب طمأنةَ المسيحيين، بل اللبنانيين، إلى بقاء الدولة، وعندها سيَطمئنّ المسيحيون»

جابر لـ«الجمهورية»

ووجَد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ياسين جابر في مواقف بري «صرخة رجل متألّم، في ظلّ الفوضى السياسية القائمة والانقسام الحاصل والفراغ الرئاسي والدستوري وشَلل عمل المؤسسات». وقال لـ«الجمهورية: «الأعمى يرى إلى أين نحن ذاهبون. فالرئيس بري كأنه يقول «أللهمّ أنّي قد بلّغت». وأضاف: «حاول الرئيس بري اختراع طاولات حوار وأقنية للتواصل الثنائي والجماعي، وأطلقَ في الأمس صرخةً قبل الجلسات الحوارية في 2 و3 و4 آب المقبل، حيث يُفترَض خلال المسافة الزمنية الفاصلة عن هذه الجلسات، أن يتكثّف التواصل الثنائي والثلاثي، في محاولة للوصول الى الأيام الحوارية، وشيءٌ معنا، نضَعه على الطاولة. هو يُطَمئن مشغولي البال ويناشد من يَجب أن يتحرّك».

وكشفَ جابر «أنّ لدينا استحقاقات تشريعية مطلوبة، وقريباً هناك هدية جديدة في انتظارنا، مِن اليوم الى نهاية آب وأوائل أيلول، حيث سنوضَع على اللائحة السوداء في حال لم نُمرِّر بعض القوانين، فليُشرّفوا وليفسّروا لنا ماذا سنفعل؟».

أبي رميا لـ«الجمهورية»

وقال عضو تكتّل «الإصلاح والتغيير» النائب سيمون أبي رميا لـ«الجمهورية: «مِن المؤكد أنّ الرئيس برّي تلمّسَ كلامَ أطراف مسيحية وغير مسيحية في البلد، واتّهامات بأنّ الفراغ مرغوب من أجل الوصول الى صيغة نظام جديد في لبنان، فأراد دحضَ كلّ هذه الأقاويل والادّعاءات والطمأنةَ الى أن ليس هناك لا مثالثة ولا من يَحزنون، والمناصفة أصبَحت في صلب حياتنا السياسية والأعراف اللبنانية، ونحن مطمئنّون الى كلامه بأن لا مؤتمر تأسيسياً، مع العِلم انّ كلّ البلدان الحضارية الراقية عندما تكون لديها تجربة تطبيق دساتير منذ أكثر من 25 عاماً وهناك ثغرات وشوائب، تكون ملزمةً بوَرشة دستورية، لكن ليس بمؤتمر تأسيسي بمعنى صوغ نظام جديد. هناك شوائب عدة رأيناها في الممارسة وهي في حاجة الى معالجة بوَرشة دستورية إصلاحية يشارك فيها الجميع، ولا تأخذ طابَع انتزاع صلاحيات من مجموعة لمصلحة مجموعة أخرى».

وهل ستنجح السلّة في رأيه؟ أجاب: «ليس عندنا إشكال في أيّ إخراج، شرط أن يوصلَ الى إعادة انتظام الحياة العامة وأن يصل الرئيس القوي إلى رئاسة الجمهورية».

سعَيد لـ«الجمهورية»

وأكّد منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد لـ«الجمهورية»: «أنّ الكلام العاقل الذي يقوله الرئيس برّي حول الإصرار على تنفيذ اتفاق الطائف بكلّ بنوده ورفض المؤتمر التأسيسي، هو كلام يستحقّ أن نرفع له القبّعة، إنّما المشكلة مع الرئيس بري الذي يحبّ الأمثال الشعبية والذي قال «كِل شي بحسابو والعدس بترابو» هي أنّنا نتمسّى معه على شيء ونتصبّح على شيء آخر».

«المستقبل»

وأكّدت مصادر بارزة في تيار «المستقبل» لـ«الجمهورية» أنّها توافق برّي على أن لا مساسَ باتّفاق الطائف، ولا مؤتمر تأسيسياً. وأشارت إلى «أنّ التيار سيَذهب إلى جلسات الحوار المتتالية، ليس لأنه مطمئنٌ أو غيرُ مطمئنّ، بل سيَرى ماذا سيحصل فيه وماذا سيقال في جلساته».

ملفّ النفط

وفي زمن التأجيل، وخلافاً لِما كان متوقَّعاً أن تُسرَّع معالجة الملفّ النفطي بعد عطلة عيد الفطر، فقد أصابَه البطءُ والفرملة. وعلمت «الجمهورية» أنّ سلام يتريّث لإجراء بعض الاتصالات قبل دعوة اللجنة الوزارية المكلّفة درسَ الملف إلى الاجتماع. وسألت «الجمهورية» وزيرَ الطاقة أرثور نظاريان عن هذا التأخير، فأكّد «أنّ هذا الأمر في عهدة رئيس الحكومة».

وعمّا إذا كان سلام مستاءً لأنه نُقل عنه أنّ أحداً لم يتحدّث معه في موضوع التفاهم، قال نظاريان: «المراسيم موجودة لديه منذ مدّة، وهي في الأمانة العامة لمجلس الوزراء ولا تحتاج بالتالي إلى اجتماعات وزيارات، لكنّني سأحاول التحدّثَ معه في هذا الشأن خلال يومين».