Site icon IMLebanon

 إجتماع أمني طارئ اليوم و قانون الإنتخاب يتعثّر بالمحافظات

تستمرّ المراوحة سِمة المرحلة، بدءاً بملف الاستحقاق الرئاسي المتعثّر، وقد جَدّد رئيسُ مجلس النواب نبيه برّي الدعوةَ إلى جلسة انتخاب هي السادسة عشرة في 10 الجاري، مروراً بملفّ قانون الانتخاب الذي يشوب عملَ اللجنة النيابية المكلفة تظهيرَه بعضُ الخلافات والتعَثّر لجهة تحديدِ الدوائر الانتخابية أقضيةً ومحافظات، وحديث عن «خصوصيات» لهذا الطرَف أو ذاك، فيما المطلوب منها أن تنجزَ مهمّتَها قبل مطلع السنة الجديدة. إلّا أنّ هذه المراوحة قد يكسرها الحوار المنتظَر حصوله بين حزب الله وتيار «المستقبل» الأسبوع المقبل، أو قبل نهاية الشهر، فيما تحرّكَ ملف العسكريين المخطوفين في ضوء آليّة متابعة جديدة وضعَتها خليّة الأزمة.

فقد شهدَ ملف العسكريين المخطوفين أمس تطوراً كسرَ جمودَ المراوحة التي غرقَ فيها لأسابيع تمثّلَ بعودة الوسيط القطري أحمد الخطيب إلى بيروت واجتماعه طوال نهار أمس مع المدير العام للأمن العام اللواء عبّاس ابراهيم، وشاركَ في جزءٍ من هذا الاجتماع الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى اللواء محمد خير.

وعلمت «الجمهورية» أنّ الموفد القطري لم يتوجّه خلال زيارته هذه الى جرود عرسال، وقد غادر ليلاً الى الدوحة.

وخلافاً لكلّ ما نُشر وقيل عن زيارات هذا الوسيط القطري لبيروت، فقد علمَت «الجمهورية» انّه لم يزُرها منذ بداية أزمة المخطوفين سوى مرّتين، إحداهما قضاها لثلاثة ايام في الفندق الذي أقام فيه منتظراً تلقّي اتصالات لم تحصل، وغادر بعدها الى الدوحة، وإنّ زيارته الحالية لبيروت هي الثالثة.

وفي هذا الإطار تطرّقَ رئيس مجلس النواب نبيه بري في احاديثه امام زوّاره الى قضية العسكريين المخطوفين، فأشار إلى أخطاء كثيرة ارتُكِبَت في إدارة هذا الملف من جرّاء تعدُّد المتدخّلين فيه، وقال: «خليّة الأزمة في ما اتّفقت عليه الاربعاء يشكّل بدايةً صحيحة، فلقد كنتُ غيرَ راضٍ عن طريقة التفاوض ولكنّني بِتُّ الآن مرتاحاً أكثر نسبياً، والمطلوب المزيد، لأنّ المشكلة السابقة كانت في تعدّد الرؤوس ولم نكن نعرف من يفاوض مَن».

وكان رئيس الحكومة تمّام سلام أكّد خلال جلسة مجلس الوزراء أمس أنّ خليّة الأزمة مستمرّة في عملها للتوصّل إلى تحرير العسكريين المخطوفين، لافتاً إلى «أنّ الموضوع دقيق ومعقّد ويجب أن يتابَع بتكتّم». وشدّد على «أنّ التغطية الإعلامية لا تخدم التوصّل إلى حلول».

تطوّر أمنيّ

إلى ذلك، برزَ تطوّر أمنيّ أمس وتمثّلَ بإعلان قيادة الجيش عن تصدّي المضادّات الأرضية التابعة لها، لطائرة استطلاع معادية كانت تحَلّق في أجواء منطقة رياق. وأوضحَ مصدر أمنيّ أنّ هدفَ تحليق طائرة الإستطلاع الإسرائيلية غير معروف، نافياً ما أوردَته بعض وسائل الإعلام عن إعطائها إحداثيات إلى الجهات المقاتلة في سوريا بهدف اختراق أمن لبنان، وقال: «إنّ الهدف لا يمكن معرفته طالما إنّ الطائرة لم تسقط ولم تُرصَد إحداثياتها».

إجتماع أمنيّ موسّع

وفي هذه الأجواء، دعا سلام وزراء الدفاع والداخلية والعدل وقادة الأجهزة الأمنية من جيش وأمن داخلي وأمن عام وأمن دولة وبعض الضبّاط الكبار إلى اجتماع موسّع وطارئ يُعقَد الرابعة والنصف عصر اليوم في السراي الحكومي للبحث في مجمل التطوّرات الأمنية في البلاد، خصوصاً مستجدّات أزمة المخطوفين العسكريين في جرود عرسال، والبحث في الترتيبات المتّخَذة لملاحقة الشبكات الإرهابية، والمعلومات المتوافرة حول ما هو مرتقَب من تطورات أمنية، وصولاً إلى الخطة الأمنية التي يجري تنفيذُها في كلّ من طرابلس والبقاعين الأوسط والشمالي، والوضع في المخيمات الفلسطينية، والجدل القائم حول الحماية المتوافرة لبعض المطلوبين الذين لجؤوا إليها.

وقالت مصادر حكومية لـ»الجمهورية» إنّ سلام أصَرَّ على عقدِ الاجتماع في أسرع وقتٍ ممكن للبحث في ما يمكن تسميتُه ضعف التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية والانتقادات المتبادلة بين القيادات السياسية والأمنية، وهو أمرٌ لا يمكن القبول باستمراره في مثل الظروف الخطيرة والاستثنائية التي تشهدها البلاد.

ولفتَت إلى أنّ لدى رئيس الحكومة وقائع وأمثلة سيطرحها على بساط البحث وسيسأل عن الأسباب التي أدّت إليها وما يمكن القيام به لوقفِ الجَدل حول خلفيّات سياسية لا تتحمّلها البلاد قياساً على حجمِ الأخطار الأمنية التي تُهدّدها من الداخل والخارج.

الحوار

في هذه الأجواء، ظلّ الحوار المرتقب في عين التينة بين تيار «المستقبل» و»حزب الله» حائزاً على جانب كبير من الاهتمام والمتابعة، ويتوقّع أن تنعقد جلسته الأولى قبل نهاية الشهر الجاري، وربّما انعقدَت الأسبوع المقبل.

وقال رئيس مجلس النواب نبيه برّي أمام زوّاره أمس إنّ الاجتماع الذي انعقدَ امس بين الوزير علي حسن خليل والسيّد نادر الحريري «قد يكون الأخير لإنجاز جدول أعمال الحوار المنتظَر بين «حزب الله» وتيار «المستقبل»، وفي حال إنجازه ستُعقَد الجلسة الأولى للحوار الأسبوع المقبل، وفي كلّ الحالات يجب أن يبدأ قبل نهاية الشهر الجاري».

وأوضحَ «أنّ جدول الأعمال يتضمّن كلّ ما يمكن الاتّفاق عليه ويسبتعد المواضيع المتعذّر الاتفاق عليها في الوقت الحاضر، كسلاح المقاومة وسوريا».

وسُئل برّي: هل سيكون موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية من ضمن جدول الأعمال؟ فأجاب: «نعم، كبقية المواضيع الأساسية، ومنها قانون الانتخاب الجديد».

وعلى صعيد مهمّة لجنة قانون الانتخاب، قال برّي: «لقد حُدِّدت نقاط الخلاف في مشروع القانون المختلط، والمرحلة حتى رأس السنة موعد نهاية مدّة عمل اللجنة النيابية تتركّز على معالجة هذه النقاط، هناك اتّفاق على الأقضية وخلاف على المحافظات، خصوصاً أنّ هناك مطالبة بمراعاة الخصوصية الدرزية، بحيث يكون جبل لبنان محافظتين أو ثلاث محافظات، إحداها الشوف وعاليه، ولقد تركتُ الباب مفتوحاً في هذا الجانب لأنّ المطلوب أيضاً الوقوف على رأي الأفرقاء الآخرين. وهناك خلاف يتّصل بالدائرة الثانية في بيروت».

وقال برّي «إنّ اقتراحي القانونَ المختلط هو أفضل المشاريع لقانون الانتخاب، لأنّه جمعَ أقلّ نقاط خلاف عليه، في حين أنّ بقيّة المشاريع تعجّ بنقاط الخلاف. وهذا القانون المختلط يساعد على الوصول إلى النسبية لأن لا عودة الى قانون الستّين.

وعلى كلّ حال إذا اتُفِقَ على قانون الانتخاب من الآن وحتى نهاية السنة، سنضع توقيعاً أوّلياً (باراف) عليه، وننتظر انتخابَ رئيس الجمهورية لكي نحملَ إليه مسوّدة القانون لإبداء الرأي فيها، وبعد ذلك أدعو مجلس النواب الى جلسة لإقراره. وفي أيّ حال لا جلسة نيابية لإقرار قانون الانتخاب قبل انتخاب رئيس الجمهورية».

مكاري

وكان برّي التقى أمس كلّاً من نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري وعضو لجنة قانون الانتخاب النائب آلان عون موفَداً من رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون.

وقال مكاري بعد زيارته برّي «إنّ الحوار بين تيار»المستقبل» و»حزب الله» من شأنه أن «ينفّس الاحتقان ويخلقَ مصلحة مشتركة»، ورأى أنّه في ظلّ الوضع الراهن،»نحتاج إلى مقدار كبير من التكاتف وأن نجلسَ بعضُنا مع بعض ونتحاوَر». وأكّد أنّ برّي «يعمل لإيجاد أفضل المناخات ليكون الحوار والاجتماعات ناجحة وتؤدّي إلى نتيجة لمصلحة البلد»، ولفتَ إلى «أنّ ما ينطبق على برّي ينطبق على الرئيس سعد الحريري».

بلامبلي

كذلك حظيَ الحوار المرتقَب بين «حزب الله» و»المستقبل» بدعم أمميّ، ورحّب ممثّل الأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي بجهود برّي «للدفع نحو الحوار بين الأطراف السياسية في لبنان». وقال: «إتّفقنا والرئيس برّي على أنّ الحوار ضروري من أجل تقوية الأمن والاستقرار والعيش المشترَك في لبنان، ومن أجل السير قدُماً في خطوات دستورية يجب اتّخاذها».

الاستحقاق الرئاسي

وعلى خط الاستحقاق الرئاسي، جدّدت بكركي دعوتَها مجلسَ النواب للنزول إلى المجلس النيابي و»اختيار الرئيس الذي يرَون فيه الكفاية والجدارة والمقدرة على رئاسته البلاد». ونقلَ رئيس الرابطة المارونية سمير أبي اللمع عن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي «أنّ أبواب بكركي مفتوحة، وقد قام بما يُمليه عليه واجبُه الوطنيّ ولن يحيدَ عن هذا الموقف، فهو لا يفضّل حزباً على آخر، ولا رئيساً على آخر، لأنّه يؤمِن بأنّ من سيتولّى رئاسة الجمهوريّة سيكون لكلّ لبنان ولكلّ الطوائف». وأشار إلى أنّ الأمم المتحدة تبدي قلقها من الشغور الطويل في رئاسة الجمهورية، آمِلةً في انتخاب رئيس جديد من دون تأخير إضافيّ».

السفير البابوي

وإلى ذلك، رأى السفير البابوي المونسنيور غبريال كاتشيا، وفقَ ما نقلَ عنه رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن أن «لا شيء يُبرّر أو يبيح التلكّؤ عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية، خصوصاً أنّ هذا المنصب هو المرتكز الأساسي في نظام لبنان التعدّدي المتنوّع وخصوصيّته المسيحية في المنطقة»، عازياً أسبابَ التأخير «إلى ارتباط العوامل الداخلية في لبنان بأزمات المنطقة وتنازعاتِها التي تتجاذب وتتفاعل على خلفية مذهبية، مع الأسف الشديد».

وأكّد كاتشيا «حرصَ الفاتيكان على الاستقرار في لبنان والتعايش الإسلامي ـ المسيحي بين كلّ مكوّناته لدَرء الخطر الذي يتهدّد المسيحيّين في منطقة الشرق الأوسط وتذليل معاناتِهم في ظلّ ما تعرّضوا له في العراق وسوريا من تهجير ونزوح وتنكيل، الأمر الذي حرَّك المجتمع الدولي برُمَّته لمواجهة خطر الإرهاب الذي يفتكُ بالجميع بلا هوادة من مسلمين ومسيحيين».

ولفتَ الخازن إلى أنّ كاتشيا «أثنى على المبادرة الجديدة التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه برّي لفتحِ الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله»، وتمنّى أن تفضيَ إلى التفاهم على تأمين الأجواء لانتخاب رئيس جديد للجمهورية يكون مدخلاً لحلّ سائر الاستحقاقات». وأشار إلى أنّ «الرأي كان متّفقاً على تطبيق مبدأ النأي بالنفس في الانتخابات الرئاسية لأنّها مفتاح الأمان للحفاظ على جوهر العيش والتفاعل بين الأديان والثقافات والحضارات في دوَل المنطقة».

بوغدانوف

وعلى صعيد التحرك الدولي إزاء لبنان، وصل الى بيروت مساء أمس موفد الرئيس الروسي لمنطقة الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف في زيارة تستمر يومين، يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين والفعاليات السياسية ويعرض معهم للأوضاع الراهنة في المنطقة، اضافة الى العلاقات الثنائية بين لبنان وروسيا.

ومن المقرر ان يشارك بوغدانوف اليوم في احتفال يقام في قصر الاونيسكو، لمناسبة مرور سبعين عاما على العلاقات اللبنانية – الروسية برعاية وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل.

الخلوي

من جهة ثانية، يُعقَد في السراي الحكومي قبل ظهر اليوم اجتماعٌ للّجنة الوزارية المكلّفة البحث في ملفّ الاتصالات، بعدما أنجَز وزير الاتصالات بطرس حرب مشروعَ دفتر الشروط النموذجي لإدارة قطاع الخلوي، في ضوء الملاحظات التي طُرِحت في أربعة اجتماعات متتالية منذ تأليف اللجنة التي ستُعقَد برئاسة رئيس الحكومة وحضور وزير الدولة لشؤون مجلس النوّاب محمد فنيش ووزير الخارجية جبران باسيل، إضافةً إلى وزير الاتّصالات. وقد دُعِي إلى الاجتماع الخبَراء المعنيّون في وزارة الاتّصالات.

لقاء الأضداد

على صعيد آخر، شَكّلت زيارة عدد من السياسيين إلى مستشفى الجامعة الأميركية للاطمئنان إلى صحّة الرئيس عمر كرامي مناسبةً جمعَت الأضدّاد، ولا سيّما منهم الحاج حسين الخليل معاون الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، ووزير العدل أشرف ريفي، يتوسّطهما الوزير السابق فيصل كرامي. كذلك لفتَت زيارة مفتي طرابلس مالك الشعّار للرئيس كرامي بعد خلافٍ دامَ سنوات.