دخلَ لبنان في مرحلةٍ جديدة منذ لحظة إعلان «المستقبل» و»حزب الله» عن استعدادهما للحوار، حيث أشَّرَ هذا الإعلان إلى تقاطع سنّي-شيعي وسعودي-إيراني على تحييد لبنان، وبالتالي دخوله في مرحلة من التبريد السياسي التي قد تفضي إلى تحقيق اختراقات تبدأ من ملف رئاسة الجمهورية ولا تنتهي بملف العسكريين المخطوفين. واللافت أنّ إعلان النيّات للحوار كانت له ارتدادات إيجابية ليس فقط على الاستقرار، إنّما أيضاً على مستوى العلاقات المسيحية-المسيحية التي انتقلت فجأةً من مرحلة التشنّج والقطيعة وحرب المنابر والمواقف إلى مرحلة الدعوات للتلاقي والتواصل وزيارة الموفدين وتقريب وجهات النظر للاتفاق على جدول أعمال مشترَك. وهذا التطوّر الذي لم يكن في الحسبان تقاطعَ مع الجهود التي يبذلها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي ومنذ لحظة اعتلائه السدّة البطريركية وضعَ نصبَ عينيه جمعَ القادة الموارنة من أجل الاتفاق على مساحة مشتركة تعيد الوزنَ للصوت المسيحي، كما الاعتبارَ لدورهم الوطني، ولكن ما جمعَته طاولة بكركي فرّقَته محطتان: قانون الانتخاب، والانتخابات الرئاسية.
الأسئلة التي تتدافع بقوّة داخل البيئة المسيحية اليوم تتصل بالآتي: هل الانفتاح المستجد بين رئيس تكتل «الإصلاح والتغيير» ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع سيجد ترجماته العملية بدءاً من لقاء ثنائي يجمعهما وصولاً إلى اتفاقهما على خارطة طريق رئاسية؟
وهل هذا الانفتاح هو ظرفيّ على غرار المحطات السابقة التي جعلت الحوار بينهما هو الاستثناء فيما الخلاف هو القاعدة؟ وهل من أسباب هذا الانفتاح شعورهما أنّ المبادرة الرئاسية ستخرج من كنفِهما فقرّرا استردادَها؟ وهل الظروف تبدّلت لتجعل التوافق المسيحي-المسيحي ممكناً؟
وهل سينجح الراعي في مسعاه هذه المرّة فيحقق أحد أبرز أهدافه وأمنياته؟ وهل الحراك الدولي حيال لبنان تزامُناً مع الحراك الداخلي يمكن أن يكسر حلقة الفراغ القائمة؟
وفي مطلق الأحوال، وبمعزل عن نتائج هذا التقارب، إلّا أنّ الأكيد أنّه في الوقت الذي كان الاهتمام مشدوداً باتجاه الحوار بين «المستقبل» والحزب نجحَ جعجع وعون بجعلِ اللقاء بينهما محورَ المتابعة والاهتمام، كما نجحَت بكركي بالعودة إلى قلب الحدَث، الأمر الذي عمّم الارتياح من الإطار الإسلامي إلى الحيّز المسيحي واستطراداً الوطني.
وعلى رغم القلق الدولي من استمرار الشغور الرئاسي، واستمرار الحركة الدولية حيال لبنان، يبقى الانتظار سِمة المرحلة بسبب غياب التوافق الخارجي والداخلي على رئيس جمهورية جديد والذي رُحِّل انتخابه الى العام الجديد، ويبقى التعويل أوّلاً على اجتماع الاقطاب الموارنة في بكركي التي زارَها عصر أمس رئيس تيار «المرَدة» النائب سليمان فرنجية، وثانياً على الحوار المرتقَب بين تيار «المستقبل» وحزب الله» من جهة، والحوار المأمول انعقاده بين «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية» من جهة ثانية، لإخراج الملف الرئاسي من عنق الزجاجة ووضع حدّ للشغور الذي طال أمَده.
فرنجية في بكركي
وما زالت بكركي تشهد حركة مشاورات رئاسية محورية، مدعومة من الفاتيكان وفرنسا، إضافةً إلى الديبلوماسية الأوروبية التي تنشط أخيراً لإنقاذ موقع رئاسة الجمهورية. ويعمد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الى تقريب وجهات النظر وردم الهوّة بين القادة الموارنة، وعلى رأسِهم العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع بغية ملاقاة الحركة الخارجية، ويراهن الراعي على الحوار بين عون وجعجع، لتحقيق خَرقٍ ما، إذ إنّ الراعي يعتبر أنّ الوضع المسيحي لا يَحتمل مزيداً من التأجيل، كما أنّ الراعي يتخوّف من اعتياد اللبنانيين على الفراغ الرئاسي، والتعامل مع عدم وجود رئيس كأنّه أمرٌ طبيعي.
في موازاة ذلك، تتسارع وتيرة زيارات القادة الموارنة الى بكركي، وفي هذا الإطار استقبلَ الراعي عصر أمس فرنجية، وعرضَ معه التطورات والمستجدات، لا سيّما موضوع الانتخابات الرئاسية. ووصفَت مصادر متابعة اللقاءَ بـ«الإيجابي»، مشيرةً إلى أنّ «العُقَد الرئاسية تُذلَّل، والتفاؤل يخيّم على الصرح البطريركي، بعدما قَبلَ القادة الموارنة بالحوار، في وقتٍ كانوا يرفضون مجرّد عقد لقاءات أو النقاش في أيّ مرشّح تسوية خارج الاصطفافات».
ويسأل بعض المتابعين للشأن الرئاسي: «هل يأخذ فرنجية على عاتقِه مهمّة إقناع عون بتليين شروطه الرئاسية، وما قدرتُه على إقناعه وسط التعقيدات الداخلية والإقليمية التي ترافق الاستحقاقَ الرئاسي؟».
إلى ذلك، أطلعَ رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن الراعي على مساعيه الهادفة الى «تأمين أجواء التفاهم بين المعنيين بالملف الرئاسي وتعزيزها» ونقلَ عنه « تقديره ودعمه لكلّ خطوة إيجابيّة في هذا الاتّجاه، لأنّ الوضعَ لا يتحمّل أيّ تأخير في ذلك».
عون لـ«الجمهورية»
وقال عضو تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب آلان عون لـ«الجمهورية» إنّ «التكتّل» لن يوفّر اعتماد أيّ طريق للوصول الى حلّ الأزمة الرئاسية، ومن الطبيعي أنّ الحوار المسيحي ـ المسيحي هو إحدى الطرق التي توصِل الى حلّ، وإذا كان هناك من إيجابية في هذا الطريق، فلن نوفّره.
وأكّد عون أنّ أيّ لقاء يمكن ان يحصل يتطلب أوّلاً إنضاجاً لظروفه ولأيّ تفاهم يمكن ان ينبثق عنه. واليوم أيّ طرح يمكن ان تقدّمه «القوات اللبنانية» يجب أن يجيبَ على كيفية إشراك المسيحيين وأخذ إرادتهم في اختيار الرئيس في الاعتبار.
على هذا الأساس كان حوارنا في كلّ الاتجاهات، وعلى هذا الأساس سيحصل اللقاء مع «القوات» إذا نضجَت ظروفه، ونرى إذا كان سيؤدي الى النتيجة المرجوّة.
وعمّا إذا كان لدى «التكتّل» هواجس من الحوار المرتقَب بين تيار «المستقبل» و»حزب الله»، أجاب عون: «ليس عندنا أزمة ثقة مع حلفائنا، كذلك ليس عندنا مشكلة في أيّ حوار يحصل بين اللبنانيين لأنّنا نعتبر أنّه أمرٌ مفيد ويقرّب المسافات، لكنّ المهمّ أنّ المواضيع الوطنية الأساسية، وفي مقدّمها موضوع الاستحقاق الرئاسي، تحتاج الى مشاركة الجميع في نهاية المسار».
فتفت
من جهته، رجّحَ عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت لـ«الجمهورية» ان «تكون الجلسة الأوّلية للحوار مع الحزب بين عيدَي الميلاد ورأس السنة، لكن كلّ شيء مرتبط بجدول الأعمال إذا كنّا فعلاً نتحدّث عن حوار بلا قيد أو شرط، وبالتالي سنتكلّم في كلّ المواضيع».
ورأى «أنّ هذا الحوار ضروري، وعلينا أن نظلّ نحاول على رغم أنّني لستُ متفائلاً بالحوار، نظراً إلى التجارب المريرة مع الحزب الذي لا يلتزم أبداً إلّا بمصالحه وليس بما يقوله، ولكنّ المصلحة الوطنية تقتضي أنّه إذا استطعنا التحاور لربّما هناك تغيّر جديد ولربّما بدؤوا يشعرون بمسؤولية وطنية، لكن علينا أن نبقى نحاول لأن لا خيارات أمامنا.
ففي وجه الحزب أمامنا ثلاث خيارات: إمّا الاستسلام، وهذا غير وارد لدينا، وإمّا المجابهة المسلّحة وحصول حرب تدميرية في لبنان، ونحن غير مستعدّين للسير بها بأيّ شكل، وإمّا المقاومة السياسية التي نمارسها ومن ضمنها الحوار».
ترّو
أمّا عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب علاء الدين ترّو فأكّد لـ«الجمهورية» أنّ الحزب التقدمي الإشتراكي «من اكثر الناس فرَحاً بالحوار بين اللبنانيين، سواءٌ بين «القوات» و«التيار الوطني الحر» أو بين «حزب الله» وتيار «المستقبل»، لأنّنا لم نألُ جهداً ولم نترك زيارةً إلّا وقمنا بها من أجل دعوة كلّ الأفرقاء السياسيين في 8 و14 آذار للذهاب الى طاولة الحوار من أجل حماية السلم الاهلي والعيش المشترك وصيانة الوحدة الوطنية، فإذا كان هذا الأمر قد بدأ يتحقّق اليوم فهو مكان تقدير عندنا للمتحاورين، على وعيِهم وإدراكِهم لضرورة الحوار والتواصل بين مكوّنات الشعب اللبناني».
أضافَ ترّو: «في خلال حركتِنا من أجل إنجاز الاستحقاق الرئاسي وانتخاب الرئيس أبلغنا إلى الجميع موقفَنا ورغبتَنا والمخاطر التي تتهدّد الوطن بسبب الشغور، وحركةُ الموفدين الدوليين اليوم لحَضّ اللبنانيين على الذهاب إلى مَلء الشغور وإنجاز الاستحقاق حركةٌ جيّدة، إنّما مع الأسف، لو جاء العالم كلّه وليس موفداً روسيّاً أو فرنسيّاً فحسب، وفريقا 8 و14 آذارلم يقتنعا بسحب مرشّحيهم والذهاب بمرشح توافقي، يبقى الاستحقاق غيرَ منجَز والفراغُ قائماً وإمكانية الولوج إلى حلّ غير واردة».
ولدى سؤاله، لماذا لا تسحبون ترشيحَ النائب هنري حلو وتدعون عون وجعجع يتبارزان انتخابياً؟ أجاب: «إذا فعلنا ذلك، وهذا ليس وارداً في الوقت الحاضر، سيعتقد كلّ فريق أنّنا سنكون إلى جانبه ضد الفريق الآخر، ونحن لسنا مع أيّ من الفريقين بمرشّحيهما المسمَّيَين، بل نحن مع مرشّح ورئيس توافقي يكون قادراً على التواصل مع كلّ القوى السياسية وقادراً على إدارة حوار في المستقبل للتخفيف من حدّة الاحتقان السياسي والطائفي والاجتماعي، ويكون قادراً على قيادة السفينة في هذه المرحلة، مُعتمداً على جناحَي 8 و14 آذار».
إستعجال فرنسيّ
وفي هذه الأجواء، كرّرت فرنسا دعوتها إلى إجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان سريعاً، وأعربَ مدير قسم شمال أفريقيا والشرق الأوسط في وزارة الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسية جان فرنسوا جيرو عن قلق بلاده من استمرار الشغور، مشيراً إلى المخاطر التي تُلقي بظلالها على البلد بسبب هذا الوضع.
وتحدّث عن التحرّك الذي تقوم به فرنسا من أجل تسهيل الوصول إلى حلّ، من خلال اتصالات مع مختلف اللاعبين، في إطار مساعٍ حميدة، مع احترام السيادة اللبنانية. وكرّر أن لا مرشّح لفرنسا ولا فيتو على أحد، وجدّد تمسّك بلاده بالتوافق بين اللبنانيين، مشدّداً على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية بشكل سريع، وكذلك على أهمّية حسن سير المؤسسات اللبنانية، من ضمنها رئاسة الجمهورية التي تشكّل أساسَ الوحدةِ ورمزَها.»
دعم إيطالي
من جهتها، نفَت إيطاليا وجود أيّ مرشّح لها، وأكّدت دعمَها الكامل لانتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت. وقال سفيرها في لبنان جوزيبي مورابيتو من بكركي: «نحن على اتصال دائم مع البطريرك الراعي الذي يقوم بدور روحيّ وسياسي مهمّ جداً في هذا الوطن. لقد بحثنا في مسألة الإنتخابات الرئاسية اللبنانية، وفي هذا السياق فإنّ ايطاليا ليس لديها ايّ مرشّح، وعلى اللبنانيين ان ينتخبوا مرشّحاً توافقياً يمكنه جمعُهم».
دعم عسكري أميركي
وفيما عاد السفير الأميركي دايفيد هيل من بلاده مساء أمس إلى بيروت، جال نائب مساعد وزير الدفاع الاميركي لشؤون سياسة الشرق الاوسط ماثيو سبينس على كلّ من وزير الداخلية نهاد المشنوق وقائد الجيش العماد جان قهوجي، على رأس وفد مرافق. وعرضَ معهما علاقات التعاون العسكري وأوضاع لبنان والمنطقة والدعم الاميركي للبنان.
وعلمَت «الجمهورية» أنّ البحث تناوَل احتياجات الجيش اللبناني والخطط الأمنية التي تنفّذها القوى العسكرية اللبنانية في عدد من المناطق اللبنانية، خصوصاً تلك التي جاءت لتعالج انعكاسات ما يجري في سوريا على الساحة اللبنانية وفي مواجهة آثار النزوح السوري الكبير باتجاه الأراضي اللبنانية وضبط حجم المساعدات والهبات الأميركية إلى القوى الأمنية والعسكرية.
وأبلغَ سبينس المشنوق أنّ برامجَ دعم القوى الأمنية مستمرّة كما تقرّرت من قبل بالحجم المضاعف قياساً على السنوات الماضية لمواجهة المخاطر المتزايدة على لبنان بعد تفاقُم الأزمة السورية. بالإضافة الى المساعدات الإضافية التي فرضَتها احتياجات القوى الأمنية في حالات الطوارئ التي لم تكن محسوبةً من قبل بعد إعلان التحالف الدولي على «داعش» وبرامج التدريب الكثيفة التي رفعت من حصّة لبنان في المعاهد العسكرية كما بالنسبة الى البعثات التي تدرّب وحدات امنية مختلفة في بيروت على أنواع متعدّدة من الأسلحة الحديثة، بالإضافة الى رفع مستوى التقنيات المستخدمة في العمليات الخاصة وحالات الطوارئ والتدخّل السريع. وجدّد سبينس تأكيدَ موقف بلاده الداعم للقوى العسكرية والأمنية في إطار التزاماتها بدعم لبنان الدائم.
مصدر عسكري رفيع
وقال مصدر عسكري رفيع لـ«الجمهورية» إنّ سيبنس جدّد أمام قهوجي الدعم الاميركي الواضح للجيش اللبناني، مؤكّداً له أنّ التسليح مستمّر وبوتيرة مرتفعة هذه الفترة، لمساعدة لبنان على التصدّي للإرهاب».
وطمأنَ المصدر إلى أنّ «التنسيق بين الجيشين اللبناني والاميركي هو على أعلى المستويات»، مشيراً إلى أنّ سبينس أوضحَ أنّ بلاده تلبّي كلّ احتياجات الجيش التي يطلبها من أسلحة وأعتدة عسكرية».
برّي
وفي سياق آخر، شدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زوّاره مساء أمس على وجوب أن تتحوّل خليّة الأزمة المتعلقة بقضية المخطوفين العسكريين خليّةً أمنية، وانتقدَ التأخيرَ الحاصل في ملفّ التنقيب عن النفط، وأعلن أنّه سيتدخّل شخصياً في هذا الأمر قريباً، إذ لا يجوز التأخير أكثر نسبةً لحجم الآمال المعلّقة على هذا القطاع لتعزيز الاقتصاد.
سلام
وفي هذه الأجواء، واصلَ رئيس الحكومة تمام سلام زيارته إلى باريس على أن يتوِّجَها اليوم بلقاء مع الرئيس فرنسوا هولاند. وهو كان زار أمس مقرّ الجمعية الوطنية الفرنسية وعرضَ مع رئيس البرلمان كلود بارتولون التطورات في لبنان والمنطقة، والتقى ايضاً الامين العام للمنظمة الفرنكوفونية عبدو ضيوف، وزار معهد العالم العربي حيث استقبله رئيس المعهد جاك لانغ.
وأعلن سلام امس خلال احتفال في مقر السفارة اللبنانية في باريس أنّ «الجيش اللبناني سيبدأ في الاسابيع المقبلة استلام المعدّات العسكرية التي يحتاجها تطبيقاً للاتفاق السعودي-الفرنسي الخاص بهبة الثلاثة المليارات دولار المقدّمة من المملكة العربية السعودية الى لبنان»، لافتاً إلى أنّ هذه الأسلحة «ستساعده في التصدّي للارهابيين الذي يعتدون على السيادة اللبنانية وملاحقتهم».
وأشاد بالعلاقات اللبنانية-الفرنسية، مشيراً إلى أنّه «لمس خلال اجتماعاته مع المسؤولين الفرنسيين حِرصاً فرنسياً كبيراً على لبنان والتزاماً بمساعدته. وقد سمعَ من رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية اليزابيت غيغو قراراً بتشكيل لجنة نيابية خاصة لمتابعة شؤون لبنان وبلوَرة تصوّرات لمساعدته على الخروج من أزمته».
وأوضحَ سلام أنّ «شغور موقع رئاسة الجمهورية هو التعبير الأبرز عن الأزمة السياسية التي يواجهها لبنان»، مشيراً إلى أنّ «هناك جهوداً تُبذل لمعالجة هذه المسألة».
وأضاف: «نحن نتواصل مع الكثير من أصدقاء لبنان، وفي مقدّمهم فرنسا التي تحاول القيام بدور كبير لمساعدتنا. صحيح أنّ هناك حكومة لكنّها تعمل بنصف طاقتها، وهي في الاساس لا تريد ان تعمل لإعطاء انطباع بأنّ البلد يمكن ان يمشي بدون رئيس للجمهورية».
وأشار الى أنّ «الارهاب لا يستهدفنا نحن فقط في لبنان، بل المنطقة كلّها. لقد استطعنا من خلال قرارات حاسمة ان نضعَ حدّاً لهذا الارهاب الذي يخطف البلد».
وعن العسكريين المخطوفين قال سلام: «لن أنام مرتاحاً طالما إنّ هناك خمسة وعشرين عسكرياً مخطوفاً ومهدّداً بالقتل. لن نستسلم، وسنحرّر هؤلاء العسكريين الأبطال مع الحفاظ في الوقت نفسه على عزّة لبنان وكرامته.
مقبل
وبدورِه، عقدَ نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل اجتماعاً مع وزير الدفاع الفرنسي ايف لودريان في وزارة الدفاع الفرنسية، حضرَه عدد من كبار ضبّاط الجيش اللبناني ومسؤولون في وزارة الدفاع الفرنسية.
وقال مقبل بعد اللقاء إنّ البحث تناوَل صفقة الاسلحة الفرنسية للبنان من هبة الثلاثة المليارات دولار من السعودية، وإنّ العراقيل والصعوبات من أمام هذا الملف قد أزيلت.
وأضاف: إنّ الملف وبعدَ وضعِ اللمسات الأخيرة عليه سيُعاد الى المملكة العربية السعودية للاطّلاع والموافقة عليه في فترة أقصاها نهاية كانون الثاني المقبل.