IMLebanon

قواعد جديدة لفك الإشتباك الداخلي

الآمال معقودة على الحوار بين «المستقبل» و»حزب الله» من أجل تنفيس الاحتقان المذهبي. والآمال معقودة على الحوار بين «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر» من أجل إنهاء الفراغ الرئاسي. والآمال معقودة على الحكومة من أجل ترسيخ الاستقرار. ويبدو أنّ هذه الثلاثية قد أثبَتت جدواها في تطويق الخلافات وفكّ الاشتباك وتبريد المناخات وصولاً إلى حدّ التحالف بين 8 و14 آذار، للمرّة الأولى منذ العام 2005، في انتخابات رابطة التعليم الثانوي، في مؤشّر له دلالاته ويشكّل انعكاساً للمناخ التوافقي السياسي. وفي حين تمَّ الاتفاق في الجلسة الرابعة للحوار أمس «على بعض الخطوات العملية التي تُعزّز مناخ الاستقرار»، لا يبدو أنّ الجلسة الثامنة عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية غداً ستشهد جديداً، فيما يواصل مجلس الوزراء بعد غدٍ الخميس معالجة الملفات الحياتية. هذا في لبنان، وأمّا على مستوى المنطقة فالأنظار مشدودة إلى اللقاء الأميركي ـ السعودي الذي يُعقد اليوم في الرياض بين الرئيس باراك أوباما والملك سلمان بن عبد العزيز، وأحدُ أبرز أهداف هذا اللقاء تجديد التعاون والتحالف والشراكة بين واشنطن والرياض، في رسالةٍ إلى كلّ العالم تتّصل بالعلاقة الاستراتيجية بين البلدَين. وإذا كان الإرهاب من بين الملفّات التي سيتمّ بحثها، فإنّ التطوّر اللافت في هذا السياق نجاحُ الأكراد في طرد تنظيم الدولة الإسلامية من «كوباني» والذي تزامنَ مع إعلان مسؤول عسكري عراقي استعادةَ السيطرة على محافظة ديالى في شرق العراق من التنظيم نفسِه الذي كان دعا إلى شنّ هجمات جديدة ضدّ الغرب.

أعلنَ الديوان الملكي السعودي عشيّة اللقاء بين أوباما وسلمان أنّ المباحثات الرسمية بين الطرفين «تشمل العلاقات الثنائية بين البلدين وسُبل تطويرها، كذلك سيتمّ بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».

وكان نائب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض بن رودس أوضحَ أنّ «زيارة أوباما القصيرة للرياض اليوم، تستهدف أساساً لقاءَ الملك سلمان وتقديمَ التعازي للعائلة وللشعب السعودي في وفاة الملك عبدالله».

وأضاف: «أنا متأكّد من أنّهُ أثناءَ وجوده هناك، سيبحث أوباما في عدد من القضايا الرئيسة التي نتعاون فيها بنحوٍ وثيق مع السعوديّة، خصوصاً منها الحملة المستمرّة ضدّ «داعش»، فضلاً عن الوَضع في اليمن، حيث نُنسّق مع السعودية وسواها من الدوَل».

وذكّرَ رودس بأنّ أوباما والملك سلمان «أجرَيا محادثات في الماضي، إلّا أنّ لقاءَهما اليوم سيكون فرصةً جيّدة لِكليهما لتبادُلِ الآراء وبَدء العلاقة بينهما كزعيمَين».

وفي سياق متصل, قدّم كلٌّ من رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون والرئيس سعد الحريري ورئيس مؤسسة الانتربول الياس المر واجب العزاء بالعاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز، في الرياض.

وخلال العزاء، التقى المر الحريري وعون في قصر الملك عبدالله في الرياض، وحصلت دردشة بينهم. وفي حين توجَّهَت الأنظار إلى ما يمكن أن تحمله الجلسة بين الحريري وعون، خصوصاً في ظلّ الحوار العوني-القواتي، فإنّ رئيس تكتّل «الإصلاح والتغيير» يأمل أن تفتح زيارته للمملكة صفحةً جديدة من التعاون.

وإلى مسجد محمد الأمين في بيروت حضرَت شخصيات سياسية ووفود لتعزية السفير السعودي علي عواض عسيري، ومن أبرز المعزّين رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل ووفد من «التكتّل» وآخر من «القوات اللبنانية» ووفد من «حزب الله».

حوار «المستقبل» ـ «الحزب»

وعلى وقعِ التطوّرات الأمنية والعسكرية، وليس آخرها اعتداء القنيطرة ومعارك جرود رأس بعلبك، انطلقَت في عين التينة مساء أمس جولة جديدة من الحوار بين تيار «المستقبل» و»حزب الله» بحضور المعاون السياسي للأمين العام لـ»حزب الله» الحاج حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيّد نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسرعن تيار «المستقبل». كذلك حضرَ الجلسة الوزير علي حسن خليل.

وبعد الجلسة صدر البيان التالي:

«ثمّنَ المجتمعون التطوّر الإيجابي للحوار وما نتجَ عنه من أثر لدى الرأي العام، واتّفقوا على بعض الخطوات العملية التي تعزّز مناخَ الاستقرار.

وأكّد المجتمعون على الموقف الثابت بدعم الجيش والقوى الأمنية بكلّ الوسائل في مواجهة الإرهاب وحماية لبنان» .

الحوار المسيحي ـ المسيحي

وعلى الضفّة الأخرى، يجري العمل على وضع اللمسات الأخيرة على ورقة إعلان النوايا المشتركة بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية». ومن المتوقّع أن تُستأنَف الاتصالات في الأيام المقبلة بين الطرفين للبَدء بالمرحلة الثانية التي تتعلق بترجمة بعض ما تمّ التفاهم عليه عملياً.

كنعان

وقال أمين سرّ «التكتّل» النائب ابراهيم كنعان لـ«الجمهورية»: «نلمسُ اهتماماً خارجياً وداخلياً بالحوار الداخلي، خصوصاً المسيحي – المسيحي، بعدما قطعنا أشواطاً كان يَعتبر البعض أنّها صعبة».

ورأى «أنّ وحدة المسيحيين باتت حاجةٌ للجميع في الظروف الراهنة، خصوصاً إذا كان المطلوبَ حلول للأزمة الراهنة وفي مقدّمِها الأزمة الرئاسية التي يشكّل العامل اللبناني أحد محاورها الأساسية».

الأمن في الواجهة

وفي موازاة دعوة تنظيم «داعش» إلى شَنّ هجمات جديدة ضد الغرب، ظلّ الأمن في لبنان مُتصدّراً الواجهة، وواصلَ الجيش معركتَه مع الإرهاب على وقع الاحتضان الشامل والعارم وتزايُد الدعوات إلى التسريع في تسليحه. فتابعَ استهداف تحرّكات المسلحين في جرود رأس بعلبك وملاحقة المطلوبين والمشبوهين وتنفيذ عمليات دهمٍ في البقاع والشمال، وأوقفَ سوريّاً في حارة حريك للاشتباه بانتمائه إلى تنظيم إرهابي.

مصدر عسكري رفيع

وأكّد مصدر عسكري رفيع لـ«الجمهورية» أنّ «عمليات البحث عن المطلوب شادي المولوي مستمرّة في كلّ مكان، وأنّ الجيش والقوى الأمنية لم يتمكّنوا حتى الآن من تحديد مكان تواجده»، وقال: «إنّ كلّ المعلومات التي تتحدّث عن وجوده داخل عرسال غير دقيقة، لأنّ دخوله إلى البلدة شبه مستحيل، خصوصاً أنّ حواجز الجيش منتشرة في كلّ مكان وتراقب التلالَ المحيطة بها، لذلك فإنّ هذه الفرَضية مستبعَدة».

إلّا أنّ المصدر أوضحَ في الوقت نفسه أنّ «عمليات المداهمة في البقاع والشمال هي للبحث عن مطلوبين آخرين إضافةً إلى المولوي، إذ إنّ الجيش لا يُسقِط من حساباته احتمالَ تواجدِه في أيّ منطقة، ومنها بقاؤه في عين الحلوة، أو عودته إلى الشمال».

ترقّب إسرائيلي

وفيما تترَقّب إسرائيل مواقفَ الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصر الله، أبقَت على تأهُّبِها، وذكرَت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أنّها نشرَت «مكعّبات إسمنتية على الطرقات المحاذية للحدود اللبنانية خوفاً من تعرّض السيّارات والآليات الإسرائيلية التي تمرّ في المكان، لنيران الأسلحة والصواريخ من الجهة اللبنانية، خصوصاً في ظلّ التوتّر السائد في الشمال واستنفار الجيش بَعد اعتداء منطقة القنيطرة».

تهديد إيراني

في هذا الوقت، واصَلت إيران تهديداتها لإسرائيل، وأكّدَت أنّها لن تنعمَ بالهدوء. وقال رئيس منظمة التعبئة العميد محمد رضا نقدي إنّ «استشهاد العميد في «الحرَس الثوري» محمد علي الله دادي سيكون منطلقاً لتحرير القدس ويمهّد للردّ المناسب على الكيان الصهيوني»، مؤكّداً «أنّ هذه الدماء لن تبقى من دون ردّ، وعلى الصهاينة أن يبقوا في حالة التأهّب إلى يوم الإزالة الكاملة لكيانهم، وأن يعلموا بأنّ ما يخافون منه آتٍ وأنّ الطريق الوحيد أمامهم هو حزمُ الحقائب والعودة إلى بلدانهم»

ملفّ النازحين

إلى ذلك، دعا رئيس الحكومة تمّام سلام أعضاءَ اللجنة الوزارية المكلّفة متابعة ملفّ النازحين السوريين إلى اجتماع يُعقد غداً في السراي الحكومي بحضور أعضائها وزراء الدفاع والخارجية والماليّة والعمل والداخلية والصحّة والشؤون الاجتماعية، بالإضافة إلى رئيس الهيئة العليا للإغاثة محمّد خير ومسؤولين أمنيين من مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية.

وسيخصَّص الاجتماع للبحث في التدابير المتّخَذة على الحدود والمعابر البرّية والبحرية والجوّية، وحصيلة الاتّصالات التي أجراها سلام مع المؤسسات الإقليمية والدولية والدوَل المانحة لبرامج النازحين السوريين، وأوراق العمل التي أعدّها لبنان لدعوة المجتمع الدولي إلى مشاركته في كلفة مواجهة آثار النزوح على الاقتصاد، ومساعدة النازحين والمجتمعات اللبنانية المضيفة في مختلف المناطق اللبنانية.

إجازات عمل للسوريين

وعشيّة الاجتماع، التقى وزير العمل سجعان قزّي ووزير الداخلية نهاد المشنوق لمناقشة التحضيرات الجارية وسُبل تعزيز التعاون بين الوزارتين تحصيناََ للإجراءات المتّخَذة في هذا الشأن.

وأكّد قزّي بعد الاجتماع أنّ سِمات الدخول للسوريين إلى لبنان لا تخوّلهم العمل، وبالتالي على أرباب العمل التقدّم إلى وزارة العمل للحصول على إجازات العمل وعدم الاكتفاء بسِمات الدخول.

جدول أعمال مجلس الوزراء

وتتمّةً لما نشرَته «الجمهورية» أمس، لفتَ ما تضمّنَه جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء بعد غدٍ الخميس من بنود يمكن أن تستدرج الوزراء إلى مزيد من المناقشات، وأبرزُها مشروع القانون الوارد في البند الثاني والمتّصل بتعديل المادة 64 من قانون الموازنة العام باقتطاع نفقات النظافة وجمع النفايات ومعالجتها وطمرها وتنظيف المجاري والأقنية من حصّة البلديات واتّحاداتها والقرى المستفيدة من هذه الخدمات من الصندوق البلدي المستقلّ. واقتراح القانون بإعفاء المساهمات التي تقدّمها البلديات واتّحاداتها في المشاريع المموّلة والمنفّذة من الصناديق والجهات المانحة من الضريبة على القيمة المضافة.

وفي جدول الأعمال طلب وزارة المال الموافقة على التأكيد على ضبط الإنفاق في مؤسسة كهرباء لبنان وفق جدول جديد وسقف تقريبي تقترحه مؤسسة كهرباء لبنان تبعاً لانخفاض أسعار النفط العالمية والتي تؤدّي حكماً إلى تخفيض السقف المحدّد في موازنة العام 2015 وضرورة رفع نسبة مساهمتها في تلك الاعتمادات المستنَدية.

ومشروع المرسوم الرامي إلى إعطاء المجلس الأعلى للجمارك حقّ التشريع في الحقّ الجمركي في ما يتعلق بالتعريفات الجمركية، ومشروع مرسوم رفع العديد العام في قوى الأمن الداخلي ليصبح 40 ألفاً بدلاً من 29495، وطلب وزارة الداخلية باستحداث فصيلة إقليمية في منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية من بيروت.

موسكو

وفي ملف الأزمة السورية، يبدأ الحوار السوري ـ السوري في موسكو اليوم باجتماعات تمهيدية لممثّلين عن المعارضة التي ستلتقي وفداً يمثّل الحكومة السورية غداً الأربعاء.

وأفاد مراسل «الجمهورية» عمر الصلح أنّ موسكو تمكّنَت من إحكام الطوق على الجلسات الأولى للّقاء التشاوري الذي انطلق أمس، بحيث لم يرشح أيّ معلومات عن جدول الاعمال ولم يتّم الكشف حتى عن لائحة أسماء المشاركين، في حين تضاربَت المعلومات عن أنّ عددهم لم يتجاوز 27 شخصاً.

وأشار إلى أنّه وفقَ المعلومات المتوافرة، فإنّ جلسات الأمس واليوم ستنحصر بصفوف المعارضة، بهدف التوصّل الى رؤية موحّدة للحلّ السلمي في سوريا، وتحديد الأولويات لتتمّ مناقشتها غداً الأربعاء مع ممثل الحكومة السورية بشّار الجعفري.

ولكنّ تصريحات عدد من المعارضين السوريين عشيّة انطلاق لقاء موسكو التشاوري تشير إلى أنّ التشاؤم لا يزال سيّد الموقف نظراً لتباعد الرؤى بين أطراف الأزمة. فيما يبدو من خلال مواقف المسؤولين الروس أنّ موسكو تعوّل كثيراً على تحقيق نتائح إيجابية في هذا اللقاء.