IMLebanon

إيران هدَّدَت إسرائيل بالردّ… والأسير أميراً لـ«داعش» في لبنان

 

ظلّت الرياض محَطّ الأضواء، حيث تتيح التعازي بالملك عبدالله بن عبد العزيز انعقادَ لقاءات على مستويات مهمّة يُتوقّع أن يكون لنتائجها انعكاسات على مستقبل الأوضاع في المنطقة. وقد تصدّرَ هذه اللقاءات أمس لقاءُ القمّة بين الرئيس الأميركي باراك أوباما وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والذي تناوَل الملفات الساخنة في المنطقة. ويُنتظر أن يكون لنتائج هذا اللقاء متابعةٌ قد يتمظهَر جانب منها من خلال الموقف السعودي تجاه مجمَل هذه الملفات الساخنة والذي يقال إنّه يتمايز عن الموقف الاميركي، خصوصاً في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني والمفاوضات الأميركية والدولية مع الجانب الإيراني. ونَقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أميركي أنّ أوباما والعاهل السعودي بحَثا في قضايا اليمن وإيران، وأنّ الملك سلمان لم يُبدِ تحفّظات في شأن المحادثات النووية الأميركية مع إيران، لكنّه قال إنّه لا ينبغي السَماح لطهران بإنتاج أسلحة نووية.

وقبَيلَ وصول أوباما إلى السعودية، سُجّل تطوّر أمنيّ بارز على جبهة الجولان جاء بعد نحو أقلّ من أسبوعين عل اعتداء القنيطرة الذي استشهد فيه ستّة من كوادر «حزب الله» وجنرال في الحرس الثوري الإيراني (الباسدران)، وقبل أيام على المواقف التي سيعلنها الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله في ذكرى أسبوع شهداء الحزب.

وقد ثمثّلَ هذا التطوّر بإطلاق صاروخين من الأراضي السورية في اتجاه شمال هضبة الجولان سقطَ أحدهما قرب السياج الحدودي والثاني في منطقة غير مأهولة قرب جبل الشيخ، من دون وقوع إصابات.

وردّت اسرائيل بإطلاق قذائف في اتجاه الاراضي السورية، وعزّزت انتشارَها في المنطقة وطلبَت من السيّاح إخلاء جبل الشيخ. وأكّد الجيش الإسرائيلي لـمحطة الـ CNN «قيامَه بقصف «ثأري» استهدفَ قاعدة للجيش السوري، وذلك كرَدّ على سقوط صواريخ على هضبة الجولان». وذكرَت القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي أنّ «التقديرات الأوّلية هي أنّ «حزب الله» يقف وراء إطلاق الصواريخ من الأراضي السوريّة».

رسالة إيرانية

في هذا الوقت كشفَت إيران أنّها بعثت برسالة الى الولايات المتحدة الاميركية عبر القنوات الديبلوماسیة، عقب استشهاد العمید في الحرس الثوري علي الله دادي. وقال مساعد وزیر خارجيتها أمير حسین عبداللهیان مضمونَها ومفادُه أنّ إسرائيل «قد دخلت من خلال هذه الإجراءات الخطوط الحمر لإیران، وقلنا للأمیرکیین فی الرسالة إنّ مسؤولي الكیان الصهیوني یجب أن ینتظروا عواقب عملِهم هذا». وقد أقيمَت مراسم تأبين لدادي أمس بمشاركة قائد «فيلق القدس» العميد قاسم سليماني.

الأسير أميراً لـ«داعش»

وكشفَت مصادر أمنية أنّ تنظيم «داعش» سيعلن قريباً «إمارته» في لبنان وسيُنصِّب عليها أحمد الأسير «أميراً»، وإنّ «داعش» بدأت تخطّط لعمليات عسكرية وليس فقط أمنية في لبنان، وهي تعيد ترتيبَ أوراقها في التعاطي مع لبنان كامتداد جغرافي لها، وطلبَت دعماً من شمال سوريا لتحقيق هذه الأهداف.

«النصرة» تشتبك مع «الحزب»

إلى ذلك حاولت مجموعة مسلّحة من «جبهة النصرة» التسلّلَ مساء أمس الى منطقة الخشع في جرود بلدة نحلة الواقعة عند الحدود الشرقية اللبنانية ـ السورية، إلّا أنّ مقاتلي «حزب الله» سرعان ما كشفوها فقصفوها بالمدفعية، ما أدّى إلى مقتل ثلاثة من أفرادها.

مصير المولوي

إلى ذلك، أكّد مصدر أمنيّ رفيع لـ«الجمهورية» أنّ المطلوب شادي المولوي لا يزال في حيّ الطوارئ في مخيّم عين الحلوة، وهو لم يخرج بعد منه وكان في حماية أحد المطلوبين الفلسطينيين الكبار، لكنّه انتقل أخيراً الى حماية جهة فلسطينية أخرى مطلوبة بدورها.

وعلمَت «الجمهورية» أنّ سبب هذا اللغط حول خروجه أو عدمه هو أنّ الطرف الفلسطيني الاوّل أبلغَ الى المعنيين داخل المخيّم الذين أوكلوا متابعة الملف انّه خرجَ من عنده منذ أيّام من دون ان يحدّد الجهة التي لجأ إليها، ما دفعَ القيادات الامنية الفلسطينية في عين الحلوة الى الاعتقاد أنّه خرج نهائياً من المخيّم.

ولكن تبيّن انّ المولوي كان ولا يزال مختبئاً عند الطرف الثاني، وقد أحيط انتقاله بسرّية، ما عزّز فرَضيّة خروجه. وتشير المعلومات الى أنّه بعد الأنباء عن أنّه لا يزال موجوداً في عين الحلوة تحرّكت القوى الإسلامية والفصائل الفلسطينية للتثبت من هذا الأمر.

وعن صحّة ما تمّ تداوله، قال أمير «عصبة الأنصار» أبو طارق السعدي الممسِك بهذا الملف لـ«الجمهورية : «لا نزال نعمل على هذا الملف، واستوقفتنا المعلومات الأخيرة، لذلك عقدنا اجتماعات مكّوكية وأجرينا الاتصالات اللازمة مع الجهات التي يختبئ المولوي عندها فأكّدَت لنا أنّ الامور تسير في الاتجاه الصحيح وأنّ خروج المولوي هو مسألة ايام، وجميع الاطراف متعاونة وأنّ بعض الترتيبات الامنية واللوجستية المتعلقة بإخراجه هي التي أخّرَت هذا الامر».

وأضاف: «منذ البداية لم أحسم نهائياً خروجه من المخيّم وقلت إنني ما زلت انتظر الإثبات والتعهّد المتّفق عليه لتأكيد خروجه، وحتى الأمس لم يكن وصلني بعد». ونفى «أن تكون قيادات «عين الحلوة» قد ضلّلت الجهات السياسية والامنية والإعلامية لأنّها استندت الى تصريح الشخص الاوّل الذي كان يختبئ المولوي عنده». وعلمَت «الجمهورية» انّ التعهّد والإثبات الذي ينتظره السعدي هو تسجيل فيديو من المولوي يؤكّد له فيه بالصوت والصورة انّه خرج من مخيم عين الحلوة.

الاستحقاق الرئاسي

في ظلّ هذه الأجواء، ما يزال الاستحقاق الرئاسي في جمود، إذ لم تتبلور بعد أيّ معطيات تَشي بإمكان إنجازه قريباً، ما يعني أنّ الجلسة الانتخابية الثامنة عشرة المقرّرة لمجلس النواب اليوم سيكون مصيرها كسابقاتها، تأجيلاً لعدم اكتمال النصاب، وتحديد موعد للجلسة التاسعة عشرة على أمل ان تؤتيَ هذه الجلسة أُكلها في حينه.

الحوار

في هذه الأثناء، يستمر الحوار بين تيار «المستقبل» و»حزب الله» ليكون كاسحة ألغام أمام السعي الى التوافق على انتخاب رئيس جمهورية جديد، وذلك عبر تبديد الاحتقان السياسي والمذهبي.

وقال مرجع يواكب هذا الحوار إنّ المتحاورين ما زالوا يركّزون البحث على سُبل إنهاء التشنّج والاحتقان المذهبي والسياسي، ويُنتظر أن يبدأ قريباً تنفيذ خطوات ميدانية تقضي بإزالة الشعارات الحزبية في بيروت ومناطق أخرى ووقف الحملات الإعلامية المتبادلة، وإطلاق مواقف تقرّب بين المتباعدين وتؤسّس لمناخ وفاقي يلاقي الفريق الآخر في توفير المعطيات اللازمة للاتّفاق على رئيس للجمهورية.

وكان الحدَث السياسي الداخلي أمس اللقاء المسائي الذي انعقد في عين التينة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط الذي تناولَ مجملَ التطورات، ومنها المراحل التي قطعَها هذا الحوار، إذ يحرص الطرفان المتحاوران على إحاطة جنبلاط بكلّ ما يحصل في جلساته المتلاحقة.

الجسر

وأوضحَ عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر لـ«الجمهورية» أنّ الجلسة الحوارية الخامسة ستُعقد الثلثاء المقبل، وأكّد «أنّ أجواء الجلسات الحوارية «جيّدة وتتّسم بالصراحة والجدّية»، وأشار إلى «أنّ البحث في الجلسة الرابعة تناول بعض التطبيقات الإجرائية التي يمكن ان تخفّف من حدّة التوترات والتشنّجات، كإزالة اللافتات والصوَر والشعارات، وإنّ وزارة الداخلية ستلاحق الموضوع مع البلديات المعنية».

وهل أثرتُم موضوعَ اعتداء القنيطرة وخوفكم من ردّ الحزب عليه بما يمكن أن يضعَ لبنان أمام احتمالات خطرة؟ أجاب الجسر: «طبعاً أثرنا هذا الموضوع وبالإضافة الى مسائل امنية أخرى، وأعتقد أنّ لدى الحزب الحكمة الكافية».

وعلمت «الجمهورية» أنّ تطبيق الاتفاق على نزع الصوَر والمظاهر الحزبية سيبدأ قريباً على امتداد الساحل من الشمال الى الجنوب وتحديداً في بيروت وطريق المطار ومناطق أخرى.

باولي في الرابية ومعراب

وفي هذه الأجواء، زار السفير الفرنسي باتريس باولي كلّاً من رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون العائد من الرياض في حضور مسؤول العلاقات الديبلوماسية في «التيار الوطني الحر» ميشال دو شادرفيان، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب، في حضور رئيس جهاز العلاقات الخارجية في الحزب بيار بو عاصي.

دوشادرفيان

وقال دوشادرفيان لـ«الجمهورية» إنّ موعد زيارة باولي تحَدّد منذ اسبوعين، ولا علاقة لها بزيارة عون للسعودية، مشيراً إلى أنّ باولي استفسرَ عن الوضع الداخلي في لبنان وعن الحوار بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» وكيف ستستكمل الحكومة عملها إذا تأخّر بعد انتخاب رئيس جمهورية جديد، أي أثيرَت كلّ المواضيع التي تهمّ جميع الديبلوماسيين راهنا».

وعن جواب عون في شأن الحوار مع «القوات»، قال دوشادرفيان: «لقد أكّد الجنرال عون للسفير أنّ الأجواء إيجابية حتى الآن والتحضيرات جارية على قدم وساق، وإنْ شاء الله تصل الأمور إلى خواتيمها السعيدة».

ولم يلمس دوشادرفيان أيّ تخوّف فرنسي على الوضع في لبنان، مشيراً إلى انّه عاد أخيراً من باريس ولمسَ «أنّ الاستنفار في فرنسا هو أكثر منه في لبنان». وأكّد «أنّ زيارة الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو لبيروت قائمة وإنْ أٌرجِئت بعض الوقت في انتظار استكمال اتصالاته». وردّاً على سؤال عن زيارة عون للرياض للتعزية بالملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، قال: «ما انحكى سياسة» خلالها، وهذا طبيعي في مناسبات من هذا النوع».

موسكو

وفي موسكو، واصلَ ممثّلو عدد من فصائل المعارضة السورية اجتماعاتهم في قصر الضيافة لليوم الثاني. وأفادَ مراسل «الجمهورية» عمر الصلح أنّه باستثناء تسريب بعض المعلومات حول إجماع المشاركين على مرجعية بيان جنيف ـ 1، فإنّ كلّ ما يتمّ تداوله يندرج في سياق الاجتهاد والتكهّن والتحليل، لكنّ مستجدّات كثيرة ستدخل مع انطلاقة الجولة الثانية من مشاورات موسكو اليوم حيث سيكون عامل النظام السوري حاضراً على طاولات الحوار «الموسكوفية»، وهو ما يعني أنّ الشخصيات المعارضة تمكّنَت من تحديد أولوياتها لخَوض نقاش مع ممثلي الحكومة.

وذكرت أوساط قريبة من الخارجية الروسية أنّ المقرّر التقاء وفد المعارضة بوفد النظام غداً الخميس على طاولة واحدة يرأسُها وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، لكنّ عَقد هذا اللقاء لا يزال مشروطاً بما سيرشح عن لقاء اليوم، في اعتبار أنّه سيكون مخصَّصاً لإعلان الوثيقة التي سيتمّ التوافق على بنودها.