IMLebanon

الجمهورية: اختُتمت المبادرات وتجدّدت الانتظارات.. وقمّة ثلاثية للجنوب

 

 

اختُتمت المبادرات الرئاسية والحراكات وتجدّدت الانتظارات ترقباً لما بعدها، على وقع الحراك الديبلوماسي الاقليمي والدولي الناشط لوقف اطلاق النار في قطاع غزة، والذي يفترض ان يؤدي الى تنفيذ القرار الذي اتخذه مجلس الامن بهذا المعنى، في ظلّ التحذيرات الاميركية لاسرائيل من مغبة توسيع نطاق الحرب على ضوء ما تشهده الجبهة الجنوبية اللبنانية من تصعيد ارتفعت وتيرته منذ الاربعاء على إثر اغتيال اسرائيل أحد قادة «المقاومة الاسلامية» الكبار طالب سامي عبدالله (ابو طالب) مع ثلاثة من رفاقه، في القصف الجوي الذي استهدف بلدة جويا مساء الثلثاء الفائت.

في تطور مفاجئ، اعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، امس: «اتفقنا على عقد قمّة ثلاثية فرنسية- أميركية- إسرائيلية للبحث في خريطة طريق لنزع فتيل التوترات بين «حزب الله» وإسرائيل».

 

وورد في مسودة بيان ختامي من المقرّر أن يصدر عن قمة «مجموعة السبع» هذا الأسبوع، أنّ «قادة المجموعة يعبّرون عن قلقهم البالغ إزاء الوضع على الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية، وتأييدهم للجهود الأميركية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة».

 

وكانت مصادر ديبلوماسية مطلعة كشفت لـ«الجمهورية» عن تقرير ورد من واشنطن قبيل عودة السفيرة الاميركية الوشيكة في لبنان ليزا جونسون، ويتحدث عن قمة ثلاثية اميركية ـ فرنسية ـ اسرائيلية ستنعقد وشيكاً، في مسعى لوقف الحرب في المنطقة وتحديداً وقف الحرب على غزة لينسحب على الجبهة الجنوبية اللبنانية وفق صيغة تمّ التوصل إليها في القمة الاخيرة بين الرئيسين الاميركي جو بايدن والفرنسي ايمانويل ماكرون.

 

جونسون عادت إلى بيروت

وكشفت المصادر الديبلوماسية لـ«الجمهورية»، انّ السفيرة جونسون ستعود إلى بيروت خلال الساعات القليلة المقبلة بعدما كانت سافرت الى واشنطن عقب لقائها الاخير مع نظرائها سفراء المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية في مقر السفارة الاميركية في عوكر منتصف الشهر الماضي. وقالت هذه المصادر انّ جونسون شاركت في سلسلة من الاجتماعات في وزارة الخارجية، سبقت وتلت القمة الاميركية – الفرنسية التي عُقدت الأسبوع الماضي في باريس عقب الاحتفالات الخاصة بإعلان فوز الحلفاء على اعدائهم في الحرب العالمية الثانية. كذلك شاركت في الاجتماع الموسّع لسفراء بلادها حول العالم، وهو لقاء سنوي تقليدي يسبق العطلة الصيفية في الإدارة الأميركية.

 

موفد فاتيكاني

 

وفي غضون ذلك، يزور أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين لبنان الأسبوع المقبل، في زيارة مقرّرة سلفاً للمشاركة في نشاط اجتماعي تنظّمه منظمة «فرسان مالطا» في بيروت.

 

وفي المعلومات، انّ لبنان ينتظر بارولين للاطلاع منه على حصيلة المساعي الديبلوماسية التي يقودها الفاتيكان وينسقها مع الادارتين الفرنسية والاميركية بعد القمّة الثنائية بينهما، وخصوصاً أنّ بارولين كان قد التقى قبل 48 ساعة على موعد القمة في باريس، الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان موفداً خاصاً من الرئيس الفرنسي للبحث في تطورات بعض الملفات وفي مقدّمها الوضع في لبنان وما انتهت إليه مساعيه بالتنسيق مع الخماسية الدولية.

 

ولفتت المصادر، إلى أنّه سيكون لبارولين برنامج يجول خلاله على المسؤولين اللبنانيين، وأنّ السفارة الفاتيكانية باشرت اتصالاتها لترتيب مواعيد لقاءاته معهم وفي مقدّمهم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بالإضافة إلى لقاءاته مع القيادات الروحية المسيحية ونشاطاته الراعوية المختلفة.

 

الحراك الرئاسي

 

وعلى صعيد الحراك الرئاسي، اختتم رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل امس حراكه بلقاء مع رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، وعرض بعد الظهر في مؤتمر صحافي عقده في المقر العام لـ«التيار»، في سنتر ميرنا الشالوحي، نتائج هذا الحراك في اتجاه القيادات السياسية في الموضوع الرئاسي، وقال: «وجدنا فرصة فرضها التوافق على العنوان الرئيسي أي مبدأ التشاور للتوافق، وإلّا الانتخاب. وعلى هذا الأساس، وبالتنسيق مع القائمين بتحركات أخرى كـ»اللقاء الديموقراطي» وكتلة «الاعتدال الوطني»، قمنا بهذه الخطوة من دون ان نحمل مبادرة، كما قلنا». وأضاف: «انطلقنا من بكركي، ثم التقينا رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي نبني معه علاقة إيجابية لمصلحة البلد، وليس على حسابه، وانطلقنا معه من أن لا أحد يمكنه كسر أحد، واتفقنا على أن الأولوية للتوافق، قبل الانتخاب لتأمين فرصة نجاح للعهد».

واعتبر انّ «الضمان يكون بأنّ من يحضر الحوار يلتزم عدم مقاطعة جلسات الانتخاب، وأن تكون فترة التشاور محدودة والجلسات متتالية بدورات متتالية للوصول الى نتيجة. وبالنسبة إلى تحويل الحوار عرفاً قبل انتخاب أي رئيس، فهناك استعداد لدى الرئيس بري والجميع للإعلان عن أنّه ليس كذلك، وأنّ هناك ظرفاً استثنائياً يقتضي انتخاب رئيس. من الطبيعي أن يترأس بري جلسات التشاور، والتشاور المطروح لن يكون عرفاً بل تفرضه الظروف». واشار الى انّ «لقاء الصيفي مع المعارضة، كان فيه الكثير من الصراحة والود، فنحن نتفهم الهواجس. لقد قلنا إننا لا نتنازل عن أي شيء ولا عن مرشحنا الذي تقاطعنا حوله. وإذا لم يحصل التوافق، نكمل بمرشحنا أو نتفق على مرشح آخر».

 

واوضح باسيل: «اجتمعنا مع النائب محمد رعد الذي اكّد كلام السيد حسن نصرالله لجهة فصل الرئاسة عن أحداث غزة والجنوب، والتشديد على الاستعداد للتشاور. لكن واضحاً اننا في حاجة إلى مزيد من البحث في ما بيننا للوصول الى حل». وقال: «لا أحد سيحرق أسماء إذا لم يشعر بأنّنا دخلنا فعليّاً في جو التوافق، وسنتواصل بعد العيد مع اللجنة الخماسية. كل كلام عن إقصاء أحد لا معنى له، كما انّ الجلسات ستكون متتالية لثلاثة أيام والدورات 4 في كل جلسة. كما طرحنا حصر الترشيح بشخصين إذا لم نصل بعد 12 دورة الى نتيجة». ورأى «أنّ البديل عن المسار المطروح مواجهة شاملة لإنهاء الفراغ»، وقال: «نحن أمام خيارين: إما التوافق وإما عدم التكيّف مع الفراغ وعدم التسليم به».

 

وكان باسيل اختتم جولته التشاورية الرئاسية باجتماعٍ مع رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد في حضور النائب سيزار ابي خليل. وتمّ «عرض مواقف الأطراف من الدعوة للتشاور على قاعدة الاتفاق على مرشح لرئاسة الجمهورية أو الذهاب إلى الانتخاب الرئاسي»، وفق بيان لـ«التيار الحر».

 

ورفضت اوساط نيابية في التيار التعليق لـ«الجمهورية» على نقاط التلاقي والتعارض بين المبادرات المطروحة، واكتفت بالقول: «انّ باسيل قال كل شيء في المؤتمر الصحافي». فيما لوحظ انّه قبل ساعات على ختام حراك «التيار الوطني الحر» الرئاسي، زار عضو «تكتل لبنان القوي» النائب ابراهيم كنعان رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم تلاه وفد من كتلة نواب حزب «الكتائب».

 

وفي غضون ذلك، اعلنت كتلة «الوفاء للمقاومة» بعد اجتماعها الاسبوعي الذي أعقب لقاء رئيسها مع باسيل، انّها «نظرت بإيجابية إلى الحراك النيابي الناشط من أجل إيجاد مخرج لأزمة الإستحقاق الرئاسي»، واكّدت «موقفها الذي بات معلوماً للجميع واستعدادها للمشاركة في أي حوار نيابي حول الإستحقاق، يدعو إليه ويرأسه رئيس مجلس النواب نبيه بري».

 

أكبر هجوم للمقاومة

 

على الجبهة الجنوبية، واصل العدو الاسرائيلي غاراته على بلدات وقرى الجنوب، فأغار طيرانه الحربي فجراً لمرات متتالية على عيتا الشعب، ومربع بنت جبيل وعيناتا وعيترون، وعلى خلة الدراس في عيناثا، وافيد عن سقوط جريح. فيما قصفت المدفعية الثقيلة اطراف بلدة شبعا.

 

واغار الطيران الحربي مجدداً بعد الظهر على حرج مرجعيون والقصير وحاريص ووادي الحجير والقطراني وأطراف بلدة دير سريان التي تعرّضت لقصف فوسفوري. وطاول القصف المدفعي منطقة «رباع التبن» في أطراف كفرشوبا وشبعا.

 

واعلنت «‏المقاومة الإسلامية» انهّا استهدفت صباح امس موقع الراهب ‏بالرشاشات الثقيلة وقذائف المدفعية واصابوه إصابة مباشرة.‏

 

وفي إطار الردّ على اغتيال أحد قادتها العسكريين طالب سامي عبدالله (ابو طالب) في بلدة جويا، اعلنت «المقاومة الإسلامية» انّها «شنّت هجوماً مشتركاً بالصواريخ والمسيّرات، حيث ‏استهدفت بصواريخ الكاتيوشا و»الفلق» 6 ثكناً ومواقع عسكرية هي: مرابض الزاعورة، ثكنة كيلع، ثكنة يوأف، ‏قاعدة كاتسافيا، قاعدة نفح وكتيبة السهل في بيت هلل. وبالتزامن شنّ مجاهدو القوة الجوية بأسراب عدة من ‏المسيّرات الانقضاضية هجوماً جوياً على قاعدة داوود (مقر قيادة المنطقة الشمالية)، وقاعدة ميشار (مقر ‏الاستخبارات الرئيسيّة للمنطقة الشمالية المسؤولة عن الاغتيالات) وثكنة كاتسافيا (مقر قيادة اللواء المدرع ‏النظامي السابع التابع لفرقة الجولان 210)، وأصابت أهدافها بدقة».

وبثت قناة «المنار»، انّ هجوم المقاومة امس استهدف 8 قواعد عسكرية اسرائيلية من الجولان وصولاً الى صفد «وهذه هي المرّة الأولى التي تنفّذ فيه المقاومة هجوماً بهذا المستوى في وقت واحد».. بالتزامن مع غارات جوية للطائرات الحربية الاسرائيلية على مناطق في جنوب لبنان.

 

واستهدفت المقاومة بعد الظهر موقع الرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية ‏وهاجمت بسرب من ‏المسيّرات الإنقضاضيّة قاعدة «ميشار» مستهدفة مراكز الإستخبارات المتبقية ‏فيها، وبالتزامن هاجمت بسرب آخر ثكنة «كاتسافيا».‏

 

واعلنت وسائل إعلام إسرائيلية بعد الظهر عن «اطلاق حزب الله نحو 150 صاروخاً ومسيّرة في اتجاه إسرائيل خلال أقل من 40 دقيقة». ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أمنية قولها انّ «حزب الله» شنّ أكبر هجوم على إسرائيل منذ بدء الحرب.

 

وتحدثت القناة 12 العبرية ووسائل إعلام إسرائيلية عن «هجوم واسع النطاق من لبنان، وإطلاق أكثر من 30 مسيّرة نحو الشمال والجولان، وانّ صفارات الإنذار لا تتوقف في الجولان وصفد في ظل سقوط صواريخ مباشرة على «كتسرين» في جنوب الجولان وسقوط إصابتين، وإطلاق صواريخ من لبنان باتجاه قاعدة عسكرية إسرائيلية، ودوي 3 انفجارات في حيفا ومحيطها. فيما بثت القناة 12 العبرية انّه «تمّ تعطيل التعليم في صفد إثر القصف الصاروخي العنيف من لبنان». واكّدت إذاعة الجيش الإسرائيلي وقوع أضرار مباشرة في مبنى في «كيبوتس يرؤون» في الجليل، واندلاع حرائق عدة جراء سقوط صواريخ أُطلقت من لبنان. كما تمّ رصد انفجار طائرتين مسيّرتين.. وقال المراسل العسكري للقناة 14 العبرية انّه «خلافًا لما قاله المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأنّ هناك 40 صاروخًا فقط أُطلقت نحو الشمال، فقد رصدت أنظمة الكشف أكثر من 100 إطلاق».

 

وافادت وكالة «فرانس برس» أنّ إسرائيل توعدت بالردّ بـ«قوة على اعتداءات حزب الله». واعلن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية انّ «لبنان وحزب الله يتحمّلان المسؤولية الكاملة عن تدهور الوضع الأمني على الحدود».

 

وأكّد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ديفيد منسر، أنّ «إسرائيل ستردّ بقوة على جميع اعتداءات «حزب الله» بعد أن أطلق وابلاً من الصواريخ باتجاه اسرائيل خلال اليومين الماضيين». واشار الى انّ «إسرائيل ستردّ بقوة على كل الاعتداءات التي يقوم بها حزب الله». وأضاف «ستعيد إسرائيل إرساء الأمن على حدودنا الشمالية سواءً من خلال الجهود الدبلوماسية أو غير ذلك».

 

مجلس الحرب

 

وفيما أُعلن عن اجتماع لمجلس الحرب الإسرائيلي «بتشكيلة جديدة» مساء امس، «للبحث في التصعيد على الحدود الشمالية»، وذلك تزامناً مع تكثيف «حزب الله» هجماته على مواقع إسرائيلية، أعلن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، أنّ «لبنان وحزب الله يتحمّلان المسؤولية الكاملة عن تدهور الأمن على طول الحدود».

 

والى ذلك، قال رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي السابق والوزير المستقيل من حكومة الحرب بيني غانتس، إنّ «الحل الافضل لإنهاء الحرب مع «حزب الله» على الجبهة الشمالية هو الحل السياسي». واضاف: «أدرك أنّ الحرب خيار صعب لكنها ستكون ضرورية على الأرجح». وتابع: «إذا تمكنا من منع الحرب مع لبنان من خلال الضغط السياسي فسنفعل ذلك وإذا لم ننجح فسنمضي قدماً».

 

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي، عن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، أنّ «اتفاقية الغاز مع لبنان لا علاقة لها بأي حال بما يحدث الآن من تصعيد في الشمال الإسرائيلي مع حزب الله». وكان لابيد لفت سابقاً الى أنّ «الاتفاق التاريخي بين لبنان وإسرائيل سيعزز أمن إسرائيل، ويضخ مليارات في الاقتصاد الإسرائيلي ويضمن استقرار حدودنا الشمالية».