IMLebanon

انتخابات مقاصد صيدا: الاختبار الأول للنائبة السابقة

 

 

قبل أن تلملم صيدا تداعيات الانتخابات النيابية الأخيرة، يحلّ موعد انتخابات جمعية المقاصد الإسلامية في 26 الجاري. منذ إحياء الرئيس رفيق الحريري لعملية انتخاب رئيسها وأعضاء مجلسها الإداري بعد الحرب الأهلية، صار «الاستحقاق المقاصدي» جزءاً من المعارك السياسية والحزبية في المدينة، وكان آل الحريري عرّابي رئاسة الجمعية ومجلسها وأوقافها منذ 1993 وحتى 2018. فيما تجرى انتخابات هذه الدورة في ظل إعادة تموضع سياسي وحزبي بعد تشتت تيار المستقبل.

 

تشهد عمارة المقاصد في صيدا توافداً متوسطاً للمقاصديين بهدف تسديد اشتراكاتهم للمشاركة في اختيار رئيس للجمعية وثمانية أعضاء لمجلسها الإداري. حتى مساء أمس، سدد حوالي 515 من 925 منتسباً الاشتراكات عن السنوات الأربع الماضية، وترشّح 25 لعضوية المجلس الإداري واثنان لمنصب الرئيس، هما لارا الجبيلي زوجة المنسق السابق لتيار المستقبل في صيدا والجنوب ناصر حمود وتلقى دعماً من النائبة السابقة بهية الحريري، والقيادي السابق في المستقبل في صيدا فايز البزري.

تضم التشكيلة الأولية للائحة الجبيلي مرشحين متنوعي المشارب بين مستقلين وجماعة إسلامية ومقربين من النائبين أسامة سعد وعبد الرحمن البزري، فيما تضم تشكيلة البزري شخصيات بعضها محسوب على الجماعة وأجواء المستقبل والنائب البزري ومستقلين.

 

البزري جال على كل من الحريري والنائبين سعد والبزري والجماعة ومفتي صيدا الشيخ سليم سوسان. وبحسب مصادر متابعة، فإنه يحظى بدعم النائب البزري، فيما رفضت الحريري دعمه وحاولت ثنيه عن الترشح في إطار سعيها للتوصل إلى لائحة توافقية برعايتها. علماً أنها تمنّت على عضو المجلس السابق رغيد المكاوي الترشح ضمن لائحة الجبيلي، لكنه رفض مع زميله أنيس الخطيب وعدلا عن الترشح في الساعات الأخيرة.

موقف المكاوي، مدير الحملة الانتخابية للمرشح يوسف النقيب الذي رأس الجمعية في دورتي 2014 و2018، كشف تضعضع أجواء آل الحريري بعد الانتخابات الأخيرة. إذ اتهم النقيب علناً الحريري «بالغدر وعدم الوفاء بالوعود» التي تلقاها بدعمه في الانتخابات، وتعاطف معه كثر ممن كانوا يديرون معارك المستقبل في المقاصد. بعيد خسارته، سافر النقيب لتجنّب التدخل في معركة المقاصد التي أدارها منذ عام 1993 وضمن الفوز بها لصالح مجدليون. وحذا حسن شمس الدين الذي ترشح للانتخابات مع النقيب، حذوه بعدم التدخل في معركة المقاصد التي كان عضو مجلسها الإداري. وتؤكد مصادر أن رفض المكاوي والخطيب لتمنيات الحريري بالترشح في اللائحة التي تدعمها «رد فعل تضامني مع يوسف النقيب». علماً أن رغيد المكاوي هو القابض على ملفات المقاصد وإدارتها واستثماراتها. لذلك، «استضافته الحريري وشقيقه الطبيب سعيد المكاوي في مجدليون الأحد الماضي في محاولة لاسترضائه وإقناعه بالبقاء تحت جناحها في المقاصد، متعهدة بتعيينه أميناً عاماً للجمعية بشرط دعم معركة الجبيلي».

 

أنصار النقيب ممن كانوا يديرون معركة المقاصد لآل الحريري متضامنون معه

 

 

وفي انتظار أن يحسم موقفه، تقود شخصيات قريبة من الجماعة الإسلامية محاولات للتوصل إلى لائحة توافقية برئاسة البزري تقي المدينة معركة أخرى بعد الانقسامات التي تسببت بها الانتخابات النيابية. فيما يلقى ترشح الجبيلي تحفظاً من بعض القوى الصيداوية التي تجد في ترؤس سيدة لمنصب جمعية إسلامية أمراً غير مألوف.

وتعتبر معركة المقاصد أول الاختبارات لقدرة «الست بهية» على الاستمرار في التحكم بمفاصل المدينة بعدما أصبحت نائبة سابقة. علماً أن المقاصد متغلغلة في النسيج الصيداوي الاجتماعي والاقتصادي والتربوي. إذ تملك أربع مدارس وعشرات العقارات المسجلة كأوقاف، تقدر قيمتها بحوالي 160 مليون دولار. ومن نتائج نفوذ الحريري المقاصدي «احتلالها» أحد أهم عقارات المقاصد التراثية المبنية عام 1730، «مدرسة عائشة أم المؤمنين»، الذي حوّلته مؤسسة الحريري للتنمية المستدامة «أكاديمية للقيادة والتواصل»، رغم انتهاء عقد الإيجار منذ أكثر من عام.