المرعبي لـ «اللواء»: أخشى من ممارسات ملتبسة تجاه النازحين
رفض تسليم الغريب مهام الوزارة التي تُعنى بشؤونهم
من الطبيعي بعد تشكيل اي حكومة اجراء مراسم تسلم وتسليم بين الوزراء بإعتبار ان الحكم استمرارية، ولكن كان اللافت ان هذه المراسم استُثنت في وزارة الدولة لشؤون النازحين مع العلم ان موضوع النزوح السوري لا يزال من المواضيع الاساسية والهامة محليا واقليميا ودوليا منذ اندلاع الازمة السورية حتى اليوم ، خصوصا ان لبنان يعتبر من اكبر الدول المضيفة حيث يستضيف عددا كبيرا من النازحين السوريين على اراضيه ، نسبة لمساحته وعدد سكانه.مع العلم ان البيان الوزاري لحكومة «الى العمل» والذي سيتم مناقشته مطلع الاسبوع المقبل من قبل المجلس النيابي لتنال الحكومة الثقة على اساسه يضم بنداً يتعلق بموضوع النزوح السوري والتأكيد على ان الحل الوحيد هو عودة النازحين الآمنة إلى بلدهم ورفض أي شكل من اشكال اندماجهم أو توطينهم، كما يؤكد البيان ترحيبه بالمبادرة الروسية الذي يعتبرها الرئيس الحريري بأنها المبادرة الوحيدة المتاحة حاليا والتي تسعى لعودة النازحين السوريين الى بلدهم، في حين يعتبر الوزير الجديد صالح الغريب أن التنسيق مع سوريا ممر إلزامي لحلّ ملف النازحين السوريين في موازاة العمل وفق المبادرة الروسية والتواصل مع المجتمع الدولي.
«اللواء» سألت الوزير السابق معين المرعبي عن اسباب عدم تسليم وزارته الى الوزير الجديد فقال المرعبي: «بعد تشكيل الحكومة الاسبوع الماضي اجرى الوزير الغريب اتصالا بي يطلب مني تحديد موعد قريب لتسلم الوزارة فقلت له ان الوزارة اصبحت بعهدته وهناك قريق عمل ينتظره، ولكن بعد الذي استمعت اليه من كلام وتصاريح لا يشرفني ان اجلس معه واسلمه الوزارة، ولن اسمح لنفسي القيام بتسليم الوزارة لممثل النظام في هذه الحكومة، خصوصا ان مواقفي واضحة ومعروفة من موضوع النظام السوري ولا يمكنني ان اسلم شكليا بعد كل النضال الذي قمنا به، والحماية التي قدمناها للنازحين السوريين بشكل يعطي وكأنّني أسلّم النازح السوري إلى جلّاده».
وابدى الوزير المرعبي عتبه على الرئيس الحريري لتسليمه مثل هكذا وزارة الى فريق محسوب على النظام السوري ،مشيرا الى انه كان بالامكان تسليم الغريب اي وزارة اخرى خاصة انها وزارة دولة وليست وزارة لديها موازنة اي موازنة بأي شكل من الاشكال.
وتوقع المرعبي ان تتبع الوزارة سياسة مغايرة للسياسة التي أتبعت من قبله ، خصوصا ان الفريق الذي استلم الوزارة حاليا لم يكن موافقا على السياسة التي كنا نتبعها، وهو أبدى خشيته من ممارسات ملتبسة تجاه النازحين بعدما سلّم الملف إلى مقرّب من النظام السوري الذي قام بقتلهم بتهجيرهم.
واعلن المرعبي ان الوزارة لم يكن لديها الدعم الجدي والكافي من قبل الحكومة لانجاز ما هو مطلوب منها، واعتبر ان المبادرة الروسية لا تزال مجرد افكار.
وتخوف المرعبي من القيام بممارسات تجاه النازحين الذين غادروا لبنان نتيجة اجبارهم إلى العودة الى مناطق غير مناطقهم الاصلية، بما يتلاءم مع مخطط التغيير الديمغرافي الذي يطمح إليها النظام السوري.
مع الاشارة الى ان البيان الوزاري لحكومة «الى العمل» ينص على فقرة اساسية تشير الى ان عودة النازحين يجب ان تكون حسب المواثيق والقوانين الدولية التي تنص على ان العودة يجب ان تكون طوعية وآمنة وكريمة.