Site icon IMLebanon

المردة: علاقتنا بالقوات لم تصل الى تحالف انتخابي او حلف سياسي

لم يشأ النائب سليمان فرنجية، ان يبقى اللقاء الذي جمع موفده الوزير السابق يوسف سعاده، برئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع سرياً، لانه سيتسرب الى وسائل الاعلام ولو بعد حين، ويعطى تفسيرات وقراءات له، فقرر ان يعلن عنه ويوزع خبر حصوله، لكنه لم يسلم من الافاضة في التحليلات والاستنتاجات وغالبيتها ليست مبنية على معلومات، بل  على اجتهادات، فتم ربط اللقاء، بالانتخابات النيابية، والبحث في التحالف بين الطرفين، او قيام تحالف بين «المردة» و«القوات اللبنانية» في مواجهة «التيار الوطني الحر»، كما ذهبت بعض السيناريوهات الى الاشارة، بأن فرنجية وجعجع يعملان لاسقاط الوزير جبران باسيل في الانتخابات النيابية، كيلا يعبر الى رئاسة الجمهورية.

كل هذه التحليلات والقراءات والسيناريوهات، لا تصيب الحقيقة، او القصد من اللقاء، اذ يؤكد قيادي في «تيار المردة» أنه جرى تحميل زيارة الوزر سعاده، اكثر من هدفها، وهو رفع مستوى اللقاء بين «القوات اللبنانية» و«المردة» من لجنة مشتركة على مستوى مسؤولي الطرفين، الى المستوى الوزاري، فزار وزير الاعلام ملحم رياشي بنشعي والتقى رئيس «تيار المردة»، وبعده الوزير غسان حاصباني، فكان لا بدّ من الرد بزيارة يقوم بها الوزير سعاده الى معراب، وهو المتابع لملف العلاقة مع «القوات اللبنانية»، وكان لا بدّ ان يحصل بحث في المواضيع السياسية الداخلية منها، والخارجية، وفي قضايا لبنانية مطروحة، كالانتخابات وقانونها، ومعركة تحرير جرود السلسلة الشرقية لجبال لبنان، ومسائل اقتصادية واجتماعية وانمائية، الى ما يهم المسيحيين وحقوقهم، والاداء الحكومي، حيث لم يغب عن اللقاء، العلاقة بين «المردة» و«القوات اللبنانية»، والتي تطورت ولم يعد التشنج قائماً بين محازبيهما ومناصريهما، مما انعكس استقراراً على الساحة المسيحية الشمالية خصوصاً حيث التداخل بين التنظيمين، واللبنانية عموماً.

فالبحث كان متشعباً، يضيف القيادي في المردة، وجولة افق عامة، كما يقال، فلم يتم البحث في التحالف الانتخابي وفق القيادي المذكور، لا بل من المبكر الحديث عنه، دون ان يمنع حصوله، وهو ما عبّر عنه كل من فرنجية وجعجع في مواقف سابقة لهما، لكنه لم يتم التطرق اليه في لقاء معراب، وهذه مسألة يلزمها درس وتحليل ووقت وليس من السهل الوصول الى تحالف انتخابي الآن، لذلك لم يتم البحث فيه كبند اساسي.

فالوقت السياسي، هو الكفيل بأن يترجم العلاقة بين «القوات اللبنانية» و«المردة»، وفي السياسة لا خصومة دائمة ولا حلف دائم، وهذه هي الواقعية، وقد شهدنا ما حصل من تحولات وتبدل في المواقف والتحالفات، اقله منذ اكثر من عقد، يقول القيادي، الذي يشير الى ان اللقاء بين جعجع وسعاده هو خطوة متقدمة، لكن لا يمكن القول إن العلاقة وصلت الى تحالف انتخابي او حلف سياسي، بل تأكيد على استمرار التواصل، الذي كانت نتائجه ايجابية على الارض، وهو ما ابقى الطريق سالكة للزيارات المتبادلة.