Site icon IMLebanon

المتن: كنعان الأول وروكز يخترق…

الصفعة المدويّة في المتن الشمالي صفعتان للنائب نبيل نقولا. الأولى عند دخوله قلم الاقتراع في بلدة الزلقا واصطدامه بأحد أبناء مسقط رأسه، جلّ الديب، المحقون من تحالفه في الانتخابات البلدية الأخيرة مع النائب ميشال المر في وجه لائحة التيار الوطني الحر، ما أدى الى نشوب خلاف تطور الى تدافع بالأيدي قبل أن يتدخل مرافقو نقولا لحمايته، فانتهى الإشكال بأقل الأضرار الممكنة. غير أن نقولا لم يجد من يتدخل لحمايته في صندوق الاقتراع، فكانت الصفعة الثانية: 109 أصوات للنائب المتني منذ 11 عاماً عن واحد من المقاعد المارونية الأربعة. ومقارنة بنتائج المرشحين الآخرين، يمكن القول إن نقولا حل على رأس قائمة الخاسرين، سياسياً وحزبياً.

سقطت أمس مقولة أن الرأي العام العوني لا يحاسب، وأنه يخاف مواجهة السلطة، أو أقله يتأثر بخيارات القيادة الرسمية.

ففي ما عدا محاسبة التيار لنقولا على كل مواقفه المعادية لهيئة القضاء وأبناء بلدته وخياره التحالف مع المر، كان لافتاً نيل النائب ابراهيم كنعان بمفرده 40 في المئة من أصوات المقترعين، أي 484 صوتاً من أصل 1392، فيما لم تتعدّ النسبة التي حصدها كل من المرشحين الآخرين عتبة الـ 10 في المئة، علماً بأن منافسي كنعان كانوا 7، من بينهم نائب (نبيل نقولا) وثلاثة مرشحين مدعومين مباشرة من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، هم: وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب (مرشح عن المقعد الأرثوذكسي) وما يعنيه ذلك من خدمات وتوظيفات في القطاعين العام والخاص، عبر وزارة التربية وقطاع التعليم بشكل رئيسي؛ المرشحان ابراهيم الملاح (عن المقعد الماروني) وابن شقيق النائب الحالي ادغار معلوف (عن المقعد الكاثوليكي). الأول مقرب من عائلة عون وقد ظهر ذلك جلياً من خلال الاتصالات الشخصية لدعمه وحث الناخبين على الاقتراع له، والثاني يحظى بدعم عمه في الرابية وضغطه المستمر على «الجنرال» بحكم علاقتهما المتينة منذ أيام قيادة عون للجيش لنقل «إرثه» النيابي الى ابن أخيه. واللافت أن مجموع أصوات الثلاثة معاً لا يعادل الأصوات التي نالها كنعان. فبوصعب تمكن من جمع 169 صوتاً، فيما حصل الملاح على 161 ومعلوف على 119.

الرسالة الأولى أوصلها كنعان عبر إعادة التأكيد على تصدّره قضاء المتن الشمالي من خلال فوزه أمس على باقي مرشحي التيار، وحاز أكثر من ضعفي الأصوات التي نالها الفائز الثاني، طانيوس حبيقة (213 صوتاً). يعلّق كنعان على نتيجته بالقول لـ»الأخبار» إن «الـ 484 صوتاً هي وكالة من التيار أفتخر بها والنتيجة تحمّلني مسؤولية أكبر في المرحلة المقبلة، أكان على صعيد الحزب أو على صعيد المتن الشمالي». الرسالة الثانية والمفاجئة كانت رسالة العميد المتقاعد شامل روكز والعونيين المعارضين لباسيل عبر المرشح حبيقة (عن المقعد الماروني)، الذي حل ثانياً، وهو ما لا يمكن تجاوزه بسهولة. وذلك يؤكد أن روكز دخل المعادلة العونية رسمياً من خلال انتخابات التيار التمهيدية، وأنه قادر على فرض مرشحين وإيصالهم من دون أي تجييش علني. على الضفة الأخرى، تمكن المرشح عن المقعد الكاثوليكي شارل جزرا من حصد 70 صوتاً رغم حدّة التنافس وكل التدخلات والضغوط التي مورست في هذه المعركة.

في نهاية اليوم الانتخابي، تأهل المرشحون السبعة السابق ذكرهم الى المرحلة الثانية وهي استطلاع الرأي الشعبي ــ الذي يشمل عيّنة من جميع الناخبين في الدائرة، لا الحزبيين وحدهم ــ بسبب حصولهم على المعدل المطلوب أي 58 صوتاً (ثلث مجموع المقترعين 1392 مقسوماً على عدد المرشحين 8)، فيما استبعد مرشح واحد هو ناجي طعمة لنيله 51 صوتاً فقط.