على الارجح لم يكن تحذير رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط من سقوط المختارة واقعياً خصوصاً تشبيهه الوضع الحالي بانتخابات عام 1957 عندما أسقط كمال جنبلاط الراحل الكبير وزعماء آخرون في الانتخابات النيابية.
عام 2018 هو بالتأكيد مغاير لعام 1957. ومن يتواجد في زمام السلطة ليس هو هو.
العالم تغيّر، البلد ومحيطه القريب والبعيد، واذا كان الامر كذلك فلماذا أطلق جنبلاط هذا التحذير؟
منذ اقرار قانون الانتخاب الجديد وخلال الفترة التي سبقته، عملت كتلة اللقاء الديموقراطي على ادخال تعديلات أساسية وجوهرية على أي طرح انتخابي بهدف ضمان وصول كتلة موالية للزعيم الدرزي قدر الامكان، وتوصل الجميع الى قانون يحفظ لها الحد الأدنى من عدد النواب الذين يستطيعون لعب دور مؤثر في ميزان القوى السياسية سواء أكان داخل المجلس النيابي او في تشكيلات أي وزارة محتملة.
على رغم ذلك بقي الهاجس الجنبلاطي من خسارة عدة مواقع نيابية خصوصاً مقعد نجله تيمور وربما هذا ما قصده رئيس اللقاء الديموقراطي عندما حذر من سقوط المختارة قلعة آل جنبلاط التاريخية.
لكن لا أحد يظن، إلا في حال حصول مفاجآت ان المرشح تيمور لن يفوز في هذه الانتخابات لعدة أسباب منها زعامة عائلية في وسط الدروز وفيما التقسيمات الادارية التي ضمنت له فرصا جيدة للفوز.
لذلك فإن المختارة لن تسقط ومثلها صيدا وبيروت وبكفيا والشمال. وسيبقى لبنان بكل رموزه الوطنية التي كافحت وناضلت من أجل استقلاله وحريته.
غداً تبدأ الانتخابات النيابية التي نظمتها وتشرف عليها سلطة ليس من المبالغة ان قيل حرصها على نزاهة عملية الاقتراع وشفافيتها ونزاهتها. وكل ما ينساق عكس هذا الوضع هو اتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة.
المختارة يا وليد بك لن تسقط، وان لغد لناظره قريب!! واليوم غير الأمس!!