هكذا وقع انغماسي «المنصوري» في قبضة الأمن الداخلي.. من رصده ظهراً حتى توقيفه عصراً
الراعي لـ«المستقبل»: الجيش يحرّر الأرض
في عزّ استعداداته لخوض معركة تحرير الجرود اللبنانية من الوجود الإرهابي، ثمة من يحاول يائساً ضرب معنويات الجيش اللبناني وضعضعة صلابته، تارةً عبر التشويش على جهوزيته والتشكيك بقدرته على خوض المعركة منفرداً خارج إطار التنسيق مع جيش الأسد و«حزب الله»، وطوراً من خلال ما برز في الأيام الأخيرة من تضخيم ممنهج ومفتعل لقضية توقيف متهمين بدفع وتقاضي رشى مالية لقاء تطويع تلامذة ضباط في الكلية الحربية. وبعدما طفح كيل «التحليل والافتراء»، جاء بيان قيادة الجيش ليل أمس ليوضح بشفافية متناهية وقائع هذه القضية وليدحض كل «التحاليل والافتراءات غير المستندة إلى دلائل واقعية وقانونية لا تمت إلى الحقيقة بصلة»، مشدداً على كون قيادة المؤسسة العسكرية «الأحرص قبل الجميع على معالجة أوضاعها ومتابعة التحقيقات في حال ثبوت تورط أي شخص في هذا الموضوع». في وقت آثر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أمس أن يخصّ الجيش الوطني بجرعة دعم ومباركة روحية عشية خوضه معركة الجرود، مشدداً عبر «المستقبل» على أهمية دور الجيش ومسؤوليته في حماية الوطن وتحرير الأرض.
وإذ نوّه بمناقبية الجيش اللبناني وعزيمته وبمحورية المهمات التي يضطلع بها للدفاع عن البلد في مواجهة مختلف الأخطار المحيطة، دعا الراعي اللبنانيين إلى الالتفاف حول المؤسسة العسكرية انطلاقاً من الإجماع الوطني على دورها في حماية السيادة وتحرير الأراضي المحتلة.
في الغضون، برز أمس إعلان قوى الأمن الداخلي عن تنفيذ عملية نوعية نجا بموجبها المسجد المنصوري الكبير فيطرابلس من عمل إرهابي داعشي قبيل لحظات من موعد تنفيذه. وفي التفاصيل أنّ دورية أمنية معززة تابعة لقيادة منطقة الشمال في وحدة الدرك الإقليمي أوقفت اللبناني «ر.ق.» (مواليد 2003) للاشتباه به أثناء محاولته الدخول الى المسجد، ولدى توقيفه وتفتيش حقيبة صغيرة كانت بحوزته حاول المغادرة على عجل، فمُنع من ذلك وعُثر داخل الحقيبة على قنبلتين يدويتين، ولاحقاً كشفت اعترافاته لدى شعبة المعلومات أنه ينتمي إلى «داعش» وكان بصدد رمي القنبلتين وتفجيرهما بين المصلين وقت صلاة العصر على أن يباشر بعدها بإطلاق النار على من بقي منهم على قيد الحياة.
وأوضحت مصادر أمنية رفيعة لـ«المستقبل» أنّ الموقوف هو من نوع الإرهابيين «الانغماسيين» الذين يعمدون إلى التوغل داخل جمع من الناس لشنّ هجمات توقع أكبر قدر من الخسائر في صفوفهم، كاشفةً أنّ العملية النوعية الأمنية التي أفضت إلى القبض على انغماسي «المنصوري» تمت بقيادة قائد منطقة الشمال العقيد علي سكيني الذي واكب كل تفاصيلها منذ لحظة رصد المشتبه به حتى توقيفه في السابع من الجاري، موضحةً أنّ دورية أمنية كانت قد رصدت «ر.ق.» إثر الاشتباه بحركته ظهر ذلك اليوم حين دخل المسجد المستهدف لكنه كما تبيّن لاحقاً عاد فعدل عن تنفيذ جريمته الإرهابية لقلة عدد المصلين في ذلك الوقت، فتّم تعقب حركته إلى أن عاد عصراً للشروع في الهجوم على مؤدي صلاة العصر غير أنّ القوى الأمنية أطبقت عليه وأحبطت مخططه الإرهابي.
وفي معرض تشديدها على فاعلية نهج الأمن الاستباقي في مكافحة الإرهاب ومخططاته، أكدت المصادر الاستمرار في تعزيز هذا النهج وتفعيله بالتعاون مع مختلف الأجهزة الأمنية سيما خلال هذه المرحلة الدقيقة التي قد يحاول فيها تنظيم «داعش» شنّ هكذا عمليات إرهابية للتخفيف من الضغط العسكري الذي يعانيه على مختلف جبهات القتال في المنطقة.