Site icon IMLebanon

واشنطن: خطوة كوريا الشمالية صفعة في وجه المجتمع الدولي

أعلنت الولايات المتحدة أن ما تفعله كوريا الشمالية صفعة على وجه المجتمع الدولي، وأن مجلس الأمن سيجري خلال هذا الأسبوع نقاشاً حول مشروع قرار يفرض عقوبات جديدة على ذلك البلد على أن يُعرض للتصويت الإثنين المقبل حسب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، التي قالت «لم تكن الحرب يوماً هدفاً للولايات المتحدة، ولا نريدها اليوم أيضاً، لكن صبر بلادنا له حدود».

هايلي التي اعتبرت أن ما فعلته كوريا الشمالية «صفعة» على وجه المجتمع الدولي برمّته، أضافت «وحدها العقوبات القوية كفيلة بحل هذه الأزمة بشكل ديبلوماسي».

ويتوقع أن تقدم واشنطن مشروع عقوبات جديدة لمجلس الأمن. وتؤيد فرنسا وبريطانيا واليابان فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية، فيما لم يتضح بعد موقفا الصين وروسيا.

وقال السفير الروسي في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا بعد الاجتماع «سنرى على ماذا ينطوي مشروع القرار»، لكن «العقوبات وحدها لن تُساعد في التوصل إلى حل، ولست متأكداً من أنها ستؤثر على الطرف الآخر».

ولم يُعرف أيضاً ما هو موقف الصين، الحليف الأكبر لكوريا الشمالية، من فرض حزمة ثامنة من العقوبات الدولية على بيونغ يانغ، علماً أن بكين صوتت في الخامس من آب الماضي إلى جانب الدول الأربع عشرة الأخرى الأعضاء، على إقرار عقوبات قاسية ضدها.

ورأت الصين وروسيا أن الأزمة مع كوريا الشمالية ينبغي أن تُحلّ بشكل سلمي، بحسب ما أعلن مندوبا البلدين في مجلس الأمن الدولي، من دون الحديث عن اتخاذ إجراءات جديدة ضد بيونغ يانغ.

وقال سفير الصين في مجلس الأمن لو جيي «ندعو كوريا الشمالية إلى الحوار».

وأضاف في الجلسة الطارئة لمجلس الأمن حول كوريا الشمالية «بفضل الحوار، يمكننا أن نتوصل إلى جعل شبه الجزيرة الكورية منطقة منزوعة السلاح النووي».

والصين هي الداعم الأول لكوريا الشمالية، ووجهة 90 في المئة من صادراتها.

وقال المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا إن بلاده «تدعو كل الأطراف إلى الحوار واستئناف المفاوضات». وأضاف «ليس هناك حل عسكري»، مشدداً في الوقت نفسه على أن كوريا الشمالية تعاملت «بازدراء» مع القرارات الدولية.

وشدد على «ضرورة الحفاظ على الهدوء» و«عدم الانجرار للمشاعر، والعمل بشكل هادئ ومتوازن» في ما يبدو أنه تلميح إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي توعّد كوريا الشمالية في الأسابيع الماضية «بالنار والغضب».

ولم تحدد الولايات المتحدة ما هي المجالات التي يمكن أن تشملها العقوبات الجديدة.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هايلي «طفح الكيل»، داعية إلى اتخاذ «أقوى الإجراءات الممكنة»، لأن «الوقت حان للكف عن أنصاف الحلول».

وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن المستشارة أنغيلا ميركل والرئيس الأميركي دونالد ترامب نددا في اتصال هاتفي بالتجربة النووية الكورية الشمالية وطالبا الأمم المتحدة بالموافقة سريعاً على عقوبات مشددة على بيونغ يانغ.

وقال شتيفن زايبرت في بيان «يرى الإثنان أن تجربة قنبلة هيدروجينية تصعيد غير مقبول من نظام كوريا الشمالية». وتابع قائلاً «ترى المستشارة الألمانية والرئيس الأميركي أنه ينبغي للمجتمع الدولي مواصلة الضغط على النظام في كوريا الشمالية، وأنه ينبغي لمجلس الأمن المسارعة بإقرار عقوبات جديدة ومشددة».

وأوضح أن ميركل أبلغت ترامب أن ألمانيا ستضغط على الاتحاد الأوروبي من أجل عقوبات أشد ضد بيونغ يانغ، مضيفاً «الهدف هو إثناء كوريا الشمالية عن انتهاكاتها للقانون الدولي وتحقيق حل سلمي للصراع».

ويقول ديبلوماسيون إن الولايات المتحدة لديها حزمة من العقوبات التي يمكن أن تقترحها على الأمم المتحدة، لكن الأمر يتطلب مبادرة من الصين.

ومن هذه العقوبات طرد الرعايا الكوريين الشماليين الذين يؤمنون مصدر دخل كبير لبيونغ يانغ، أو عقوبات تستهدف قطاع النسيج أو النفط.

وكانت العقوبات الأخيرة التي فُرضت في مطلع آب نالت إجماعاً في مجلس الأمن، وذلك إثر مفاوضات شاقة بين واشنطن وبكين استغرقت شهراً.

وشدد عدد من الأعضاء في مجلس الأمن الإثنين على «ضرورة» أن يصدر عن المجتمع الدولي رد بعد التجربة النووية الجديدة التي أجرتها بيونغ يانغ الأحد.

ويمكن أن تكون بيونغ يانغ باتت تتمتع بقدرة على وضع قنبلة نووية على صواريخها العابرة للقارات بحيث يمكن أن تصيب الولايات المتحدة، لكن الدول الغربية ليست متأكدة من ذلك بعد.

ويدرس مجلس الأمن مسألة العقوبات الجديدة في الوقت الذي يبدو أن نظام كيم جونغ أون يستعد لتجربة باليستية جديدة.

وسعياً لكبح التصعيد بين الأميركيين والكوريين الشماليين، اقترحت روسيا والصين عرضاً يقضي أن توقف بيونغ يانغ برامجها مقابل أن توقف الولايات المتحدة مناوراتها المشتركة مع كوريا الجنوبية.

لكن نيكي هايلي رفضت هذا الاقتراح وقالت «لا يمكن أن نتهاون» فيما النظام في كوريا الشمالية «لا يسعى سوى للحرب».

وإزاء التجربة النووية التي تشكّل تحديّاً جديداً للمجتمع الدولي، اتفق الرئيسان الأميركي والكوري الجنوبي مون جاي-أن على رفع سقف القدرة الصاروخية لكوريا الجنوبية.

وكان يسمح لسيول سابقاً حيازة صواريخ بالستية لا يزيد وزن رأسها الحربي عن 500 كيلوغرام، وفق اتفاق ثنائي مع الولايات المتحدة.

وأعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أنها تعزز من دفاعاتها الوطنية، عبر وسائل عدة من بينها نشر المزيد من الأنظمة الأميركية الدفاعية المضادة للصواريخ المعروفة باسم «ثاد»، والتي تثير استياء الصين.

والأحد، حذّرت الولايات المتحدة بيونغ يانغ من «هجوم عسكري واسع»، مشددة في الوقت نفسه على أنها لا تنوي «القضاء التام» على كوريا الشمالية.(أ ف ب، رويترز)