توافقا على تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية وتشجيع الشركات للاستثمار في البنى التحتية والغاز
لقاء بوتين ــــ الحريري: التزام روسي باستقرار لبنان
نجحت زيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لروسيا، والتي تُوّجت أمس بلقاء مع الرئيس فلاديمير بوتين، في تحقيق أهدافها، وفي مقدّمها ترسيخ مظلّة الأمان الدولية لحماية استقرار لبنان وتحييده في مرحلة شديدة الحساسية تُرسّم خلالها حدود الأدوار الإقليمية والدولية، فيما لمس رئيس الحكومة التزاماً روسياً بدعم المؤتمرات الثلاثة التي أعلن عنها من باريس، أي مؤتمر «باريس 4» ومؤتمر دعم النازحين و«روما 2» لتعزيز القوات المسلحة.
فبعد البيت الأبيض والإليزيه، حيث ركَّز على هذا العنوان، أكد الرئيس الحريري من سوتشي، المقرّ الصيفي للرئاسة الروسية، دعم الرئيس بوتين «الكبير» لتحييد لبنان خصوصاً أنّ الأخير «تمكّن من أن يحمي نفسه من كل التداعيات التي حصلت من حوله».
وشدّد الحريري بعد اللقاء الذي استمرّ ساعة وربع الساعة على التوافق بين الجانبَين حول «أمور كثيرة» وإن كان التركيز «بالنسبة إليّ على سبل تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين». جاء ذلك بعد تنويه من الرئيس الروسي خلال ترحيبه برئيس الحكومة بـ«التوجّه الإيجابي لزيادة ميزان التبادل
التجاري بين البلدَين»، واصفاً اللقاء مع الحريري بـ«الفرصة لأتحدث معه حول أوضاع المنطقة وداخل لبنان وفي الدول المجاورة».
كما تطرّق اللقاء إلى ملفّ تسليح الجيش والقوى الأمنية وكيفية مساعدة لبنان عسكرياً، كما قال الرئيس الحريري، و«سبل تطوير هذه العلاقة لتسهيل شراء بعض المعدّات الروسية بشكل يكون فيه للبنان خط اعتماد في ما يتعلّق بهذا الموضوع». أضاف: «نحاول أن نبني القوى المسلحة والقوى الأمنية اللبنانية وقد تحدّثنا عن ذلك بشكل مطوّل مع الرئيس بوتين».
أما الملف الاقتصادي فنال حيّزاً أساسياً من اللقاء حيث جرى التركيز على تشجيع الاستثمارات الروسية في لبنان، وعلى أن يكون الأخير محطة لإعادة إعمار سوريا. وأكد الرئيس الحريري أنّه يتطلّع إلى الشركات الروسية «لكي تستثمر في عدة مشاريع في لبنان»، مشيراً إلى شركات لديها مشاريع في تنقيب الغاز «ولديها فرص حقيقية للنجاح»، مشجّعاً كل الشركات الروسية «على المجيء إلى لبنان وقد وضعنا أيضاً خطة للاستثمار في البنى التحتية ونشجّع الشركات الروسية للاستثمار فيها».
أما في ما يتعلّق بإعادة إعمار سوريا فأكد الحريري أنّ لبنان «يشكّل محطة لهذا الموضوع، فهناك مرفأ طرابلس وخطة للسكك الحديد ومطارات يمكن إنشاؤها، وإلى أن ينتهي الحل السياسي في سوريا قد يكون لبنان محطة لإعادة إعمار سوريا».