IMLebanon

الحريري في الإليزيه غداً

تسارعت خطوات «العودة» بعدما شغلت لبنان والعالم واحتلت صدارة المتابعات على الشاشات والوكالات والصحافة المحلية والعربية والأجنبية، لتغادر بالأمس جادة الشك والتشكيك نحو برّ الجزم واليقين على وقع إعلان الرئاسة الفرنسية مساءً أنّ الرئيس سعد الحريري سيكون غداً في باريس حيث سيستقبله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه.

وكان الحريري قد استقبل أمس في دارته في الرياض وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لو دريان الذي وصف اللقاء بـ«الودي» مؤكداً في تغريدة أنّ الحريري سيكون قريباً في باريس تلبيةً لدعوة ماكرون، في حين نقلت وكالة «أ ف ب» عن لو دريان قوله إنّ «الرئيس الحريري قَبِل دعوة الرئيس الفرنسي لزيارة باريس وسيتوجه إليها مع أسرته»، مضيفاً: «سيأتي وقد أُبلغ (ولي العهد السعودي) الأمير (محمد بن سلمان) بهذا الأمر». ورداً على سؤال أجاب الوزير الفرنسي: «برنامج عمل الحريري يعود إليه وحده».

توازياً، أعلنت الخارجية الروسية أمس أنّ موسكو تجري اتصالات مع الرئيس الحريري عبر سفارتها في الرياض، مشيرةً على لسان المتحدثة باسمها ماريا زاخاروفا إلى أنّ الحريري كان قد التقى في العاصمة السعودية عدداً من الديبلوماسيين الأجانب ومن بينهم السفير الروسي لدى المملكة، وأضافت: «لبنان يشهد حالياً توحيد المجتمع حيث تُعرب القوى السياسية والطائفية المختلفة عن تمسكها بسيادة دولتها (…) وموسكو تعارض بشدة أي تدخل خارجي في شؤون لبنان»، مشيرةً إلى أنّ «موقف روسيا يظل ثابتاً في دعم حل اللبنانيين جميع المسائل المطروحة على أجندتهم الوطنية، ومعارضة أي تدخل خارجي يُهدد بنسف توازن القوى السياسية والطائفية القائم في لبنان»، مع تنويهها بكون الاستقرار اللبناني «تعزّز بشكل ملحوظ منذ تجاوز الفراغ الرئاسي وتشكيل الحكومة الائتلافية برئاسة الحريري».

عون: انتهاء الأزمة بسلام

وفي لبنان، لاحظ رئيس الجمهورية ميشال عون أمس أنّ الأزمة الوطنية التي نشأت عن غياب الرئيس الحريري وجدت مدخلها نحو الحل مع قبوله دعوة الرئيس الفرنسي لزيارة باريس، وقال: «حرصنا على التدرّج بمعالجتنا للأزمة والحمد لله يبدو أنّ الأمر سينتهي على سلام»، موضحاً خلال استقباله مجلسي نقابتي الصحافة والمحررين أنه ينتظر عودة الحريري إلى بيروت للبحث معه في مسألة استقالته التي لم تُقبل حتى الآن «وعندها يقرر ما إذا كان يريد الاستقالة أو الاستمرار في رئاسة الحكومة». ورداً على سؤال، لفت عون الانتباه إلى أنّ «حكومة تصريف الأعمال يمكن أن تجتمع وتتخذ قرارات إذا ما طرأت ظروف استثنائية»، مضيفاً: «لا تخافوا لن يكون هناك أي حل مقفل أمامنا وكل شيء سيكون قانونياً».

دريان: العلاقة متجذرة مع المملكة

تزامناً، وأثناء استكماله مروحة الاستقبالات الوطنية في دار الفتوى، برز تأكيد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أمس أنّ «العلاقة بين لبنان والمملكة العربية السعودية هي علاقة متينة ومتجذرة منذ استقلال لبنان»، مشدداً على ضرورة المحافظة على هذه العلاقة «وصونها وتحصينها وتعزيزها مهما كانت الظروف التي يمرّ بها لبنان الذي هو بحاجة إلى مساعدة كل إخوانه العرب وفي مقدمتهم السعودية لحل الأزمة التي يعيشها بعد استقالة الرئيس سعد الحريري والتمعّن في مضمون الاستقالة»، ودعا دريان في هذا السياق إلى «التروي والهدوء والحكمة والتبصر والبحث بجدية في أسباب استقالة الرئيس الحريري بعيداً عن المواقف والتصريحات المُتشنجة التي لا تخدم وحدة لبنان وأمنه واستقراره».

.. واسمه مُكرّماً في بيروت

أعلنت دائرة العلاقات العامة في بلدية العاصمة في بيان أنّ المجلس البلدي لمدينة بيروت، وفي جلسته التي انعقدت مساء أمس برئاسة المهندس جمال عيتاني «قرر بالإجماع إطلاق اسم دولة رئيس مجلس الوزراء السيد سعد الحريري على أحد شوارع مدينة بيروت».