عبّر لبنان الرسمي بالأمس عن تضامنه التام مع مصر والوقوف إلى جانبها قيادةً وشعباً في مواجهة الإرهاب. وبينما أبرق كل من رئيسي الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لإدانة جريمة العريش الإرهابية، برز في السياق عينه اتصال رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بالسيسي مستنكراً الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مسجد الروضة في شمال سيناء ومعزياً بالضحايا الذين سقطوا جراءه.
وأدان الرئيس الحريري «هذا الاعتداء الإجرامي الذي استهدف مصلين أبرياء يوم الجمعة المبارك»، معتبراً أنه «يعبّر عن مدى الحقد والكراهية التي بلغتها أساليب التنظيمات الإرهابية في تدمير المجتمعات العربية والإسلامية»، وقال: «لقد كشفت هذه الاعتداءات زيف التستر وراء الدين لارتكاب أبشع الجرائم بحق الأبرياء، وهي اعتداءات تستدعي التأكيد من جديد على وجوب تضافر كل الجهود لاقتلاع الإرهاب من جذوره وحماية الإسلام والمسلمين من العابثين بأمنهم ودينهم وسلامة أوطانهم». وأضاف: «إننا نكرر إدانتنا الشديدة لهذه الجريمة الإرهابية ونؤكد وقوفنا إلى جانب أشقائنا في جمهورية مصر العربية ونعبّر عن تضامننا القوي مع مصر الشقيقة رئيساً وحكومةً وشعباً في الجهود والمساعي التي تبذلها لمحاربة هذه التنظيمات الإرهابية ونتقدم من ذوي الشهداء بأحر التعازي القلبية سائلين الله سبحانه وتعالى أن يحمي مصر ويردّ عنها كل المخاطر».
بدوره، أبرق رئيس الجمهورية إلى نظيره المصري مديناً «الجريمة الإرهابية التي ذهب ضحيتها مئات القتلى والجرحى»، ولفت إلى أنّ «هذا العمل الجبان الذي استهدف مواطنين لجأوا إلى مركز عبادة، يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنّ الإرهاب لا يعترف بالأديان السماوية، وأنه يؤمن فقط بالإجرام والقتل بعد أن حاول إيهام الناس بأنه يدافع عن الإسلام، فيما عمد فعلياً إلى تشويه صورته واضطهاد الديانات الأخرى»، وقال عون: «إنني، إذ أدين بشدة، باسمي وباسم الشعب اللبناني، هذا العمل الإرهابي الشنيع، أسأل الله أن يرحم الشهداء الذين سقطوا وأن يمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل، وأجدد وقوف لبنان إلى جانب مصر وقيادتها وشعبها لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه أينما وجد».
كذلك، أبرق بري معزياً إلى كل من السيسي ورئيس مجلس النواب المصري علي عبد العال، مشدداً في برقيته للرئيس المصري على أنّ «هذه المذبحة مُدانة وتمثل واحدة من أعلى درجات الجريمة المنظمة التي استهدفت مصر وتستهدف مثيلاتها على مستوى أقطارنا العربية من دون أن يردعها وازع قدسية المكان، وهي سبق أن استهدفت الكنائس والنسيج الوطني في بلدكم العزيز، كما استهدفت مقامات وأسواقاً وتحشدات شعبية، الأمر الذي يستدعي أعلى درجات التنسيق بين المستويات الأمنية في بلادنا لأنّ هذا الإرهاب الواحد يتطلب مواجهة موحدة والعمل لتجفيف موارده ومصادره واستكمال الانتصارات على مخططاته، سائلين الله لمصر العزيزة القوة والمنعة وأن يسدد خطاكم لتحقيق النصر على مخططات الإرهاب والجريمة». كما توجه في البرقية الثانية إلى نظيره المصري بالقول: «نقدّم العزاء الشديد لكم وللزملاء في مجلسكم الكريم ومن خلالكم لذوي الشهداء، وندين ونستنكر هذا العمل الإجرامي المنظّم ومن خطط ونفذ عرس الدم هذا، ونؤكد على ضرورة التنسيق بين أقطارنا لكبح جميع مظاهر الإرهاب وتجفيف مصادره وموارده».